“…أولست أعلمَ مني بذلك الشيء… يا ذا العيون الذهبية؟”
خطوة، خطوة، خطوة
روبين تراجع في هلع، أخذ بضع خطوات سريعة إلى الخلف حتى اصطدم بنخلة، عيناه مفتوحتان على آخرهما وكأنه فانٍ رأى شبحًا!
“ما الخطب؟ هل الأمر مفاجئ جدًا أني أعرف بشأن أصل عينك؟ هل تعتقد أنك تعيش في الكون لوحدك؟ أنه باحة أبيك الخلفية؟!”
العجوز الأعمى قهقه بسخرية، “أسوأ أنواع الغطرسة هو الاعتقاد بأنك تعرف شيئًا يجهله الجميع!”
“الأمر ليس كذلك، أنا فقط…” روبين حاول تمالك نفسه، استعادة رباطة جأشه كإمبراطور كوكبي مئوي، لكنه فشل.
كلمات العجوز الأعمى لم تُشِر إلى أصل العين الذهبية فقط، بل أخبره أنه يعرف بشأن مصدر الخطر أكثر من الجميع، مشيرًا إلى العين… هل يتكلم عن المستبصر؟ أهو ذلك الخطر؟!
“يبدو أن صاحبك لم يُطلعك على الكثير.”
ابتسامة العجوز البشعة ازدادت، “لكن هذا متوقع، هو لم يُطلع بقية ضحاياه أيضًا.”
“ضحاياه؟ هل تقصد المرشـ…”
روبين أراد لفظ كلمة “المرشحين”، الأشخاص الذين سبقوه وكانوا في نفس حالته، يستلمون المهام، لكنه خاف من نطق الكلمة.
المستبصر حذّره بشدة، وبشكل مباشر للغاية، ألا ينطق بكلمة عنه. الخوف تغلغل فيه، إلى نخاعه، حتى أصبحت كلمة “مرشح” نفسها صعبة النطق.
“همم؟”
العجوز الأعمى عقد حاجبيه بشدة وأخذ بضع خطوات نحوه،
“أنت تعرف عن المرشحين من قبل إذًا، لكن لا يمكنك لفظها للنهاية؟ هل أخبرك بأشياء ثم هدّدك؟ مذهل. هذه أول مرة أقابل حالة كهذه.”
حتى وصل إلى مسافة قدم من روبين، “ما الذي يجعلك مميزًا؟”
“….”
روبين ابتلع ريقه بشدة، “…ما الذي تعرفه عنه؟”
“…لهذه الدرجة كان التهديد قاسيًا، هاه؟” العجوز قهقه ثم أدار وجهه وابتعد بضع خطوات، “حسنًا، لا بأس. لن أضغط عليك. لا أريد أن أضرّ بتلميذي في يومه الأول.”
ثم توقف،
“قبل أي شيء، ما كان الاسم الذي أعطاه لك؟ دعني أخمّن… المستبصر؟”
“……”
روبين ابتلع ريقه بقوة، عيناه ترتعشان. توقُّع العجوز صحيح، لكن كلماته تحمل معنى خفيًا بداخلها.
“سآخذ ردّ فعلك على أن تخميني صحيح.”
العجوز قهقه بلطف،
“كان هنالك مرشحو حقيقة مزيفون قبلك، ذوو عيون ذهبية، ذكروا اسم المستبصر. هذا كان اسمه بالنسبة لهم. لمرشّحي السببية يقول إن اسمه ‘قادر’، لمرشّحي الهوية يقول إنه ‘العارف’، وهكذا~ يوهم كل واحد فيهم بأنه القمّة المطلقة في ذلك القانون بالذات.”
“…وما هي الحقيقة بالضبط؟” بصوت منخفض ومتردد، سأل روبين.
“كلهم صِحاح.”
العجوز لوّح بيده بلا اهتمام،
“هو فعلاً المستبصر لمختاري الحقيقة، و’قادر’ لمرشّحي السببية. هو يملك مفاتيح القمّة لكل شيء.”
ثم تنهد،
“ألم تذكر كلامي عن أنه بخلاف الحقيقة، كل قانون سيادي كان له أكثر من خمسة مستخدمين؟ أكثر من نصفهم ظهروا من ذوي الأطراف الذهبية. معظمهم جُنّدوا له، مرشّحين أرسلهم لمهامهم.”
“اثنان فقط من القوانين السيادية لم يتمكن أبدًا من إرسال مرشّحين لهم: مختار حقيقة عظيم، واحد حقيقي، فهؤلاء لا يمكن تدريبهم ولا إعطاؤهم القوانين على الجاهز. عليهم أن يجدوا طريقهم بأنفسهم. وطبعًا لم يُرسل أحد من القانون السيادي الثامن.”
ثم أطلق زفيرًا طويلًا،
“لكن بعدما لاحظت قدراتك ورأيت عينيك تلمعان بالذهبي، عرفتُ أنه سدّ إحدى ثغراته. المختار السادس الحقيقي أصبح مرشحًا له… يا للخسارة.”
“…من هو بالضبط؟ ولماذا تعرف بشأنه؟” روبين سأل بتردد، السؤال كان يأكله من الداخل منذ قرون، كما أنه لا يُعدّ إفصاحًا عن حقيقته… مجرد سؤال!
العجوز هزّ رأسه،
“هو من قال إنه هو. تقريبًا كل قوة بمكانة إمبراطورية ألفية في الكون – أو أعلى – لديها سجلات مقتطفة عنه وعن تاريخ اعماله خلال ما يقارب المئة مليون عام الماضية.
كل ما يعرفونه عنه هو مرشّحوه ومهامهم. ففي النهاية، الكلمات تناثرت من خلال أفواه المرشحين عن ذلك الوجود، وربما بعض الأشياء التي أفصح لهم عنها… كأسمائه السبعة المصطنعة.
لكنهم لا يعرفون اسمه الحقيقي، ولا يعرفون هدفه.”
روبين عقد حاجبيه ونظر للأسفل.
المرشحون هم من أفصحوا عنه؟ هذا قابل للتصديق.
هو أفصح عن اسم “المستبصر” لكل جنرالاته أثناء وبعد حرب غرينلاند، حكى لجابا كل شيء عنه، بينما ميلا رأته بأم عينها.
لكن كل ما قاله عنه هو اسمه، وحقيقة أنه أرسله في مهمة نيهاري، وأن عليه حمايتها وتلك الأشياء… هذا يتماشى مع ما يقوله العجوز.
“…ربما هو أكثر من واحد؟ ربما المستبصر غير ‘قادر’، غير ‘العارف’؟ ربما متنافسون من نوعٍ ما؟” روبين تمتم.
“لا أعتقد ذلك. مع أني لم أره شخصيًا من قبل، إلا أن كل ذوي الشأن في الكون متأكدون: نفس الشخص. فالهدف من كل المهام واحد، طريقة الانتقاء واحدة، كل شيء متشابه جدًا لتكون صدفة.”
العجوز لوّح بلطف،
“ثانيًا، حتى لو تبعنا ظنك، فهم أعوان وليسوا خصومًا أو متنافسين. وإلا لحاولوا تخريب أعمال بعضهم، لكن التاريخ يقول العكس. كل المهام التي اكتشفوها تؤدي لنفس الغرض، والمرشحون تفصل بينهم مئات الآلاف أو ملايين السنين، و مهامهم لا تتداخل ابداً!”
القوة تخلّت عن جسد روبين، الشدّة التي كانت تسيطر عليه تحولت إلى استرخاء ثم ضعف… مع أنه على علم بمعظم ما يُقال، إلا أن الاستماع لها من وجهة نظر بشر عاديين مثله جعله حتى هو يرتعد من ذلك الكيان.
ثم فجأة بدا وكأنه تذكّر شيئًا،
“لحظة…”
رفع رأسه بسرعة ناظرًا نحو العجوز الأعمى،
“يقولون؟ لا يعرفون؟ اكتشفوا؟ أنت تتكلم طوال الوقت بلسان القوى على مستوى إمبراطورية ألفية… ماذا عنك أنت؟”
“هيه هيه هيه.”
العجوز الأعمى هزّ رأسه ضاحكًا،
“ربما أعرف شيئًا أو شيئين زيادة.”
ثم رفع رأسه ليواجه البحر،
“كل من يعرفون عن الحزام العتيق لديهم فكرة عمّا يحاول ذلك الشخص فعله.”
================
لدعم هذا العمل مادياً:
باي بال: paypal.me/eslam997
تحويل فيزا مباشر بنك الراجحي داخل السعودية:
معاذ خلف عواض الثبيتي
SA55 8000 0327 60801624 0281
اي محفظة كاش مصر: 01020451397
بايير: P1017229514
بينانس أي دي : 39853995
سعر الفصل الطبيعي 5$
سعر الفصل بعد يوم 20 من كل شهر 10$
سعر الفصل بعد الوصول لـ 70 فصل شهرياً 10$
~~~~
لدعم هذا العمل معنوياً لا تنس التعليق و الدعاء
~~~~~~~
الموقع القديم لمشاهدة الفصول القديمة:
novelxs.com/novel/lord-of-the-truth
~~~~~~
سيرفر ديسكورد لرؤية صور الشخصيات و متابعة مواعيد نزول الفصل:
https://discord.gg/AxDFN6uVTE
======
فصول الشهر 80/16
اخيرا تم ذكر ميلا بعد 1000 فصل من النسيان
ميلا ماتت علشان شافت المستبصر وهى مش من مرشحيه شيت.
المستبصر من الحزام العتيق قلتها قبل كدا.
المستبصر معاه ال 7 قوانين سيادية والى واحد منهم فدرجه خامسه يسحق طاغوت قلتها قبل كدا ولكن فى ناس قالتلى أنه غريم هيلين !! او غريم ابوها !!
كنت يأست
شكرآ كبير على الفصل ياابا احمد شافاك الله وغفر الله لوالدك
شكرا على الفصل
شكرا علي مجهودك
يسلمووو على الفصل
شكرا علي الفصل
الله يهديك و يغفر لك ويرحم والدك وجميع موتي المسلمين و يشفي جميع مرضى المسلمين و يساعد المستضعفين من المسلمين
ياساتر شكرا زيوووس
اوه لاالاا لاا
شكراً على الفصل وكل عام وكلنا بخير 🤍🌹
العجوز ابن الصرمة ده غامض اكتر من المستبصر