*سووووش*

اول الواصلين داخل الصالة المغطاة كان أليكساندر، بعد دخوله مباشرةً وقف مكانه مذهولاً و هو يرى الـ 5500 جندي الذين جمعهم قبل مغادرته ما يزالوا واقفين اماكنهم مُغلقين اعينهم و كأنهم يحلمون، و حولهم غلاف شفاف يشبه القبة يحيطهم من كل جانب

*باام* *باام*

ثم رأى تجسيد الحكيم جوليان العملاق و هو يتقدم بطاعة إلى حيث كان كما امر معاليه

“توقف يا جوليان، ستسحق زملائك بهذا الشكل!!” صاح أليكساندر عندما لاحظ ان العملاق على وشك الدوس على فوق الجنود، لكن في اللحظة التي لمست فيها قدم العملاق القبة الذهبية تلاشت اقدامه و تحولت إلى طاقة صافية تغزي القبة، ثم اكمل العملاق *مشيه* فوق القبة و كأنه يطفو حتى وصل لمنتصفها ثم استقر مكانه في وقفة عسكرية

“هذا..” ظل أليكساندر يذهب مذهولاً للأعلى لبضع ثوانٍ اخرى، قبل ان يطلق تنهيدة طويلة و يهز رأسه، ثم تقدم بضع خطوات نحو روبين و اعطى انحناءة كاملة، ” مبارك له معاليك على هذا الانجاز منقطع النظير، كان قلقي حول ضعف أباطرة إمبراطورية البداية الحقيقية في غير محله، طالما معاليك موجود فنحن لن نسقط ابداً.”

“هاها هذا سابق لأوانه، ما تزال هذه تجربة مبدئية.” ضحك روبين بفخر و هو ينظر نحو العملاق، ثم حول نظره نحو أليكساندر، “ثانياً أتعتقد اني سأنجح في صنع اسياد حرب و لن انجح في حل مشكلة الاباطرة؟ لا تقلق، انها مسئلة وقت لا اكثر قبل ان اجد طريقة لحل مشكلة نقل الطاقة لدى الاباطرة.”

“اسياد حرب؟ أتقصد…” فرد أليكساندر ظهره و نظر مجدداً نحو العملاق

“إنن، لقد إستلهمت الفكرة عندما رأيت طريقة صنع اسياد الحرب، مع ان العملية مختلفة بشكل كلي إلا انه يمكن القول ان الفكرة الاساسية واحدة الا و هى جمع قوة عدد كبير من الجنود لتشكيل شئ اقوى.” كتف روبين يديه حول صدره و عاد للنظر نحو العملاق، ” سيد الحرب هذا لم يتشكل عن طريق مساعدة روح الكوكب او بطريقة تضر بالطاقة الطبيعية بأي شكل و ايضاً لم يتم إيذاء الجنود بأي شئ اثناء تشكيله. لقد قمت بإبتكار مصفوفة هائلة الحجم لربط طاقة عدد كبير من الاهداف و قمت بتقسيم هذه المصفوفة إلى قطع صغيرة و رسمها على الجنود، مثلاً عدد من القديسين لديهم جزء من المصفوفة التي تجمع الطاقة لتشكيل الساق اليمنى مثلاً، و بعض الحكماء لديهم الجزء الخاص بتجسيد العظام و اخرون لديهم مهمة تجسيد اوردة نقل الطاقة! كل شئ في هذه المصفوفة محسوب حسابه بدقة و لا يوجد اي شئ ناقص او يزيد، ربما الشئ الوحيد الذي يمكن التخلص منه هو جزء صغير من احدى قوانين مسار الضوء لإعطاء هذا اللون الذهبي للطاقة بما انه اصبح علامة مميزة لجنود الإمبراطورية هاها”

ثم اشار روبين نحو وجه العملاق، “و هنا يأتي دور جوهرة التاج و هو الوشم الضخم على ظهر جوليان، انه قلب المصفوفة الذي يربط كل الاجزاء الاخرى حوله، كما ان فيه اجزاء مُستلهمة من تقنية الفرمان الإلهي و التي عدلت عليها لتصنع هيئة بشرية على شكل صاحب وشم قلب المصفوفة، و جزء اخر من الوشم يسمح لوعي صاحب وشم قلب المصفوفة بالتمدد خارج جسده للسيطرة على ناتج كل هذا.. السيطرة على سيد الحرب المصنوع من طاقة 5000 قديس و 500 حكيم، بقوة اجمالية تساوي امبراطور يمكنه تسيد المستويات المتوسطة، لا احد تحت المستوى 48 يمكنه الوقوف امامه!!”

“مذهل…” رفع أليكساندر رأسه مجدداً و نظر نحو سيد الحرب بنظرة حالمة، يفكر بكل الطريق التي يمكنه استخدامه بها في المعارك القادمة

بحلول الان قد وصل جابا و العفريت للصالة ايضاً، العفريت اكتفى بالنظر نحو سيد الحرب بملامح مبهمة، لم يستطع احد تحديد كيف يشعر الان

لكن جابا لم يكن بنفس التهذيب، “إذاً ما هى عيوبه؟”

“…ألا يمكنني صنع شئ خالٍ من العيوب؟ اين ثقتك بمعلمك؟” هز روبين رأسه بإبتسامة محرجة

“…اجل هنالك عيوب بالتأكيد.” اومئ جابا مرتين

“و ماذا إن كان هنالك عيوب يا طويل اللسان، هذا نموذج مبدئي!” تقدم روبين نحو تلميذه و صفعه صفعة خفيفة على مؤخرة رأسه، “من تحسبني حتى اصنع شئ كهذا و يكون مثالي من اول مرة؟”

ثم اشار بيد نحو سيد الحرب و باليد الاخرى وضعها اسفل ذقنه، ” هنالك اشياء لاحظتها اثناء اعداد المصفوفة لكن كان علي التأكيد من انها تعمل اولاً و بعدها ابحث حلول للمشاكل… مثلاً انظر للجنود اسفل سيد الحرب، انهم في حالة استرخاء تام و لا يمكنهم الدفاع عن انفسهم او حتى الهرب، مع اني خصصت جزء من المصفوفة لحمايتهم بقبة من الطاقة يمكنها تحمل حصار هجمات من اشخاص حتى قمة مستوى حكيم، إلا انه لو شخص واحد بمستوى امبراطور هاجمهم بضع مرات سيقتلهم جميعاً.”

ثم بدأ يأخذ بضع خطوات للأمام نحو الكتيبة الصغيرة وهو تمتم، ” ثانياً كم حكيم و كم قديس نملك حالياً في جيشنا؟”

“……”

بعد صمت طويل نظر روبين خلفه، ” هذا ليس سؤال مقالي، فليجبني احد..”

“اوه! اسمح لي بالرد إذاً.” تقدم أليكساندر، “في البداية الحرب كنا نملك تقريباً 200 الف قديس و 15 الف حكيم، اما حالياً و بعد 10 سنوات تقريباً، اصبح لدينا على ظهر جرينلاند 800 الف قديس و 35 الف حكيم. و في كوكب يورا مع ان العدد الاجمالي لمستخدمي القوانين في قارات العناصر الاربعة وصل 5.5 مليون تقريباً إلا ان معظمهم ما يزال فرسان، اما اعداد القديسين و الحكماء هنالك فهى تقريباً 300 الف و 15 الف على الترتيب.”

“همم إذاً من الامن القول ان لدينا تقريباً 1.1 مليون قديس و 50 الف حكيم تقريباً؟ ليس ليس سئ جداً…” فرك روبين ذقنه و عاود النظر نحو العملاق
إبتسم أليكساندر و هز رأسه لم يعرف ماذا يقول… اكثر من مليون قديس و 50 الف حكيم *ليس سئ* فحسب؟ حاول أليكساندر ان يقول شئ كمقارنة سريعة بين حالة تقدم قوات كوكب يورا قبل و بعد سيطرة البداية الحقيقية، لكنه شعر بالخجل ان يذكر حالتهم قبل مجئ معاليه حتى، و كل هذا التقدم حصل خلال اقل من 15 عام!

اطلق ألسكاندر تنهيدة طويلة عندما استرجع ذكريات الماضي القريب… لو اخبره احد قبل 15 عام انه سيتم تصيبه حاكم على تمتد سلطته لكوكبين و سيكون لديه سُلطة لتحريك ملايين القديسين و الحكماء لكان قتله فوراً ظناً كمخ أنه يعبث معه!

بعد بضع ثوانٍ هز روبين رأسه، “خمسون الف حكيم يعني انهم يكفوا لعمل مئة سيد حرب فقط، هذا ليس كافٍ.”

“مُعلمي، لا تنس ان اسياد الحرب سيكونوا كلهم في قمة المستويات الوسطى اي المستوى 47 تقريباً، مئة امبراطور متوسط سيكفوا لدخول اي معركة!” ذكَر جابا مبتهجاً، امل حماية نيهاري بدأت يتجدد في عينيه

هز روبين رأسه، ” ليسوا كافين، نحن لا نعرف بعد قوة اعدائنا الكلية…”

أليكساندر تدخل بسرعة، “اسمح لي بقول كلمة هنا معاليك، لا يمكننا تقييد كل الحكماء في مصفوفات كهذه إلا ان كنت تنوي دخول بالمعارك بأسياد الحرب فقط.”
انتظر روبين قليلاً ثم اومئ، “معك حقك، استخدام اسياد الحرب فقط ليس منطقي و غير مفيد، فائدتهم هى ايقاف قادة العدو، لا يمكننا السماح بإرسال مئة سيد حرب فقط و تركهم يعوموا وسط جيش من ملايين الاعداء بمفردهم بل يجب ان يكون هنالك جيش اسفله ينتشر و يسيطر على الارض في نفس الوقت. مئة سيد حرب لن يتمكنوا من فعل شئ في كوكب يحتوي مليارات الكائنات و لا ضد امبراطورية اخرى متمرسة في استعمار و تدمير الكواكب، يجب معاملتهم كسلاح اضافي يقوي الجيش الحالي و ليست إستبداله.”

“هذا رأيي ايضاً معاليك، لذا لو كنت تنوي استعمال كامل جيشك من الفرسان و بقية القديسين و خلافه، فيجب ان يكون هنالك عدد من الحكماء الاحرار معهم لمساعدتهم، لذا فمن الـ 50 الف المتاحين يجب ان يبقى 30 الف منهم احرار مع الجيش.”

ضرب روبين كف على كف، ” الان تبقى لنا 40 سيد حرب.” ثم نظر نحو جابا، ” هل ارتحت الان؟”

“………”

من Zeus

-+=