فوق بوابة مدينة يورا—

كأغلب مدن ذلك العصر، المدينة كان يحوطها سور ارتفاعه يقارب الـ 10 امتار و سُمكه 3 امتار يمكنه بسهولة صد المشاة العاديين، و حتى تحمل ضربات من اولائك في نطاق الفروسية، و بوابة المدينة كانت بطبيعة الحالة اكثر نقطة سُمكاً في الجدار

بعد اوامر روبين بالتجمع، لم يعرف ريتشارد و بقية الجينرالات اين عليهم ان يذهبوا، فالمدينة تحطوها هالة سلبية ازدادت قتامة بعد المعارك التي شهدتها الايام الماضية، و امام الاسوار الجنود في حالة اهتياج… فقرروا تثبيت خيمة مفتوحة فوق البوابة و الانتظار هناك.

“أيووو~~” إليزابيث ارجعت ظهرها للخلف حتى اصبح وجهها اللطيف مواجه للسماء، ” التعامل مع اولائك الجنود متــــــــعب!”

“إيلي، كيف يكون هذا ما تفكرين به الان؟ ألا يهمك ماذا حدث في قارة الشجرة المقدسة؟” إبتسمت فيكتوريا إبتسامة نادرة و هزت رأسها، “كلما حاولت التواصل مع احد الاشخاص الذين تركتهم في الإدارة هناك لا يرد.”

“لم يعد هنالك احد ليرد، هذا هو السبب!” مارتن بارنيت، المُساعد الاول لقيصر و المسؤول عن قوات اللهب في غيابه، أصر على اسنانه بقوة، “اعلم انه لم يكن علي ذلك لكني استخدم بوابة الفضاء الفورية و إختلست نظرة على عاصمة قارة اللهب لأرى ما حدث، لكن لم اجد العاصمة في مكانها، لم يكن هنالك سوا اثار حرق و دمار.”

“لا تقلق لا تقلق~ ربما تمكنت عائلتك من الهرب.” اظهرت إليزابيث ابتسامة خطفت بها قلوب الحضور، حتى مارتن نفسه هدأ قليلاً

لكنه مع ذلك حدق في وجهها لبضع ثوانٍ، ” لا افهمك.. ألست قلقة على عائلتك مثلي؟ ماذا عنك يا جينرال فيكتوريا؟ ماذا عنك ايها الحاكم أليكساندر؟ أهنالك شئ يفوتني هنا؟”

أليكساندر في هذه اللحظة كان واضع يديه خلف ظهره و يقف على حافة السور يراقب الجنود المهتاجين، ” نحن في حالة حرب، اشياء كهذه تحدث فإعتد عليها، لو هلعنا نحن فماذا سنترك للجنود؟ إستجمع شتات نفسك.”

اراد مارتن ان يرد بسرعة و يخبره انه بشري و طبيعي ان يقلق على عائلته، لكنه اوقف نفسه عندما رأى أليكساندر يعصر يده عصراً، فتنهد و سكت…

لقد نفسي ان أليكساندر لديه عائلة كبيرة مكونة من عدة زوجات و عشرات الاطفال، مع ان جميعهم في جرينلاند، إلا ان ما يحصل هنا ادخل الشك في قلوب الجميع ان بقية الكواكب تلقت هجمات ايضاً، خاصةً ان بوابات كوكب دم اليتيم لم تعد متاحة!

الوحيد الذي لم يعرف ان كان عليه ان يسعد او يقلق كانت فلورا، فلو كان حقيقي ان كوكبها تعرض للغزو ايضاً فهذا يعني ان آرو برئ و لم يعادي امبراطورية البداية الحقيقية كما يظن الجميع، لكن هذا يعني ان موطنها ايضاً يتعرض للهجوم!!

جهة غريبة اخرى كانت الجهة التي يجلس فيها المسؤول عن تسيير اعمال قارة السلف، ألفريد مارلي، الذي هلكه الإرهاق و اصبح يبدو كأنه في الخمسين من عمره مع انه قديس، و بجانبه بيلي يمطره بالاسئلة عما جرى!

بخلاف هؤلاء كان هنالك عدة اشخاص اخرين من بينهم الجينرالة كاسيا ليفان و سيد الحرب الاول جوليان و المسئول عن سيوف الظل تشارلز بورتون، و غيرهم الكثير، لكن لم يقل احد اي شئ، الجميع في صمت عميق، كل واحد فيهم يفكر في شئ مختلف.

حتى ريتشارد كان جالس على يسار الكرسي الرئيسي مغمض العينين، الجميع كانوا يسرقون نظرات نحوه بين حين و اخر، بعضهم يعرف من هو و بعضهم لا، و في الحالتين الجميع يتسائل عما يفعله معهم و لماذا تجرأ على الجلوس هناك بجانب كرسي معاليه!

لكن لم يجرؤ احد على قول كلمة في جميع الحالات، الجميع هنا يتبعون أليكساندر، و طالما هو ساكت فالجميع سكت.

*بزززت*

في هذه اللحظة ظهرت بوابة فضاء فورية فوق مدينة يورا و خرج منها شخص مدرج بالدماء، ذلك الشخص اخذ يتفقد الارجاء حتى وقعت عينه على بوابة يورا، فتوجه نحوه طائراً

*كويك* *كويك*

جميع الجالسين دفعوا كراسيهم للخلف و وقفوا في الحال مؤديين التحية العسكرية، ” الجينرال الاعلى.”

*سووش* *خطوة* *خطوة*

“يمكنكم الاستراحة.” بدى على قيصر العبوث و الشحوب و حتى الاعياء، لكنه تقدم بثبات فـ ربت على كتف ريتشارد مرتين، و تجاوزه ليجلس على يمين الكرسي الرئيسي الفارغ، “ارغغ ماذا افعل بك يا اخي، حتى معركة العاصمة الامبراطورية كنت اقاتل كالمعتاد و اتحمل مشاكل تقنيتي في صمت، لكن تلك الاجنحة اصبحت الان كالمخدرات بالنسبة لي، لا يمكنني الكَف عن التفكير بها اثناء القتال!”

“اسف بشأن هذا، لكن كما تعلم لا يمكنني البقاء معك طوال الوقت، ربما عليك ان تُكلم أبانا لعله يجد حل مناسب.” إبتسم ريتشارد بخفة

“للأسف مع حق.” تنهد قيصر بعمق، ثم نظر لريتشارد مجدداً، “بالمناسبة، ما الذي تفعله هنا؟”

الجميع نظروا نحو ريتشارد بذهول منتظرين الاجابة، جميعهم عرفوا هويته الان من كلامه مع قيصر، ألا يفترض انه ولد عاصي يكره أباه؟ ما الذي يفعله بين الجينرالات؟!

“اعتقد انه عليك انتظار الاعلان من ابانا اولاً.” هز ريتشارد رأسه، كيف يرد و هو نفسه لا يعرف؟ هو طلب ان يرتحل مع الجيش فقط لكن روبين اخبره ان يحضر الاجتماع، هو نفسه لا يعرف ماذا يفعل هنا.

قيصر رفع كتفيه و لم يقل شيئاً، اياً كان ما عليه انتظار فلن يتأخر كثيراً

“امم، صاحب السمو، لديك بقعة دم هنا..” من الجانب، فيكتوريا اشارت لقيصر تحت عينه

“اوه، هنا؟” فرك قيصر تلك المنطقة بإصبعه لكنه نشر البقعة اكثر

“إسمح لي.” مبتسمة، تركت فيكتوريا مقعدها و ذهب لتقف خلف قيصر، و بحركة خفيفها من يدها جمعت بعض المياه من الجو و غسلت وجه قيصر بنفسها، تعابيرها الباردة التي تحافظ عليها دائماً اختفت و تحولت لتعابير دفئ و خضوع

بعدها استخدمت المياه لغسل شعره المنقوع في الدماء ايضاً، حولت المياه لبخار ساخن و مررته على درعه فعاد لامعاً كأنه خرج من المتجر للتو، “همم، هكذا يجب ان يبدو الجينرال الاعلى!”

“امم، شكراً لك..” اومئ قيصر مرتين، لا يعرف ماذا يقول اكثر

امامه ريتشارد ضحك بصوت منخفض و نظر للأسفل

“هاي فيفي، أتريدين مساعدة هناك؟ هيهي” إليزابيث سندت ذقنها على ظهر يدها و جلجلت

“لا شكراً!” فيكتوريا اعطتها نظرة جانبية ثم عادت لكرسيها و كأن شيئاً لم يحدث.

*شنننننــ*

في هذه اللحظة الفضاء انشق و خرج منه روبين يداه خلف ظهره، “ارى ان الجميع هنا.”

================
لدعم هذا العمل مادياً:

باي بال: paypal.me/eslam997

دفع فيزا مباشر موقع كوفي : https://ko-fi.com/teamoney

اي محفظة كاش مصر: 01020451397

بايير: P1017229514

إجمالي دعم هذا الشهر: 125$$

+في اوبشن جديد، اي 5$ فوق الـ 150$ الاساسيين = فصل اضافي.
تم تخفيض السعر لتحريك حركة السوق :’)
~~~~

لدعم هذا العمل معنوياً لا تنس التعليق و الدعاء

~~~~~~~

الموقع القديم لمشاهدة الفصول القديمة:

novelxs.com/novel/lord-of-the-truth
~~~~~~

سيرفر ديسكورد لرؤية صور الشخصيات و متابعة مواعيد نزول الفصل:

https://discord.gg/AxDFN6uVTE

من Zeus

-+=