نظر روبين للبطريرك، و هز رأسه. ” بصراحة لا اعلم بعد… المشكلة ان الجميع هنا قاموا ببناء أعمدتهم بإستخدام تلك التقنيات المعيوبة بالفعل، و لا يمكننا الإنتظار حتى يكبر الجيل الجديد لنحظى بقديسين منهم.. لا مفر من محاولة إيجاد حل لجيل القديسين، و كبار الفرسان الحالي.. لكن لا بأس، لدي ثقة كافية اني سأجد شيئ ما.”
” تقنيات… معيوبة..؟” التحدث عن الشيئ الذي يتعزون به كأنه قمامة كان له طعم لازع في فم الجميع.
” انها معيوبة، و تثير قرفي!” رد روبين بـ صراحته المعتادة، ثم اكمل. ” الان اعذروني سأرجع لإيجاد حل من اجلكم، رجاءً لا تتكاسلوا في التدريب!”
ثم إستدار، و اغلق الباب خلفه، تاركاً وراءه قاعة حافلة بالعجائز الحائرين..
—————-
اول شيئ رآه روبين، و هو خارج من مبنى البطريرك هو شخص ذا شعر طويل يرتدي ملابس سوداء، و مُنحني قليلاً إتجاه.. لقد كان ثيو.
لم يتوقف روبين برؤيته، بل اخرج اللفيفة الثانية من جيبه، و ألقاها نحوه، و هو يقول. ” انتظر عندما ترجع لبيتك و مرر حسك الروحي فيها، هذه لفيفة مُتعددة للإستخدام، بعدما تنتهي من تعلمها، علِمها لزملائك في قوات الظلام، و بعد ذلك أرسلها لبيون ليُعلمها لقوات الرياح.. بعد ذلك فليحتفظ بها أحدكم حتى يرجعها عندما تحين فرصة.”
لم يفهم ثيو ما الذي تحتويه تلك اللفيفة إلا انها تبدو ثمينة جداً، فإلتقط اللفيفة على أي حال، و ظل منحنياً حتى مر روبين من أمامه.. بعدها إختفى بصمت على مرأىً من بقية الحراس.
——————
طريق روبين حتى قصره اخذ اكثر من ضعف الوقت الذي ذهب فيه للبطريرك، و بعدما وصل للقصر، و الحراس إنحنوا أمامه، و فتحوا له البوابة.. إلتف، و تحرك مسرعاً خارج المنطقة الإدارية متجهاً لمطعم العم تيم.
زيارته هذه المرة لم تكن للإحتفال، او الترفيه بوجبة مثل كل مرة، بل إستهلك فيها بضع قوارير من الخمر المُعتق قبل ان يغادر عائداً لقصره.
لقد كان يستعد نفسياً للرجوع لذلك الكابوس!
مع انه حسب سابقاً ان التعامل مع القوانين بشكل مباشر سيكون اسهل نوع من الأبحاث بالنسبة له، إلا انه ادرك مدى خطئه بعدما قرأ تلك التقنيات.. التعامل مع ذلك الشيئ يُعد كابوس!!
لكنه يدرك انه لا مفر من ذلك.. كل فرسان، و قديسي العائلة يستخدمون هذه التقنيات، و عليه إيجاد حل لها، و إلا ستعيش العائلة لعشرات السنوات بدون قادة.
و على هذا مر إسبوعين اخرين، مُعلنان مرور العام الأول من الإتفاق مع الدوقين..
لتقليص البحث روبين تجاهل الثلاث قوانين من المستوى الأول حالياً، و إكتفي بالإثنان من الدرجة الثانية..
و بعد كل جلسة تفحص في احدى التقنيتين تدوم لأقل من ساعة، يقوم، و يكسر شيئاً بجانباً، او يتقئ، او يصرخ بأعلى صوته.. لاعناً اسلاف الشخص الذي صنع هذه التقنيات.
لكنه سرعان ما يهدأ عندما يتذكر انهم حاولوا على قدر إستطاعهم بدون أعين الحقيقة.. قبل ان تبدأ جلسة شتائم اخرى بعد ساعة.
لو كان الأمر يقتصر على إكتشاف قانون اقوى لهم لكان سهلاً، و لو كان ايضاً توفير لهم نفس القانون لكن بشكل مثالي لكان ايضاً سهل إعتماداً على عين الحقيقة التي إرتقت مؤخراً، و على معرفته الواسعة بمسار اللهب…
مشكلة روبين الأن هى الدعائم، و المستويات التي بناها أولائك الفرسان، و القديسين إعتماداً على نسخة هذه التقنيات من القانون، ما بُني على باطل فهو باطل.. المبنى الذي ليست له دعائم قوية يستحيل ان يحمل عشرون طابقاً، و لو كانت الطوابق الأعلى مثالية..
لا يمكنه تدمير ما بنوه سابقاً ايضاً فهذا لا يختلف عن تدريب شُبان جدد.. و هؤلاء العجائز سيموتون بفعل الشيخوخة قبل ان يتمكنوا من فعل أي شئ اساساً.
الحل الوحيد هو إيجاد طريق لإصلاح ما تم إفساده… إستخدام نفس القوانين في التي إستعملوها سابقاً لسد الثغرات، و إصلاح الجزئيات الخاطئة في الأعمدة،ض و المستويات السابقة، بعدها يمكن البناء على ذلك..
و كما يبدو الأمر تماماً.. هذا لم يكن سهلاً.
بعد بضعة أيام من القراءة، و عُصر رأسه، جاء روبين بفكرة تقنية تعمل كوسيط للوصول للمستويات السابقة، و تعديل أجزاء فيها.
يفترض للتقنية ان تعمل كجسر للوصول لأسس الطاقة التي سبق، و بُنيت، و تُمكن من إعادة هيكلة جزء منها، مشكلتها انها ستوفر تعديلات ثانوية تتم بمشقة كبيرة، و يجب ان تكون هذه التعديلات من نفس القانون الذي بُنيت منه في الأساس.. و هذا ما يطمح له روبين حالياً على أي حال.
بعد ان فكر في خريطة للعمل على تلك التقنية، بدأ أبحاثه فوراً..
و على هذا مر شهرين، تقنية جديدة إعجازية ظهرت في العالم.
صنع روبين تقنية تعديل الأساس لتتمكن من العمل على مختلف انواع القوانين حتى تتمكن من تعديل الـ 5 تقنيات الموجودة في عائلة بورتون، و هذا ما جعلها اكثر أهمية!
ما إن اراد احد تعديل ما قام بعمله سابقاً، كل ما عليه فعله هو الحصول على هذه تقنية تعديل الأساس + تقنية أفضل لنفس القانون الذي كان يدرسه.
بعد الإنتهاء منها مباشرةً بدأ في الجزئية التي يحبها.. صنع تقنيات مثالية للقوانين السماوية الخمسة.
ثلاثة منهم كما هم في المستوى الأول، اما الإثنان الآخران.. فقد اوصلهم روبين للدرجة الثانية من القانون!
كانت هذه اول مرة يكتب روبين قانون للدرجة الثانية، لكن حقيقة ان لديه هيكل سابق ساعدها على إيجاد طريقه، و انها مجرد قوانين ثانوية منخفضة المستوى.. لم يأخذ منه وقتاً طويلاً.
التقنيات القديمة كانت خليط من قوانين ثانوية مختلفة من مسارات مختلفة، لكن يغلب عليها طابع قانون ناري واحد بنسبة 60%، و هذا القانون هو ما ركز روبين عليه..
خلال شهر واحد، تم تجهيز القوانين الخمسة.