1454 -عذراً؟!

اذكر الله//

المربع الحواري كان بداخله:
/اللورد هيدريك يطلب لقاء مباشر، هل تقبل؟/

“أيــه؟!” روبين فتح عينيه على آخرها.

<حظك جيّد، لورد إنسان، يبدو أن اللورد هيدريك كان في مجتمع الروح عندما تسلَّم رسالتك، وبمجرّد القول يمكنك أن تلاقيه وجهًا لوجه.>

“حظي الجيد؟ حظي الجيد؟!” روبين ضرب على فخذه. لقد كان يدعو قبل قليل ألّا يسمع عنه شيئًا قبل 200 عام على الأقل، والآن لم تمرّ 200 ثانية ووجده!!

<تبدو منزعجًا؟ لا بأس، يمكنك الرفض، أو تجاهل محاولة التواصل حتى يوقفها هو من عنده، في مجتمع الروح لديك حرية مطلقة!>

“حرية مطلقة؟ لا يوجد شيء اسمه حرية مطلقة، كل القرارات لها عواقب…” روبين بدأ يعض على أنامله.

ماذا الآن؟ هل يتجاهله؟ لكنه أرسل الرسالة للتو، هيدريك بالتأكيد يعلم أنه متواجد، هذه لن تكون خطوة حسنة أبدًا إن أراد علاقة غير عدائية معه.

لكن ماذا لو التقاه وأخبره أن يُرسل له العتاد فورًا؟ أو أملى عليه بعض الشروط الغبية كالتي أمْلتْها عليه أخته؟ شروط هو في غنىً عنها حاليًا؟!

استمر روبين بالتحديق في:
/اللورد هيدريك يطلب لقاء مباشر، هل تقبل؟/
شعر أن دهورًا مرّت وهو يراقب، مع أنه لم تمرّ سوى ست ثوانٍ منذ استلام الطلب.

أخيرًا، روبين تنهّد ولوّح بضعف، “أقبل الطلب.”

أن يقابله ويجد مبررات للتهرب خيرٌ من تجاهله كليًّا.

الطلب تحوّل إلى اللون الأرضي قبل أن يتبدل بعد عدٍّ تنازلي:
/جارٍ الآن تجهيز موقع اللقاء حسب طلب المُتّصل/

“تجهيز موقع اللقاء؟ ما الذي يُقصد بـ…” روبين رفع حاجبًا واحدًا.

هوووش

في اللحظة التالية جاء جواب روبين قبل أن ينطق سؤاله الكامل… بعد انتهاء العد التنازلي، وجد روبين أن محيطه تغيّر كليًّا.

بعد أن كان جالسًا أمام شلال وجدول مياه جارٍ، وجد نفسه جالسًا فوق غيمة بيضاء كثيفة كالقطن، فوقها سماءٌ صافية، وفي الركن توجد شمس ترسل أشعتها من بين الغيوم في الغروب، فتصنع ضوءًا أحمرَ خلابًا.

وفي هذه اللحظة، سمع:
“وجدت أن يكون لقاؤنا على الغيوم، كما التقينا أول مرة. ارتأيت أن نُكمل لقائنا بهذا الشكل، فأنا لا أظن أننا ختمناه بشكل لائق، أَلا تعتقد؟”

روبين التفت إلى جواره بسرعة. هناك، كان يوجد شخص لديه لحية متوسطة الطول، وشعر يصل إلى كتفيه ويغطي عينه، تعابيره هادئة جدًّا تليق بالغيمة التي يجلس عليها، ومع ذلك، كان يجلس كملك على مقعده القطني.

“لورد هيدريك.” روبين أومأ مُحييًا، وحاول أن يبقى ثابتًا وينشر حضوره أيضًا، حتى لا يخسر أمامه أو يظهر بمظهر الأضعف.

“أنت شخصٌ مشغول جدًّا، لورد روبين. هل كل مختاري الحقيقة العظماء هكذا؟” هيدريك أظهر ابتسامة خفيفة، “أم ضغينةٌ ما منعت انعقاد هذا اللقاء في وقت أبكر؟”

“لا ضغينة بيني وبين اللورد هيدريك، بل شكر. لولا انسحابك من المزاد على عتاد الإزاحة الكوكبي آنذاك، لدَفعتُ أكثر بكثير. ولولا مشاركتك في مزاد أنفاس الدهر ومضاعفتك لسعره دفعة واحدة، لما بعته بذلك السعر. في الحالتين، أنا ممنون.” مجددًا، روبين أومأ بهدوء.

“….” اللورد هيدريك عاد لينظر أمامه نحو غروب الشمس الساحر، “لن أقبل أخذ الشكر على هذه أو تلك. إنها مسألة موارد ليس إلا. لو كان معي ما يكفي من الدرر لأخذتُ عتاد الإزاحة الكوكبي بأي ثمن. أتحسب أني تركتك تأخذه حتى أستعيره منك لاحقًا وأكون قد وفّرت بضع مليارات على نفسي؟ لا، أنا لا أستعير من أحد. مجرّد سماع رسالتك وأنت تقول إنك ترفض تسليمه إلا بكذا وكذا، كاد يقتلني. لكن للأسف، القدر لم يكن لطيفًا معي مؤخرًا.”

“…” روبين أطال النظر نحو الشخص بجواره قبل أن ينظر للأمام هو أيضًا، “كلّنا مررنا بهذه المِحن، لورد هيدريك، لا شيء لتخجل بشأنه. الحروب تأكل الأخضر واليابس.”

“أوه، أكانت هذه الحرب التي مررتَ بها ضد أختي الصغيرة؟” هيدريك ابتسم.

روبين التفت نحوه بسرعة، فاتحًا عينيه على آخرها بابتسامة غريبة، “…أختك الصغرى خصم لا بأس به. لقد سحقتُ أتباعها، لكني خسرت أمام عزيمتها. لقد خسرت أمامها كليًّا. تحتم على الأسلحة الكبيرة الظهور حتى أتمكن من الحفاظ على حياتي.”

كلام روبين كان واضحًا فيه التذكير بالحادثة، يُذكّر هيدريك ألّا يحاول استخدام حربه مع هيلين للضغط عليه بشيء.

لكن هيدريك ابتسم على أي حال، “همم، لحسن الحظ أن الأسلحة الكبيرة كانت لطيفة بما يكفي لتُرجع هيلين لداخل غرفتها في كوكب حفرة الدم. كان هذا أمرًا يمس القلب، رجاءً اشكره لي.”

“لا داعي لذكر الأمر، لعله نسي الحادثة بالفعل. كان أمرًا بسيطًا.” روبين ابتسم بتهذيب، مجددًا، يهاجم حتى يُقفل الموضوع.

هيدريك لاحظ هذا وابتسم، “همم، معك حق.”

“….” عندما وجد أن مضيفه صمت، روبين عاد لينظر للأمام، نحو منظر الغروب الخلاب في صمتٍ استمر لبضع دقائق. وفي لعبة الصمت هذه، روبين كان أول من استسلم:
“لقد تواصلتَ معي مرتين للتحدث بشأن الاتفاق، هل يمكنني أن أفهم التفاصيل؟ أظن أني أوضحت ما قصدته بإقراض العتاد بشكل جلي. بما أنك تعرف نيهاري، فأنت تعرف أني أحتاجه أيضًا.”

“…في الحقيقة، عندما طلبتك أول مرة كنت أريد التعرّف عليك أكثر، ربما أُخبرك عن موعد ترقية بذرة المجرة، فيريليون، ونتفق على كيفية الإقراض… لكن أخشى أن الأمور تطورت، تطورت كثيرًا.” تعابير هيدريك تحولت للجدية، “في ذلك المزاد كان ما يزال معي 7 مليارات لأتصرف بها بتعالي، أما الآن، فلا أملك أكثر من مليارين. كلّ ما أملك ذهب لشراء السلاح، الأساطير، والعتاد الكوكبي للدفاع عن فيريليون.”

“…” روبين ظل هادئًا. الأرقام هائلة، خاصة بالنسبة لعدد السنين التي تم رصفهم فيها. لكنه لم يسأل لماذا؟ فلو تعرّضت نيهاري لهجوم، لن يُمانع صرف أضعاف أضعاف هذا المبلغ. بذرة المجرة لا تُقدَّر بالمال، إنها رمز للمكان والقوة المستقبلية.

ومع ذلك… لماذا هذه مشكلته؟!

ببرود، روبين سأل:
“هذا مؤسف. لقد سمعت عن الحرب، إنها كبيرة فعلاً. لكن ما دخل هذا بالاتفاق، وكلامنا الآن؟”

هيدريك نقر مرتين على مقعده المصنوع من الغيوم، “في الحقيقة، لورد روبين، لقد استدعيتك اليوم وأنا طامع… في أن تترك لي عتاد الإزاحة الكوكبي، بشكل نهائي.”

“….” روبين إلتفت بجواره ببطئ شديد، “عذراً؟”

================
لدعم هذا العمل مادياً:

باي بال: paypal.me/eslam997

تحويل فيزا مباشر بنك الراجحي داخل السعودية:
معاذ خلف عواض الثبيتي
SA55 8000 0327 60801624 0281

دفع فيزا مباشر:
https://ko-fi.com/olympu

اي محفظة كاش مصر: 01020451397

بايير: P1017229514

بينانس أي دي : 39853995

سعر الفصل الطبيعي 5$
سعر الفصل بعد يوم 20 من كل شهر 10$
سعر الفصل بعد الوصول لـ 60 فصل شهرياً 10$

الشهر الجديد لسة مابدأش فأقدر اكون عيل و ارجع في كلامي براحتي، هم 60 بس بـ 5$

لدعم هذا العمل معنوياً لا تنس التعليق و الدعاء

~~~~~~~

الموقع القديم لمشاهدة الفصول القديمة:

novelxs.com/novel/lord-of-the-truth
~~~~~~

سيرفر ديسكورد لرؤية صور الشخصيات و متابعة مواعيد نزول الفصل:

https://discord.gg/AxDFN6uVTE
======
فصول الشهر 103/79