بعد ساعتين اخريين—
“اااه.. ااااه..”
“لا لا.. لا لا ابتعد عني!!”
المدينة التي كانت قد تساوت بالتراب و غطتها الدماء و الاشلاء بالفعل، المدينة التي شهدت اكبر معركة دموية في تاريخ نيهاري الملئ بالمذابح، هذه البقعة التعيسة التي من الوهلة قد يقول المرء انها لا يمكن ان يسوء حالها اكثر!! … قد ازدادت بشاعة و شؤماً.
ما يقارب الـ400 عفريت امبراطور و معهم اقوى عشرة آلاف عفريت ملك اقتحموا المعسكر في منتصف الليل كزمرة أسود جائعة وجدوا مزرعة ارانب، عندما تم رصدهم اخيراً كانوا بالفعل امسكوا بآلاف المصابين و بدأت المأدبة.
حاول اباطرة الثعبان العظيم المصابين الهرب فوراً في مختلف الجهات و كاد عدد منهم ان ينجح، لكن آمون و ساكار الذين وصلا للمستوى 48، و معهم روبين، اسقطوا كل من حاول الهرب و اعادوه لفرن اللحم مجدداً.
كلمة رعب لم تكن تكفي لوصف المشهد، و لهذا خصيصاً لم يجلب روبين احد غير العفاريت حتى يأخذوا راحتهم و يتطور اولائك الملوك العشرة آلاف سريعاً.
150 امبراطور و 20 الف مستخدم قوانين بالتأكيد سيكونوا سبب في تطور عدد كبير من اولائك الملوك اليوم، هذا غير مئات من جثث الاباطرة و مئات آلاف من جثث مستخدمي القوانين الطازجة من معركة الصباح!
“شكراً لمعاليك لأنك وضعتنا في حسبانك و خصصت الموقع لنا.” إقترب آمون من روبين و ركع بكلتا يديه على الارض
“لا داعي لهذا، ان اصبحتم اقوى ستخدموني افضل، بل علي الاعتذار ان مات منكم اكثر من 200 عفريت امبراطور اليوم.” تنهد روبين و هو يشاهد العفاريت الملوك ينهشوا في لحم الجثث كنوع من جلد الذات.
“ان يموتوا في سبي المولى لهو واجب لهم، فخر لعائلاتهم و شرف لعرقهم.” آمون صدم رأسه بالارض مرتين اخريين قبل ان يقوم
هو فعلاً لم يكن له حاجة للركوع بهذا الشكل كأحد اعمدة الامبراطورية، لكنه اراد ان يفعلها على اي حال…
قبل خمسون عام نُصب فخ له بسبب انعدام حواسه كعفريت و تم اقتياده في سيرك متحرك ليضحك العمالقة، اما الان فلديه قوة امبراطور في المستوى 48 لا يشق له غبار!
ما المشكلة لو 200 امبراطور عفريت؟ ما المشكلة لو ماتوا جميعاً؟! طالما المولى موجود يمكنه صنع المزيد!
بجواره، ساكار اومئ موافقاً على كلام آمون، لكنه لم يركع مثله.
“بعدما تنتهوا من التنظيف هنا اريدكم ان تعودوا لإكمال عملية مسح مجدداً، حسب التقديرات فما يزال هنالك ما يقارب 50 امبراطور و 100 الف جندي تابعين للاساطيل الخمسة منتشرين في المنطقة الوسطى، يفترض ان معهم عدد من السفن ايضاً.” تكلم روبين و هو يشاهد المنظر المرعب و المقرف في نفس الوقت امامه، بما انه هو من يتحكم في هذه الاشياء فعلى الاقل عليه ان يملي عينه بأفعالهم و ليكون شريك كامل معهم.
“ألن نتوجه نحو الشمال؟ لا اعلم ان كان بإمكاننا اكمال المسح خلال 7 ايام فقط…” بدى آمون قليلاً بعض الشئ، قتال اليوم اعطاهم فكرة جيدة عن قوة خصومهم، لو وقعت معركة اخرى في وسط الطريق و لم يكن العفاريت طرف فيها، قوات امبراطورية البداية الحقيقية سيتم مسحهم بلا شك
“لا يمكننا ترك عامل متغير كهذا خلفها، لو ركزنا على القتال في الشمال و استطاع هؤلاء جمعهم نفسهم و ضربنا من الخلف قد تنتهي الحرب.” هز روبين رأسه، ” مسح المنطقة الوسطى مسؤولية كبيرة سألقيها عليكم، عليكم فقط التواصل مع سيوف الظل بحيث اسطيع جمعكم بسهولة إن جد جديد.”
“حاضر.” انحنى آمون و ساكار قليلاً.
اومئ روبين بضع مرات، ثم قام بمسحة اخيرة بعينه… في اتجاه معين كان يوم ما لا يقل عن 10 الاف جندي و معهم عشرات الاباطرة راكعين على الارض، كلهم لديهم مسامير الختم في صدورهم.
روبين عرف فوراً ان هؤلاء لن يكون مصيرهم كبقية السجناء الذين تم جمعهم صباحاً، بل سيذهبوا في زيارة أبدية نحو مدينة العفاريت…
لم يعرف روبين كيف يشعر حيال ذلك، هو ليس بينهم و بين اولائك السجناء اي مشاكل شخصية، غالباً معظمهم جاؤوا من اجل حلم الثراء السريع، قد يكونوا قتلة بدم بارد و دمروا كواكب اخرى من قبل، لكن ان يذهبوا لمدينة العفاريت؟ “….هيه~” تنهد روبين ثم حرك يده بشكل قطعي ففُتح شق في الفضاء امامه، و قفز فيه.
فقط بعد مغادرة روبين سُمع صوت ساكار الغليظ، ” يبدو ان المولى لم يعتد على أساليبنا بعد، ما يزال يرانا كوحوش.”
“…أولسنا كذلك؟” قهقه آمون، ثم قفز بين رفاقه ليحجز نصيباً له من المأدبة.
اما ساكار فظل مُركز على الموقع الذي قام فيه روبين بشق الفضاء، و جلس مكانه في صمت.
—————
على بعد آلاف الكيلومترات—
*سووش*
خرج روبين من خلف شجرة ضخمة ببطئ، يراقب ما بدى كالشُهب و هى تنطلق نحو الشمال.
“واحد، اثنان، ثلاثة، اربعة..”
*سووش* *سووش* *سووش* *سووش*
“…خمسة و تسعون.” وضع روبين يده تحت ذقنه، كان هذا هو العدد الكلي لأباطرة الثعبان العظيم الهاربين من المدينة بإحتساب الجينرالين جايك و بارس.
و بعد قليل ظهر اباطرة البداية الحقيقية.
*سووش* *سووش*
عندما غادر اباطرة البداية الحقيقية المدينة كان عددهم فوق الـ 450، اما الان و بعد عدة ساعات من المطاردة عددهم اصبح 200، ليس لأنه تم قتلهم طول الطريق سقطوا بسبب التعب بل:
*بزززت*
بوابة فضائية فورية فُتحت في طريق احد الاباطرة المتعبين إبتلعته فوراً، و من نفس البوابة خرج امبراطور اخر منتعش أكمل الطريق مكانه.
إبتسم روبين و هو يرَ هذا… حالياً معظم المطاردين من البشر ما يزالوا غير قادرين على استعمال الدرجة الرابعة من القوانين، و امامهم عدة ساعات قبل ان يتمكنوا من استعماله مجدداً، لكن ما يزال يمكنهم استعمال طاقتهم العالية كأباطرة في الطيران على الاقل.
هو يعلم ان جميع الاباطرة البشر وصلوا لحدهم الاقصى منذ اللحظة التي غادروا فيها المدينة بالفعل، فالترياق الذي يُمكنهم من استعمال الدرجة الرابعة له حد زمني كما انه يضغط على الجسد بشكل كبير، لذا فقط عبر العمل مع سيوف الظل يمكنهم اكمال المطاردة بهذا الرتم العالي.
في الحقيقة لو توقف الـ 95 امبراطور التابعين لإمبراطورية الثعبان العظيم الان و بدأوا هجوم مضاد فسينتصروا بسهولة، لكن الخوف و حب الحياة جعلهم هذه الفكرة تطير من رؤوسهم، و ايضاً مشهد الاباطرة الجدد المنتعشين أوهمهم ان استراحوا و عادوا اكثر قوة، مع ان العكس صحيح.
عندما اطمئن روبين على سير المطاردة، ادخل حسه الروحي لخاتمه الفراغي و ارسل، ” فلورا، اريد ان اعقد اتفاق معك، شئ لو تم سيجني كلانا منه الكثير.”
================
لدعم هذا العمل مادياً:
باي بال: paypal.me/eslam997
دفع فيزا مباشر موقع كوفي : https://ko-fi.com/teamx15699
اي محفظة كاش مصر: 01020451397
إجمالي دعم هذا الشهر: 170$
+في اوبشن جديد من اول الشهر دا، اي 10$ فوق الـ 150$ الاساسيين = فصل اضافي.
~~~~
لدعم هذا العمل معنوياً لا تنس التعليق و الدعاء
~~~~~~~
سيرفر ديسكورد لرؤية صور الشخصيات و متابعة مواعيد نزول الفصل:
https://discord.gg/AxDFN6uVTE
بكدا تم تعويض الفصلين الناقصين.