“……”
“……”
بعدما نظر روبين نحو سيف الظل لأكثر من دقيقة، رفع يده ببطئ و وضعها وراء اذنه، ثم سأل مجدداً، “ماذا قلت للتو؟”
“….” سيف الظل نظر بخوف نحو زارا للحظة ثم عاد لينحني نحو روبين اكثر، “معاليك، جابا رئيس عشيرة اتحاد نيهاري رفض تحريك الجيش للمساندة.”
اومئ روبين بضع مرات، ما يزال غير مُصدق، “…هل اخبرته بما يحدث؟ انها المعركة الاخيرة؟”
“اجل معاليك لقد اخبرته بكل ما قلته حرف بحرف، كما انه كان يشاهد المعركة بشكل مباشر عبر مصفوفة المراقبة المباشرة لذا هو لم يحتجني ان اقول أي شئ.” رد سيف الظل بسرعة
“إنن إنن إنن.. أليس هذا مثير للإهتمام؟” اومئ روبين عدة مرات بقوة و إستدار ليواجه المدينة واضعه ذراعيه خلف ظهره، ثم ادخل حسه الروحي في خاتم الصوت، ” احتاج تفسيراً.”
“يشرفني ان صاحب المعالي و الفخامة ما يزال يملك بصمتي الروحية.” صوت جابا ظهر في رأس روبين
“احتاج تفسيراً.” ردد روبين مجدداً
..على الجانب الاخر، وقف جابا و اخذ بضعة خطوات نحو الشرفة ثم رد بثبات، ” كما تعلم معاليك، عشيرة اتحاد نيهاري ما تزال يافعة ولا نملك الموارد الكافية لتوفير فرص و تقنيات تدريب ملائمة للجميع كما يستطيع سيادتكم التوفير لشعبه، لذا اعداد الاباطرة لدينا تُقدر ببضع عشرات فقط، ماذا يمكن ان يفعل هذا العدد في معركة بهذا الحجم؟ كما اني قمت بتوزيعهم على القلاع و الحصون على امتداد الحد الفاصل مع المنطقة الوسطى، كيف اجمعهم في الوقت المناسب؟ فيما عدى حفنة الاباطرة القليلين، ماذا ايضاً املك لأساعد؟”
“بغض النظر عن القوات الارضية الذين لا يمكن حصر اعدادهم فأنت تملك 107 امبراطور قتالي، فيلق دراكو قوي و فيلق من القوات الذين استخدموا مصفوفة تقوية الجسد خاصتك، هؤلاء فقط يمكنهم اعطاء دفعة كبيرة في المعركة، كما اني بعتك عدد من مصفوفات الانتقال الفوري لذا يمكنك جمع الجميع في غضون بضع دقائق، حتى بدونهم جميعأً، انت لو جئت لوحدك يمكنك ان تتكفل بجينرال او اثنين… جابا، لماذا تختلق الاعذار امامي؟ هذا عالمك انت، ألم تقطع علاقتك بي كتلميذ لأنك اردت حمايته؟ هذه هى فرصتك.” عقد روبين حاجبيه قليلاً
إبتسم جابا، “اوه، كما هو متوقع من استخبارات معاليك، لكني ما زلت ارى ان افضل خيار حالياً هو ابقاء الجيش هنا للدفاع عن المنطقة الشرقية فهى المعقل الحر الاخير لسكان كوكب نيهاري، و انا سأبق ايضاً للدفاع عن اتباعي.”
شفتا روبين إرتفعتا قليلاً من الجانب، ” المعقل الحر الاخير، ها… أهذا اخر كلام عندك؟”
“اخشى ذلك، بالتوفيق في معركتك!” رد جابا بثبات مجدداً، ثم خلع خاتم الصوت من كفه و ألقاء على الارض، قاطعاً بذلك اي فرصة للمزيد من الحديث
————–
“تباً!!” بعدما انتهت التواصل صرخ جابا بقوة و ركل كل شئ حوله فحطمه قطع متناثرة
“هل رفضك لطلب مُعلمك صعب لهذه الدرجة؟ لقد تأثرت.” تقدم من الظلال شخص يرتدي درع فضي يضع يد واحدة وراء ظهره، هالته كانت مقاربة لتلك الخاصة بالمراشالين سيربال و زانوكس.
اعطاه جابا نظرة جانبيه، ثم عاد ليجلس على أريكته المحطمه يشاهد المعركة، ” احتفظ بتعليقاتك الساخرة لنفسك لو سمحت، مزاجي لا يسمح حالياً.”
“مزاجك لا يسمح؟ ايه المحلي القذر، الأمر جائك بأن تتوجه لميدان المعركة بكل جنودك و تقاتل برفقة رجالنا، لكنك تكتفي بالجلوس و المشاهدة؟ الكثير من رجالنا يتساقطوا كل ثانية بسبب تخاذلك!” بدأ المارشال يتقدم نحو جابا بتعابير غاضبة.
“لقد وافقت على مساعدتكم، لو اوافق ان اكون تابع لكم، و انا سأساعد بما اراه مناسباً! ألديك مشكلة في ذلك؟!” صوت جابا اخذ يرتفع تدريجياً حتى اهتز الطاقة بصيحته في النهاية
الضغط الناتج منه كإمبراطور في المستوى 46، و عيناه الخضراوان الذي يبدوان و كأنهما يخبئان الكون داخلها جعلا المارشال يتوقف عن تقدمه، و بل و أخذ خطوة واحدة للخلف… ثم إبتلع غضبه و عاد ليشاهد المعركة و كأن شيئاً لم يحدث.
————
“……” مع انه كان يحاول البقاء هادئاً، إلا ان عضلات وجه روبين بدأت تنتفض غضباً
“أبي، ما خطب جابا؟” سألت زارا بشئ من القلق، كلمات سيف الظل عن عدم انصياع المنطقة الشرقية سيدمر جزء من خطة والدها!
اخذ روبين انفاس طويلة ليهدئ نفسه اسرع، ثم تكلم ببرود، “…لقد رفض المجئ او ارسال اي جيش.”
“ماذا؟ هل جن جنونه؟!” زارا صاحت منزعجة، مع انها توقفت عن دعوة زارا بالاخ منذ انفصل عن روبين إلا انها كانت ما تزل تعتبره اقرب الناس لهم هم ابناء روبين و انه معذور في عودته لينهاري، لكن الان: “يجرؤ على عصيان امر مباشر؟ يرفض المجئ بينما نحن ندافع عن كوكبه هو؟ ألا يخشى الموت؟!”
هالة زارا كجينرال قاد العديد من المعارك الدموية انفعلت لأول مرة اليوم، حتى سيد الظل بالقرب اضطر لإبتلاع ريقه
“…ربما ما يزال غاضب لأني لم اشاركه في خطتي؟” نظر روبين نحو الارض و تمتم
“لكنك لم تشرك اي احد في خطتك يا ابي، حتى هذه المعركة التي تحدث الان لم نعرف بموعد انطلاقها إلا قبل بضع ساعات، لماذا يريد معاملة خاصة؟ أيظن انه اعلى شأناً منا؟ ان لديه حق عليك لسببٍ ما حتى تنصاع لكل ما تريده؟!” غضب زارا انفجر بالكامل، حتى لو تداعي نيهاري بالكامل لن ترمش عين، لكن ان لا يتم اعطاء والدها بالتبني احترامه اللازم هو اخر شئ يجب ان يحدث!
“…لكلٍ اسبابه، و انا غير مهتم بمعرفة الاسباب و حلها الان، سأذهب لزيارته شخصياً بعدما ينتهي كل شئ.” تكلم روبين بهدوء لكن الغضب كان ما يزال باديٍ في صوته بعض الشئ، ثم اشار لسيف الظل، “يمكنك الذهاب للمساعدة في المعركة داخل المدينة.”
“حاضر، معاليك، شكراً لك.” انحنى سيف الظل مجدداً ثم اختفى… بالنسبة له البقاء في ساحة المعركة سيكون افضل من هذا الجو الخانق.
“…لو انهزهما اليوم فسيسقط الكوكب و هو اكثر من سيعاني، و لو انتصرنا فسيُعاقب لأنه لم يساعدنا و ستضيع منه إمارة الشرق، ما الذي يفكر فيه؟” تمتمت زارا بعدما هدأت قليلاً، ” ابي، هنالك شئ غريب يحدث.”
“لا تكملي التفكير في هذا المسار، مفهوم؟ جابا عنيد برأس متحجر و علي ان القنه درساً، لكن هذا كل شئ.” روبين رد بصرامة، كيف له ان لا يلاحظ ما تقوله زارا؟ لكن تلك الفكرة لم تبدو منطقية ابداً.
غاضباً، نظراً روبين للأعلى ثم رفع كفه، الدرجة الرابعة من وشم ثاقب الفضاء الإلهي تم تفعله.
*قعقعة*
الفضاء حول المدينة لبضع اميال في كل الانتجاهات انتفض لوهلة، لكن نقطة معينة في السماء تصرفت بشكل مختلف.
“من لا يريد المشاركة في المعركة، ليس له حق المشاهدة.” أعلن روبين، ثم قبض يده، فإنفجرت تلك النقطة.
——————
المنطقة الشرقية، مدينة الامل–
*بوووم*
“بحق الجحيم؟!” انتفض جابا بسرعة و تراجع للخلف، المارشال ايضاً قفز بسرعة.
مصفوفة المراقبة المباشرة انفجرت في وجه جابا، نقوش الفضاء عليها تدمرت ايضاً… استخدامها لم يعد ممكناً
“…يبدو ان مُعلمك متعكر المزاج ايضاً هيهي.”
“…..”
—————–
بالعودة لساحة المعركة–
*فروووم*
سفن الاساطيل الـ 16 و معهم سفن المارشالات الثلاث كلهم هبطوا بجوار المدينة
*شااا* *شاا*
الابواب فُتحت جميعاً في نفس الوقت و بدأت جيوش بالتدفق منها، في لحظت رُدمت الارض بالجنود ذوي الدروع الفضية و بدأوا بعمل تشكيلات قتالية!
“اقضوا على اولائك السفلة و افتحوا جدران الطاقة!!” صرخ احد الضباط عاليً المركز و اشار نحو المدينة
هدفهم كان الـ 10 الاف راكب تيرا الذين يشكلون مصفوفة ختم الارض.
فصل اليوم كنت هقطعه اتنين بس قلت اخليه عيديه هيهي كل سنة و انتو طيبين يا قراء الحقيقية!!