“سحقاً!!” الجينرال سولي ركل اقرب مقعد له فحوله لرماد، و هب يبحث عن شئ اخر ليكسره
“…” الغريب في الامر انه لم يقم احد ليحاول ايقافه او ليهدأه، كان هنالك خمسة اباطرة اخرين معه في المقصورة و كلهم جالسين صامتين كأن على رؤوسهم الطير
مع انهم لم يُهزموا، و لم يفقدوا امبراطور واحد، كما انهم تسببوا في خسائر كبيرة لفيلق الوحوش الطائرة و القوات الارضية لدى الاعداء… إلا انهم ايضاً حوصروا و قُتل لهم اكثر من 4 الاف جندي و اجبروا على الانسحاب.
متى كانت اخر مرة تعرضت امبراطورية الثعبان العظيم لهذا النوع من الإهانة؟ لقد سيطروا على 4 كواكب غير كوكبهم الام، و يقاتلوا حالياً في 4 كواكب اخرى في نفس الوقت، و بعد آلاف او حتى عشرات آلاف المعارك في السجلات، عدد المرات التي اُجبرت فيها الامبراطورية على التراجع كانت تُعد على الاصابع و كان هذا بعد معارك حامية، ليس بهذا الشكل المخزي!
من منظورهم، ما حدث اليوم كان هزيمة مدمرة… و المشكلة الاكبر انها على يد حفنة من المحليين!!
“أهؤلاء الاوغاد محليين حقاً؟” تمتم الجينرال عند التفكير في هذه النقطة، ” تلك الاسلحة المنقوشة، و الابتكار الذي يدعى بالمصفوفات و بوابات الفضاء، هذا فضلاً عن انهم كانوا ينتظرونا… ما الذي يحدث هنا؟”
احد الاباطرة الجالسين سمع تمتم الجينرال فقام بسرعة، ” سيدي، تم ضبط مسارنا حتى نذهب للمنطقة الغربية للإجتماع مع بقية الاسطول، لكن ألا يعني هذا اننا سنُلقي انفسنا في مكان اخر مجهول؟”
“كيشا لم يبلغ عن مشكلة حصلت مع النصف الاخر من الاسطول هذا يعني انهم بأمان.” لوَح الجينرال، ” نحن من هبطنا في اسوأ مكان ممكن.”
“هم لم يرسلوا شئ سلبي ولا حتى ايجابي، هم لا يردوا على اي اتصال اصلاً، ما الذي يعنيه هذا؟” ضابط اخر تدخل، “ربما المنطقة الغربية بها شئ يعترض تحرك اشارات السفن، كيف سنعثر عليهم حتى ذهبنا إلى هناك؟ انظروا لمدى اتساع هذا الكوكب، هل سنصطحب العشرون سفينة في المنطقة الغربية كلها في رحلة بحث؟”
*باام* ضرب الجينرال طاولة اخرى فكسرها، “اعرف كل هذا، لكن ما الذي تريدونه اذاً؟ أكان علينا ان نبقى مكاننا في موقف كهذا حتى استلم اشارة من اللعين كيشا؟ إن لم نذهب و نبحث عنهم حتى نوحد الاسطول و نرجع لنأخذ بثأرنا، ماذا نفعل؟!”
احد الضباط اخذ خطوة للأمام، “نحن نلتقط اشارات من سفينة الطلائع و نعرف موقعها بدقة، ارشح ان نتراجع للمنطقة الآمنة التي قامت القوة النخبوية رقم سبعة بتأمينها، و نعِد ترتيب اوراقنا هناك.”
“ماذا قلت؟” غضب الجينرال تحول لنية قتل
” رجاءً ضع مشاكلك الشخصية جانباً في الوقت الحالي و اختر الصواب.” ضابط اخر وقف بينهما، “من المنطقة الآمنة يمكننا ارسال سفينة او اثنتين للبحث بينما يستريح البقية، و عندما يأتي باقي الاسطول للمنطقة الآمنة يمكننا استخدامها كنقطة لشن الهجومات على الشرق و الغرب، هذا ما كان يجب ان يحدث من البداية.”
اخذ الجينرال سولي بعض خطوات و امسك برقبة ذلك الامبراطور القتالي، “انت، ايها الشئ التافهة، ستعلمني ما كان يجب ان يحدث؟!”
“كخخ كغغغ.. ااغغغغ..” ذلك الامبراطور القتالي حاول التملص لكن بلا جدوى، بؤبؤاه بدأ يختفيان للاعلى
*وقوف* *وقوف*
بقية الاباطرة في المقصورة وقفوا واحد وراء الاخر، كلهم تعتريهم نظرات جادة و حواجب معقودة، بعضهم اخذ خطوة للأمام حتى
نظر الجينرال سولي حوله فرأى بذرة للتمرد تم زرعها، عرف انه لو اكمل ما يريد فعله، لو حاول السيطرة عليهم بالقوة وحدها فسيفقد السيطرة على الاسطول الرابع عشر، فضلاً عن حلم رتبة مارشال، هو غالباً سيتم محاكمته عسكرياً و اعدامه.
في الناحية الاخرى، كان يمكن تجاهل عدم هبوطه في المنطقة الامنة لو احرز تقدم في المنطقة الشرقية، لكنه الان بعدما هُزم و ذهب للمنطقة الامنة فسيضحك عليه سيجال حتى تلتصق شفته بأذناه، هذذا بالإضافة لوصمة العار التي ستزين ملفه!
لكن هذا مقارنةً بفقدان الاسطول الرابع عشر كله…
*باا*
افلت الجينرال ضابطه من يده فسقط ارضاً يلتقط انفاسه ثم رفع كلتا ذراعيه، ” عفواً لقد عبثت الهزيمة بعقلي قليلاً، جيد انكم معي لتصححوا لي خطئي.. هيا بنا نحو المنطقة الآمنة.”
نظر الضباط لبعضهم قليلاً ثم تحركوا لتمرير الاوامر.
————–
المنطقة الوسطى–
*صوت صفير الريح*
وقف سيجال فوق سور المدينة ينظر يميناً و يساراً، يحرك اذنه في كل الاتجاهات المختلفة، يحاول ان يرى او يسمع شيئاً…
لكن لا شئ البتة، المنطقة حول المدينة تحولت لصحراء.
قبل ساعة و اثناء جريان المعارك اليومية الاعتيادية جاء تقرير ان الدعم قد جاء لكنهم نزلوا في الشرق و الغرب، عندما فقد الامل و عاد ليقاتل وجد ان جميع القوات المحلية قد انسحبت فجأة و انتشروا في جميع الاتجاهات، حتى الخيام و المطابخ و المناطق اللوجيستية الاخرى تم تكفيفها خلال دقائق و اخذوها معهم
في اي كوكب اخرى كان القائد سيجال ليأمر بملاحقتهم او فتح تحقيق فيما حصل، لكنه لبث مكانه.. ساعة مرت و لم يحرك ساكناً او يعطي اي أمر، حتى ضباطه كل واحد منهم ظل واقف مكانه، لم تأخذ الحمية واحد منهم و يحاول الخروج او يذهب للقائد ليطلب اوامر
جميعهم كانوا خائفين انه فخ، او انها لعبة جديدة فكر فيها القائم على القتالات التدريبية هذه، خافوا انهم لو خرجوا فسيُغضبوا ذوي الملابس السوداء و يعاقبوهم بإرسال جيش اكبر.
لم يعلموا ان المكان فعلاً قد تم اخلائه، بل المنطقة الوسطى كلها كان يتم اخلائها في هذه اللحظة، فلو خرجوا الان سيتمكنوا من السيطرة على المنطقة الوسطى بالكامل بمفردهم!
لكنهم لن يتحركوا… فريق الطليعة النخبوية، الفريق الذي يقال انه يوازي اسطول بذاته، قد كُسر معنوياً.
“هممم؟” في اللحظة التالية سمع سيجال ضجيج يقترب من الشرق فإلتفت نحوه، “…أهذه سفينة فضائية تابعة للإمبراطورية؟ …انه الاسطول! يا رجال الدعم وصل!!”
في اللحظة التالي سفن الاسطول كانت قد وصلت للمدينة و هبطت حولها، ثم شعر القائد سيجال بيد عملاقة تنزل على كتفه، “بدون مقدمات فارغة، اعطني تقرير بكل ما تعرف عن هذا المكان الملعون.”
================
لدعم هذا العمل مادياً:
باي بال: paypal.me/eslam997
دفع فيزا مباشر موقع كوفي : https://ko-fi.com/teamx15699
اي محفظة كاش مصر: 01020451397
إجمالي دعم هذا الشهر: 110$ *يمسح الدم من فمه و ينظر نحو الرقم بغضب*
~~~~
لدعم هذا العمل معنوياً لا تنس التعليق و الدعاء
~~~~~~~
الموقع القديم لمشاهدة الفصول القديمة: اضغط هنا
~~~~~~
سيرفر ديسكورد لرؤية صور الشخصيات و متابعة مواعيد نزول الفصل:
https://discord.gg/AxDFN6uVTE