لوح روبين مجدداً فأُقيمت مصفوفة المراقبة مجدداً، ثم اغمض عينيه و ببعض التركيز ظهرت صورة امامهم… لقد كانت معركة.
هذه المعركة تدور حول اسوار مدينة صغيرة حيث المهاجمين هم خليط من البشر و النجميين و الاقزام و غيرهم من الاجناس المتدنية، اعدادهم تقدم بعشرة الاف على الاقل، كلهم يرتدون دروع ذهبية او يمسكون اسلحة ذهبية
وجود الكائنات المتدنية بهذه الاعداد الضخمة و هذا الترابط ادهش هولاك الذي يراهم في هذه الهيئة لأول مرة، لكنه إبتسم، بدى و كأنه فرح من اجلهم…
اما الطرف المدافع فلونهم شاحب و يبدون كخليط بين الثعابين و البشر، بعضهم ضخام الحجم و بعضهم قصار، يرتدون دروع فضية و يمسكون بأسلحة قوية، اعدادهم لا تتجاوز المئتين و يوجد ثعبان معدني ضخم يطوف فوق المدينة يساعدهم على الدفاع بطلقات مدفعية بين كل حين و اخر
فارق الاعداد الهائل بين الطرفين عوضه ذلك الثعبان الضخم، و تسعة اشخاص يتدخلوا في الوقت المناسب لقتل اكبر عدد ممكن من المهاجمين، لولا هذين المتغيرين لإنتهت المعركة على الفور
“أهؤلاء من تقصدهم..؟” عقد هولاك حاجبيه قليلاً، هذه اول مرة يرى جنس كهذا، “ما الذي يحدث هنا؟”
اومئ روبين، “هؤلاء هم جنود من امبراطورية كوكبية تدعى امبراطورية الثعبان العظيم، وصلوا كوكب نيهاري قبل 8 اشهر تقريباً و منذ وقتها و هم في معارك في المنطقة الوسطى، في البداية سفكوا دم مئات الاف الاحياء و دمروا عشرات المدن، يمكنك التأكد من روح الكوكب لاحقاً ان لم تصدقني. ايقافهم لم يكن كان صعب بعض الشئ اعتمادً على المحليين فقط، لذا بمساعدة طفيفة من فيلق سيوف الظل التابع لي تم حشرهم كما ترى و تخفيض اعدادهم لهذه الدرجة حتى اصبحوا لا يشكلوا تهديداً، لكنهم في النهاية ليسوا الخطر الرئيسي هم مجرد طلائع لما هو آتٍ~”
وقف هولاك و اقترب من المصفوفة اكثر و اكتفى بالتحديق فيها لبعض الوقت، خلال الدقيقة او الاثنتين التي تابع فيها القتال مات العشرات من جيش الكائنات المتدنية، “…سيد حرب واحد من الذين أريتهم لي يمكنه مسحهم جميعاً، لماذا تركتهم 8 اشهر؟”
“لمِ قد افعل شئ احمق كهذا؟” قهقه روبين و هز رأسه، “اولاً وجودهم في ذلك المكان يجعله من المؤكد انه عندما يأتي الدعم سينزل في المنطقة الوسطى ايضاً لإنقاذهم و لن يذهب لأي منطقة اخرى، بقاء الغزاة محاصرين في المنتصف هو افضل شئ يمكنني ان آمله، في الحقيقة ان لم يهبط الطلائع في المنطقة الوسطى كنت سأجبرهم على التوجه إليها. ثانياً عندما حاولنا القبض على حفنه منهم لإستجوابهم كانوا يموتوا قبل بدأ الاستجواب اساساً، لكن سيوف الظل تمكنوا من فك شيفرة لغتهم بعد فترة من مراقبة حديثهم داخل المدينة و فهموا بضع اشياء عن خلفيتهم و عن حجم الجيش الذي يمكننا توقع قدامه.”
ثم اشار نحو المشهد امامه، “ثم ننطلق إلى فوائد اخرى اكثر ظهوراً، مثلاً المنطقة الوسطى الان في اقصى درجات التأهب و التلاحم بسبب مواجهتهم لعدو خارجي، لم يعد هنالك فارق بين عملاق و انسان كلهم يعملوا مع بعضهم و على اعلى مستوى من التنسيق. المنطقة الشرقية تراقب الوضع عن كثب و تستعد بتوحيد المنطقة كلها وإقامة المزيد من المصفوفات و الحصون و تجنيد اعداد هائلة من الجنود. و المنطقة الجنوبية في خضم اعادة التأهيل حالياً و تأتيهم يومياً التقارير عن مدى قوة العدو و عن صمودهم طوال هذا الوقت في المنطقة الشمالية مما يجعلهم يعملوا بجد اكبر، اما المنطقة الغربية فهى- حسناً دعنا لا نتحدث عنها.”
لوح روبين ثم اشار لهولاك ان يعود ليجلس على كرسيه، ” اما المنطقة الشمالية فأنت ترى الفوضى بنفسك، لو اخبرتهم ان هنالك غزو قوي سيأتي لإبادة كل مظاهر الحياة سيكذبوني و ستقوم فوضى مدمرة، فقط عندما يروهم بأعينهم سيصدقوا، لذا ترك الطلائع حتى يحين وقت اخبارهم و جعل قاداتهم يروهم بأعينهم سيكون مفيد لإستئناف المحادثات، كما يحدث الان.”
“جميل، لا اصدق انك استخدمت طلائع عدوك لمصلحتك بهذا الشكل، خِلت ان مختاري السماء حمقى عندما يأتي الامر للحرب.. ليس سيئاً.” عاد هولاك للجلوس مكانه بإبتسامة ذات مغزىً، “كما انك لست ضعيف ايضاً، حسب ما رأيت من تلك الدوامات الفضائية و اسياد الحرب و الاسلحة و غيرها.. انت ايضاً لديك واحدة من تلك الامبراطوريات الكوكبية صحيح؟”
“…عدوي انا؟” روبين ترك كل شئ و ركز على هذه الكلمة
” هاها اجل عدوك! انت تجعل الامر سهل جداً ايها الاخ الصغير، واضح ان بينك و بين اولائك الغزاة عداوة و إلا لرجعت لموطنك و نسيت امر هذا المكان فحسب، ألم تقل ان زوجتك و ابنك حصل لهم شئ هنا؟ -اسف نسيت ماذا حصل لهم الامر لا يعنيني- لماذا قد تستعد لحرب ضدهم و انت تكره هذا المكان؟ هنالك بالتأكيد شئ يدفعك لقتالهم.” ضحك هولاك بصوت عالٍ
منذ وقت ليس ببعيد كان يقضى معظم وقت يجرب التقنيات في المكتبة او يحاول صقل روح الكوكب في ملل تام، و لكن فجأة عرف بوجود مختار سماء ثالث قادم من عالم اخر، و الان عرف مجئ غزاة اخرين من كيان يدعى امبراطورية كوكبية… هذا جعله يشتعل حماساً!!
“…اصبت، لكنهم اعدائك ايضاً.” اومئ روبين مرتين، ” و الان دعنا نرجع للنقطة الرئيسية هنا، أتظن ان امبراطورية متخصصة في غزو الكواكب لا يعرفوا عن روح الكوكب و الحياة الابدية؟”
ضحكة هولاك إنقطعت في منتصفها، “…ماذا تريد ان تقول؟”
“اقول ان روح الكوكب جعلتك تخرج في هذا التوقيت بالذات، ليس من اجلي فقط، بل من اجل اولائك الغزاة، هى تعرف انهم سيلاحظوا ان وقعت معركة بيننا او ان سرعة صقل الكوكب تزايدت فجأة و سيحاولوا التدخل… انها تريد معركة ثلاثية على حيازتها.” تنهد روبين ثم ربت على كتفه، “اسف يا صاح لكن حياتك المسالمة انتهت، حتى لو اعطيتك التقنية و عدت لتتدرب عليها و تصقل روح الكوكب في سلام، ستجد اولائك الغزاة فوق رأسك عاجلاً ام اجلاً.”
“اوووه، تلك العاهرة الصغيرة!!” رفع هولاك حاجبيه و ضرب كف على كفه، بعدها ضحك مجدداً، عليه ان يعترف انها حركة جيدة، ثم نظر لروبين، “إذاً، ماذا تقترح؟”
“…..” لقد اخبره للتو ان روح الكوكب تتلاعب به و انه سيدخل حرب ضد كيانين عظيمين و ردة فعله الوحيدة انه ضحك متحمساً، “… اقسم على الولاء لي و ساعدني في الحرب، عندها سأعطيك كل تقنيات الروح التي تريدها و اعطيك ما تبقى من الكوكب لتديره كما تشاء، كما اني سأنصبك احد جينرالاتي و اعطيك حرية التنقل بين الكواكب الخاضعة لي، و بالطبع سأمنحك روح نيهاري.”
“همم، هذا مقنع و محفز في نفس الوقت، لكن…” لوح هولاك بضع مرات مبتسماً، ” انس الامر انا لا اعمل تحت امرة احد.”
“لكنك منخرط في هذه الحرب شئت ام ابيت.” عقد روبين حاجبيه، “لو اخترت دخول القتال كطرف ثالث ستُهزم مهما فعلت، و لو غادرت الان و عدت لجحرك سأجدك انا او الامبراطورية الاخرى في النهاية و تضطر للقتال بمفردك فيكون مصيرك الموت او الخضوع، فرصتك الوحيدة هى التحالف معي لإجتياز هذه المحنة.”
“اعرف يا عزيزي اعرف،” فتح هولاك ذراعيه ضاحكاً، “لكن التحالف معك شئ و القسم على الولاء لك شئ اخر، اقترح شئ له علاقة بالحرب و كلي اذان صاغية.”
“… إذاً قم بتوحيد المنطقة الشمالية تحت رايتك، العمالقة يبجلوك و سينصاعوا بسهولة، و انا سأتكفل ببقية الاجناس الذكية و اجعلهم يتبعوك، كل ما عليك هو جعل المنطقة الشمالية حصن ضد الغزاة فلا تسمح لهم بدخولها و في نفس الوقت تطلق هجمات عليهم في المنطقة الوسطى إن استطعت. بقوة المنطقة الشمالية المعروفة مضاف إليها وجودك و وحوش سلسلة الجبال الذين يمكنكم تحريكهم، اعتقد ان المهمة لن تكون صعبة جداً عليك…” روبين لم يضيع لحظة و اكمل كلامه بسرعة، ” مقابل مجهوداتك، و إن نجحت في مهمتك، في نهاية الحرب سأعطيك تقنية تقوية روح اسرع بعشرات المرات من التي تستخدمها حالياً.”
================
لدعم هذا العمل مادياً:
باي بال: paypal.me/eslam997
دفع فيزا مباشر موقع كوفي : https://ko-fi.com/teamx15699
اي محفظة كاش مصر: 01020451397
إجمالي دعم هذا الشهر: 150$ تم
~~~~
لدعم هذا العمل معنوياً لا تنس التعليق و الدعاء
~~~~~~~
الموقع القديم لمشاهدة الفصول القديمة: اضغط هنا
~~~~~~
سيرفر ديسكورد لرؤية صور الشخصيات و متابعة مواعيد نزول الفصل:
https://discord.gg/AxDFN6uVTE