في الوقت الحاضر–
“أهنالك جديد؟” رفع بيون حاجبيه المشوهين و سأل ريتشارد بعدما انتهى من تلقي الرسالة
أسند ريتشارد ظهره على الحائط و اغلق عينيه، ” نفس محتوى الرسائل كل يوم، يخبروني ان الاخبار مع بقية بقاع الكوكب توشك ان تنتشر في المنطقة الشمالية، همف~ يعتقدون اني لا افهم ما الذي يريدون قوله.”
” و ما هو هذا في رأيك؟” ألح بيون في السؤال
“ان اعطي الاوامر بالانتهاء من قبيلة عزيل حتى يتم الاعلان عن الغزو و بدأ الاستعداد، أليس هذا ما تفكرون به جميعاً؟” رد ريتشارد منزعجاً
بحلول هذا الوقت فرقة من طلائع الغزاة وصلت بالفعل و تدك المنطقة الوسطى من 6 اشهر
حتى هذه اللحظة ما تزال المنطقة الشمالية ترقص على خيط رفيق من التوازن بين عمالقة نيهاري و بقية المخلوقات، كلاً منهم يراقب الطرف الاخر بحذر و ينتظروا الأوامر من أولي الامر، لكن هذا ايضاً وفر هدوء نسبي في المنطقة الشمالية و مكن ريتشارد من فعل ما يريد بقبيلة عزيل بدون تدخل من احد
لكن لو انتشرت الاخبار عن وصول غزو خارجي و عن المذابح التي تحصل في بقية مناطق الكوكب فهذا الهدوء سينهار فوراً…
فلو عرف عمالقة نيهاري في المنطقة الشمالية ما يحدث لبنو جنسهم في المنطقة الشرقية و الجنوبية على يد المخلوقات الذكية الاخرى لن يكون هنالك مجال للسلام، فهم سيوقنوا ان السلام الحالي ما هو الا قناع حتى يصل اعدائهم لمستوى معين من القوة و عندها سيحل بهم ما يحدث في بقية الكوكب، و بالطبع ستبدأ مجزرة فوراً، و احد اهدافهم سيكون بالتأكيد انقاذ ما تبقي من قبيلة عزيل حتى يمنعوا اعدائهم من فعل ما يحلو لهم
و من ناحية اخرى حتى المستعمرات لا يعرفوا بوصول الغزو، لذا ان انتشر خبر وصول امبراطورية كوكبية لتدمير كوكبهم سيفقدوا تركيزهم و ستدخل المنطقة الشمالية في فوضى من كل الجوانب لن يتمكن سيوف الظل و قبيلة عمالقة اشيرا من احتوائها في الوقت المناسب، الفوضى ستكون مدمرة لدرجة ان فلول قبيلة عزيل المحاصرين داخل المدينة قد يتمكنوا من الهرب، و هذا شئ مرفوض قلباً قالباً.
لذا غير مسموح البتة انتشار الاخبار بهذه الطريقة!
هنالك بالفعل خطط وُضعت لجلب هذه الاخبار للجميع بطرق معقولة لا تسبب الهلع المنتظر، لكن هذه الخطط تتطلب تركيز امبراطورية البداية الحقيقية الكامل، لكن للأسف هذا لا ينفع الان لأن ريتشارد يحتفظ حالياً بـ 40 امبراطور بجواره في منطقة عزيل.
“…ريتشارد، إلى متى تنوي تعذيبهم؟” دخل بيون في الموضوع مباشرةً، هو كان يعلم السبب وراء تأجيل ريتشارد اقتحام المدينة حتى اليوم
“إلى أطول وقت ممكن!” ريتشارد لم يخبئ شئ ايضاً، ملامحه تحولت للأقبح فجأة، “…داودار، ساليدار و بقية حاشيتهم الذين كانوا في ذلك الحفل جميعهم في المدينة الان، لقد حفرت وجوههم في رأسي، جميعهم اخذ قطعة من امي يا اخي الثالث… لم اشفي غليلي بعد، يجب ان لا يموتوا بعد!!”
“.. اطول وقت ممكن، هذه ليست اجابة.” هز بيون رأسه، ” قد يكون هذا غداً او بعد مئة عام، و نحن لا يمكننا الاكمال على هذا النحو. مع ان والدك لم يقل شئ و ما يزال يخبرنا ان ندعمك بما شئت إلا اني اعرفه جيداً، والدك يحب ان يمشي كل شئ حسب خطة مدروسة، لابد ان بطنه تؤلمه الان لأنه لا يستطيع السيطرة على افعالك.” قهقه بيون في الجزء الاخير و هو يتخيل منظر والده بالتبني عندما يعلم بالوضع الحالي
“اخبرتكم مراراً اني جمعت ما يكفي من قوة للتعامل مع كل من بداخل تلك المدينة بطريقتي، اذهبوا في طريقكم و اتركوني اتصرف معهم بطريقتي!” اخيراً فتح ريتشارد عيناه شديدتا السواد و حدق في عينا بيون للحظة، لكن في تلك اللحظة اظهر شئ من نية القتل التي يحملها اتجاه العملقة داخل المدينة
“هااا” اخذ بيون شهقة قوية و امسك صدره بكلتا يديه و كأن روح تخرج منه و نظر بعيداً بسرعة
“اسف! انا اسف لم اقصد” قام ريتشارد مرعوباً و كاد يضع يده على اخاه الثالث ليربت على كتفه، لكنه اوقف يده في اللحظة الاخيرة و سحبها مكرهاً
” لا بأس.. كح كح.. لا بأس..” اخذ بيون يتبادل الشهيق و الزفير لبضع لحظات بصوت عالٍ حتى هدئ اخيراً، و ارسل نظرة جنبية مضطربة نحو هذا الاخ الصغير خاصته
نية القتل تلك.. انها الرعب نفسه.
أهذه هى نظرة شخص قتل اكثر من 50 مليون كائن ذكي بيده؟
لو ذُكر موضوع مسؤولية الدماء فروبين بلا شك يتحمل مقتل عشرات الملايين ايضاً، لكن عدد الذين قتلهم بيده و رأى الحياة تغادر اعينهم لم تكن بهذه الكثرة.. ريتشارد مختلف، ريتشارد قتل كل هؤلاء بنفسه حتى اصبح القتل بالنسبة له كالتنفس
هالته الحالية تنافس هالة قيصر الذي يستخدم نار الموت، اما عندما يأتي الامر لنية القتل التي تستعر في كل خلية من جسده، فلا احد يمكنه منافسته، نظرة واحدة الان يمكنها ان تفتك بأرواح اعداءه.
عندما رأى بيون تعابير ريتشارد النادمة تحرك هو نحوه للتربيت على كتفه، “اعرف انك قادر على قتلهم جميعاً بمفردك، لكن هذا يختلف عن الدور الذي نقوم به، فأنت لن تتمكن من حصارهم و حسبهم بمفردك كما انك ما زلت لا تستطيع الانتصار على داودار في قتال فردي بعد، صحيح؟”
“…” اومئ ريتشارد، بإستخدام نار الحياة و كمية الاستعدادات التي جهزها يمكنه بسهولة القضاء على جيش قبيلة عزيل كله و حتى قتال الاباطرة الـ 35 و قتل عدد كبير منهم. لكن قوته تلك لن تساعده في سجنهم او قتالهم وجه لوجه و ارغامهم على البقاء داخل المدينة، لذا مع انه يخبر بيون بالمغدارة كلما حاول التضييق عليه إلا انه لم يرد منهم ان يغادروا حقاً
تنهد بيون، “اعرف ما تمر به، لو احدهم قال ان الاشخاص الذين قتلوا عائلتي ما يزالوا احياء سأذهب لأفعل بهم مثلما تفعل الان، لكن علينا النظر للصورة الكبرى هنا، لو تسربت الاخبار من بقية المناطق قبل انتهائك من قبيلة عزيل فقد نتعرض من هجمات من بقية القبائل و يهرب داودار و اباطرته، عندها لن ينفع التأجيل..”
“……” بعد صمت دام لحوالي دقيقة اومئ ريتشارد في النهاية بتعابير وجه غير راضية
ابتسامة كبيرة ظهرت على وجه بيون و ضربت على كتف ريتشارد مرتين بقوة، “حسناً إبتهج، كونك قررت تنظيف تلك المدينة اللعينة اخيراً لا يعني انه عليك قتلهم كلهم، لقد تلقينا هدية من والدك مؤخراً و اردت ان ابقيها مفاجأة للوقت المناسب هاها، ألق نظرة!”
================
لدعم هذا العمل مادياً:
باي بال: paypal.me/eslam997
دفع فيزا مباشر موقع كوفي : https://ko-fi.com/teamx15699
اي محفظة كاش مصر: 01020451397
إجمالي دعم هذا الشهر: 150$ تم
~~~~
لدعم هذا العمل معنوياً لا تنس التعليق و الدعاء
~~~~~~~
الموقع القديم لمشاهدة الفصول القديمة: اضغط هنا
~~~~~~
سيرفر ديسكورد لرؤية صور الشخصيات و متابعة مواعيد نزول الفصل:
https://discord.gg/AxDFN6uVTE
===============
تدخل زيوسي/ بهذا الفصل اكون عوضت كل الفصول المتأخر و اعلن بدأ الشهر السادس من الانتظام اليومي على نظافة.
