“معاليك!”
“معاليك، انت قُمت فعلاً!!”
“هاها هذا رائع، هذا رائع!!”
في اللحظة التي خطى فيها روبين خارج الخيمة وجد المئات من الاشخاص يحيطون به، بعضهم يضحك بفرح بادٍ، و بعض الفتيات يبكين حتى، بل و بدى أن أعدادهم ما تزال في تزايد، لن تمر دقيقة أخرى قبل أن يصل كل من على التلة إلى هذه البقعة!
الذهاب إلى كوكب آخر بدون معرفة ما إن كانوا سيبقوا على قيد الحياة غداً كان مُقلق بما يكفي، و بعد سقوط روبين الشنيع، و الذي أعتقد الجميع أنه قد مات فيه، أو حتى أصيب إصابة شديدة، فقد الكثير منهم الثقة في البقاء أحياء حتى لأخر الأسبوع!
… لكن اليوم و بدون سابق إنذار، الإمبراطور روبين بورتون قد ظهر اخيراً!!
“حسناً، حسناً، كل شيئ بخير الآن، يمكنكم العودة لما كنت تفعلونه.” رفع روبين كلتا يديه ملوحاً للجميع بإبتسامة كبيرة، و عيون نشِطة، كل الإرهاق، و الصداع الذي كان جلياً عليه داخل الخيمة بدى و كأنه إختفى بلا اثر.
رؤيته بهذه الهيئة جعلته إليزابيث، و زارا يتبادلان النظرات بعيون قلقة لا ارادياً… واضح أنه كان يتحامل على نفسه ليظهر قوياً أمام الجنود.
*صااااد*
“همم؟” صوت إرتطام قوي صدر فجأة جذب أنظار الجميع، حتى روبين لم يتمكن من كبح نفسه من النظر إلى المصدر، عندما رأى المصدر تحولت إبتسامته الواسعة إلى حواجب معقودة و تكلم بسرعة. ” ما الذي تفعله عندك؟”
و قد رأى ما كان يعتقده عالم يورا بالكامل انه لن يحصل ابداً… الإمبراطور الأخير لإمبراطورية الرياح، أليكساندر ليفان، راكع على الارض.
أليكساندر الذي كان ما يزال ملفوف من اعلى رأسه لأظافر قدميه بالضمادات بدى و كأنه لم يسمع روبين، و لم يسمع كل صيحات الإندهاش من الآلاف من الجنود حوله، بل اكمل ركوعه بوضعه كلتا يديه على الارض، و تكلم بصوت بدى و كأنه يصدر من حلق محترق. ” أنا… اريد ان… بفففـ–”
“الجينرال أليكساندر ما الذي تفعله؟ أنت تفتح جروحك الداخلية مجدداً!!” تقدمك زارا بسرعة و بدأت بضخ طاقة الحياة إلى اسفل رأس أليكساندر، ثم نظرت إلى والدها.” أبي، أعطه أمر بالوقوف، و التوقف عن الكلام، ما يفعله الآن سيزيد الضرر المتراكم على جسده، تلك الصاعقة لم تترك خلية واحدة في جسده بدون الإضرار بها، حتى بإستخدامي شخصياً لقانون الحياة عليه بإستمرار هو ما يزال يحتاج لشهرين آخرين على الأقل حتى يُشفى تماماً!”
روبين إستمع لزارا حتى انتهت، لكنه لم يعطي أوامر لأليكساندر كما طلبت، بل عاد لينظر على الرجل الملفوف بالضمادات أمامه، و تكلم بصوت منخفض. ” عندما يريد الرجل فعل شئ فيجب ان يفعله، إن كان لديه العزيمة للركوع في حالته فكيف أهينه بأن أقلل من شأن ما يفعله؟ اتركيه يفعل ما يشاء، فقط ركزي على علاجه.”
“أبي، أنت..!! ..هيه~ الرجال مخلوقات غريبة..” لم تعرف زارا ماذا تقول، ففعلت كما طلب روبين، و ركزت على ضخ طاقة الحياة إلى حلق أليكساندر.
مثل روبين تماماً، الآلاف من الجنود، و أسياد النقوش، و الحدادين الإلهيين وقفوا يراقبوا أليكساندر بعيون مفتوحة على اخرها، يحاولون، مثل روبين، توقع ماذا يريد أليكساندر قوله في هذا الوضع.
أليكساندر كان أحد 6000 حكيم تلقوا ضربة مباشرة من الصواعق، قُتل الف منهم بشكل مباشر بينما تفحم البقية، و أصيبوا إصابات هائلة، حتى أليكساندر و الذي يعتبر اقواهم بالكاد يمكنه التكلم!
و كل هذا حدث نتيجة أوامر مباشرة من روبين، لذا فمنطقياً هو الآن على وشك ان…
“شكراً.. لك..” رفع أليكساندر رأسه، و نظر إلى روبين بعين واحدة تحول فيها الأبيض إلى أحمر، و قال ما لم يتوقعه أحد!
عقد روبين حاجبيه قليلاً، هو أيضاً كان يتوقع انتقاد شديد أو إلقاء لوم.
لكن قبل أن يتمكن من قول شيئ، أكمل أليسكاندر كلامه بصوت يقطع القلوب، لكنه كان أفضل حالاً بعدما بدأت زارا بضخ طاقة الحياة في رقبته. ” منذ جئنا للكوكب، و انت رفضت طيران الجيش… على الرغم من أني حاولت الضغط عليك كثيراً لإتخاذ ذلك القرار.. لو إستمعت لكلامي ذلك الوقت لكنا جميعاً موتى بلا إستثناء.. حكمة معاليك أنقذتنا جميعاً، و أنقذتني من نفسي.. انا، أليكساندر ليفان، أعترف بسذاجتي، و حماقتي عندما شككت في حكمة معاليك.. و أطلب العقاب..”
*صخب*
كل إثنان بجوار بعضهما بدأوا بالتهامس في اندهاش و حماسة، ما يشهدونه الآن هو تاريخ!
من هو أليسكاندر؟ أنه عبقري حكم إمبراطورية لمئات السنين… كم مرة يمكن للمرئ رؤية شخص كهذا يخضع لشخص آخر بملئ إرادته؟!
يجدر بالذكر أنه حتى بعدما تم تسريب أحداث التل الكبير، عرف الجميع أن اليكساندر، و غيره من الأباطرة لم يركعوا لروبين، و لم يخضعوا بالكامل لأنهم اعترفوا به أو شيئ كهذا، بل هم فقط فعلوا ما عليهم فعله لينجوا شعبهم!
أما ما حدث للتو..
“هيه~” روبين تنهد فحسب عندما سمع هذا، طلب أليكساندر في ذلك الوقت كان منطقي جداً، و *حكمته* تلك التي منعته من الموافقة على طلب أليسكاندر لم تكن سوى مهارته التي إكتسبها من تعلم قانون الحقيقة السيادي، انه حتى لم يعلم كيف يستخدمها!
إخضاع شخص مثل أليكساندر بحيلة كهذه بدى كغش بعض الشيئ…
لكن بما ان هذا ليس بالشيئ السيئ لأي حد، روبين إبتلع ما يريد قوله، و تقدم بضع خطوات، و ربت على كتف أليكساندر بلطف. ” لا تلم نفسك، فقط تعلم من تجاربك و امض قدماً.. عُد للإعتناء بجراحك.” ثم أكمل طريقه للأمام مجدداً بطريقة رائعة..
الموضوع التاليالموضوع السابق