“… أهذا له علاقة بالعفاريت؟ عموماً أجل، لم أعد بحاجة لهم.” رد بيلي بدون تردد.
“هل أنت متأكد؟ لو اختفوا حالاً ستبقى القارة آمنة؟” سأل روبين مجدداً.
” أخبرني انت! محافظي المقاطعات قاموا بتأسيس قوة شرطة خاصة في كل مقاطعة كما ان لدينا قوة شرطة مركزية تشرف على أمن القارة بالكامل متمثلة في أبناء عائلات روفوس، و برادلي، و كامدين، غير هذا و ذاك لدينا قوات سيوف الظل التي تكبر يوماً بعد يوم، أشك ان هنالك أي خطر سيواجه القارة داخلياً في أي وقت قريب.”
“اوه، جيد.. جيد.. هذا مطمئن.. لقد أتممت مهمتك بإستعادة الأمن، و التخلي عن احتياجك للعفاريت خلال أقل من ثلاثة اعوام، انت فعلاً شخص يعتمد عليك يا بيلي..” تمتم روبين بصوت منخفض، و وضع قطعة الكعك على الطاولة أمامه مجدداً، ثم اكمل. ” أريدك الآن أن تصدر قرار رسمي بالإستغناء عن العفاريت، و إرسالهم نحو القارة المركزية.”
“هممم؟ هل انت متأكد مما تقول؟” عقد بيلي حاجبيه أكثر، و سأل، ” لقد أدركت شخصياً كم أن دورة حياة تلك العفاريت سريعة، و يتناسلوا كالأرانب، أنت جلبت معك فوق المئة الف عفريت، لكن تعدادهم اقترب من النصف المليون خلال الخمس سنوات الماضية، اعدادهم تزداد بسرعة مخيفة، و اطفالهم يكبرون بسرعة لدرجة أن اصابني الفزع، و اصدرت قوانين بالتفريق بين ذكورهم، و إناثهم قبل بضعة اشهر، أتريد إرسالهم للقارة المركزية وتركهم بدون رقيب حقاً؟”
* سوووووش *
“جيد أنك من ذكرت الموضوع، مولاي، أيرضيك ما فعله هذا الشخص مع بنو جنسي؟ يأمر بفصل الذكور عن الإناث؟ أنه يعاملنا كحيوانات في موسم التزاوج! لولا أن سيادتك من وضعته حاكماً لقارة السلف قبل مغادرتك لكان لي تصرف آخر معه.” ظهر ظل ضخم فجأة أمام الجميع حجب ضوء الشمس، و تكلم بنبرة تملؤها بعض الغضب.
بيلي نظر نحو القادم الجديد. ” إذاً أنت ايضاً شرفت أيها العفريت اللعين، أتدرك فاتورة توفير لحوم الوحوش لهذا الكم من الأفواه؟ لقد اضطررنا مؤخراً لتخصيص سفن لإصطياد الوحوش البحرية الضخمة حول قارة السلف لمحاولة إشباع نهمكم الذي لا يهدأ، كما أن لحوم الوحوش لا تشبع جوعكم أساساً بل لديكم تعطش دائم للحوم البشر، من يعلم كم شخص برئ إصطدمت خلال السنوات الاخيرة الماضية!”
“كل ملوك العفاريت يشرفون على السيطرة على ابنائنا الجدد، و يعلموهم ان لا يصطادوا البشر على كوكب يورا، من اين جئت بأننا نقتل البشر؟ نحن نعاني للتحكم بأنفسنا من أجل معاليه، و أنت هنا تشوه صورتنا، لا تتكلم بدون دليل يا هذا!” إنفعل القادم الجديد، و رفع صوته على بيلي، ثم نظر نحو روبين. ” مولاي، لقد تبعناك بقلبونا، و ارواحنا لأنك خلصتنا من الذين يقتلون أطفالنا صغاراً، الآن هذا الشخص لا يريدنا ان نلمس بعضنا اساساً، كيف ستقتص لنا منه؟”
“حسناً، حسناً، أهدأ يا آمون، و أنت أيضاً يا بيلي.. أدرك ان كلاكما واجه مشاكل، و كلاً منكما يراها بوجهة نظره، جنس العفاريت فعلاً مشكلة كبيرة على أي نظام بيئي، و السبب في ذلك أنهم ليسوا جنس طبيعي، سمعت أنه تم وضع لعنة عليهم، أو شيئ كهذا؟ سأبحث في الموضوع لاحقاً…
و عامةً لا داعي للقلق من هذا حالياً، لن نحتاج للتفكير بشأن هذا الموضوع مجدداً..” عندما رآى روبين الجدال يحتد رفع يديه، و تكلم مبتسماً. ” آمون، كنت أتحدث للتو مع بيلي بشأن تهجير كل العفاريت نحو القارة المركزية، أختر بقعة جيدة هناك، و خصصها لكم، و عيشوا كما تشاؤون~.”
“…. بالنسبة للطعام؟” صمت امونه لبضع ثوان، ثم سأل بصوت منخفض.
“أهاهاهاها.” عندما سمع هذا بدأ بيلي يضحك بصوت بشكل هستيري، منذ سمع روبين يقول عيشوا كما تشاؤون كان يعرف أن هذه ستكون مشكلة، هنالك حرفياً أساطيل تطوف كل البحار الآن بحثاً عن طعام للعفاريت، لو تم فصلهم، و عاشوا بلا مساعدة فتوفير الطعام البحري لأنفسهم سيكون صعباً لأنهم كائنات محبة للبر بشكل طبيعي.
كما أنه لو تم تركهم بلا رقيب لأعدادهم ففي خلال قرن واحد سيأكلوا الأخضر، و اليابس على الكوكب كله!
“انت..!!” غضب آمون عندما سمع ضحكة بيلي، و كاد يصرخ عليه، لكنه لم يدري ماذا يقول.
” حسناً، حسناً، لا داعي لهذا.” حرك روبين يديه مجدداً ليفصل بينهما، ثم نظر نحو آمون. ” فقط أفعل ما أقول، و سنتكلم لاحقاً بشأن طعامكم.”
“…حاضر.” إنحنى آمون قليلاً، و رد، لم يدري ما الحل الذي سيقترحه روبين، لكن طالما هو قال إنه سيكفل بالأمر فهو منتهي بالنسبة له.
اومئ روبين نحوه ببطئ، و إبتسامة مُرغمة، ثم نظر نحو الارض لبعض ثواني، قبل أن يرفع رأسه مجدداً، و ينظر نحو بيلي. ” اها بالمناسبة، ما أخبار استعدادات الغزو؟ نحن سنتحرك خلال شهر تقريباً.”
لم يرد بيلي مباشرةً، بل ظل ينظر في عينا روبين بحاجبين معقودين لبضع ثوانٍ بدون قول كلمة، لكن عندما قابله روبين بصمت، و إبتسامته الخفيفة تلك، تنهد و رد. “.. بالنسبة لنا فلا تنتظر الكثير، قارة السلف تطورت كثيراً، و اصبح هنالك الملايين من الفرسان، لكن لم يخرج منهم قديس واحد بعد، كما أن جميعهم ما يزالوا يكرهون أسمك لذا لا أعتقد أنهم مستعدين للقتال من أجلك بعد.. بشكل عام لا يوجد في قارة السلف قوة معتبرة غير قوات عائلة بورتون التي تتمثل في حوالي عشرون الف قديس، و كلهم جاهزين للتحرك في أي وقت.
أما الاستعدادات في القارات الاربعة الاخرى فهى قائمة على قدم، و ساق كل يوم تقريباً يتم ارسال كتيبة، أو اثنتين نحو القارة المركزية، حالياً يوجد أكثر من مليوني جندي في معسكر حول عاصمتك الإمبراطورية، و ما تزال أعدادهم تتزايد يوماً بعد يوم، بهذا المعدل لن يطول الأمر قبل أن يصل تعداد الجيش لـ 3 ملايين تقريباً قبل الموعد النهائي.”
الموضوع التاليالموضوع السابق