بعد يومين من الإبحار أرسل قيصر طلب لجابا أن يرسل له عدد من وحوش الدراكو ليصل إلى قارة المياه بشكل أسرع حتى يسرع في تنفيذ أوامر والده -حسب قوله-
جابا علم أنه غالباً يريد الهرب من مساحة السفينة الضيقة، و الجو الخانق الذي فُرض عليه، لكن لم يكن أمامه خيار سوى الإنصات لطلب إبن روبين البسيط، و إرسال الوحوش بإتجاهه، كما ان الفكرة أعجبته، و أرسل بعضها بإتجاه سفن البقية مثل إليزابيث، و أليكساندر، و غو أيضاً.
قرار ركوب تلك الوحوش لم يكن سهلاً على أياً من الاباطرة، و اعوانهم، لكنهم في النهاية قرروا فعلها، و قبول هدية جابا… فـ في النهاية توفير بضع أشهر قبل الاستعداد لغزو الكوكب التالي سيكون في صالحهم.
لهذا تمكن الأباطرة الاربعة، و أقرب اعوانهم من الوصول لقاراتهم خلال نفس أسبوع الإعلان، طلب قيصر الأناني تحول لمساعدة كبيرة للجميع..
الإسبوع بعد إعلان التل الاخضر الكبير.. هذا ما عُرف به الحدث الذي غير مجرى تاريخ كوكب يورا 180 درجة.
الاكثر من مليار إنسان يعيشون على ظهر الكوكب لم يعلموا ما كان يحدث فوق ذلك التل الصغير القريب من ذلك الشاطئ الغير معروف في قارة السلف، لم يعلموا التهديد، و الترغيب، و المصاعب، و الضغط النفسي الذي مر به جميع الاطراف ليصل لهذه الصورة النهائية.
لكن عندما تم إذاعة تفاصيل الإعلان الاكثر جدلاً في التاريخ، وعرف الجميع أنه أمر واقع، تفاوتت ردات الفعل بشكل كبير…
في قارات الرياح، المياه، و الشجرة المقدسة..
عندما عادت فيكتوريا، أليكساندر، و إليزابيث إلى قاراتهم، و أعلنوا عن النظام العالمي الجديد أدى إلى حدوث غضب عارم في قاراتهم، و بالتالي حصلت إضطرابات كبيرة، و مظاهرات هائلة لم يكن لها مثيل خلال البضع آلاف سنين الماضية.
حقيقة وجود روبين، و جيش العفاريت كانت معروفة من قبل الإعلان بسبب نشر الأولاد الذين عادوا من القارة المركزية لما حدث، الجميع كان يعرف أن هنالك شخص يدعى روبين لديه جيش كبير، و يريد الانتقام من إمبراطورية اللهب لسببٍ ما.
لكنهم أيضاً كانوا غاضبين، و طالبوا القديسين، و الحكماء المقربين لهم بالضغط على إمبراطورهم لمطاردة ذلك الروبين، و قتله، فكيف يمكن أن يُسمح لشخص مثله أن يلمس أبنائهم و يبقيهم سجناء لشهور؟ كيف يمكن لشخص مثله أن يخبرهم أن لا يعودوا للقارة المركزية مجدداً؟ من يظن نفسه؟!
و فجأة من يسبونه ليل نهار، و يستحقرونه، و يحثون مراكز القوة على مطاردته أصبح إمبراطورهم الجديد.. بهذه البساطة..
قادتهم يقولون لهم ان هذا الروبين قام بإخضاع الكوكب كله، و أن ليس امبراطوريتهم وحدها من إستسلمت، لكن من يصدق هذا؟ كيف لشخص أن يخضع الكوكب كله بدون قتال؟ و كيف يتأكدوا من هذا الكلام أساساً في حين أن السفر نحو القارة المركزية ممنوع منذ أشهر؟ واضح أنهم يكذبوا ليحالوا احتواء غضبهم!!
ألم يُقال لهم دائماً أنهم هم الصفوة المُختارة و سلالة الأباطرة؟ و أن من يعيشوا في قارة السلف كلهم رعاع لا ينفعوا لشيئ غير حرث الاراضي، و اصطياد السمك؟ الأن تم الإعلان أنهم أصبحوا تابعين لشخص من قارة السلف؟!
غير مقبول!!
الاحتجاجات التي ضربت الامبراطوريات الثلاث كانت بهدف حَث الأحزاب المعارضة على أخذ السُلطة من الامبراطور، و إبطال ذلك القرار المُذل، فبطبيعة الحال في كل عائلة حاكمة يوجد بضع أشخاص دائماً مُعارضين يريدون الإستيلاء على السُلطة، هذه ستكون فرصتهم، فكل الشعب معهم!
لكنهم فوجؤوا أن كل الحكماء عاليَ المستوى موافقون على القرارات، كل الحكماء مستوى 40 الذين يحكمون مختلف الأحزاب دعموا إعلان التل الأخضر الكبير بقوة، و كأن حياتهم تعتمد على ذلك.. حرفياً حياتهم تعتمد على ذلك على أي حال..
عندما وجد الناس في النهاية أن لا أمل في تغيير الحال هدأت المظاهرات، و اخفضوا رؤوسهم يبكون في الشوارع من شدة الإهانة التي شعروا بها، فقد تم إحتلالهم بدون أن تُراق لهم قطرة دماء، إستسلم قاداتهم الجبناء بدون محاولة الدفاع عنهم!
كيف سيعيشوا حياتهم بعد هذه النقطة!؟
——————-
….قارة اللهب.
عندما عاد العجوز غو، و معه فيلق اللهب، وأعلن عن تفاصيل إعلان التل الاخضر الكبير و عن قيام إمبراطورية البداية الحقيقية لاقى ترحيباً واسعاً، بل حصلت احتفالات في كل مكان في شوارع قارة اللهب!
فقد كان من ضمن الإعلان أنه تم العفو عن كل من بقي حياً، و أنه لن يكن هنالك داع للقتل، و القتال بعد اليوم، و في نفس يوم عودة غو، و من معه تلقى العفاريت أوامر بالإنسحاب فوراً نحو القارة الوسطى.. هذا كل ما يهم الآن.
لكن بعد فرحتهم الغامرة من إنتهاء الكابوس اخيراً، عاد الجميع إلى أرض الواقع، عادوا للنظر حولهم فرأوا أرض محروقة و مُحتلة لم يعد لهم سُلطان عليها.. انتهى الكابوس، لكن بأي ثمن؟
مسح أبناء قارة اللهب الدموع من أعينهم، هم أنفسهم لا يعرفون ما إن كانت دموع فرح أم حزن، و قاموا بإزالة الركام، و إعادة بناء بيوتهم بظهور منحنية، و عيون لا حياة فيها..
——————-
….قارة السلف
مع أن معظم أهل قارة السلف يعيشون في ممالك أخرى غير الشمس السوداء، و يعتبر أنهم تحت إحتلال روبين أيضاً، إلا ان شعور أنهم واقعين تحت الاحتلال، و أن هذا مُذل جدا، و هذه الأفكار لم تخَل عليهم للحظة، ببساطة ما رأوه خلال العام و النصف الماضيين جعلوهم ينسوا ما تعنيه كلمة وطن، أو انتماء.
حالياً وطنهم هو الركام الذي يعيشون تحته، و انتمائهم هو لأفراد عائلاتهم الذي ما يزالوا على قيد الحياة، إن وُجدوا..
كراهيتم لروبين لم تكن أقل من سكان بقية القارات و لو مثقال ذرة، بالنسبة لمعظمهم فـ روبين هو السبب الذي سيبيقهم على قيد الحياة ليشاهدوه يموت يوماً ما!
روبين كان يعلم هذا جيداً، و مع ذلك خطابه الذي صدى في جميع أنحاء قارة السلف لم يراعي مشاعر احد، لم يُلهم أحد و بالتأكيد لم يحببهم فيه.
لكنه كان أكثر من كافٍ لتوصيل الرسالة التي يريدها روبين.. *إكرهوني كما شئتم لكن إحترموني.*
هذا بالإضافة أنهم جميعاً كانوا قد اوقنوا أن الشخص الوحيد الذي يمكنه إستعادة الأمان للقارة هو روبين، جعل تقبلهم لنزول بيلي، و عائلة بورتون للشوارع ممكناً.
كان هنالك الكثير من العدِاء، و المقاومة إلا أنهم لم يمثلوا 10% من سكان قارة السلف الذين يريدون إستراجع الشعور بالأمن، و لو دقيقة واحدة قبل الموت، و هذه المقاومة لم تحدث فارق كبير، بيلي و العفاريت قتلوا، أو أسروا كل من قاوم تطبيق النظام الجديد، و أكملوا خطة تشديد الحراسة و إسترجاع الحكومة في القارة.
… الأسبوع بعد إعلان التل الاخضر الكبير إشعل الكوكب كله بطرق مختلفة، لكن الاسبوع الذي تلاه تحول الغضب إلى اندهاش و صدمة.
الموضوع التاليالموضوع السابق