“اقسم على الولاء الكامل لمعاليه روبين بورتون، و عدم الاضرار بمصالحه و—-” صوت إمبراطور الرياح أليكساندر تردد أعلى التلة كالرعد في أذان جميع، خاصةً حكماء إمبراطورية الرياح المتناثرين حول التلة، لم يكونوا يعلموا بماذا يشعروا..

قبل قليل سمعوا إمبراطورة الشجرة المقدسة إليزابيث تأخذ هذا القسم المُذل و بدأوا يعاملوا حكماء إمبراطورية الشجرة المقدسة على أنهم أعداء و خونة!

الآن و في لمح البصر هم أصبحوا في صفهم مجدداً، لكن على الجانب الآخر كلياً…

الجو تحول عدة مرات من العدائية للخضوع للإستغراب، لكن ولا واحد من حكماء امبراطورية الرياح يمكنه الكذب، و يقول إنه لم يشعر بإرتياح بسماع قسم إمبراطورهم.

قبل قليل، عند *خيانة* امبراطورة الشجرة المقدسة، كان يفكر حكماء امبراطوريتا الرياح، و المياه في كل السيناريوهات الممكنة للحرب، أو الهرب، أو ما إن كان بوسع إمبراطورياتهم النجاة بعد هذه الخيانة، لكن الآن لم تبق سوى إمبراطورية المياه تقف وحيدة!

حكماء إمبراطورية المياه نظروا حولهم كالمجانين.. بعد أن كانت الدفة شبه متعادلة أصبحوا محاطين بالأعداء من كل اتجاه!

و ما كان من حكماء امبراطوريتا الشجرة المقدسة، و الرياح سوى رفع أكتافهم، و مد شفاههم السفلية، و بعضهم بدأ بالصفير و هو ينظر نحو الافق…

لكن أكثر المصدومين لم يكن سوى فيكتوريا فروست، إمبراطورة المياه شخصياً، فهى أكثر العارفين أن اعتزاز أليكساندر بنفسه و كبريائه لا يقل شيئاً عنها، هذا شخص سيختار الموت على الإهانة بدون تردد، كانت تراهن على أنه سيرفض قول هذه الكلمات حتى لو قالتها هى!

و مع ذلك وقفت صامته بفمٍ مفتوح تنظر للشخص الذي يفوقها غروراً، و هو يقسم على الولاء لشخص لا يبلغ ثُمن عمره أو قوته…

“— و ان أموت إن خالفت أياً من هذه البنود.” انتهى أليكساندر من تلاوة القسم، و هو يتصبب عرقاً، كل كلمة قيلت الآن شعر أنها أثقل من كل جبال العالم، كل حرف نطقه خرج بصعوبة تفوق كل التدريبات التي مر بها في حياته… و مع ذلك أكمله للنهاية.

ثم رفع رأسه مجدداً، و كلم روبين بنفس ملامحه الفخورة المعتادة. ” أهذا جيد بما يكفي؟”

“جيد!” ضرب روبين على الطاولة بحماسة، إبتسامته كانت من الأذن للأذن بإنضمام إمبراطورية الرياح للمعادلة.

“اهلاً بك على هذا الجانب هيهي~” ضحكت إليزابيث بخفة، و هى تضع ذقنها على يدها.

“إنن.” اومئ أليكساندر، لكنه لم يكن يعرف لماذا يومئ، رأسه ما يزال مشغول بالكلمات الثقيلة المهينة التي قالها، انه العبقري المطلق لقارة الرياح، شخص وصل لأوج قوته قبل أن يتم قرنه الرابع، و تم إختياره بين من المئات من أبناء الإمبراطور السابق لتعلم تقنية تجسيد الفرمان الإلهي، مع أنه لم يجرب من قبل إلا أن عنده ثقة كاملة أنه يمكنه الفوز في قتال للموت ضد كل الاباطرة الاخرين.. حتى بين كل أباطرة الرياح في التاريخ ما يزال سيسطع نجمه!

لكن اليوم…

“امسك، هذه هدية بسيطة لإستقبالك.” لوح روبين ذراعه فظهرت بضع أغراض أمام أليكساندر.

“هذا…” أخيراً عينا أليكساندر استعادتا بعض البريق، لكنه تجاهل كل الألواح المعدنية التي ظهرت أمامه، و الخاتمين غريبا الشكل، و ركز عيناه على قوس رمادي اللون

إبتسم روبين عندما رأى هذا. ” هذا قوس إلهي دخل في صنعه مواد لها علاقة وثيقة بقانون الفضاء، مع أن كثافة تلك المواد فيه لا تذكر تقريباً إلى أنها ما تزال ستعطي خواص مسار الفضاء لأي سهم يُطلق.”

“خصائص… مسار الفضاء؟” مد أليكساندر يده، و تحسس القوس ببطئ و كأنه يتحسس حبيبته.

“اللوح أمامك مباشرةً يحتوي على إحدى القوانين الثانوية لمسار الفضاء حتى الدرجة الثالثة، بتعلمه بشكل جانبي يمكنك زيادة سرعة الاسهم، و يمكنك حتى جعلها تختفي.. أما ذاك فهو يحتوي على تقنية المثالية لقانون الرياح الرئيسي حتى الدرجة الثالثة، و ذلك هناك يحتوي على قانون التكثيف الثانوي الذي يمكنه جعل انصال الرياح أكثر فتكاً، و اسهل تشكيلاً، أما هذا فهو — ، “” بعد حوالي دقيقتين اخريين.” سأعين إبني بالتبني بيون لتعليمك كيفية إستخدام تلك التقنيات، هو متمرس في قانون الرياح أيضاً، أعتقد أنه يمكنكم مساعدة بعضكم هاها.”

أليكساندر تُرك مصدوماً..

منذ أول لوح قام روبين بتعريفه نسي تقريباً شغفه الجديد بالقوس الرمادي.. مسار الفضاء!!!

حتى لو كان مجرد قانون ثانوي، هذا ما يزال مسار الفضاء.. كيان أعلى بكثير من قانون الرياح!

حتى حكماء إمبراطورية الرياح في الأسفل بدأوا ينظروا لبعضهم بأطراف أعينهم مع كل تقنية جديدة قام روبين بتقديمها.. هذا الكم من الكنوز، و التقنيات لم تأتي به الإمبراطورية بكل افرادها طوال آلاف السنين، و قد تلقوه كله بعد قول بضع كلمات!!

“فيكتوريا، ما الذي تنتظريه؟ حكِمي ذكائك في هذا الوقت، العناد لن يفيدك، ولن يفيد امبراطوريتك.” إليزابيث تكلمت فجأة، و هزت رأسها ببطئ، و هى تننظر نحو فيكتوريا..

لكن فيكتوريا ظلت صامته.

بالكاد أغلقت فمها قليلاً بعدما استوعبت أن أليكساندر أيضاً أقسم على ولاءه للاعداء و تركها وحيدة، لكن صدمتها لم تتلاشى بعد، حتى الان لم تدري هل تركع مثلهم ام تقاتل، تحني رأسها ام تغادر، فظلت واقفة مكانها..
فقط بكلمات إليزابيث إستعادت جزء من وعيها، فنظرت نحو إليزابيث بغضب، ثم نظرت بعيداً لتعبر عن سخطها نحن الخائنة إليزابيث، لكن في ذلك الاتجاه الذي نظرت فيه وجدت حكيم عجوز من امبراطورية المياه ينظر لها بنظرة كلها إستجداء…

ليس هو فحسب، حيثما نظرت وجدت حكماء امبراطورية المياه بنظرات توحي بأنهم على وشك البكاء، كأنهم يستنجدوا بها ان تفعل شيئ في هذه الورطة!!

حتى أنها لمحت في أعين بعضهم… بعض التمرد؟!

كانت وجوه أولائك الحكماء واضحة، انهم يخبرونها أن تحذو حذو أليكساندر، و إليزابيث، حتى أن بعضهم بدأ بالتفكير في مهاجمتها حيث تقف، و إعلان أنها لا تمثلهم!

فيكتوريا لم تكن غبية، كانت تعلم جيداً ماذا يعني تخلي إليزابيث، و أليكساندر عنها، كانت تعلم أن الموت ينتظرها لا محالة لو غادرت هذا المكان بدون قول القسم

لقد حاولت بكل ما في وسعها بدأ معركة على التل ليُقتل روبين، و يستريح الجميع، كانت قد قررت المخاطرة بكل شيئ و حتى الموت في سبيل مقتل روبين و بقاء امبراطوريتها كما تركها لها اسلافها، لكن لم تجد مساعدة من أحد..

لقد راهنت رهان كبير.. رهان كبير خسرته.

و الان عليها دفع الثمن كونها آخر من قبلت بالقسم، بالتأكيد روبين لن يعطيها الكثير من الفوائد كما أعطى إليزابيث، و أليكساندر!

” مرر لي… ذلك اللوح.” أصرت فيكتوريا على أسنانها، و كبحت دموعها، و هى تقول هذه الكلمات، كانت تشعر أن جزء من كرامتها ينكسر مع كل كلمة!

” لا شكراً، يمكنك المغادرة.” لوح روبين.

من Zeus

Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Most Voted
Newest Oldest
Inline Feedbacks
View all comments
-+=
19
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x