“…لماذا لا تجلس أنت معهم؟” نظر روبين نحو أحد الحكماء الواقفين، و سأل.

“انا؟” العجوز غو تفاجئ بالسؤال كثيراً، فهنالك الكثير من الحكماء الاخرين المنتشرين حول الطاولة، لماذا خصه روبين بالسؤال مع أنه لم يراه من قبل؟ هو متأكد تماماً أن لا شيئ من هالته تسرب! لكنه كبح تفاجؤه الأولي بسرعة، و رد. “كيف لهذا العجوز أن يجلس في اجتماع مهم كهذا؟ انا هنا لأتلقى الأوامر فحسب.”

“هيه~ إن كنت لا تستحق الجلوس هنا فلا أحد من أولائك الثلاثة يستحق ايضاً..” اطلق روبين ضحكة ساخرة، و تكلم، ثم نظر بجانبه. “بيلي، من هذا الشخص؟”

نظر بيلي نحو العجوز، و تكلم بصراحة. ” أنه غو بارنيت، إمبراطور الجيل السابق لإمبراطورية اللهب، و هو من قتل إبنه الإمبراطور إيلياس بارنيت المُتهم الاول في واقعة غزو قارة السلف، كما أنه سيطر على الشيوخ، و الجينرالات و كل مفاصل الامبراطورية بالكامل، و قضى على أي مقاومة ممكنه لنا هناك، كما انه وضع جيش الامبراطورية في وضع الخمول، مشاركته الفعالة في الحرب أسهمت بشكل كبير في إنتهاء الحرب أسرع و بخسائر اقل.”

“كنتم ستقضون على أي مقاومة سواء تدخلت أو لا، ما انا إلا عجوز مهزوم قمت بما علي القيام به لحفظ شيئاً من دماء رعاياي.” هز العجوز غو رأسه، و رد.

“اوه؟” رفع روبين حاجبيه عندما سمع كلام بيلي، توقعه هو أن كل الأقوياء في قارة امبراطور اللهب قد قُتلوا، و ان العفاريت ما يزالوا يحاولون كبح الثورات الأن، لكن ما يزال هنالك *شيوخ، و جينرالات* كما انه ما يزال هنالك جيش؟

“اعرف ما تفكر، ولا داعي للقلق، أعرف أنك أمرت بتدمير الجيش، و كل مراكز القوى، لكن كل شيئ مستقر هناك، و يوجد 5 الاف شيطان حكيم و معهم عشرات آلاف القديسين، و الفرسان يوجوبون القارة لذا لا خوف من خروجها من تحت سيطرتنا في أي وقت قريب، كما اني جلبت لك العجوز، غو و كل الشيوخ و الحكماء المُهمين في القارة، يمكنك ان تفعل بهم ما تشاء، و إن لم يعجبك الوضع فقط قلها، و سأرسل الأوامر لرجالنا هناك، و هم سيتكفلوا بالباقي.”

عاد روبين لينظر نحو العجوز غو مطولاً، ثم تكلم، “…اعطني يدك.”

“ايه؟ ..حاضر.” أخذ العجوز غو بضع خطوات، و مد يده ببطئ نحوه روبين،

الذي أخذها كأنه يصافحه، و اغلق عينيه، ثم تكلم. ” تخلص من أي دفاع روحي، لا تحاول المقاومة مهما حدث، ولا تحاول سحب يدك، لو شعرت بأي قدر من المقاومة، او ردة فعل خبيثة سأدمر روحك مباشرةً، ارجو إني كنت واضح بما يكفي.”

“…حاضر..” لم يفهم العجوز غو ما الذي يحاول روبين فعله، لكنه اكتفى برد قصير وافٍ، بعدها أبقى عينيه على روبين يراقب تعابير وجهه، لكن فجأة. ” أرغغغغ… ااااااااااهه!!!”

“همم؟” عقدت إمبراطورة المياه فيكتوريا حاجبيها عندما رأت هذا، و نظرت بطرف عينيها نحو أليكساندر الذي بدى حائر، و متخوف أيضاً.

ما الذي قد يسبب الألم لشخص بقوة العجوز غو؟! أنه خبير بمثل قوتهم، و لديه خبرة، و قوة تحمل، و قوة روح تفوقهم!

ثانياً.. هل قال روبين للتو * لو شعرت بأي قدر من المقاومة، أو محاولة خبيثة سأدمر روحك*؟ هل يفهم هذا الولد ما الذي يعنيه تدمير روح العجوز غو؟!

لكن بسماع تلك الصرخات التي تُقطع القلب.. لا يبدو انه كان يمزح!

“أرغغغ… ااااااااااهه.. اررررر—-”

إستمر صراخ العجوز غو لحوالي دقيقتين تقريباً، وصل به الألم أنه لم يعد يستطيع تحمل الوقوف، و نزل على ركبتيه أمام روبين، شعر أن روحه على وشك التمزق في أي لحظة، لكنه لم يجرؤ على سحب يده.

“فووو~” أخيراً روبين أفلت يده، العرق كان يتصبب من جسده كله بغزارة، كان واضح أنه قضى جزءً ليس بقليل من طاقته في أياً كان ما حدث للتو!

“كح كـــــح~~” عندما أدرك العجوز غو أن يده أصبحت حرة الأن سحبها بسرعة، و وضعها حول رأسه، صداع شديد كاد يقتله، بل جسده كله بدى و كأنه معطوب، ولم يعد يعرف كيف يعمل بكفائة!

*شهيق طويل*

“هووو~ أنطوان بارنيت، جوزيف بارنيت، ماريا بارنيت—-” اطلق روبين زفيراً طويلاً، ثم بدأ بنفس واحد ينادي أسماء بصوتٍ مسموع، حتى وصل للإسم الـ 17. ” …روبيرتسون بارنيت، كل هؤلاء يجب إعدامهم فوراً، و مصادرة جميع أملاك عائلاتهم.”

“ماذا؟ لا.. عن ماذا تتحدث؟ نحن إستسملنا بالفعل، أهكذا تعاملون سجنائكم؟ هذا غير مقبول! هذا غير مقبـ–” أحد الحكماء الذي ذكر أسمائهم هلع، و بدأ يتمتم، لكنه لم يكد ينهي الجملة قبل ان يجد يد ساكار مُخترقة صدره.

” أنطوان!!” صرخ آخر عندما رأى المشهد. ” يجب ان نخرج من هنا فوراً!”

“ماذا تنتظروا؟ أنهم يقتلون أخوانكم، قاتلوا معنا!!” حاول أحد المحكوم عليهم بالإعدام أن يحرك بقية الجينرالات، و الشيوخ في صفه، لكن لم يتحرك أحد.. بل بعض الذين حكم عليهم بالإعدام لم يتحركوا من أماكنهم أساساً.

الجميع هنا قبل إحتمالية الموت منذ وافقوا على الإستسلام، بيلي جعل هذا واضح كالشمس حتى قبل انتهاء المعركة، في الحقيقة وجود 17 إسم فقط على القائمة يعتبر نتيجة جيدة جداً!

حاول ذلك الشخص، وبعض الاسماء على القائمة الهرب، لكن ملوك العفاريت، و جابا لاحقوهم في كل مكان.

كاد بعض الحكماء من الامبراطوريات الثلاثة التحرك لمساعدة أولائك الأشخاص، لكن الأباطرة الثلاثة رفعوا أيديهم، و أمروهم بالتراجع، و بسرعة بدأت صرخات الـ 17 حكيم ترتفع واحداً تلو الاخر..

الصمت الذي كان يعم التلة قد كُسر.

 

 

من Zeus

Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Most Voted
Newest Oldest
Inline Feedbacks
View all comments
-+=
31
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x