1471 -لقاء قائد الفرقة الثانية

اذكر الله//

“….”
لاتانيا نزلت راكعة على ركبتها اليسرى، بينما قبضتها اليمنى تضرب الأرض، وعيناها تحدقان نحو قبضتها ذاتها، لا ترفعهما، لا تستطيع أن ترفعهما…
في هذه اللحظة، كان جسدها يهتز، وكانت تتعرّق!

أول لقاء لها مع جلالته أظهرت فيه سلوكًا سيئًا… فقام بتهديدها!!
هذا أسوأ شيء يمكن أن يحدث!!!

“…………………”
الصمت عمّ المكان كليًّا.
فيما عدا روبين ولاتانيا، كل الأفواه صُفعت على الأرض.

أما روبين فرفع كلا حاجبيه، ومع أنه لا يفحص أجساد النساء عادةً، إلا أن هذه المرة توجّب الأمر للتأكد.
عيناه لمعتا بضوء خافت، وسرعان ما وجد ضالته… الدرجة الرابعة من وشم التقوية الجسدية الإلهية!!

“همم، يبدو أن هذا حقيقي… أنتِ فعلًا من الحرس الإمبراطوري…”
على الفور تغيّرت العدائية على وجه روبين كليًّا، واستُبدلت بنظرة مُستغربة،
“ما الذي تفعلينه هنا؟”

“ردًا على جلالتك… في الحقيقة، أنا…”
لاتانيا كبحت نفسها في تلك اللحظة، ثم أرسلت نظرة جانبية نحو بقية الحراس حولها، وصاحت بصوت منخفض جدًا:
“اغربوا.”

“كيه!!”
على الفور، العشرات من حاشيتها اختفوا في اتجاهات مختلفة، لا أحد منهم مستعد ليسمع الكلمة مرة أخرى.

أما لاتانيا فعادت لتنظر نحو الأرض:
“صاحب السمو ثيو تمكّن من تتبّع اسم جلالتك كأستاذ في أكاديمية ضوء الفجر النجمية، وعلى الفور تم إعلام الحراس. فحيثما تكون، يجب أن نكون.
في البداية، كنا سنأتي جميعًا، لكن الحارس الأعلى قال إنك لن تُحب ذلك، وأصدر الأوامر بإرسال ثلاثتنا فقط.”

“… ثلاثتكم؟”
روبين رفع حاجبيه قليلًا.

“أجل، مالك و ويد، قائدا الفرقتين الأولى والثانية، موجودان في باحة الحرس أيضًا.”
أجابت بصوت أنثوي خشن بعض الشيء، ثم أخذت نظرة سريعة إلى الأعلى نحو روبين قبل أن تعود لتنظر إلى الأرض مجددًا.

“جلالتك…” ألحقت بتردد،
“أنا أعتذر على المنظر الذي رأيته قبل قليل، لقد كانت… نشاطات خفيفة لتضييع الوقت.”

“لا داعي للاعتذار، هذا بالتأكيد كان لمصلحتهم.”
روبين أظهر ابتسامة خفيفة.

با-دوم
قلب لاتانيا دقّ بقوة…
آخر صورة تملكها الإمبراطورية لجلالته كانت ساعة التتويج، وقتها كان شعره طويلًا يصل لكتفيه ووجهه حليق،
على عكس الشعر القصير واللحية الخفيفة التي يتمتع بهما جلالته الآن…
كما أنه لا يمكن الشعور بهالة الشخص وحضوره من الصور، وهذا ما جعل التعرف عليه صعبًا.

ومع ذلك…
حضور جلالته طاغٍ لا محالة.
مجرد جلوسه هناك، رغم إصابته، قعيدًا ينظر نحوها بهذا الشكل… جعلها تشعر أنه مُتمالك للموقف كليًا، ويمكنه سحقها في أي لحظة، رغم أنها تعرف يقينًا أنه لم يصل بعد إلى قوة “كارثة عالم”.

هذا هو هيبة الشخص الذي أقام إمبراطورية البداية الحقيقية.
هذا هو حضور الشخص الذي قاتل حالتي وصل وأجبرهما على التراجع.
هذا هو—

“إيـه؟!”
لاتانيا رفعت وجهها بسرعة بصدمة:
“جلالتك مصاب؟! ماذا حدث لك؟!”
ثم ثارت هالتها بفوضوية، تبخرت القبعة الغريبة والقناع المرطب في لحظة:
“من تجرأ على لمس جلالتك؟!”

“….”
روبين أخذ زفيرًا وهو يرى تلك الهالة القاتلة وتلك الملامح الحادة.
لسببٍ ما، شعر أنه لا يجب أن يذكر اسم “شدّاد”.
“إنها طريقة تدريب لتقوية الجسد، سأكون بخير بعد أسبوع أو اثنين.”

ثم رفع وجهه قليلًا فقط مشيرًا:
“اذهبي لاستدعاء الآخرَين… سنخرج.”

“حاضر!!”
هالة الغضب والاستعداد تحوّلت إلى سعادة في لحظة.
لقد طال بهم المقام هنا حتى نسيت العالم الخارجي!

سووش
في هذه اللحظة، ظهر شخص آخر في المنطقة، أشقر، له لحية صغيرة مدببة، عيناه ضيقتان، وفوقهما حواجب حادة كالسيف.
هالته تُشعرك وكأنه خرج للتو من بركة دماء لا نهاية لها.
وفي كل يد، يمسك برقبة شخص مختلف، ثم بدأ يضحك بسخرية:
“هاي، أيتها الفتاة الصغيرة، لقد وجدت عبيدك يركضون في الأرجاء، كم ستدفعين مقابلهم؟”

لكن الضحكة سرعان ما توقّفت عندما لاحظ الموقف:
“همم؟”

في تلك اللحظة، كانت غريمته المعتادة، لاتانيا، راكعة على الأرض.
مع أنه معتاد على مضايقتها، ومنافستها، إلا أنها ما تزال تملك نفس قامته ومكانته…
ركوعها بهذا الشكل كان مهينًا… له شخصيًا.

“…”
لاتانيا ابتسمت. لم تقل شيئًا.
من كل قلبها، كانت تريد أن يتأدب غريمها اليوم.

بام بام
ويد دفع الحارسين في يده يمينًا ويسارًا بقوة، كل واحد منهما ارتطم بمنزل واختفى بداخله.
“هاي، ما الذي يحدث هنا؟”

“بالطريقة التي ظهرت بها…”
روبين أخذ نظرة فاحصة من الأسفل للأعلى مبتسمًا،
“أنت قائد فرقة حُرّاس الفضاء؟”

“…؟”
ويد التفت نحو روبين بحاجبين معقودين، ثم عاد لينظر إلى لاتانيا الراكعة، ثم إلى روبين، ثم إلى لاتانيا… ثم—

بام
“ويد، قائد فرقة الحرس الإمبراطوري الثانية، يُحيّي صاحب الجلالة!!”

“اذهب وأحضر ثالثكم.”
روبين أعطى أول أوامره ببساطة شديدة.

“على الفور.”
ويد أومأ أثناء ركوعه، ثم اختفى.

روبين ابتسم وهو يراقب البقعة التي غادر منها ويد:
“لقد استخدمت قانون الفضاء كثيرًا طوال حياتي…
هذه أول مرة أرى شخصًا آخر يستخدمه أمامي.
كيف أقول هذا… الأمر ممتع قليلًا.”

“هل تريد أن تراني أستخدم قانون الموجات الترددية، جلالتك؟!”
رفعت لاتانيا رأسها وصاحت صيحة خافتة.

“ستجدين فرصتك، ستستخدمينه كما يحلو لك… حيث نذهب.”
قهقه روبين ثم استدار بكرسيه تاركًا إياها وراءه.
“هيا بنا، سننتظر عند البوابة، علينا الوصول إلى مبنى المهمات بأسرع ما يمكن.”

ووش
لاتانيا قفزت وقلّصت المسافة بينهما على الفور، ثم أمسكت بالكرسي المتحرّك من الخلف وبدأت تدفعه بنفسها:
“هل يمكنني أن أسأل… إلى أين سنذهب يا صاحب الجلالة؟”

“….”
روبين ابتسم،
“إلى حيث سأُصبح… سيّد روحٍ مَلَكي!”

================
لدعم هذا العمل مادياً:

باي بال: paypal.me/eslam997

تحويل فيزا مباشر بنك الراجحي داخل السعودية:
https://olympustaff.com/bank.html

دفع فيزا مباشر:
https://ko-fi.com/olympu

اي محفظة كاش مصر: 01020451397

بايير: P1017229514

بينانس أي دي : 39853995

سعر الفصل الطبيعي 5$
سعر الفصل بعد يوم 20 من كل شهر 10$
سعر الفصل بعد الوصول لـ 60 فصل شهرياً 10$

لدعم هذا العمل معنوياً لا تنس التعليق و الدعاء

~~~~~~~

الموقع القديم لمشاهدة الفصول القديمة:

novelxs.com/novel/lord-of-the-truth
~~~~~~

سيرفر ديسكورد لرؤية صور الشخصيات و متابعة مواعيد نزول الفصل:

https://discord.gg/AxDFN6uVTE
======
فصول الشهر 103/96