اذكر الله//
قبل ثوانٍ—
سكوييـ سكوييـ
فوق سرير هزّاز منصوب تحت أشعة الشموس اللطيفة، أطلقت لاتانيا زفيرًا طويلًا مُتمتعة، “همم~”
كانت ترتدي بنطالها العسكري الفضفاض من الأسفل، وحذاءها الثقيل، واضعةً ساقًا فوق الأخرى. أما من الأعلى، فكانت ترتدي رداءً خفيفًا مقطوع الأكمام يُبرز عضلاتها الأنثوية البارزة من تحت الجلد، بينما تضع كلتا كفيها خلف رأسها.
وجهها كان عليه ابتسامة راضية خفيفة، وعلى عينيها شريحتان من نوع من الخضروات المرطبة، وعلى بشرتها طبقة رقيقة من معجون أزرق اللون ذي رائحة ذكية. أما شعرها القصير فمغطى بشيء يشبه القبعة للحفاظ على صحة البصيلات.
هووش هووش
بجوار سريرها الهزّاز، كان هناك شخصان يُمسكان بمراوح يدوية يهوّيان على لاتانيا بوتيرة ثابتة، لا سريعة ولا بطيئة. في الواقع، الجو في الأكاديمية كان جميلًا دائمًا ولا يحتاج لمثل هذه التهوية، لذا وجودهم كان مشكوكًا فيه.
بجوارهم، كان هناك ثلاثة أشخاص على الأرض يقومون بسحق عدد من الفواكه والخضروات عالية الطاقة يدويًا لصنع المعجون الأزرق المغذي للبشرة.
أما في الناحية المقابلة للسرير، فكان يوجد عدد من الأشخاص يقومون بتجهيز الطعام يدويًا أيضًا، يقطّعون كمية هائلة من اللحم، ويجهزون ما يبدو كفحم غريب الشكل، وآخرون يلقون النكات ويقدمون استعراضات.
“جعت، أحضروا اللحم.” أعلنت لاتانيا بدون سابق إنذار.
بسرعة، رد عليها أحد الشباب الجالسين على الأرض، “لحظة يا ملكة، الطعام سيجهز خلال لحظات!”
“ماذا؟!” انتفضت لاتانيا جالسة، أزالت قطع الخضار الأخضر عن عينيها، وحدّقت في وجه من تكلّم للتو، “هل تقول إنك تنوي إفساد حِميتي؟!”
“آه!!”
“الرحمة يا ملكة!!”
الأشخاص القائمون على إعداد الطعام تراجعوا على الأرض زحفًا، لم يجرؤ أحد منهم على القيام. وجوههم تملؤها الذعر، وكأنهم ينظرون نحو وحش عتيق!
كلهم حُرّاس محترمون، كانوا قتلة مأجورين أو أبناء عائلات كبيرة، بعضهم حتى أُقْرِئ للطلاب داخل الأكاديمية، وكل واحد منهم تم تعيينه من قِبل عائلات إمبراطورية لحماية أبنائهم أثناء خروجهم من الأكاديمية… لقد وُضعت فيهم ثقة مطلقة.
لكن هنا…
لاتانيا نزلت من على السرير الهزّاز، ثم أخذت قضمة من قطعة الخضار التي كانت تغطي عينيها، تفو! ثم سرعان ما بصقتها وأشارت نحو الطهاة، “من شدة جوعي أكلت هذا الشيء المقرف… جميعكم ستُعاقبون!”
“….”
الحُرّاس المسؤولون عن التهوية، وتحضير المساحيق، وبقية الحاشية، كلهم توقفوا وبلعوا ريقهم.
هذا هو أسلوب الملكة منذ جاءت، هي و الاثنان الآخران، وهي تفتعل المشاكل على أتفه الأسباب لتتقاتل معهم.
يومًا بعد يوم، ساعة بعد ساعة، لم تترك حارسًا واحدًا إلا وغيّرت معالم وجهه. بل كانت تشجّع عددًا كبيرًا من الحُرّاس على التجمع والقتال معها معًا.
ليس هذا فحسب، بل كانت تُشير لكل واحد على سبب هزيمته بعد انتهاء القتال، وتعطيه نصائح ليتفادى هجومها القادم!
لا شك أنه بمرور الوقت، أصبح الجميع أقوياء بفضلها. احترموها، وقّروها، وبدأوا يتطلعون للقتال معها… لكن للصبر حدود.
سيّدها المدعو روبين بورتون تأخّر كثيرًا، ولم يصطحبها إلى الخارج ولو مرة، فمكثت معهم لعقود، غاضبة من الجلوس، شاعرة بالملل، لا تجد سواهم لتُخرج مللها عليهم.
بعد فترة، بعدما عرف الجميع أن هزمها مستحيل، وأنهم غير مستعدّين للتورم مجددًا… لم يعُد أحد يريد أن يُجرب بعد الآن.
فمنهم من انحشر في مساكنه يرفض الخروج إلا بإذن من سيده، بعضهم محشور في المساكن الصغيرة منذ سنين…
ومنهم من اختار أن يُخفض رأسه ويُسايرها، ينادونها بـ”الملكة”، ويفعلون أي شيء تحلم به، حتى لا تستغل فرصة لبدء قتال.
- “تعالَ اصنع لي مُرطبًا؟”
= “حاضر، لا بأس.” - “تعالَ دلّك أقدامي؟”
= “سأفعلها بلساني لو أردتِ!”
لكن حتى مع هذا… كانت ما تزال تجد فرصة لتغضب عليهم وتوسّعهم ضربًا!
في هذه اللحظة، جاءت صيحة من الوراء، “هاي، ماذا يحدث هنا؟”
“آه، النجدة يا–!!” التفت الحُرّاس المسؤولون عن الطهي للخلف بسرعة، آملين أن أحدهم جاء للمساعدة، لكن أملهم اختفى في الحال.
لقد كان شخصًا قعيدًا، من وضع يده ورأسه المسنود على الكرسي لا يبدو أنه يمكنه الحركة مطلقًا.
“…؟!” عقدت لاتانيا حاجبيها قليلًا وهي تنظر للقادم الجديد.
هناك شيء بداخلها يخبرها أنها رأته من قبل… لكنها لا تدري متى وأين!
“يا أخ، اذهب، اذهب!” أشار الحُراس المسؤولون عن التهوية لروبين أن يغادر بسرعة.
“تِسْك.” تجاهل روبين التحذيرات، ونظر مباشرة في عيني لاتانيا، “لا يهم حارسة مَن أنتِ، أنا لا أحب هذه الأساليب الطُغيانية. لمجرد أنكِ أقوى قليلًا لا يعني أن تُعاملي الجميع بهذا الشكل!”
“شششـ! انجُ بحياتك!!” مجددًا، أشار له الحُرّاس أن ينصرف، بعضهم أبعد عينيه، لا يستطيع رؤية شخص مقعد يتعرّض للضرب.
“اخرسوا!” صاح روبين عليهم، “أي نوع من الحُرّاس أنتم؟ لو رآكم أسيادكم لتم إعدامكم جميعًا!”
ثم عاد يوجّه كلامه نحو لاتانيا، “اسمعي، أنا هنا لأبحث عن حُرّاسي، وأنتِ، شخصيًا، ستساعدينني في البحث عنهم، بعدها يمكنكم الرجوع للتنمّر على أولئك المخانيث!”
“كييه!!” بقية الحُرّاس نظروا بعيدًا، منتظرين سماع صوت “مسح الأرض”.
روبين لم يُحب هذا المنظر أبدًا، شيء بداخله أراد إبرَاح تلك المرأة ضربًا.
مع أنها تكتم هالتها بدقة واحترافية شديدين، ومع أن القوة والشراسة التي أخضعت بها كل أولئك الحُرّاس تقول إنها بالتأكيد تابعة لشخصية ذات نفوذ هائل… إلا أنها، لو فتحت فمها بكلمة في غير موضعها، سيُطلق عليها “بايثور”!
“….” لكن، وعلى عكس توقعات الجميع، كبحت لاتانيا نفسها، رفعت رأسها قليلًا، حاجباها معقودان، “أشعر أني رأيتك من قبل، وأشعر أني لا أريد سحقك… من أنت؟ هل جئت إلى الباحة من قبل؟ من هم حُرّاسك؟”
“لا أظن، من يراني مرة لا ينساني أبدًا، يا امرأة.” رفع روبين صوته، “أنا الأستاذ روبين بور–”
بااام
جميع الحُرّاس سمعوا صوتًا قويًا، فالتفتوا بسرعة، بشكل لا إرادي نحو المصدر.
لم يكن صوت تحطم أسنان، أو صوت “مسح وجه” على الأرضية الخشبية…
بل صوت ارتطام ركبة، ثم صوت عالٍ:
“لاتانيا، قائدة فرقة الحرس الثالثة، تُحيّي صاحب الجلالة!”
“……….”
“…………….”
“…………………”
================
لدعم هذا العمل مادياً:
باي بال: paypal.me/eslam997
تحويل فيزا مباشر بنك الراجحي داخل السعودية:
https://olympustaff.com/bank.html
دفع فيزا مباشر:
https://ko-fi.com/olympu
اي محفظة كاش مصر: 01020451397
بايير: P1017229514
بينانس أي دي : 39853995
سعر الفصل الطبيعي 5$
سعر الفصل بعد يوم 20 من كل شهر 10$
سعر الفصل بعد الوصول لـ 60 فصل شهرياً 10$
لدعم هذا العمل معنوياً لا تنس التعليق و الدعاء
~~~~~~~
الموقع القديم لمشاهدة الفصول القديمة:
novelxs.com/novel/lord-of-the-truth
~~~~~~
سيرفر ديسكورد لرؤية صور الشخصيات و متابعة مواعيد نزول الفصل:
https://discord.gg/AxDFN6uVTE
======
فصول الشهر 103/95
حلم زيوس هو تجاوز عدد الفصول 😂😂
لو متابع الرواية بعد تجميع عدد جيد من الفصول، اضن اني راح أعجب بالاسلوب الكوميدي الخفيف،
لكن كمتابع فصل فصل، اول بأول، لقيت نفسي مش قادر اندمج في الجو،
الفصول 105 من 103؟؟؟ 😂😂😂
افضل هذا النمط الكوميدي العسكري يا جلالة الملك 🫡
انا بعد ما ادركت ان جلالة الملك دي رايحة لai مش زيوس… احا
يا جحدانك يا لاتينا
شكل
بجد يازيوس بتستخدم شات جي بي تي؟
بيستخدمه للتصحيح والتدقيق اللغوي فقط
بيدقق الفصل لغويا
اه بقالي 100 فصل يمكن بعد ما الناس قعدت تشتكي من الاخطاء الاملائية
زيوس كليشة الخدم قمامة (طويلة)
الله اكبر الفصل هذا صار بقيمة 10 فصول
اكثر فخامة واحيانا كوميدية
اعمل ميكس
فخامة زيد الفخاااامه هههه
شكرا
Chat gpt ماشاء الله رقبته سداده 😂
استمتعت بالفصل جدا جدا و بدل من الكوميديا الخفيفة او الفخامة الزائدة لما لا تدمج الاثنان معا فمشهد استخدم فيه الطابع الرسمي و الفخم و مرة ضع بعض الكوميديا مثلا شخصية لاتانيا تتناسب مع الاخداث الكوميدية لذلك الاختيار كان موفق ، استمر…
شكرا علي الفصل
الله يهديك و يغفر لك ويرحم والدك وجميع موتي المسلمين و يشفي جميع مرضى المسلمين و ينصر المسلمين في كل مكان
يسلمووو على الفصل
شكرا علي مجهودك
شكرآ كبير على الفصل ياابا احمد شافاك الله وغفر الله لوالدك