1468 – عزيمة جديدة

اذكر الله//

داخل المبنى الأكاديمي

“…” روبين فتح عينيه ببطء، وبدون كلمة، ظل جالسًا في مكانه.

السعادة لم تظهر عليه بسبب إيجاده مفتاح رفع اللعنة أخيرًا، عيناه تائهتان وكأن روحه ما تزال سجينة مجتمع الروح حتى الآن، لكن هذا قطعًا لم يكن الحال… لأن يداه كانتا ترتعشان في هذه اللحظة.

تلك المعركة…

لقد تمالك أعصابه أمام هيدريك لأقصى درجة حتى لا يظهر بمظهر الهاوي، لكن تلك المشاكل أثرت فيه حتى النخاع.

ليس لأنه لا قِبل له بها، لا… هو يعرف جيدًا كيف ينتصر في حرب فيريليون بالذات، بعد إرسال قواته لن تقع حتى أي معارك كبرى كتلك مرة أخرى!

لكنه تخيل نيهاري مكانها… تخيل كوارث العالم، حالات الوصل، والأوصياء وهم يتقاتلون على سطحها بعد الترقِّي. تخيل الإمبراطوريات الألفية وهم يحتلون دم اليتيم ويورا وجرينلاند لاتخاذهم مقرًّا يرسلون منه الهجمات… لقد تخيل الجحيم القادم.

خلال 600 سنة ستبدأ تلك الحرب، حربٌ لو انتهت بخسارة نيهاري، فلا يمكنه التراجع والبدء من جديد، بل سيتم سحبه إلى جحيمه الأبدي الموعود.

وماذا أعدّ هو لهذا الجحيم؟ لا شيء.

طاقته الداخلية ما تزال متوقفة عند المستوى 31… قوة روحه ما تزال عند 810… قوته الجسدية متوقفة عند المستوى 40…

أتباعه يمكنهم سحق أي جيش مشاة يلاقيهم، لكنهم ضعفاء أمام مراكز القوة الحقيقيين. العائلات البشرية التي تنضم لإمبراطورية المهد فيهم بضع كوارث عالم ضعاف، والعبيد ليسوا بأقوى منهم بكثير، سواء هؤلاء أو هؤلاء، لا يمكن الاعتماد عليهم.

600 عام فقط متبقية على إشعاله لحرب كونية مصغرة في قطاع متوسط، ولم يُقدّم أي شيء يمكنه الاستناد عليه بعد!!

لا، بل لديه واحد: وعد هيدريك… وعد الحماية الذي جاءه من حيث لا يحتسب، الوعد الذي لم يخطط له أبدًا.

حتى هذه اللحظة، كان يأخذ الأمور بروية، يقوم بكل شيء واحدة بواحدة، لكن بعد رؤية تلك المعركة… لا، هذا لن ينفع، لقد أخذ وقته أكثر من اللازم.

عليه أن يذهب إلى كوكب وادي الأشباح اليوم!!

“أغغ..”
روبين حاول القيام من على سريره لكنه فشل، لقد نسي أنه لم يمر نصف يوم بعد، جسده ما يزال في حالة صدمة.

“….” أسنان روبين سحقت بعضها، شعوره بقلة الحيلة والعجز ازداد فجأة، شعوره أن ساعة الصفر تقترب وهو جالس في مكانه جعل قلبه يتسارع!

هل يعود لمجتمع الروح ويحاول حل طلبات غرفة الحقيقة حتى تعود القوة لجسده؟ …لا، لن يتمكن من التركيز أبدًا.

روبين ألقى الغطاء جانبًا بصعوبة، بدأ يحرك ساقه نحو نهاية السرير ليوصلها إلى الأرض، “أغغ، تبًّا لكل شيء!”

ووش
بوابة روح صغيرة فُتحت بجواره، ثم خرج منها سيل من قوة روح ذهبية بيضاء. قوة الروح تلك قامت بصنع مقعد بعجلات، ثم التف جزء منها حول روبين ورفعه من مكانه، بعدها أنزله على الكرسي.

بنظرة سريعة، التفت روبين نحو الباب الذي يطل على السلالم المؤدية إلى قاعة المحاضرات، ثم التفت نحو الشرفة في الجهة المقابلة، التي تطل على الشارع، “….”

في الخارج—

“هل سمعتي بما حدث بين الأستاذ باروك وتلاميذه اليوم؟” فتاة وضعت يدها على فمها وبدأت تقهقه بصوت منخفض، “أعتقد أنه سيقع في مشكلة كبيرة.”

“إنن، لقد ضرب عددًا من التلاميذ حتى وصلوا إلى نقطة بين الحياة والموت.” الفتاة الأخرى هزت رأسها، ساندةً ذقنها على راحة يدها، “بقية التلاميذ قالوا إنه بدا منزعجًا من شيء حصل معه في مغامرته الاخير في الوادي.”

الفتاة الأولى وضعت كلتا يديها على خصرها، “وهل انزعاجه في امر خاص يبرر له ما حدث؟ أهالي التلاميذ سيتدخلون بالتأكيد و–”

شووو

“آه!” الفتاتان انتفضتا فزعتين، ففي هذه اللحظة سمعن صوتًا قادمًا من الأعلى ثم مر من فوقهن ظلٌّ قريب.

في اللحظة التالية، سمعن صوت تصادم مع الأرض، فنظرن في ذلك الاتجاه، “إيه؟” لقد كان شخصًا يركب كرسيًّا متحركًا غريبًا.

“…..” روبين تجاهل صرخات الفتيات وبدأ ينظر حوله، هو لا يعرف شيئًا عن الأكاديمية سوى الطريق بين المكتبة ومبناه الخاص!

بعد بضع ثوانٍ من البحث، التفت بسرعة نحو الفتيات، ثم بقوة الروح، عجلة الكرسي تحركت بسرعة حتى وصل لجوارهن، “مرحبًا، إن أردت معرفة إحداثيات كوكب معين، أين أذهب؟”

الفتاة التي كان ينظر لها روبين ترددت للحظة ثم أشارت نحو اتجاه معيّن، “هـ هناك، من ذاك الطريق… تلك الأشياء يمكن طلبها من مبنى المهمات.”

“مبنى المهمات؟” روبين التفت نحو ذلك الاتجاه، لا يبدو أن هناك أي مبنى قريب، واضح أنه سيتعين عليه البحث لبعض الوقت، لكنه أومأ على أي حال، “شكرًا.” بعدها اندفع!

“….” الفتيات انتظرن حتى غاب روبين عن الأنظار، قبل أن تفتح إحداهن فمها: “ما كان هذا؟”

“لا أعلم، ربما يكون أحد الخدم أو الحراس؟”

“لو خادم فهو كسيح بحاجة لمن يخدمه، ولو حارس فهو ضعيف بحاجة لمن يحرسه… يا له من شخص غريب.”

الفتيات بعدها ضحكن، وتحركن بعيدًا عن تلك البقعة التي تمطر كراسي متحركة.-

—

وووووش
“آه!” كل الطلاب على الطريق التفتوا بسرعة حولهم، متفاجئين من العاصفة التي هبّت بسرعة ثم اختفت، لكن لم يستطع أحد أن يرى ما حدث للتو. الأقوى بينهم فقط رأى خيطًا أبيض وذهبيًّا يتجه غربًا كالبرق، لا أحد يعرف ما هو.

“…” روبين ضغط على أسنانه بقوة.

شيء بداخله يخبره أن ما يفعله غباء، وأن عليه أن يعود إلى الفراش حتى يستعيد جسده كليًّا، لقد أخبره شدّاد أنه عليه أخذ فريق كامل معه لينجو، لكنه يريد أن يذهب وهو كسيح تقريبًا؟!
وشيء آخر يخبره أن يندفع أسرع ويذهب لأسر بضعة أشباح بسرعة، وبعدها يمكنه أن يستريح أثناء صقلهم!!

“…سحقًا!” روبين قبض على يديه بقوة، هو بالفعل في الطريق نحو مبنى المهمات، لكن الصراع بداخله لم ينتهِ.

سووووش ثم فجأة، “همم؟”

كيكككك روبين أجبر الكرسي المتحرك على التوقف، ثم عاد للخلف ببطء، ينظر في اتجاه معين.

هناك كان يوجد شيء يبدو كمجمع سكني يحيط به سور يحدّد محيطه.

توجد لافتة فوق ذلك المجمع السكني، لافتة مكتوب عليها: باحة الحرس.

================
لدعم هذا العمل مادياً:

باي بال: paypal.me/eslam997

تحويل فيزا مباشر بنك الراجحي داخل السعودية:
https://olympustaff.com/bank.html

دفع فيزا مباشر:
https://ko-fi.com/olympu

اي محفظة كاش مصر: 01020451397

بايير: P1017229514

بينانس أي دي : 39853995

سعر الفصل الطبيعي 5$
سعر الفصل بعد يوم 20 من كل شهر 10$
سعر الفصل بعد الوصول لـ 60 فصل شهرياً 10$

لدعم هذا العمل معنوياً لا تنس التعليق و الدعاء

~~~~~~~

الموقع القديم لمشاهدة الفصول القديمة:

novelxs.com/novel/lord-of-the-truth
~~~~~~

سيرفر ديسكورد لرؤية صور الشخصيات و متابعة مواعيد نزول الفصل:

https://discord.gg/AxDFN6uVTE
======
فصول الشهر 103/93