1392 – طريق الهرب

اذكر الله///

“…..” روبين عقد حاجبيه بقوة.

حديث العجوز الأعمى المفاجئ عن الحزام العتيق جعله يتذكر كلمات المستبصر في ذلك اليوم، عندما صرخ منفعلاً: (انا شيطان؟ ماذا تعرف أنت عن الحزام العتيق؟)

“….” روبين قبض يديه بقوة، ثم كتلميذ نجيب نظر إلى الأرض، “رجاءً، علّمني عن الحزام العتيق.”

العجوز أومأ بضع مرات برضا، ثم ابتسم: “أرفض، ما يزال عظمك طريًّا.”

“…هل تعرفني لتمزح معي؟!” روبين صرخ بصوت عالٍ، “ألا تريد أن تكون معلمي؟ هيا، علّمني شيئًا مفيدًا!”

“أرفض. الحزام العتيق ليس شيئًا كالإنتقال من الحزام اليافع إلى المتوسط. لا تفكر أنك ستجد هناك تقنيات أكثر تقدمًا أو كائنات عُليا، الوضع هناك… مختلف.”

العجوز تردد قليلًا قبل قول الكلمة الأخيرة، “مختلف لدرجة أن نشر الأخبار عنه سيؤدي إلى فوضى مدمّرة. مختلف لدرجة أنك قد تفقد دافعك لاكتساب القوة!”

“….” ضربات قلب روبين فقدت تناغمها مرة أخرى، “اعتبرني فقدته بالفعل.”

“هيه هيه، الآن أنت من تمزح!” العجوز هزّ رأسه، “صدقني، المعرفة ليست في مصلحتك. فقط حكماء الكون، مهيمنو القوانين من مستعملي الدرجة السابعة من القوانين هم من لديهم أي فكرة عمّا يحدث، ويعرفون ذلك بشكل تلقائي بعد اكتساب تلك القوة. حتى أبناؤهم لا يسمعون كلمة عن الأمر.”

ثم أشار له العجوز برأسه، “إن عشت بما يكفي لتصبح مهيمنًا على قانون من الدرجة السابعة، عندها ستعرف تلقائيًّا، ولن تحتاج لأحدٍ ليخبرك.”

“……” فتح روبين عينيه على آخرهما.

مهمته الثانية كانت الارتقاء بنيهاري كبذرة مجرة والدفاع عنها حتى يصبح طاغوتًا، وبعدها سيتمكن من رؤيته مرة أخرى.

ما الذي يحدث؟ هل يظهر المستبصر للأشخاص الذين وصلوا للدرجة السابعة؟ لكن ذلك العجوز يتكلم بثقة وكأنه أحدهم، ومع ذلك قال إنه لم يرَ المستبصر يومًا.
هل ما سينتظره عند لقاء المستبصر التالي لن يكون تسريحًا وتهنئة، بل تهيئة للحزام العتيق؟!

“….” ببطء شديد، روبين أخذ يهبط حتى جلس، ساقاه فقدتا القوة.

“هيه~ بالكاد قلت كلمتين عن الحزام العتيق وفعلاً تحولت لتلك الهيئة، فماذا لو حكيت لك كل شيء؟” العجوز الأعمى هزّ رأسه، “أنت ما زلت ضعيفًا جدًا ذهنيًّا.”
“رجاءً، اصمت قليلًا، أنا أفكر في شيء الآن.” روبين ردّد، وما يزال يضع رأسه بين يديه.

“في ماذا؟ التفكير في الحزام العتيق الآن ما يزال شيئًا بعيدًا جدًا عليك.”

رفع الأعمى رأسه قليلًا، ثم ابتسم: “أو لعلك تفكر في التخلّي عن مهمتك؟”

“….لا أستطيع.” تنهد روبين.

“لماذا لا تستطيع؟” عقد العجوز الأعمى حاجبيه، “ليس وكأن غيرك لم يفعلها. ها هو ذا، يعيش عيشة هانئة هناك. لقد تجرأت بأخذ الخطوة وجلبتك اليوم بسبب تجربته!”
“…!!!” روبين التفت إلى الأعلى بسرعة لدرجة أنه كاد يكسر رقبته. أراد أن يفتح فمه ويقول شيئًا، لكنه منع نفسه.

“…ما بال ردة الفعل هذه؟ هل تعرف عن من أتحدث أو لا؟” العجوز اندهش من شكل روبين، يبدو وكأنه يحارب نفسه، “على أي حال، هو يُدعى سيفار، أحد مرشّحي ذلك الشخص. قبل زمن بعيد، قام بالاحتيال على المهمة والتراجع في صمت، لم يره أحد على الساحة بعدها، كل شغله في الخفاء.”

“…كيف تعرفون أنه مرشّح؟ كيف تعرفون ما الذي حدث معه؟” روبين عضّ على أسنانه بقوة، يحاول أن يتفوّه بكلمة حول المهام. لكن قلبه من الداخل يشتعل. سيفار هذا هو مهمته الأولى!

“سيفار بدأ بداية قوية، وسرعان ما اشتهر على مستوى الحزام المتوسط كله بـ المقص الذهبي. فذلك الشخص لا يخبر مرشّحيه عمّا تعنيه المسحة الذهبية. عندما يعرفون عنها يكون الأوان قد فات غالبًا وعدد من الأشخاص اكتشفوا أمرهم.”

“…لكنه، بغرابة، قام بتسوية كل خلافاته وانسحب من على الساحة فجأة. أولئك الذين حاولوا إيجاد من يقتله كمرشّح جالب للخراب، لم يجدوه. لم يُعلن أبدًا أنه قُتل على يد أحد، وبصراحة من الصعب جدًا قتله… فعندما انسحب سيفار بذلك الشكل الهادئ، كان بالفعل قد أصبح مستخدمًا للدرجة السادسة من قانون السببية السيادي. من يمكنه قتله؟ بل من قد يجبره على التراجع عدا ذلك الكيان؟”

“…جمع الخيوط ببعضها لم يكن صعبًا. مرشّح قوي جدًا، ومع ذلك لم يُثر أي فوضى هائلة، بل انسحب بهدوء خوفًا من شيء. هو على الأرجح هرب من مهمته، وعلى الأرجح ما يزال حيًّا، فنحن نرى آثاره في كل مكان، يده الخفية ما تزال تعبث بالخيوط من الخلفية!”

“…………………….” عينا روبين أخذتا تتوسعان ببطء… ببطء شديد.

حتى العجوز الأعمى بدأ يشعر بعدم ارتياح من تلك النظريات، “…ماذا؟”

“الدرجة السادسة من قانون السببية السيادي؟ هل قلت… الدرجة السادسة؟” ابتسامة ساخرة ظهرت على وجه روبين، ثم أشار بضع مرات إلى العجوز الأعمى، “مجدّدًا… مجددًا، أنت تمزح معي بوجه جامد، أيها العجوز!”

“ما المزاح في الأمر؟ هو فعلًا كان في الدرجة السادسة من السببية السيادي في اللحظة التي اختفى فيها. قبل ذلك كان في وسط معمعة ضد عدد من الطواغيت كمستخدم للدرجة الخامسة من قانون السببية، لكن في اللحظة التي اخترق فيها لم يذهب لأخذ انتقامه وقتلهم جميعًا، بل قام بتسوية الأمور معهم والتراجع بهدوء.”

“…..” بعد سماع هذا، روبين نظر للأسفل ببطء وبدأ يومئ، “هكذا إذًا… لديه الدرجة السادسة من القوانين إذًا… أووه، بالطبع لديه الدرجة السادسة من القوانين! لماذا تخيّلتُ للحظة أنه لن يملكها؟! هيهي…”

بعدها ضحكة مُرغمة بأعين مفتوحة على آخرها، روبين وقف بهدوء، “اعذرني للحظة.” ثم استدار نحو النخلة التي كان يستند عليها، أمسكها بكلتا يديه وبدأ يضرب رأسه.
بام
بام
بام

================
لدعم هذا العمل مادياً:

باي بال: paypal.me/eslam997

تحويل فيزا مباشر بنك الراجحي داخل السعودية:
معاذ خلف عواض الثبيتي
SA55 8000 0327 60801624 0281

اي محفظة كاش مصر: 01020451397

بايير: P1017229514

بينانس أي دي : 39853995

سعر الفصل الطبيعي 5$
سعر الفصل بعد يوم 20 من كل شهر 10$
سعر الفصل بعد الوصول لـ 70 فصل شهرياً 10$
~~~~

لدعم هذا العمل معنوياً لا تنس التعليق و الدعاء

~~~~~~~

الموقع القديم لمشاهدة الفصول القديمة:

novelxs.com/novel/lord-of-the-truth
~~~~~~

سيرفر ديسكورد لرؤية صور الشخصيات و متابعة مواعيد نزول الفصل:

https://discord.gg/AxDFN6uVTE
======
فصول الشهر 80/17