“روبين.. انه روبين! انه روبين حقاً!!”
“أبي! أبي انا هنا!!!”
“معاليه قد عاد لنا!”
“هممم؟” الهتافات المُتعالية، و وجوه قوات آل بورتون التي عادت لها السعادة فجأة بلا شك جذبت أنظار حكماء الإمبراطورية، بلا تنسيق مسبق قاموا جميعهم تقريباً بالنظر ورائهم.. لكن ملامحهم لم تعرف نفس السعادة
صدمة.. إستغراب.. حذر.. مشاعر مختلطة ضربت قوات الإمبراطورية.
القتال توقف بالفعل، فجزء منهم ينظر نحو الوحوش المجنحة القادمة رافعين أسلحتهم يصيحون، و الجزء الاخر ينظرون بتخوف واضح.
مع أنهم لم يعرفوا من، أو ماذا هم هؤلاء، لكن طالما القوات الهاربة فرحين بوصولهم فهم بالتأكيد ليسوا خبر جيد!
“يقولون.. روبين؟” أحد الحكماء من جانب تحالف الإمبراطورية لاحظ اخيراً. ” روبين بورتون؟ الذي نبحث عنه طوال تلك السنين..؟”
” ألا تر ردود فعلهم؟ فقط روبين بورتون يمكنه أعطائهم هذه الدفعة المعنوية المزيفة مع أنهم على شفير الموت، هو من تسبب في هلاكهم مع ذلك ما يزالوا معلقين آمالهم به، يا لهم من مجموعة حمقى..” نفخ حكيم آخر، و بدأ يطفو للأعلى، و بقية الحكماء في جانب تحالف الامبراطورية بدأوا يطوفون بجانبه للأعلى أيضاً لملاقاة الوحوش المجنحة.
“هممم؟” واحد وراء الآخر بدأوا يعقدون حواجبهم بعدما وصلوا لإرتفاع معين، الأن فقط لاحظوا أن فوق كل واحد من الطيور المجنحة يقبع عدد من الكائنات قرمزية اللون ذات قرون طويلة، شكل تلك الكائنات وحدها تسبب في إبطاء ضربات قلوبهم، و هالتهم..
“قديسين..؟!” صاح أحد حكماء الامبراطورية فجأة بعدما تأكد من هالة بضع عفاريت.
” انظر لذلك هناك، قوة هالته مُقاربة لي!” أشار حكيم آخر نحو أمون فاتحاً عينيه على آخرهم
*راااف راااف راااف*
وصل سرب الدراكو اخيراً لمسافة أقل من 500 متر من الحكماء أمامهم، ثم رفع روبين يده، فتوقفت كل الدراكو تضرب بأجنحتها لتبق في الهواء.
” عرف عن نفسك يا هذا، و عرف عن تلك الأشياء الحمراء التي معك!” الحكيم الذي كان يطير في منتصف البقية تقدم، و صاح نحو روبين، مُطلقاً هالته قديس عالي المستوى
روبين نظر نحوه بدون كلام لحوالي ثانيتين، ثم للأسفل، و بدأ يحرك مقلتيه حتى وجد بيلي. ” هل انتم بخير؟”
“هاهاها بخير، بخير تماماً أيها اللعين!!” عينا بيلي بدأ تدمع عندما سمع صوت روبين مجدداً، و تأكد انه هو.
هناك شيئ مختلف بعض الشيئ في ملامحه، و صوته، و كأنه أصبح اكثر بروده، لكنه بلا شك صديقه روبين!!
ثم حرك روبين عينيه حتى حدد أماكن ثلاثة من أقرب، و اغلى الأشخاص عليه، زارا، و بيون مدرجين بالدماء، و الطين، و الجروح.
خاصةً ثيو لم يكد روبين أن يعرفه من كثر الاصابات على وجهه وجسده، فهو، و بقية فيلق الظلام ينفذون عمليات بين قوات الاعداء ليدمروا صفوفهم، و يشتتوا إنتباههم، فيلق الظلام كان أحد اهم العوامل الذي أمكن البقية من البقاء أحياء رغم القتال المستمر منذ أيام، لكن لم يكن بلا عواقب..
أنهم لن يصطادوا أشخاص عاديين هذه المرة بل قديسين، في كل عملية يتم محاصرة قوات الظلام، و قتل بعضهم، و إصابة آخرين.. كان واضح من أعدادهم أنهم أول أشخاص ستتم ابادتهم في هذه المعركة.
و مع ذلك إبتسم الثلاثة إبتسامة من قلوبهم عندما رأوا والدهم مجدداً ناسيين تعبهم، زارا كادت حتى أن تطير نحوه، و هى تبكي من شدة السعادة، لكن زملائها في فيلق الحياة أمسكوا بها، و أعادوها للأرض في الوقت المناسب، خائفين أن يتم اصطيادها، و هى تطير بمفردها.
” اسف، اطلت الغياب.” شعر روبين ببعض البرودة في صدره عندما رآهم، و تكلم.
“اجل، يا له من جمع شمل مؤثر للأسف علي مقاطعته، لكن الخبر الجيد أنكم ستتلاقون في السجن بعد قليل يمكنكم إكمال اللقاء هناك.” حكيم الإمبراطورية الذي يقف في المنتصف، قال ساخراً من أعلى أنفه، جاذباً إنتباه روبين.
نظر روبين نحو ذلك الحكيم للحظات. ” ماسون بارنيت، حكيم مستوى 39، رئيس البعثة التي جائت من الإمبراطورية للتحقيق في شؤوني، المتهم الأول في حادثة تدمير يورا… لقد حانت ساعتك.”
“هممم..؟!” عقد الحكيم حاجبه، روبين لم يعرف إسمه فقط بل تقريباً كل شيئ بالتفصيل عنه. ” حانت ساعتي؟ هاهاها أتعتقد ان تلك الوحوش التي جلبتها يمكنها الوقوف أمام قانون النار الرئيسي لأنهم أكثر عدداً؟ بمفردي سأشويهم جميعاً!”
نصف إبتسامة ظهرت على وجه روبين، ثم نظر على يساره فوقعت عينه على أحد العفاريت، و تكلم. ” ساكار، أنت تعرف ما عليك فعله.”
“سأجعل الأمر مؤلماً، و بطيئاً.” إبتسم ساكار إبتسامة كبيرة أظهرت أنيابه العملاقة، ثم طار من فوق الدراكو الواقف عليه نحو الحكيم ماسون.. كان هذا أحد اقوى ملوك العفاريت في المنطقة الشرقية من الكوكب إن لم يكن اقواهم.
“هاهاها تعال، و ذق نيران امبراطورية اللهب إذاً!” ضحك ماسون بصوت عالٍ، أشار للبقية خلفه أن يتراجعوا، ثم أشعل لهب أصفر باهت اللون في يده اليمنى.
“راااااااااااااااااااور!!” زأر ساكار كوحش غاضب عندما رأى هذا، ثم صاح بصوت خشن تقشعر له الأبدان. ” ما هذا اللهب الملوث؟! تجرؤ على إظهاره أمام سيدي؟ انت تلوث بصره!”
“ايه؟” نيران بيضاء ظهرت على يد ساكار عندما اقترب من هدفه، نفس النيران البيضاء التي عذبه بها فيلق اللهب على مدار عشر سنوات!
مع أن ماسون لم يفهم كلمة مما قالها ساكار إلا انه فهم شيئ.. انه كان غاضب لسببٍ ما
بسرعة حاول رفع دفاعاته ليصد الهجوم، ثم ينهي بعدها العفريت بضربة واحدة ليبرهن على قوته،
لكنه قبل ان يرفع يده ليصد بها تلقى لكمة من ساكار أوقعت له بضع اسنان، و لهبه الأصفر الباهت أحترق بالكامل عندما لامس اللهب الأبيض!
“جينرال!!” صاح الحكماء خلف ماسون، و هم يرونه يندفع كالقنبلة نحو الأرض، اندفع بعضهم نحوه لحمايته، و بعضهم نحو ساكار لإيقافه
*سوووش سوووش سوووش*
مرت عدة ظلال قرمزية بجوار روبين في تلك اللحظة، كل العفاريت بمستوى تنين في قوة الجسد، او قديس في الطاقة الداخلية اندفعوا نحو حكماء الامبراطورية، في جزء من الثانية وجد كل حكيم نفسه في مواجهة عفريت او اكثر بنفس قوته، لم يعرفون حتى من اين ظهروا!
“اااااااااااااااااااااااااه!!”
” تراجع ايها الشيئ، و إلا حرقتك!”
و كأن العفاريت تصنعت الصم، و البكم مجدداً، هاجموا فوراً، و بدون مقدمات، أو إحمائات، في كل هجوم منهم بدى و كأنهم يريدون أكل جزء من خصومهم مما أرعب حكماء الامبراطورية… لم يعرفوا انهم فعلاً يخططون لأكلهم!
قوة العفاريت الجسدية كانت كفيلة بالفوز بسهولة، فسواءً قوتهم، او سرعتهم أخذت قفزة هائلة منذ المجيء لهذا العالم، تركيبتهم الجسدية ببساطة أعلى مستوىً من التقيد بجاذبية هذا العالم!
لكن عندما يضاف لهذا الجسد القوي التحكم بالقوانين بطاقة داخلية مستوى قديس…
“لا لا إبتعد عني، إبتعد عنـ اااااااااااااااااااااااااااااااا—–” صرخ أحد حكماء الامبراطورية عندما اُخترقت دفاعاته خائفاً من أن يسدد العفريت لكمة قاضية.
لكن عوضاً عن اللكم، حرك العفريت رأسه للأمام، و أخذ قضمة.
“اللعنة!!!”
” تلك الاشياء تأكل البشر!”
“احذروا، شكلوا المصفوفة الدفاعية!”