“انت أعطيت هذا الوغد تقنية قانون الظلام الرئيسي؟ أنت لا يمكنك تخيل مدى الجرائم، و الفظائع التي إرتكبها هذا الشخص، لكنه الان أصبح لديه وسيلة إضافية للهرب من العدالة؟ …حتى انه اصبح قديس في الطاقة الداخلية قبلي؟ بحق الجحيم!!” جابا وقف، و أشار نحو أوغاس.
“انه اكثر تابع ولاءً لي، هذا شيئ لا شك فيه، أفعاله في الماضي لا تهمني.” أومئ روبين مبتسماً.
” هو؟ ماذا عني!” صاح جابا و وضع يداه على جانبه.
نظر روبين نحوه، و تكلم بجدية.” انا لا اريد ولائك، اريدك مساعداً، و شريكاً، هل يمكنك ان تفعل هذا من اجلي..؟”
“تسك~” جلس جابا، و بدى عليه الإنزعاج. ” أنت تعرف اني أحاول بجِد، لقد فهمت كل شيئ تقريباً حول قانون الحقيقة السيادي، لكن هنالك حلقة مفقودة مازلت لا يمكنني وضع يدي عليها..”
“إذاً لا تضغط على نفسك، مرت أكثر من عشر سنوات تقريباً على اخذك لتلك المعلومات؟ منذ وقتها تقريباً، و انت عالق في المستوى العاشر لأساسات الطاقة.. الفترة القادمة سنحتاج قوتك لقيادة الجيوش، و توحيد هذا العالم، إختر أي قانون اخر، و إبن به أعمدتك، ربما ليس من المقدر لك أن تستخدم الحقيقة.” رفع روبين كتفيه.
قبض جابا يديه بقوة. ” …ما زلت أريد ان احاول اكثر.”
“كما تشاء.” قطع روبين الكلام، ثم عاد للنظر نحو أوغاس. “هل وقعت حادثة تسريب، او تهريب خلال الفترة القصيرة الماضية؟”
“اجل سيدي، رصدنا 7 أشخاص من طائفة اتحاد نيهاري تآمروا لإيصال طريقة تدريب الطاقة الداخلية لقبيلة المياة، لكننا قتلناهم هم، و العمالقة الذين إتفقوا معهم، كل شيئ تحت السيطرة.”
“تسك~ أعداد أفراد الطائفة كبيرة جداً، و تزداد كل يوم بمعدل هائل، لو جعلت كل واحد فيهم يُقسم على لوح فلن ننتهي من صنع الألواح ابداً، من الجيد أنك في صفي الأن، هذا يجعلني مطمئن..” فرك روبين جبهته ببطئ.
إبتسم اوغاس فخوراً. ” ما أنا إلا تابع أقوم بما يطلبه سيدي، هذه عبقريتك وحدك حتى تستخدمني بهذه الطريقة الباهرة.”
“هممم دعنا ندخل في المهم… سمعت أن قبيلة النار تواجه 3 قبائل دفعة واحدة منذ زمن بعيد، و أنه يمكن ان تنقلب لحرب إبادة في أي وقت، صحيح؟”
” صحيح.” أومئ اوغاس
” جيد، أريدك أن تتواصل زعيمهم، أخوك يعني، و أخبره أن لديه خيار من إثنان… الخيار الأول: بعد الإنتهاء من قبيلة القوة سأرسل جيشي نحو عبر صحراء الموت، و سأمزق عاصمته إربا، أراضي قبيلة النار ستكون مثالية كهدف تالي بما أنها ملاصقة لصحراء الموت، سيكون لدينا مقر حقيقي و أراضي خصبة جيدة ما إن أضفناها للطائفة.”
“…هذا ذكي جيداً سيدي، و الخيار الثاني؟” تكلم أوغاس بدون مشاعر، و كأنه نسي أنه يعيش حياته الحقيرة الحالية بسبب محاولة الدفاع عن قبيلة النار في الماضي.
“الخيار الثاني هو أن يشتروا مني 20 الف عتاد إلهي، و حوالي ألف خاتم صوت، و ربما بضع ألاف من المطيات الجيدة، لكن بعدها مباشرةً يجب ان يجد فرصة، و يبدأ حرباً مع إحدى القبائل الثلاث المجاورة له.. عندما تتحد القبائل الثلاث ضده مجدداً يجب ان يطلب رسمياً الإنضمام لحِلف طائفة نيهاري، وقبيلة البرق، عندها سنتمكن من دخول الحرب برفقته، و التوسع نحو الغرب على راحتنا تحت إسم قبيلة النار، كما نتوسع شرقاً، و شمالاً الأن تحت إسم قبيلة البرق… لكن طبعاً هذه الفرصة ستأتي مع قسم صغير يتلوه اخاك لأتأكد من ولاءه لمصالح الطائفة، و إبقاء فمه مغلقاً.” تكلم روبين، و إختتم بإبتسامة.
“هذه الخطة أفضل حتى يا سيدي، اعتقد أن أخي سيعرف ما يجب عليه إختياره..” إنحنى أوغاس مبتسماً، و كأن شيئاً عميقاً داخله شعر بالراحة…
“جيد يمكنك الذهاب الأن.”
————————————————
خمس سنوات أخرى مرت سريعاً..
زعيم قبيلة النار وافق على عقد الإتفاق مع طائفة إتحاد نيهاري بعد إلحاح شديد من أخيه، و تهويل في قوة الطائفة، و بسرعة بدأت حرب كبرى أخرى في الكوكب…
أما روبين فهو لم يخرج من عاصمة قبيلة البرق، و لو لوهلة واحدة، أكثر تحديداً لم يتواجد في أي مكان غير قصر زعيم القبيلة، او الأكاديمية، و في الطريق بينهما كان يحظى بحماية مضاعفة.
كل ما كان يفعله هو رسم الخطوط العريضة للتوجهات المستقبلية، ثم يدع أتباعه الجدد ينفذوها على راحتهم.
تضاعف أعداد صناع الأسلحة الإلهية ايضاً، و تم نقلهم لمكان أكثر جاهزية، و راحة، و أمناً داخل الأكاديمية، و يعملون تحت حماية بضع تنانين، و تم نقل جزء كبير منهم لمكان الطائفة لنقل خبراتهم، و تأسيس مصانع هناك.. طبعاً لن يتعلم أحد أي شيئ حول صنع الأسلحة الإلهية دون تأدية القسم، لكن بالفعل كان هنالك الكثيرين الذي يتوقون لفرصة كهذه!
بعدما تم وضع كل شيئ في نِصابه روبين لم يعد له علاقة بصنع الأسلحة الإلهية سوى عمل تصاميم مضادة لقبيلة معينة، غير هذا لم يعد حتى يزور المصانع إلا نادراً.
حتى أن أوغاس طلب مساعدة روبين في إحدى الحروب عندما كادت الثلاث قبائل مجتمعة ان تفتك بقبيلة النار، في العادة كان روبين ليقود بعض جنود النخبة، و يذهب لقيادة المعركة بنفسه، لكنه احاله لأورزون، و أخبره ان يبحث الأمر معه، و يدعه، و شأنه…
كلام روبين مع زعيم قبيلة البرق سابقاً لم يكن مبالغة، هو بالفعل لم يعد يهتم بما يحدث على هذا الكوكب المقيت، فقط يقوم بما يمليه عليه ضميره، كما وعد المستبصر سيحاول ما في وسعه تقويتهم قبل أن يأتي الغزو، لكنه لن يبقى ليشاهد بل سينقلع عن هنا في اللحظة التي سيشعر فيها بإقتراب الغزو.. سينجو أو يحترقوا بعدها هذا لا يخصه.
لكن تقنية تكبير الدماغ هذه أفادته كثيراً.. فبعد ان رسم لنفسه الدرجة الثانية من وشم تقوية الجسد الإلهي المُعدل، كل وقته ذهب نحو تقوية نفسه زيادة، و في التأمل في العالم حوله، و اخيراً، و بعد أكثر من 15 عام من الوصول للمستوى الـ 20 من الفروسية..
ففي خلال هذه السنوات الخمس، تمكن أخيراً من الوصول للدرجة الثانية من قانون الحقيقة، و الإختراق للمستوى الـ 21!!
