“حدثني اكثر عن قوة طائفتك تلك، ما الذي يجعلكم مؤهلين لعمل أي إتفاق معي؟” تكلم ثاندور رافعاً أنفه.
أعطى روبين إبتسامة خفيف، و تكلم. ” يمكننا التكلم عن التفاصيل بعد أن نصبح حلفاء حقيقيين، أما حالياً ضع في رأسك ان الطائفة كفيلة بتدمير أرض البرق خلال شهر واحد لو أردنا.”
” خسئت!!” ضرب ثاندور على مسند مقعده، ثم نظر جابا. ” أجلبت لي شخص كذاب ليُكلمني؟ حتى لو إجتمعت كل القبائل المحيطة لتدميرنا لن يستطيعوا فعلها خلال شهر واحد!”
” .. هو لم يكن يكذب.” تردد جابا للحظة، ثم رد.
فتح ثاندور عينيه على مصرعيهما، حتى لو كان هذا القزم يكذب، فهو يعرف جابا جيداً هو ليس من النوع الذي يكذب، أو يبالغ، مما جعله يرجع للنظر نحو روبين بنظرة معقدة هذه المرة.
بعد أكثر من دقيقة تكلم. ” مهما كانت قوة طائفتك تلك، و كيف تكونت في صحراء الموت، لو بدأت حرب ضدهم فقبيلة البرق لن تقاتلهم وحدها، كما أني أراهن أن معكم الكثير من الغنائم… أما انت، أعطني سبب واحد يمنعني من أن احبسك في مكان لا تعرفه حتى الشياطين، و اجعلك تصنع لي اسلحة إلهية للأبد.”
“لا لن تفعل!!” أخذ جابا خطوة للأمام مبرهناً على استعداده للدفاع عن روبين.
” أيها الإبن العاق! هل ستترك هذا الشيئ يهدد أباك في قلب بيته، و انت تدافع عنه ايضاً؟!” صاح ثاندور.
روبين رفع يده ليُسكت جابا قبل ان يتكلم، ثم تكلم بإبتسامة ساخرة. ” تريد حبسي لأصنع لك الأسلحة الإلهية؟ لأصدقك قولاً، انا لا اهتم.. في الحقيقة لو كنت ترى نفسك رجلاٌ بما يكفي فأنا اتحداك لتفعلها! …لقد ضقت ذرعاً بهذا الكوكب، منذ جئت، و انا اتعرض لإهانة بعد إهانة، و تعذيب بعد تعذيب، و واجهت الموت عدة مرات، و من اجل ماذا؟ إن كانت رؤوسكم مليئة بالخراء، و تريدون الموت في الغزو القادم فمن انا لأمنعكم؟
انا لم أعد أهتم بما يحدث لكم، بل بدأت اتمنى ان أفشل في مهمتي حتى انتهي من هذا المكان المقرف في اسرع وقت، و بأقل الخسائر، انا ما زلت اكافح، و أقوم بما علي فعله حتى لا أبلع وعدي للمستبصر، ارجوك إقبض علي، و دعني أعيش في زنزانةٍ ما، سأصنع لك الأسلحة، و أعطيك تقنيات لم تحلم بها، فأنا مختار سماء! اااه كم أتمنى ان تسترجل، و تفعلها، دعني أعيش في سلام حتى تموتون جميعاً بعدها أرجع للمكان الذي جئت منه.”
” نموت؟ الغزو..؟ مختار سماء..؟!؟ بحق الـ…؟!؟!” ثاندور اخذ يتمتم، وظهرت على وجهه ملامح حيرة شديدة، و أخذ ينقل عينه بين روبين، و جابا.
” مُعلمي..” قلب جابا توقف للحظة عندما سمع هذا الكلام، هو جاء لهدف نبيل، لكن الكوكب لم يعطه أي استراحة، حتى هو كان يحاول قتله في الماضي، ثم نظر لأبيه. ” أبي، كل ما يقوله حق، هو مختار السماء الثالث، لكنه ليس من عالمنا، جاء هنا ليحذرنا، و يقوينا قبل مجيء غزو من عالم آخر ليدمرنا جميعنا، أمامنا اقل من اربعون عاماً حتى يصلوا!”
” غزو؟ عالم اخر..؟” عقل ثاندور توقف عن العمل.
” سأشرح لك كل شيئ لاحقاً، المهم يجب أن توافق على شروط مُعلمي، السيد مختار السماء الثالث، و أعدك أنك لن تندم.. هو بالفعل ساعدك على إستعادة اراضيك، و هيبتك بتلك الأسلحة التي باعها لك!”
قبض ثاندور يديه بقوة، و أخذ يجز على أسنانه، يحاول إرغام عقله على محاولة معالجة ما يجري حوله!
بعد دقيقة أخرى أراح يده، تنهد، و نظر نحو روبين. ” حسناً موافق.. دعنا ندخل في التفاصيل.”
“تسك~” بدى روبين منزعجاً عندما سمع هذا، لكنه اخرج لوح قسم من يده وضعه على الطاولة، و تكلم. ” مرر حسك الروحي من خلال اللوح، و كرر ما سأقوله، بعدها سنتكلم…”
————————-
في اليوم التالي من إبرام الإتفاق النهائي مع قبيلة البرق، و جعلهم حليفاً، كل شيئ تقريباً تغير في أراضي البرق:
– تم تفكيك كل الجماعات الإرهابية، و إرجاعهم للإلتحاق بجيش الطائفة.
– عادت كل العفاريت إلى أعشاشها، و إنسحب العمالقة المتخصصين في قتل، و فرق الجيش التي أرسلها ثاندور للتصدي لهم.
-تم تجريم أكل لحوم كل الكائنات الذكية بمختلف انواعها، و إغلاق كل المطاعم، و إن ثبت ان أحدهم ما يزال يفعلها سيُعدم.
– تم إعتبار المستوطنات مناطق آمنة للكائنات الذكية، و لم يعد بإمكان العمالقة دخولها، و أخذ أحد منها.
– تم فتح، و تمهيد طرق إلى عمق صحراء الموت حيث بدأت الكائنات الذكية بخلاف العمالقة تذهب، و تأتي من هناك بحرية.
– بدأت القوافل التجارية تتحرك من، و إلى الطائفة، داخلةً بموارد، و معادن لا توجد في الصحراء، و تخرج بأسلحة، و فواكه، و أعشاب عالية المستوى!
الفترة التالية بالكامل كل شيئ هدأ بالكامل، و إختبر كلاً من العمالقة، و بقية الأجناس سلام حقيقي، و مثمر، ثاندور قام بإيقاف الهجمات على قبيلة المياة في الوقت الحالي، و أرجعهم ليقفوا على الحدود، و بدأت الدعاية لإخراج الكراهية من قلوب الكائنات الذكية التي يكنوها إتجاه العمالقة، و جعل عمالقة أرض البرق يفكرون ببقية الأجناس على أنهم مماثلين لهم.
لم يكن هذا سهلاً.. ثاندور إستخدم كل قدرته على نشر المعلومات للتأثير في رعاياه، لكن الأمر لم يكن سهلاً ابداً، كل العمالقة كانوا معترضين على هذا التغير المفاجئ!
حتى أن الحزب المعارض الذي يقوده تينيبرس بدأ يثور مجدداً، و يجمع المزيد من الأتباع بعد هذه القوانين، و بدأ كلام ينتشر ان الحاكم ثاندور قد جُن جنونه.
بالنسبة لفانٍ، فالأمر مشابه للسماح للخنازير بدخول الإنتخابات مثلاً.. مهما كنت متسامح مع وجود الخنازير، او تحبها، هذا غريب، و مرفوض!!
لكن كل هذا تغير عندما ظهر فيلق كامل من الكائنات الذكية *المتدنية* خارج عاصمة أرض البرق..
الفيلق عبارة عن خمسة آلاف جندي، كلهم يرتدون دروع إلهية، و يمسكون بمطارد إلهية… و كلهم يركبون عظاءات هاوية النار صعبة الترويض، و الإطعام!!
بالشعور بهالتهم، فكل واحد في الجنود بمستوى شامان، و كل عظاءة تحت أردافهم بمستوى محارب عالي المستوى….
الرعب سيطر على العاصمة كلها!!
محارب = فارس 11~20
شامان = قديس 21~30
تنين = حكيم 31~40