“هل إتخذ والدك القرار اخيراً؟” تكلم روبين مندهشاً. ” لو انتظرتم قليلاً يمكننا مضاعفة عدد الاسلحة الإلهية لديكم!”
” هذا لم يكن قرارنا، قبيلة المياة أرسلت جنوداً على الحدود، و بدأوا يحتكوا بنا مجدداً، يبدو أنهم طامعين في المزيد من أراضينا… لكن ليس هذه المرة!” تكلم جابا، و هو يقبض على يديه بقوة، واضح ان نية القتال تشتعل في صدره.
نظره نحوه روبين لبضع ثوانٍ، ثم أومئ. ” حسناً إذاً.. سيذهب إنتاجي كله للطائفة مؤقتاً حتى أتلقى طلبية أخرى من قبيلة البرق، إعتني بنفسك، و عد سالماً، انت أهم من أي قطعة ارض.”
” شكراً لك، لقد أوصيت على قادة الأكاديمية أن يعاملوك بشكل جيد، و ان يتركوا القاعة مخصصة من أجلك.. سأعود بسرعة قبل أن تحدث مشاكل.” إنحنى جابا قليلاً، ثم إلتف وغادر.
تابع روبين ظهر جابا حتى خرج من القاعة، و أغلق عليهم الباب مجدداً، ثم عاد لينظر نحو مُساعديه. ” حسناً، حسناً، الأن كل ما سننتجه سيذهب للطائفة، إعملوا بجهد مضاعف!”
“حاضر!!”
—————-
مر اسبوعين قصيرين على روبين الذي لم يكن حتى يشعر بالوقت، لكنهما كانا اسبوعان زلزلا المنطقة الشرقية لكوكب نيهاري بأكمله!
فقد كان يعلم الجميع ان قبيلة المياة على وشك اقتلاع قطعة أرض كبيرة أخرى من قبيلة البرق، و وقفت كل القبائل المحيطة تشاهد كم حجم القطعة التي سيأخذونها هذه المرة.
حتى أبناء قبيلة البرق أنفسهم كانوا قد بدأوا في التساؤل عن حجم الخسائر، و ليس للحظة عن إحتمالية التصدي للعدوان القادم.
إلا أنه كانت المفاجأة أن زعيم قبيلة البرق ثاندور أعلن انه على كل قوات قبيلة المياة الإنسحاب، و إلا سيعتبر هذا كإعلان حرب على قبيلة البرق!
لم يأخذ أحد الإعلان بشكل جدي، فهذه ليست اول، او حتى عاشر مرة تتحرش قبيلة المياة بهم، و يأخذون قطع من اراضيهم، لماذا يختلف الوضع الأن؟
بطبيعة الحال تجاهلت قبيلة المياة الإعلان، و بدأوا بتسريع ضخ المزيد من الجنود داخل اراضي قبيلة البرق، و حتى أنهم حاصروا إحدى مدنها!
لكن كل شيئ تغير عندما ظهرت فرقة مكونة من 2500 عملاق يرتدون زي جيش قبيلة البرق الموحد، و كل واحد منهم معه قطعة سلاح إلهية!
بسرعة تم تدمير كل قوات قبيلة المياة التي كانت قد دخلت أراضي قبيلة البرق في مشهد خاطف، و لم يتوقفوا هناك فحسب، بل دخلت الفرقة إلى أراضي قبيلة المياة، و طاردوا الفارين حتى قتلوهم كلهم في عقر دارهم.
خائفين من كمية السلاح الإلهي التي ظهرت لدى أعدائهم لم ترد قبيلة المياة بشكل مباشر، لكنهم بدأوا بجمع جيشهم بالكامل داخل أراضيهم كمحاولة لتذكير قبيلة البرق بمدى قوتهم لعلهم يتراجعوا.. لكن في نفس اليوم ثاندور فعل المثل، و نادى بجمع كامل جيشه على الحدود مع قبيلة المياة!
التغيير المفاجئ في أسلوب، و قوة قبيلة البرق جذب أنظار كل القبائل اكثر، حتى أبناء قبيلة البرق عادوا للتطوع في الجيش فرحين أن أخيراً لم يعد عليهم خفض رؤوسهم لأحد!
كل الانظار كانت على الحدود المُلتهبة… ما عدا أنظار شخص واحد.
————–
” بكم هذه أيها السيد؟” اشار روبين نحو قطعة من المعدن، و سأل صاحب المتجر.
“تسك.. هل معك لتشتري ايها البشري؟ من سيدك يا هذا؟” تكلم العملاق صاحب المحل بقرف.
إبتسم روبين. ” السيد جابا ابن ثاندور هو من أرسلني لشراء بعض المستلزمات التي يحتاجها.”
“اوووه السيد جابا؟ همم هذه القطعة في العادة بمئة عملة ورقية برتقالية، لكن من أجل السيد جابا سأبيعها بـ 80 فقط، لكن يجب أن تذكرني عنده! هيهي.” تغيرت ملامح العملاق صاحب المحل، و تكلم.
“اوه طبعاً، طبعاً، سأذكرك، حسناً هاتها.” قهقه روبين، بنظرة واحدة عرف أن قطعة المعدن الصغيرة هذه أقوى من المعادن التي تُستخدم لصنع الأسلحة عالية المستوى.
مع أن سعر 8000 كيلوجرام من أحجار الطاقة ما يزال يعتبر ثمن باهظ جداً، إلا انه لو صُنع درع بإستخدام هذه القطعة، و وضع عليها نقش ملائم فقطعاً سيتجاوز مئات اضعاف هذا السعر!
خلال الاسبوعين السابقين ترك روبين معظم العمل للمُساعدين الذين اعتادوا بالفعل على رسم النقوش بعد مرور عامين، و أرواحهم أصبحت أقوى بكثير خلال هذه الفترة، ما يزال عليه وضع اللمسات النهائية على كل نقش، لكن ما يزال عمله أصبح اقل بكثير مرور الوقت
و تفرغ حالياً للمشي في شوارع العاصمة، و البحث عن الموارد عالية في هذا العالم المستوى ليفكر في إستخدام لهم، حاول الكثيرين التعرض له، او سرقته، لكن كل شيئ مر بسلاسة بعد ذكر إسم جابا لمرة واحدة
العبقري الأول.. الأمير المقاتل الذي ترك حياة الترف لأنه لا يوافق على الخضوع.. و حالياً أحد اهم الجينرالات في الحرب ضد قبيلة المياة… شعبية جابا ببساطة كانت طاغية!
اليوم مر كعادة كل يوم، خلال الاسبوعين الماضيين.. روبين يتحرك في شوارع مختلفة وحيداً يراقب الاشياء التي يمكنه شرائها، لكن حدث اليوم شيئ لم يحدث ابداً سابقاً..
احدهم بادر بالتكلم معه. ” انه يوم جميل أيها البشري الشاب، أليس كذلك؟”
إلتفت روبين خلفه فرأى عملاق ينظر نحوه، عندما شعر بهالته أنه في قمة مستوى شامان أخذ بضع خطوات للوراء. ” اجل سيدي انه يوم جميل، أعذرني سأبتعد عن طريقك حتى تستمتع به اكثر.”
*تااك*
و هو يرجع للوراء إصطدم بعملاق، آخر، و صاح عليه. ” لماذا لا تفتح عينك ايها القذر؟”
” اسف سيدي انا كنت في الطريق لأشتري أشياء للسيد جابا، و اصطدمت بك بدون قصد.” تحرك روبين جانباً، قلبه بدأ يدق بسرعة عندما شعر بقوة العملاق الثاني، هو ايضاً في قمة مستوى شامان!!
*تااك*
إصطدم روبين بشيئ اخر، عندما نظر للوراء وجد عملاق ثالث في قمة مستوى شامان.
لكن هذه المرة لم يتحدث ذلك العملاق، بل نزل بقبضته ليسدد لكمة مباشرة نحو وجه روبين.
حاول روبين التفادي للجانب بكل قوته، و القوانين التي يعرفها، لكن قابلته لكمة أخرى من العملاق الثاني على يمينه.
“ااااااه.” اُرسل روبين طائراً لأكثر من ثلاثون متراً تحت تأثير اللكمة الثانية، و نزل على الارض في منتصف الشارع، مغشياً عليه.
