نظر روبين نحو جابا بعينان ناعستين، و أرسل. “ارفع صوتك الان وبخني على إسقاط الكتب، ثم ساعدني في جمعهم، سنتكلم لاحقاً.”
بعد عشرة دقائق — داخل مسكن جابا.
*باا بااا*
“سحقاً، سحقاً، سحقاً!!” صرخ روبين بعدما ألقى الكتب التي كان يحملها أرضاً، ثم بدأ يركل كل شيئ يقابله، مرة تلو مرة يواجه الإهانة في هذا الكوكب القذر!
دخل جابا بعده، و وضع الكتب التي يحملها بهدوء على الارض، و وقف يشاهد روبين من الخلف يفرغ غضبه لحوالي دقيقة، ثم تكلم. ” لم يكن عليك تحمل هذا..”
” وماذا أفعل إذاً؟ لو إستخدمت طريقة قتال المعتادة كان سيُفتضح أمري بعد اول حركتين!” صرخ روبين.
“اوه..” فهم جابا أخيراً ما يرمي له روبين…
طريقة قتاله المعتادة هى إستعمال كل القوانين الرئيسية التي يعرفها في نفس الوقت، فيستخدم بعضهم للتفادي، و بعضهم للهجوم، و هكذا.
لكن لو رأى أحدهم إنسان يستعمل كل تلك *الوشوم الإلهية الهجومية* دفعة واحدة فستكون مشكلة كبيرة جداً لأنه خرق للإتفاق القديم بين القبائل، و لو قيل إنه لا يملك وشوم هجومية اصلاً.. عندها ستكون المشكلة اكبر!
حك جابا رأسه، و سأل. ” ألا يمكنك التركيز على قانون البرق الرئيسي فحسب؟” شخص بقدرة روبين بالتأكيد يمكنه تعلم قانون البرق الرئيسي حتى لو لم يعرف عنه شيئاً بعد، لو إستعمله وحده سيكون غطاء جيد، و شيئ يمكن تفسيره أيضاً بما انه اليد اليمنى لجابا.
“ما الفائدة؟ انا استخدمهم كلهم لأغطى على ضعفهم، طالما لم تبني أعمدتك بقانون معين فلا يمكنك إستخدام سوى هذا القانون بكل قوته، أي شيئ اخر يمكنك إستخدامه بشكل مٌساعد ضعيف، لو إستخدمت قانون البرق وحده في مواجهة ضد شامان، فكأني لم استخدم شيئاً على الإطلاق.. ألم تعرف هذا من دراستك لنظام الطاقة الداخلية طوال هذه الشهور؟” هز روبين رأسه.
“هذا… ألا يملك مسار الحقيقة شيئ يمكنك إستخدامه في القتالات؟” عقد جابا حاجبه.
” انت قرأت بالفعل كل شيئ عن مسار الحقيقة، أترى فيه شيئ يمكن إستخدامه كسلاح؟” ضحك روبين، و هز رأسه.
” في الحقيقة اجل وجدت..” تكلم جابا.
” هاه..؟” رفع روبين رأسه لينظر نحو جابا، ينتظره ان يكمل.
” هاها هنا يأتي دور الخبرة القتالية يا مُعلمي العزيز! سأحجز اليوم قاعة تدريب، و اشرح لك وجهة نظري، هيهي يبدو إني سأصبح المُعلم لليوم.” قهقه جابا.
“تشة~ أحفظ ضحكتك لبعد الشرح، إن وجدتها لن تنفعني فأنت ستتبعني في كل مكان لحمايتي بدأً من اليوم.”
“ما-؟َ” صُدم جابا من كلام روبين. ” لا، لا، هذا لن ينفع، حتى إن لم تنفع طريقتي فكما أخبرتك يمكنك قتلهم بأي طريقة تشاء، و لا تأبه للعواقب!”
“هيهي سيأتي هذا اليوم عندما أسيطر على ارض البرق، لكن الان لا استطيع..” هز روبين رأسه بضحكة ساخرة.
“حسناً، انت لست بعيداً جداً عن هذا الهدف..” رفع جابا كتفه.
نظر روبين نحوه.” و كيف هذا..؟”
” تلميذك هو جابا ابن ثاندور… ابن ثاندور!!” كرر جابا، و رفع حاجبه.
” و..؟”
” و ماذا؟ ابي هو زعيم قبيلة البرق، لو أخبرته بأني يغطي عليك لو عملت مصيبة يمكنه ان يـ-”
” بحق الـجحيم؟!” صُدم روبين مما سمعه. ” انت ابن زعيم القبيلة، و الان فقط تخبرني؟!”
“خِلت أنك عرفتني منذ خلعت العباءة من فوق وجهي ذلك اليوم.. انا جابا إبن ثاندور! إبن ثاندور!!! من لا يعرف هذا الإسم؟!”
” خِلت انه اسم شائع! يا إلهي.. لا عجب ان أورزون كان يريد قتلك بأي ثمن!!” روبين حك ذقنه، و بدأ يمشي ذهاباً، و إياباً.
رفع جابا كتفيه، لكن لم يقول شيئاً.
بعد حوالي دقيقة توقف روبين، و سأل جاداً. ” ما هى علاقتك بوالدك بالضبط؟ جيدة..؟ سيئة..؟ لم ارك تزُره مرة واحدة من إلتقينا.”
” ليست جيدة جداً، و ليست سيئة ايضاً، الموضوع مُعقد… بعد مواقفه الخارجية المتخاذلة قررت الإبتعاد عنه، و شق طريقي بنفسي، لكن لو عدت الأن للمنزل سيفرح، و يرحب بي، لا توجد مشاكل كبيرة بيننا..”
“هذا رائع.. هذا أزال معظم مخاوفي..” عاد روبين للمشي ذهاباً، و اياباً في الغرفة. ” ارغغغ تباً! لقد صنعت المزيد من الطلاسم مستوى 25 في الأونة الاخيرة، كان علي قتل أولائك الستة بهم طالما بإمكانك حمايتي بعدها!
وايضاً كنت أحدثك عن مشاكل جمع ثروة، لكنك إبن رئيس القبيلة، و بقيت ساكتاً! لماذا لم تخبرني ان أطلق العنان لتفكيري فحسب؟ ارغغ لقد ضيعت الكثير من الوقت.. الان علي إعادة التفكير في كل شيئ ايها السافل قليل الكلام!!”
” اعتقدت انك وضعت في الحسبان إني ابن رئيس القبيلة! ..هذه مشكلتك لأنك لم تعرف من هو جابا ابن ثاندور.” تكلم جابا، و ذهب ليجلس، لكن ملامحه تغيرت عندما رأى إبتسامة خبيثة على وجه روبين. ” حسناً، هذا مخيف، بدأت اندم على أخبارك..”
“هاها هذا ببساطة مثالي، كنت اتمنى مساعدة أميرة إحدى القبائل بشكل ما، و هى تُقدمني لأباها على إني البطل المُنقذ، بدون قصد إتخذت أمير القبيلة تلميذاً! هاهاها اخيراً حظي السيئ بدأ يأتي إلى صفي!!” ضحك روبين بصوت عالٍ.
” لا تضعني في أحلامك السخيفة!!” صاح جابا، هو أخذ مكان أميرة؟ تخيل شكله في هيئة فتاة ينقذها روبين جعلته يريد التقيؤ.
“هيهي اليوم لدينا الكثير لنخطط له أيها التلميذ النجيب.. لدينا الكثير من النقود لنجمعها!!”
