“ماذا تنوي أن تفعل بهذه المعلومة؟” سأل روبين مبتسماً.
” سأكـلهم..!!!” نية قتل فظيعة صدرت من آمون عند سماع هذا، حتى بدون أن يتأكد من الاخبار هى بالتأكيد صحيحة طالما قالها هذا المبجل أمامه.
“هذه فكرة سيئة، أعداد العفاريت قليلة بسبب عمليات القتل الممنهجة التي تتعرضون لها، لو ظهرت عليكم عاملات مقاومة الأن سيتم سحقكم… إسمع، اريدك ان تذهب لقادة الاعشاش الكبرى للعفاريت القريبة من هنا، علمهم تقنية نقل الخواطر، و علمهم تقنية تقوية الروح، و هم بأنفسهم سيرون ما يحدث حولهم، و يرون العمالقة، و هم يتمشون بينهم، و يقتلون ابنائهم.. لكن يجب ان تعدني بشيئ.” تكلم روبين بجدية.
” أي شيئ.. من أجل مولاي…” ارسل العفريت، و اخفض رأسه للأرض.
” بعدما تتأكدون من صحة المعلومات التي أعطيتها لك لا تهاجموا العمالقة القابعين داخل الاعشاش، يجب على كبار قومك أن يأتوا للقائي هنا في أسرع وقت ممكن، هل تعتقد ان هذا ممكن؟”
” إن رفضوا.. سأكلهم ايضاً.. كل شيئ من اجل.. المولى..” ارسل العفريت.
“جيد، يمكنك الذهاب الأن!” صفق روبين، وقال مبتسماً.
*سووووش*
وقع العفريت على ركبته، و لمس أطراف أصابع قدم روبين مجدداً بكلتا يديه، ثم إختفى من الخيمة، و تحت جناح الليل اختفى من المستعمرة كلها بصمت..
بعد اسبوعين —
” السيد روبين، هل يمكنني الدخول؟” صوت أورزون صدى من خارج الخيمة فجأة.
“تعال!”
دخل أورزون لخيمة روبين لاول مرة منذ لقاء ذلك اليوم، و فوجئ بالمنظر الذي وجده..
” هذا…؟” تمتم أورزون، ألواح معدنية، و أعشاب، و بقايا حبر.. في كل مكان!!
هذه الخيمة لم تكن صغيرة بل يمكن القول انها منزل يصلح لعائلة كبيرة، لكن لم يكن هنالك إنش واحد لم يكن مغطي بتلك الألواح المعدنية!!
“ما الاخبار يا زعيم؟ أتريد شيئ؟” سأل روبين، ما يزال مركزاً على اللوح المعدني أمامه، و لم ينظر للخلف.
” اها، إحم.. تواصلت مع كل زعماء المستعمرات البشرية عبر رجالنا في جماعات المناضلين، و أخبرتهم بوجودك، و فكرتك، 80% منهم وافقوا على أخذ المخاطرة، و الانتقال لصحراء الموت، ثم تواصلت مع رؤساء مستعمرات بقية الاجناس الذكية الثانوية، حوالي 50% منهم وافقوا.” قال أورزون، بدى سعيداً.
“همم؟ ماذا عن البقية؟” ترك روبين ما في يده، و عقد حاجبيه.
“هم فقط خائفين ان يُقضى عليهم في الصحراء فهم لم يروا بأعينهم ما رأيته انا، لكن لا تخف هم يعرفون كيف يغلقون أفواههم، حتى من لم ينضم لنا لن يبلغ عن محاولتنا للعمالقة، كما أنهم بالتأكيد سينضموا لنا بعدما يروا بأعينهم كيف سنحول تلك الصحراء لجنة، جنة طائفتنا الخاصة!!” تكلم أورزون بحماسة.
“لا شك عندي أنهم سيغلقون افواههم، لو كان بينكم ثرثار لتمت إبادتكم جميعأً منذ زمن هيهي، المهم ان يتم وضع هذا في الحسبان عند حساب عدد مقاعد كل جنس في مجلس إدارة الطائفة.” ضحك روبين، هذه فعلاً كانت ظاهرة غريبة.. عشرات الآلاف يملكون أوشام، و لم يتكلم واحد منهم تحت التعذيب؟
لكنه جربها بنفسه مع تلك الفتيات التي تقبلن مصير ان يتم أكلهن أحياء على أن يقلن كلمة واحدة، فعلاً إرادتهم مدعاة للإستغراب، و الحسد!
“إذاً.. لماذا جئت لي؟” إلتفت روبين، و سأل.
” لقد إخترنا بالفعل بقعة تقع في عمق صحراء الموت، و تتم الان إستعدادات بدأ الهجرة، جابا ايضاً أشترى كل شيئ نحتاجه، و قام بتخزينه في مكان خاص من أجلنا على أطراف الصحراء، يمكننا البدء اليوم.” تكلم أورزون بجدية، قلبه كان يدق بسرعة، و بقوة، و هو يتكلم.
“جيد! انا إنتهيت ايضاً، تقريباً.. كنت احاول إعداد المزيد من طلاسم الصوت، و بطاقات بصمة الروح، لكن اعتقد انه يمكنني عمل المزيد لاحقاً.” فتح روبين ذراعيه، و تكلم مبتسماً.
“طلاسم… الصوت..؟ بطاقات بصمة الماذا؟” تمتم أورزون
“هاها أنها اشياء ستساعدكم كثيراً في مهمة بناء الطائفة، و ستعطي جماعات المناضلين أفضلية ساحقة في معاركهم.. للأسف لا يوجد هنا خواتم مناسبة لهذا قمت بعمل طلاسم الصوت على بطاقات معدنية ايضاً، لكن اعتقد أنها ستفي الغرض، لا تقلق سأشرح لك طريقة عملها، و عمل بطاقات بصمة الروح بعد قليل..
في ذلك الركن ستجد حوالي مئة قانون ثانوي ليساعدكم على الأمور الحياتية، و يفضل أن تعطيها للنساء، و العجائز، وغير القادرين على القتال بشكل عام، و تلك الألواح المميزة يعني ألواح القوانين الرئيسية، و التي يجب ان يستخدمها كل أركان الجيش، و تلك الألواح فيها تقنيات لتعليمكم بناء مركز تجمع الطاقة الداخلي، و كيفية امتصاص الطاقة، و ايضاً تقوية، و تجديد أرواحكم، و بضع أشياء أخرى عشوائية ستجدها، و انت تبحث…” عند تلك النقطة صمت روبين قليلاً.
ثم اكمل. “كنت انوي عمل بضع طلاسم هجومية، لكن اعتقد أنكم أقوياء بما يكفي لحماية أنفسكم فلا داعي لهذا… الزعيم أورزون، لقد اعطيتكم حرفياً كل شيئ يمكن ان تحتاجوه لبناء طائفة قوية في اسرع وقت، لا تخيبوا أملي!”
صمت أورزون لوهلة، و هو ينظر لكنز الألواح المعدنية حوله، ثم نظر نحو روبين. ” لا داعي للقلق، لو ضيعنا هذه الفرصة من أيدينا، فنحن سنكون بالفعل لا نستحق العيش في هذا العالم مجدداً!”
“جيد! يمكنك أخذ كل شيئ هنا ما عدا تلك الكومة هناك، و ابدأ عمليات الهجرة اليوم.. لكن يجب أن تتم بأعداد قليلة أولاً لإرساء الدعائم فقط هناك، بعدما يرجع أمون سنبدأ الهجرة الحقيقية.” تكلم روبين، و وضع القلم على المنضدة خلفه، جنون التحضيرات قد انتهى اخيراً.
” كما تشاء.” قال أورزون، ثم أومئ، و تراجع، لكنه وقف قبل خروجه من الخيمة، ثم نظر وراءه، و سأل. ” بالمناسبة، ماذا سيكون اسم الطائفة؟”
رفع روبين كتفيه. ” سموها كما تشاؤون، بعدما تنتهي مهمتي، و يتم انقاذ هذا العالم من الهجوم القادم سأعود إلى حيث جئت، لا نية لي في التدخل في ما لا يعنيني.”
إبتسم أورزون إبتسامة كبيرة، ثم أومئ، و غادر بصمت ليعطي قرار بدأ الهجرة الذي سيغير شكل عالم نيهاري للأبد..
