بدأ روبين يعقد حاجبيه عند سماع هذا.. هذا لم يضعه في حسبانه.
خطته كانت أكل اكبر قطعة ممكنة من الاراضي، و تنميتها، و جعل سكانه يعيشون عيشة افضل، بهذا الطريق سيتمكن بسهولة من ضم بقية الدوقيات، و الممالك حول مملكة الشمس السوداء حيث ستخافه الطبقة الحاكمة، و تتوق شعوبهم للإنضمام له!
حتى لو أن الخطة توقفت حالياً فهو كان ينوي إستئنافها إن عاد من هذه المهمة سالماً، لكن… يبدو انه نسي عنصر مهم جداً، شبكات المعلومات!
لو تمكن أعداءه من قطع الاخبار عن كيفية عيش السكان في أراضيه، و تمرير أخبار، و شائعات تجعل من روبين وحشاً بدلاً من ذلك، فسينقلب السحر على الساحر… هذا ما حدث مع مختار السماء الثاني على أي حال.
ثم اكمل أورزون. “مختار السماء الثاني كان يعتمد في قوام جيشه بشكل أساسي على عائلته، و التي كان قد وصل تعدادهم في ذلك الوقت لـنصف مليون تقريباً بفضل سياسة الإنجاب الكثير، لكن هذا العدد لم يكن شيئاً مقابل بقية جنس العمالقة مضاف إليهم عبيدهم من بقية الاجناس.
الفارق في النوعية كان لصالح المملكة، لكن فارق العدد كان طاغ لصالح الإتحاد، بعدما يقتُل كل فرد من المملكة عشرون شخصاً من الإتحاد كان يلقى حتفه تاركاً مكانه فارغ.
خلال حرب طاحنة إستمرت عشر سنوات فقط تم حشر مختار السماء الثاني، و عائلته داخل عاصمتهم، اكثر مدينة تحصيناً على الكوكب آن ذاك، كانت مليئة بالسلاح، و اسوارها عالية، و قوية جداً كما أنه كان لديهم اكتفاء ذاتي من الطعام في الداخل..
إستمر الحصار لعامين حتى ظن الجميع أنه لن ينتهي ابداً، و بدأ عمالقة الإتحاد يخافوا من إبتكار مختار السماء لشيئ جديد يحول مسار الحرب، و هو في الداخل، لكن بعدها حصلت المفاجئة.. فُتحت بوابة العاصمة من الداخل.”
“ماذا؟! انت تقصد..” إنتفض روبين عند سماع هذا.
“هيهي اجل، العائلة التي كان يقويها، و رفعهم ليقفوا على القمة تخلوا عنه، أو الأفضل القول إنه بعضهم من تخلى عنه، حتى لا اظلمهم جميعاً.. في ما بعد إتضح ان العديد من كبار العائلة تأمروا على *انهاء حكم مختار السماء الثاني القاسي، و ارجاع الحق للعالم*، لكن الجميع يعلم انهم فعلوا ذلك عندما لم يجدوا أمل في الارجاء، و أرادوا النجاة بنفسهم.” هز أورزون رأسه ضاحكاً.
ثم اكمل. ” قام رؤساء جيش الإتحاد بقتل كل أفراد عائلة مختارا السماء بعد دخولهم للعاصمة، مذبحة كاملة لم ينجو منها شيخ، او رضيع، كان هذا ما حدث للأوفياء منهم على الاقل، أما مختار السماء الثاني نفسه فتم القبض عليه بعد معركة هائلة، و إصابات بالغة، و تم إحراقه حياً.. أما الأشخاص الذين خانوا العائلة الملكية تم اعطائهم بعض الثروات، و مكان جيد للعيش، لكن تم إخصائهم حتى ينعدم نسل العائلة تماماً هاهاها اراهن انهم لو عرفوا هذا لما خانوه هاهاها.”
“هذا…” شعر روبين بإنقباض في صدره.
” الاول قتلوه لما أراد مساعدتهم بدون مقابل، و الثاني حرقوه لما حاول توحيد العالم، حتى أن عمالقة عائلته نفسهم خانوه! هاهاهاها الشخصين الذي يفترض بهما ان يكونا فخراً للأبد للعمالقة فعلوا بهم كل هذا هاهاها أيوجد نكتة افضل من هذه؟ أيوجد جنس أنجس من هذا؟” ضحك أورزون بشكل هستيري.
*كررراااش*
صوت يشبه التكسير صدر من أصابع يد جابا عندما سمع هذا، حتى أن قطرات من الدماء بدأت تخرج من شفتاه التي قضمها… هذا فعلاً كان وصمة عار أبدية عليهم.
“لكل حقبة ظروفها.. قد لا يكون هذا ما حدث حقاً..” تمتم جابا، محاولاً الدفاع عن أسلافه.
“همف، قبيلة البرق كانت إحدى القبائل التي انضمت للقبائل الإثنا عشر في الحرب على المملكة على ما اذكر؟ و في النهاية الشيئ الوحيد الذي تحصلتم عليه من الغنائم كان الدرجة الثالثة لوشم تقوية الجسد الإلهي، أما كل شيئ آخر ذهب للقبائل الإثنا عشر، بما في ذلك الدرجة الرابعة من الوشم! يال خيبتك~.” قال أورزون ساخراً.
“إذاً الدرجة الرابعة لوشم تقوية الجسدي الإلهي هو..؟” تمتم روبين، وجود هذا الوشم مهم جداً، فهو مستوى من القوة لم يعده في عالمه الأم.
“اجل، انه ما يزال موجود مع قبائل إتحاد الإثنا عشر بشكل حصري، كما ان تلك القبائل الإثنا عشر الشمالية سُمح لهم بإستخدام كل الأوشام الهجومية بمختلف انواعها منذ تلك الحرب، و اخذوا ايضاً كمية كبيرة من الأسلحة الإلهية وزعوها على أنفسهم.. انهم الملوك الغير متوجين لهذا العالم!” أوضح أورزون.
“هذا.. ماذا عن ارث مختارا السماء في هذا العالم؟ هل حصلوا على تلك الكتب التي تركها مختار السماء الاول؟” سأل روبين بسرعة.
“كلا، قام مختار السماء الثاني بجمعهم، و حرقهم قبل المعركة الفاصلة، كما انه حرق طريقة صنع الأسلحة الإلهية، و قتل أعدم صانعيهم، الأسلحة الإلهية الموجودة في العالم حالياً كلها من بقايا الحرب.. لم يتبق من إرث مختار السماء الثاني شيئ سوى الدرجة الثالثة، و الرابعة من وشم تقوية الجسد الإلهي الذي قام الخونة بتسريب طريقة رسمه.
بإنتهاء الحرب انتهى أمل الكوكب في التطوير، تلك القبائل الـ 12 يحكمون من الخفاء، و يريدون كل شيئ أن يبقى كما هو، و نحن *الاجناس المتدنية* عدنا لنكون اقل من الماشية، و الكلاب.”