“هاه؟ و ما الذي سيمنعني أيها الإنسان؟” نظر جابا للشخص الذي لم يصل طوله حتى لخصره، و تكلم بإستحقار.
“أتفهم أن السيد روبين شخص شريف، و جاء ليتم وعده، لكن ما الذي تفعله انت هنا يا ابن ثاندور؟” تكلم العجوز أورزون، يداه بدأتا تتحول إلى قبضة. ” هل وعدك السيد روبين بمساعدتكم لو سمحت له بتنفيذ طلبه؟ أم انك جئت لتتبجح أمامنا أنكم وصلتم لمختار سمائنا قبل ان نصل نحن له؟”
“تشةِ، يا لك من صاحب فم كبير.” تكلم جابا، ثم نظر نحو روبين. ” هلا ذهبنا الأن؟”
” قلت أنك لن تذهب إلى أي مكان.” صرخ العجوز، ثم شد ملابسه الثقيلة، و رماها أرضاً، و ظهر درع مكسور يغطي منطقة صدره فقط، و بدأت صواعق صغيرة تخرج من قبضتاه.
” يا إلهي..” روبين فتح عيناه على اخرهما، جسد العجوز مغطى بوشوم كالتي على أجساد العمالقة!!
و ليست أي وشوم ايضاً، روبين يمكنه بوضوح إستشعار قوة كبيرة من جسد هذا العجوز، قوة تكافئ قديس متوسط!
*تباً* كيف لم يلحظ قوته من البداية؟! لقد إستخف به كثيراً، و لم يحاول حتى تقصي قوته.
“هممم؟” حتى جابا عقد حاجبيه، و تغيرت نظرته. ” شامان متوسط القوة؟ كيف تمكن فأر مثلك من النجاة من قوات حفظ السلام طوال هذه المدة؟ واضح اننا قد فشلنا في مهمتنا فعلاً..”
” إركع الآن، و ضع يدك وراء ظهرك إن أردت أن يمر اليوم، و انت تتنفس.” تكلم العجوز بجدية.
“هاه؟ هاهاها، ايها العجوز الخرف، حتى لو كنت انا شامان متوسط القوة ايضاً لكنت ما زلت طرحتك ارضاً، لكني قوي بما يكفي لوضع وشم تقوية الجسد الإلهي من المستوى الثالث! أتعتقد ان لديك فرصة ضدي؟ نكتة!!” ضحك جابا بصوت عالٍ.
*صفيييييييير صفير صفير*
فجأة أطلق صفيراً عالياً، و بنغمه مميزة، و في خلال ثانية واحدة شعر روبين بعدة أشخاص يحاصرون الخيمة!
حتى جابا بدأ ينظر حوله بنظرة جادة، هنالك على الاقل 12 شخص حول الخيمة، و كلهم يقفون في وضعية قتالية، بعضهم بدأ يصدر صواعق صغيرة من يده!!
“حسناً.. هذا لا تراه كل يوم…” تمتم جابا في ذهول. ” هذا ليس في مصلحتك أيها العجوز، حتى لو تمكنت بطريقةٍ ما من إبقائي هنا، ما يزال هنالك العديد من الشهود في الخارج، المستعمرة كلها سيتم محوها!”
” أولائك العمالقة؟ يتم حالياً محاصرة القرية، لن يخرج أحداً منهم حياً ايضاً… و الأن إركع، لن أكرر كلامي لمرة ثالثة.” شدد الزعيم أورزون على كلامه هذه المرة، بدى مستعداً للهجوم في أي لحظة.
” تشةِ..” بدأ جابا اخيراً يستوعب مدى جدية هذا *القزم.* ثم نظر نحو روبين. ” القليل من المساعدة هنا..؟”
“… ايه؟ اها..!” اخيراً نظر روبين إستعاد تركيزه، و أبعد عيناه عن جسد الزعيم أورزون قبل أن يتكلم. ” مهلاً ايها الزعيم، جابا يعمل معي، هو ليس خطر.”
هذه كانت أول مرة روبين يحترم فيها العجوز بما يكفي ليناديه بالزعيم.
“ماذا تقصد بيعمل معك؟ كيف يعقل انه يعمل معك؟ أتعرف من هذا أساساً..؟” تكلم أورزون بجدية لروبين، لكن عينه كانت ما تزال مضبوطة على جابا.
” اجل، اجل، اعرف من هو..” روبين يمكنه تقدير موقف الزعيم، فجابا هو الشخص الذي يفترض به اصطياد أمثاله! ” انا، و جابا لدينا علاقة مُعلم، و تلميذ، رجاءً أنزل سلاحك فهو لا يمثل خطراً.”
“ربما لا أمثل خطراً عليك، لكن هؤلاء.. تسك تسك~” نظر جابا نحو الزعيم بنظرة كلها إستفزاز.
” انت لن تمثل خطراً عليهم ايضاً! نحن لم نرى أي شيئ اليوم، مفهوم؟!” رفع روبين صوته، و كلم جابا بجدية.
” حسناً، حسناً.. اياً يكن يا زعيم~” رفع جابا يده، و قال بسخرية، هو لم يكن لديه وسيلة للخروج من هنا إلا الإستماع لكلام روبين على أي حال.
“مُعلم..؟” اخيراً لف أورزون وجهه، و نظر نحو روبين بنظرة كلها حيرة، و حتى بعض الغضب. ” أنت أفصحت عن أسرارك لعملاق.. لجابا شخصياً.. و إتخذته تلميذاً؟”
” لم افصح لجابا بشيئ، هو من إكتشف اني مختلف، و قرر الإلتصاق بي.. ثانياً هل أعرفك؟ توقف عن التحدث كأني إبن خالتك!!” شعر روبين بغرابة، و هو يتم تأنيبه من قبل هذا العجوز الغريب!
أورزون ظل صامتاً لبضع ثوان، ثم ذهب جانباً، وإرتدى معطفه الثقيل مجدداً، و عاد للجلوس في مكانه الأصلي، ثم أشار للوسادة امامه. ” سيد روبين، تفضل بالجلوس هنا.. لدينا ما نتحدث بشأنه.”
عقد روبين حاجبه للحظات، لكنه في النهاية ذهب، و جلس أمام أورزون.. هذا العجوز الغامض كان يثير إهتمامه لدرجة كبيرة.
“انت ستظل واقف مكانك!” أشار العجوز أورزون نحو جابا عندما رأه يتقدم للجلوس ايضاً.
” إرهابي حقير…” تمتم جابا بصوت منخفض.
قام أورزون بعمل حركة لتنظيف أذنه، ثم وجهها نحو جابا، و سأل ” أقلت شيئاً؟! أعد ما قلت..”
“تشة… لا لم اقل شيئاً!!”