قهقه روبين بسخرية. “لا اعرف ما إن كان يمكن تسمية الأشخاص الذين يريدون الدفاع عن عائلاتهم مجموعات إرهابية، لكن أياً يكن.. أكمل كلامك..”

“تسك~ إنس الأمر، يبدو انه لا داعي للكلام اكثر.” هز العملاق الشاب رأسه، و نظر للأمام، من كل كلامه لم يجد روبين إلا هذه النقطة، و يعلق عليها؟ واضح انه لم يكن غير مهتم بشيئ!

“هيهي..” قهقه روبين، ثم إلتفت أمامه لينظر نحو العفريت الذي جاء ليجلس أمامه، و يأكل احشاء الغزال بنهم.

بعد مرور بعض دقائق على الصمت الرهيب، تكلم روبين اخيراً. ” انت تعلم انه في الحالتين سأكون خطر على بني جنسك، صحيح؟”

“… كلنا لحم، و دم، هل يهم الشكل الخارجي كثيراً؟ انا لا اهتم كثيراً بجنسك، لو كنت وحش ينتمي لفصيلة الفئران كنت ستستحق احترامي ايضاً طالما انت قوي، و انت يا من تمكنت من إسقاطي على الرغم من أنك أضعف مني جسدياً بكثير بالتأكيد تستحق احترامي… لو كنت مختار سماء ولدت تحت هذه السماء فسأتبعك بكل سرور مهما كانت افكارك، و من يعلم.. ربما وجودي بجانبك سيجعل مختار سماء هذه الحقبة لا يكره العمالقة كثيراً.” تكلم العملاق الشاب، و هو يحرك العظمة في يده يميناً، ويساراً.

ثم تابع. ” التقارير تقول إنك قمت بتفجير الفتيات البشريات الذين ساعدوك في الهرب قبل دخولهم مطعم الكائنات الذكية، مع انه كان يمكن ان تفضح أمرك هناك، و يقبض عليك… ثم قمت بتحرير السجناء في الغابة مع أن كان هنالك خطر أن يفضحوا امرك؟ لا اعلم ماذا فعلت لجعلهم يشعرون بالرعب لدرجة قتل انفسهم، لكن بالفعل احدهم دلنا عليك.. لابد انك كنت تعرف أن شيئ كهذا قد يحدث، مع ذلك تركتهم يذهبوا..”

“تسك~” نظر روبين في الارض، و يبدو على وجهه ملامح الإنزعاج.

أدار العملاق رأسه، و نظر نحو روبين بجدية. ” تحليلي لهذا، و ذاك أنك شخص شديد الصرامة، لكنك تسعى لتوفير أفضل خيار ممكن للأبرياء حتى لو كان على حساب المخاطرة بحياتك… انت شخص جيد.”

“هاهاها شخص جيد؟ نكتة! أتعرف كم شخص مات بسببي؟!” ضحك روبين بصوت عالٍ.

ربما هو لم يقتل الكثيرين بيده، لكن غزواته في مملكتا دوليفار، و مملكة المياة الراكدة، و إمداد دوقيات أخرى بالأسلحة لمساعدتهم في غزواتهم ايضاً، كل هذا كان بأوامر مباشرة منه.

هو بشكل مباشر، او غير مباشر تسبب في مقتل مئات آلاف، او ربما الملايين من البشر!

” قلت انك جيد، لم أقل انك رقيق القلب!” هز العملاق رأسه. ” حقيقة انك قمت بتفجير الفتيات تقول الكثير عن مدى إستعدادك للقتل، لكن على الاقل انت فعلتها لتمنع عنهم عذاب اكبر.. انت من النوع الذي يقوم بكل شيئ من اجل الخير الأكبر، صحيح؟ حتى لو كنت الشرير في قصص البعض… لو كنت فعلاً فضائي جاء من عالم اخر، فأنا أرفض تصديق انك جئت لتضر بنا، انت هنا لتفعل شيئ جيد، لكن غالباً سيكون على حساب أرواح أشخاص كثر ايضاً… و انا أريد أن أكون جزءً من هذا!”

فتح روبين عينه على آخرهم، و هو ينظر للنار آمامه، ثم عاد لينظر للعملاق الشاب.. لفترة طويلة لم يستطع أبعاد عينه عنه.

كل كلمة قالها دق بها المسمار على رأسه…

هذا الشاب ليس فقط عبقري في التدريب، و فنون القتال، بل لديه ذكاء حاد.. حاد جداً.

واضح ايضاً انه يحاول إيجاد مكانه في هذا العالم، يحاول توظيف موهبته، و ذكاءه في شيئ يؤمن به.

“هيه~” أعطى روبين تنهيدة طويلة.

هذا العملاق يذكره بأحدهم.. بنفسه.

اخيراً عاد لينظر نحو العملاق الشاب، و بدأ يتكلم بلا توقف. ” تريد ان تبقى بجانبي؟ لا بأس.. لكن يجب ان تفهم اني الزعيم في هذه العلاقة، يجب ان تتبع كل أوامري، يجب ان تناديني بـ معاليك، او يا صاحب الفخامة عندما تراني ، و قبل أي شيئ يجب ان تركع لي الان، و تسجد ثلاث مرات لإتمام طقوس التبعية.”

“.. اولاً أتفهم أنك الزعيم بما أني من اريد إتباعك فطبيعي أن أعاملك على هذا الأساس، ثانياً سأتبع أوامرك طالما لا تؤذي جنس العمالقة بشكل مباشر، و تتماشى مع هدفي الخاص، بالنسبة للألقاب سأناديك بأسمك، او ربما * يا زعيم.* لكن انس ان أناديك بشيئ آخر حتى تستحق ذلك..” عند هذه النقطة رفع العملاق الشاب حاجبه. ” أما ركوع، و سجود؟ هل انت مجنون؟”

“هذا لم يكن طلب.. إن لم تفعل ما أقوله لك سأقوم بتفعيل الطلسم، و اقتلك الأن.” وقف روبين، و اقترب مجدداً من العملاق بضع خطوات، واضح انه كان يستعد لفعل شيئ

” إذاً افعلها ايها الوغد العنيد، انت من ستخسر خدماتي!” القى العملاق الشاب العظمة في يده نحو روبين الذي تفاداها، ثم صاح. ” اركع، و اسجد قال.. لا احد يستحق ركوعي! لا انت ولا مختار السماء الأول ولا حتى السماء نفسها!”

عقد روبين حاجبه عند سماع هذا، و مد يده، ثم أنزلها

عند رؤية هذه الحركة أغلق العملاق الشاب عينيه مستعداً للشعور بالألم، او ربما الموت… لكنه شعر فجأة بطاقة مريحة تدخل ساقه.

عندما فتح عينه مجدداً وجد يد روبين فوق ساقه، و تخرج منها طاقة خضراء اللون، و سمع روبين يتكلم. ” مبارك لك، انت أثبتت أن كلامك قبل قليل لم يكن خوفاً من الموت، بل نابع من ارادتك.. قلت أن حتى السماء لا تستحق ركوعك؟ جملة رائعة! لكن اخشى انك لا تملك المؤهلات الكافية لتقولها بعد… أتريد هذه المؤهلات؟”

” ماذا.. تقصد؟” فتح العملاق الشاب عينيه على آخرهم.

” هل تريد ان تكون.. اول تلميذ لي؟”

 

0 0 votes
Article Rating

من Zeus

Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Most Voted
Newest Oldest
Inline Feedbacks
View all comments
-+=