*من الحيوان الذي إبتكر نظام اساسات الطاقة الداخلية، و الاعمدة؟! لماذا صعبها علينا جميعاً بينما الأخرين يعيشون على راحتهم!!* شتم روبين في رأسه.

لكن معظم تضايقه لم يكن إتجاه الشخص الذي إبتكر هذا النظام، بل إتجاه نفسه لأنه حشر نفسه في هذا الصندوق، و رفض التفكير خارجه.. فكر بكل الطرق في كيفية تطويره، و لم يحاول التفكير في الإحتمالات الأخرى.

لكنه في النهاية تنهد، و هز رأسه. *ربما هذا للأفضل..*

نظام تدريب العمالقة يتطلب إمتصاص كميات ضخمة من الطاقة على مدار اليوم من الجو، و نظراً للوقت الذي يستغرقوه للتدريب في هذا الكوكب المُفعم بالطاقة..

ربما *العبقري* الماثل أمامه ما كان ليصل لهذا المقدار من القوة إلا بعد مئتا عام لو كان يتدرب بنفس الطريقة في كوكبه الناشئ ذا مستوى الطاقة الهزيل..

“…ألا يمكن للشخص إستلام الوشم من الدرجة الثالث مباشرةً بدون المرور على الدرجة الاولى، و الثانية قبلها؟” سأل روبين مجدداً، يحاول فهم الوضع اكثر.

“بالطبع لا، كل درجة للأعلى من الوشم تجذب كمية طاقة اكثر لتدخل الجسد، و تقويه، بغض النظر عن إعطاء الوشم من الدرجة الثالثة منذ المولد.. لو تم منحه لشخص لم يصل لأقصى قوة في الدرجة الثانية بعد فهنالك إحتمال كبير أن يعجز جسده، او يموت حتى!” هز العملاق رأسه بنظرة غريبة، هذه كانت اول مرة تعين عليه شرح نظام القوة في العالم لأحد.

“هممم… هل توجد مصطلحات معينة لمستخدمى المستويات المختلفة من الأوشام؟” سأل روبين.

المستويات من 1~ 10 التي تدعى أساس الطاقة غالباً لا وجود لها هنا، هو لم ير أي شخص بالغ في العمالقة أقل من المستوى 10، حتى البشر الضعاف يمكنهم الوصول لهذه القوة، على الارجح جاذبية هذا العالم جعلت القوة المبدئية لكل الكائنات فيه عند المستوى 10.

أما أصحاب الدرجة الاولى من وشم تقوية الجسد هم من يُطلق عليهم الفرسان في عالمه سابقاً، المستويات من 11~ 20

لكن سيكون غريباً لو اكمل على إستخدام مصطلحات كفارس، و قديس هنا..

“مصطلحات؟ اهااا.. اصحاب الدرجة الاولى من وشم تقوية الجسد ندعوهم بالمحاربين، أصحاب الدرجة الثانية ندعوهم بالـ شامان، اما اصحاب الدرجة الثالثة يتم دعوتهم بالتنانين بسبب قوتهم الجسدية المهولة.” تكلم العملاق.

” شامان؟ مثل ساحر..؟ هذه تسمية غريبة لأشخاص يعتمدون على قوة أجسادهم..” إستغرب روبين من الإسم، لكن داخله بدأ يحفظ الأسماء..

فارس = محارب .. قديس = شامان .. حكيم = تنين

*بزززت*

رفع العملاق يده، و بدأ البرق يتحرك فوقها كثعابين بيضاء، ثم تكلم. ” هذا واحد من أوشام البرق المتعددة التي تمتلكها قبيلتنا، لكي تستطيع الحصول على أحدهم على جسدك أولاً ان يتخطى مستوى قوة محارب، و يتقبل الجسد الدرجة الثانية من وشم تقوية الجسد.. اعتقد انه يمكنك تخيل سبب التسمية الأن.”

إقترب روبين قليلاً، و ركز بالكامل على ذراع العملاق بعينان تشعان باللون الاخضر الباهت، رؤيته يتصرف بهذا الشكل أبقى العملاق على البرق على ذراعه، و تركه يتفصحها على راحته.

” الطاقة التي تُشغل هذا القانون السماوي الثانوي.. انها تأتي من حولك، و ليس من داخل جسدك!” إندهش روبين عندما لاحظ الطاقة في الهواء حولهم تدخل ذراع العملاق بشكل ثابت، ثم تتحول لهذه الصواعق الصغيرة.

” القانون السماوي الثانوي؟ لا اعرف ما هذا، لكن صحيح، الطاقة التي تدخل أجسادنا تكون مخصصة لتقوية الجسد فقط..” عقد العملاق الشاب حاجبه، و تكلم..

اما روبين فظل مبهوراً بما يراه…

لا عجب أن هذه الوشوم تحتاج جسد قوي قبل أن يتم تركيبها، أنها تسحب الطاقة المحيطة، و تدخلها عنوة بشكل مؤقتا للجسد، ثم تخرج فوراً على هيئة القانون الذي صمم الوشم من أجله.

سواءً وشم تقوية الجسد، او وشم البرق هذا، هما بالتأكيد نوعان من النقوش يمكنه العمل على أجساد الكائنات الحية بشكل مباشر.. نوع لم يفكر فيه روبين من قبل.

أثناء مراقبة روبين للصواعق لاحظ أنها.. تضر بجسد العملاق ايضاً!

و سرعان ما عرف السبب.. أجساد مستخدمي نظام الطاقة الداخلية مثل روبين يشهدون تحور في طبيعة أجسادهم عند بناء الأعمدة حتى تتماشى أجسادهم مع هيئة الطاقة التي تخرج منها، فمستخدمي الصواعق، او النار مثلاً لا يُصابون بأذى عند إستعمال قواهم.

لكن نظام العمالقة قائم على التحمل.. الجسد نفسه يصبح أقوى، لكنه لا يشهد اي تحول، و بالتالي هم فقط يتحملون الضرر الناتج عن إستخدام القوانين الثانوية بهذا الشكل، مع انه ليس ضرر بالغ، و وشم تقوية الجسد يعالجه بسرعة، إلا انه بالتأكيد ما يزال مؤلم..

لابد ان هذا هو السبب الرئيسي الذي يجعل المحاربين غير قادرين على إستعمال القوانين الثانوية.. ستدمر أجسادهم إن حاولوا!

و بعد الدخول لمستوى قوة شامان، كلما زادت قوة الجسد كلما جذب الوشم كمية طاقة أكبر بشكل تلقائي فيكون الناتج من تفعيله أكبر، لكن ايضاً يتزايد الألم… روبين رأى رئيس قافلة السيرك يستخدم هذه الصواعق الصغيرة في المعركة ضد العفريت، لكنها قطعاً كانت أضعف من هذه!

على الاقل هذه نقطة أخرى لصالح نظام الطاقة الداخلي!

ظل روبين محدقاً في الوشم الذي يقوم بتحويل الطاقة لصواعق لحوالي دقيقة، قبل أن يلاحظ أن الطاقة الداخلة لذراع العملاقة بدأت تتغير.

بعد ان كانت تدخل من الهواء المحيط، بدأت تخرج من صدر العملاق، و تتجه نحو ذراعه!

برؤية ان عيناه روبين إستقرتا على صدره قهقه العملاق. ” هاها يا لها من عين، يا لها من عين… إعذرني، لم استطع تحمل جذب الطاقة من الجو أكثر فبدأت إسحبها من درر الطاقة، انها مريحة اكثر في الإستخدام..”

ثم رفع العملاق يده ببطئ حتى لا يشك روبين انه يريد ان يهاجمه، و قام بفتح الحزام على صدره، فأظهر عشرات الأحجار الكريمة اللامعة، كبيرة الحجم، لكن ليس كثيراً، يمكن لروبين أن يمسك واحدة منهم بقبضته بشكل مريح، كروية بشكل مثالي، تصدر بريقاً ازرقاً خافتاً كأنها لؤلؤ فعلاً..

مد روبين يده، و إنتزع واحدة، و بدأ يتحفصها بحذر. ” يا.. إلهي…”

هنالك كمية طاقة مهولة داخل هذه اللؤلؤة ..

طاقة تكفي لتشغيل بوابة الفضاء بمفردها، و إرساله عائداً لكوكبه!!!

0 0 votes
Article Rating

من Zeus

Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Most Voted
Newest Oldest
Inline Feedbacks
View all comments
-+=