بعد ربع ساعة من مقتل رئيس القافلة—
” إذااااً.. خلاصة الأمر هى أن أحدهم تسبب في إنفجار فقتل إثنان من أصحابكم، بعدها هرب العفريت من الزنزانة لأن الباب كان مفتوح، و قام بمهاجمة رئيسكم مباشرةً، لكن الشخص الذي تسبب في الإنفجار عاد، و قام بتفجير آخر شتت إنتباه رئيسكم، فقام العفريت بقتله قبل ان يهرب.. هل نسيت شيئاً؟” تكلم أحد الاشخاص الذين يرتدون زي الحراس.
“… لا اعلم ما إن كان سيساعد هذا بشيئ، لكن عظام السمك قد اختفى ايضاً..” تكلم احد العمالقة السبعة المسؤولون عن السيرك، او الأن يمكن القول احد العمالقة الثلاثة..
” عظام السمك؟ اهاا الجنس الجديد الذي كنتم تحاولون بيعه بمزاد غير رسمي؟” تكلم الحارس، و كأنه تذكر شيئاً.
البرد ضرب ظهر العملاق عندما سمع كلمة *غير رسمي.* فهذه كانت عقوبة تستحق قطع الأطراف، او حتى الموت!
“همم ربما قام أحد الاشخاص الذين كانوا يريدون شراءه بإختطافه، يمكننا تجاهله حالياً..” تكلم الحارس، و بدى و كأنه يكتب شيئاً، فأطلق العملاق زفيراً طويلاً.. يبدو ان الحارس لا يريد عمل مشاكل لهم بعد كل ما حصل.
“زعيم، تعال أنظر هنا..” احد الحراس الاخرين في المكان نادى، فتحرك الرجل الذي كان يحقق مع العمالقة شفهياً نحو مكان الزنزانة.
عندما وصل أشار له الحارس على أرضية الزنزانة حيث كان هنالك كومة من 5 أصفاد، و العديد من الامتار من السلاسل متراكمة فوق بعضهم، فعقد رئيس الحراس حاجبه، و نظر العمالقة الثلاثة مطالباً بتفسير
“هذه.. هذه كانت على العفريت منذ قمنا بشراءه، و لم ننزعها ابداً، حتى عند عرضه للناس كانت دائماً عليه!!” تكلم احدهم بمفاجأة، و خوف.
“هذه السلاسل لم تكسر، بل فُتحت بمفتاح..” تكلم رئيس الحراس ببطئ. ” ربما ذلك الشخص الذي تسبب في الانفجارات؟”
” لا، لا، مستحيل، ما كان ليتحرك شخص غريب تحت أنوفنا، و لا ننتبه له!” صاح اخر.
“همم.. إذاً من فتح هذه الأصفاد كان شخص غالباً متواجد معكم وقت وقوع الانفجار، شخص لا يمكنكم أن تشكوا فيه، شخص تجاهلتم وجوده أساساً حتى، و هو ينزل الأصفاد واحدة وراء الاخرى…” تكلم رئيس الحراس، و أشاح بنظره من الأصفاد نحو العمالقة الثلاثة، ثم نحو الفتيات البشريات.. النظرة وحدها كادت ان تقتل بعضهن خوفاً.
“هذا..” نظر العمالقة الثلاثة نحو الفتيات بإستغراب، ثم بكراهية شديدة، قبل أن ينزل أحدهم السكين، و يتقدم. ” أنتن من تسببتن في هذا؟! سأقتلكن جميعاً!!”
“كياااااااااااه!!” صرخت الفتيات البشريات كلهن، و قاموا بإغلاق أعينهم، تنتظرن المصير المحتوم.
قبل ان ينزل العملاق بالخنجر على أول فتاة أوقفه رئيس الحراس، قبل ان يتكلم للفتيات بإبتسامة. ” ألدى إحداكن شيئ لتقوله؟”
بدأت الفتيات تنظر لبعضهن، لكن لم تنطق واحدة..
لم يضغط عليهم رئيس الحراس اكثر، و عاد للنظر في الزنزانة، نحو بقية المساجين. ” ألدى أحدكم ما يقوله؟ من يعطيني دليل له فائدة سأطلق سراحه.”
“لكن يا سيدي–!!” حاول أحد العمالقة الثلاث التدخل، جمع هذه الاجناس النادرة لم يكن سهلاً!
لكن رئيس الحراس أشار له بالسكوت، و تابع النظر نحو السجناء لبضع ثوانٍ، حتى تكلمت المرأة التي يغطي جسدها فروع، و أوراق الشجر، و أشارت نحو لوري. ” أنها تلك الفتاة.. لقد جائت هنا، و فكت اصفاد العفريت، طلبت منها فك اصفادي، لكنها تجاهلتني، همف!”
“اووه؟ الآن هذا مثير للإهتمام..” إبتسم رئيس الحراس، و رجع ينظر نحو لوري. ” ما هى علاقتك بالمُفجر؟”
أخذت لوري بضع خطوات للوراء، من رعبها فقدت القدرة على التنفس.
أسوأ سيناريو ممكن قد وقع اخيراً.. لا مهرب لها اليوم من ايادي الحراس!
تقدم رئيس الحراس نحوها. ” خيانة اسيادك، و مساعدة غريب على ترهيب مدينة لعمالقة نيهاري، أتعرفين عقوبة فعلتك؟”
“أ- أ-.. انا لم–” حاولت لوري قول أي شيئ للخروج من الموقف، لكن عقل كان قد توقف عن العمل.
” ما زلتي تحاولين النفي؟ إذاً ماذا عنكن؟ ألديكن ما تردن قوله؟” تجاهلها رئيس الحراس، و نظر نحو بقية الفتيات.
لكنهن نظرن في الأسفل، و لم تقل إحداهن شيئاً.
“لا يهم.. انا لا احتاج لبشر حتى اكمل تحقيقاتي.” الإبتسامة على وجه رئيس الحرس اختفت، و أشار لعدد من الحرس. ” خذوا البشريات، و قوموا ببيعهن لمطعم آكلي لحوم الكائنات الذكية، سعرهن سيكون كافٍ لإصلاح الأضرار التي أحدثتها الإنفجارات.”
“اااه!”
” لا لا.. ارجوك لا!!”
“تحركن امامي!!”
إنهارت الفتيات على الارض، بين الصدمة، و عدم التصديق و البكاء.. لكنهن في النهاية بدأن بالتحرك بعد بدأ الحراس بضربهن بالسياط التي كانت تقطع أجسادهن.
على بُعد مئة متر في أحد الأزقة–
“سحقاً..!!” أغلق روبين قبضته بقوة، و كأنه ينوي تكسيرها.
سبب وقوفه هنا حتى الأن هو إيجاد فرصة لتهريب لوري، و بقية الفتيات.. كان طبيعي ان يتم الشك فيهن، لكن اعتقد انه سيتم ترحيلهم لسجن، او ما شابه، لكن قرار فوري بتحويلهن لطعام؟!
و ليس لوري فقط.. لو كانت وحدها لربما قام ببضع الخدع و إستطاع تهريبها، لكن ذلك الوغد حكم على الـ 11 فتاة بالموت.. لأي مدى دماء البشر رخيصة هنا؟!
دماغ روبين توقفت تقريباً، و هو يرى الفتيات يتقدمن تحت تأثير ضرب السياط، لم يدري ماذا يفعل.. فإكتفى باللحاق بهن في الظلام لعله يفكر في شيئ في الطريق.