كان يوجد على الاقل 15 عملاقاً بين المهاجمين، و حوالي 30 من الذكور قصيري القامة، كانوا بنصف طول الفتيات تقريباً، لاحظ روبين ان بنيتهم الجسدية، و العظمية متطابقة ايضاً..
الهجوم كان شديد الضراوة، لكن المعركة حسمت سريعاً.. بل ربما وصف معركة غير لائق، بددت، و كأنها قتال قطاع طرق أوباش ضد نخبة مُدربين.
مع أنه من اول نظرة روبين قام بالتقدير ان أولائك الـ 15 بنفس قوة الـ 7، و ربما اقوى حتى لو اضيفت اعدادهم للميزان.
العمالقة السبعة كانوا اقوياء بشكل غير متوقع!
عند بدأ القتال بدأت أوشام العمالقة السبعة بإصدار ذبذبات طاقة قبل كل هجوم يوجهونه مما جعل روبين يُضيق حاجبيه مستغرباً. *هذه قطعاً ليست أوشام عادية..*
في بضع دقائق تقريباً قُتل كل المهاجمين، حتى رئيس القافلة قام بالترصد لأقوى إثنان من قطاع الطريق، و قام بدق رؤوسهم بلا أدنى عناء مع أنهما كانوا في نفس المستوى مثله!
*تلك الأوشام..* منذ البداية للنهاية لم يهتم روبين للنتيجة، فحالته الحالية ليست الأمثل على أي حال، لكن الأوشام جذبت إنتباهه رسمياً..
لقد كانت بلا شك هى الفارق في القتال الذي حدث… و أخبرته ان قوة أولائك السبعة الحقيقية أبعد بكثير من تقديراته الأولية.
بعد انتهاء القتال أمر رئيس القافلة الفتيات بعمل المخيم لقضاء الليلة هنا، ثم هم هو، وبقية العمالقة الاخرين بأخذ بضعاً من جثث القتلى، و اختفوا بين الشجيرات..
بعد ساعتين عادوا يتضاحكون، و على ظهورهم 3 وحوش ضخام الحجم، و الدماء تُقطر من افواههم… واضح انهم إستخدموا تلك الجثث كطعم!
كانت وليمة كبيرة اليوم احتفالاً بالنصر الساحق، تبعها الكثير، و الكثير من الجنس العنيف، النهاية كانت ان احدى الفتيات ماتت من شدة النزيف.
رد فعل العملاق الذي كان يمارس الجنس معها هو انه ألقاها فوق بقية الجثث، ثم اخذ له فتاة اخرى ليكمل.. و كأن شيئاً لم يحدث.
بعد انتهاء *الحفلة* بالكامل، جائت لوري، و معها شيئاً من بقايا الطعام، و جلست بجوار روبين، و بدأت بتقطيع اللحم. ” انت محظوظ اليوم، هنالك الكثير من بقايا اللحم! أرى ان جراحك، و كسورك كلها أوشكت على الإلتئام، ربما بعد 3 ايام أخرى ستكون قد شُفيت بالكامل؟ هذا رائع! يا لها من قدرة تعافي هائلة، لا عجب انك تمكنت من البقاء حياً طوال هذه السنين، أتعلم–”
نظر روبين بنظرة غريبة نحو الفتاة التي لا تكف عن الكلام، و لا تكف الدماء عن النزول من بين ساقيها…
أهى عدوته أم منقذته؟ هذه الفتاة هى من وجدته، و وضعته في هذا الموقف، لكن بدونها لربما قد مات بالفعل..
اخر مرة رد عليها كان بعد اول عرض سيرك له، و مع ذلك تأتي كل يوم تُطعمه، و تتكلم بلا توقف حتى، و هو يتجاهلها تماماً.
“انتي.. ماذا تكونين؟” اخيراً نطق روبين كلماته الاولى منذ 9 ايام.
“اووه!! اخيراً قررت ان تُكلمني مجدداً؟ .. و ما خطب هذا السؤال؟ ماذا اكون مثلاً؟ اوه اسفة هل اتكلم بسرعة؟ هل تفهم شيئاً مما اقول؟!” قالت لوري في نفس واحد.
خلال الايام الماضية أخذ روبين بعضاً من وقته بتوجيه أعين الحقيقة نحو العمالقة أثناء حديثهم، او كلام بقية السجناء، هو بالفعل يمكنه فهم كل الكلام العادي، ربما تسقط منه بضع مصطلحات، لكن يمكنه خوض محادثة كاملة الأن..
” انتي.. عبدة؟ حُرة؟ لماذا يتم معاملتك بهذا الشكل يومياً.. ثم تأتين لي، و كأن شيئاً لم يحدث؟ كيف تحافظين على. هذه الابتسامة؟” تكلم روبين، و كأنه يحاول دراسة حالة غريبة.
” عبدة؟ حرة..؟ ماذا تقصد؟” رفعت لوري حاجبها. ” هذا دورنا نحن البشر في الحياة، لا اكثر ولا اقل.”
” دور.. البشر؟” عقد روبين حاجبيه، ثم اكمل كلامه بلهجة ثقيلة. ” ماذا تقصدين.. بدور البشر؟”
“هممم؟ هل كنت تعيش تحت صخرة طوال حياتك؟” إستغربت لوري بشدة.
“لقد وُلدت بجسد مختلف.. كما ترين.. لهذا كنت اعيش مع جدي في عزلة عن العالم حتى يحميني.. ولا اعرف شيئاً..” اختلق روبين عذراً.
“هكذا إذاً! إذاً انت وُلدت لعائلة بشرية مثلنا؟ ياللغرابة.. لهذا كنت اشعر بصلة قرابة!! هيهي.” قهقهت لوريڜڜ ثم وضعت يدها على صدرها بفخر، ” دعني اُعلمك إذاً.. هذا هو عالم عمالقة نيهاري، أنهم اقوياء جداً جداً، و لديهم الوشوم الإلهية فوق ذلك، انهم الكائنات الأسمى، و يقفون فوق كل أحد، و كل شيئ.
اما كل الاجناس الأخرى فهى اجناس ثانوية مهمتها خدمة عمالقة نيهاري بطريقة، أو بأخرى، هنالك جنس يهتم بزراعة المحاصيل لهم، و جنس يهتم بالتعدين، و أجناس توفر لهم اللحم، و حتى جنس يهتم بإبقاء اعداد باقي الأجناس قيد السيطرة… انهم طيبون جداً لسماحهم لنا نحن الكائنات الوضيعة بالعيش في عالمهم
اما نحن البشر فنحن في مكانة عالية جداً لأننا نشبه عمالقة نيهاري! هم يستعملونا كمساعدين شخصيين، و يحبوننا نحن اناث البشر خاصةً لأننا نساعدهم في تخفيف ضغوطاتهم الجنسية.. انه شرف ما بعده شرف!”
لم يرصد روبين أي علامات للكذب، او الخداع في كلامها، بقية السجناء ايضاً لم يبدو أي ردة فعل على كلامها، بدى و كأنهم لم يسمعوا شيئاً.. كل كلمة تقولها كانت بلا شك صادقة فيها بدون مبالغة، او زيف…