بعد بضع ساعات منذ عرض السيرك — على بعد عشرات الأميال من المدينة —
بعد الإنتهاء مباشرةً قام العمالقة السبعة بتفكيك المسرح، و إعداد القافلة مجدداً، ثم خرجوا من المدينة بدون تأخير، و كأنهم خافوا الانتظار دقيقة أكثر في هذا المكان.
أما روبين، فكان ما يزال مغلقاً عيناه محاولاً كبح دموعه من النزول…
السقوط المدوي، و الجاذبية الخارقة للطبيعة، و مواجهة الوحوش، و العمالقة لم يثنوا روبين عن مُهمته، لكن هذه الدقائق على المسرح كادت ان تفعلها.
الشيئ الوحيد الذي يمنعه من تفجير نفسه في الجميع الأن انه جاء، و هو يعلم انه قد يتعرض للإهانة.. على الاقل هذا ما أخبره به المستبصر مراراً.
لكنه كان يحسب ان الإهانة التي يقصدها هى مثل تلك التي واجهها في اكاديمية برادلي العسكرية هو، و قيصر على يد الاشقياء، اما هذه فببساطة..!!
في هذه اللحظة تذكر شيئاً.. ففتح عينه، و نظر للكائنات الاخرى المربوطين بجواره، و الذي بالتأكيد تم الإمساك بهم مثله، و لم يكونوا متخصصين في عروض السيرك، لم يبدو عليهم انهم حزينين حتى..
و الفتيات القصيرات في القافلة كلهم يعملون بجد، و بشكل طبيعي، روبين لم يستطع رصد اي علامات كراهية، او حتى نفور ضد العمالقة السبعة
*لماذا.. لماذا يتصرف الجميع و كأنهم في نزهة؟ الا يعرف هذا العالم مصطلح الإهانة؟ ألا يعرفون ماذا يعني ان تكون عبداً؟!* سؤال انفجر في رأس روبين.
لكنه سرعان ما هدأ مجدداً، و نظرة جادة ظهرت على محياه.. بدى و كأنه حسم قراره في شيئ.
*شوووو*
ضوء آخر خافت بدأ يتوهج حول جسده، ويخرج من عينيه..
“هوي.. انظروا لصاحب عظام الرضع..” احد العمالقة لاحظ ما يجري، و لفت إنتباه الأخرين.
“هممم؟ انه يشع ضوءً؟” اقترب عملاق من روبين ليلقي نظرة عن كثب، و بدأ يقوم بنغزه، لكن روبين لم يعره أي انتباه..
” تفقدوا حالة جسده!” قال رئيس القافلة فجأة.
” انه… يُشفى؟ ببطئ.. لكن يشفى..” نظرة إستغراب، و تعجب بدت على وجوه بقية العمالقة، و حتى الفتيات القصيرات، و بقية الكائنات نظروا نحوه بتعجب.
” يا له من جنس غريب..”
” ماذا نفعل يا زعيم؟”
نظر رئيس القافلة مطولاً نحو روبين الذي يبدو و كأنه انفصل عن العالم، ثم نظر للطريق أمامه مجدداً، و تكلم. ” اتركوه.. ربما هذه طريقة بني جنسه للتعافي، سيكون جيد لو ظل حياً معنا لفترة اطول.”
“هاها معك حق يا زعيم! تعافى يا حلو تعافى بسرعة! هاها.”
بسماع هذه الكلمات، تنفس روبين الصعداء اخيراً..
اثناء إتمامه 5 ايام في الغابة تحت تأثير قانون الحياة كان قد عالج نفسه بشكل معقول، مع ان جزء كبير من الطاقة كانت مخصصة حتى تبقيه على قيد الحياة بسبب نقصان الغذاء..
أما تفعيل قانون الحياة بصورته الضعيفة كما فعل منذ قُبض عليه لن يفيده في شيئ، هذا سيأخذ وقت اطول بكثير، و أولائك الحيوانات سيقوموا بإلقاءه بشكل سيئ مجدداً، و يكسرون عظامه مجدداً، يجب تفعيل القانون بأفضل صورة!
الوسيلة الوحيدة هى تفعيل تقنية قانون الحياة بكامل طاقته، و الدعاء ان أحداً لن يقاطعه.. و بالمرة تفعيل أعين الحقيقة بالكامل ايضاً لتسريع عملية إكتشاف قانون الجاذبية الرئيسي.
ربما لن يكن روبين في افضل حالاته فوق ذلك المسرح، لكنه كان يعلم جيداً مقدار النقود التي جمعوها جراء عرضه، لذلك إن لم يقم بعمل شيئ فيه تهديد مباشر لهم هم بالتأكيد لن يقتلوه، او يقوموا بالإستغناء عنه.. و هذا بالفعل ما حدث.
لقد كان هذا رهاناً، و كسبه!
بسرعة مرت أربعة أيام أخرى من السير في الغابة … خلالهم لم يرمش روبين مرة واحدة.
“هممم؟” حتى العمالقة السبعة إستغربوا كثيراً تفعيل الضوء الاخضر حتى الأن على جسده، و في عينيه، و بدأوا ينظرون إتجاه بعضهم بأن هنالك شيئ غريب يحدث.
لكن رئيس القافلة كان يصرف قلقهم كلهم كل مرة بأن هذا طبيعي لجنس روبين، حتى انه أمر لوري بزيادة حصة روبين الغذائية حتى يُشفى بشكل افضل.
فقط غبي سيخاطر بموت كنز كهذا!
أما روبين فلم يكن لديه دراية بما يحدث حوله.. تركيزه بالكامل استخراج انماط قانون الجاذبية الرئيسية، حتى اثناء أكل وجباته لم ينظر نحو الطعام، او يستمع لكلمة مما تقوله لوري.
بل عيناه مفتوحتان بالكامل، و تتحركان بإستمرار نحو الأفق.
بعد اربعة ايام اخرى.. وصلت القافلة لمدينة اخرى.
تكرر نفس العرض بنفس الإستعراضات حتى بنفس الرشوة لرئيس حرس المدينة..
حرصاً على أن لا يراه شخص ذكي فيُفتضح، أوقف روبين إستعمال القانونين منذ دخوله للمدينة، لكنه عاد لتفعيلهما مجدداً بعد خروجه منها مباشرةً.
مسبباً الشكوك هذه المرة لتدخل قلب الجميع حتى رئيس القافلة نفسه..
بعد خمسة أيام أخرى — خرج بضع أشخاص من بين الشجيرات، وهاجموا القافلة.