“تسك~ ميلا قالت إنه علي إرتداء هذه التفاهة، و إلا لن تحضر العرس.” تقدم روبين نحو كُرسي، حالق ذقنه، و شاربه، و سرح شعره للوراء، و مرتدياً ملابس بيضاء بالكامل.. هذا كان الزي المتعارف عليه في حفلات العرس داخل مملكة الشمس السوداء.

” همم ميلا فتاة جيدة، و إستحقت حفل زفافها الاسطوري الذي حصلت عليه، جيد انك إستمعت لكلامها..” أومئ الحكيم ألبيرت بوجه ضاحك، و كأنه يمسك نفسه من القهقهة قدر الإمكان. ” ميلا تعتبر بداية مثالية لحريمك، أتعرف من الجيدة ايضاً؟ حفيدة حفيدي!”

“إنس الأمر، ما يزال لدي عذراء عمرها 160 عاماً لأرى ما إن كان بوسعي إرضائها!” ضحك روبين بصوت عالٍ.

“هذه خسارتك!” قال الحكيم مقهقهاً، ثم اكمل. ” إذاً.. لماذا إتصلت بي، و طلبت لقائي اليوم؟ لديك عروس تنتظرك على سريرك، لماذا تريد الإجتماع مع عجوز مثلي مباشرةً بعد زفافك؟”

“… في الحقيقة قريباً انا سأختفي لفترة طويلة، سأعود بالتأكيد، لكني لا اعلم متى…” تكلم روبين بصوت منخفض.

” اوه، حقاً… و..؟” ملامح إندهاش خفيفة ظهرت على وجه الحكيم، لكنها اختفت بسرعة.

“اذكر انك وعدتني سابقاً بتنفيذ شيئ واحد أطلبه أياً كان ما هو.. و قد جاء وقته.” تكلم روبين بجدية. ” اريد ان تقوم العائلة الملكية بحماية عائلة بورتون طوال فترة غيابي من أي خطر سواء داخلي، او خارجي.”

رفع الحكيم حاجبيه بسخرية. ” حقاً لا اعتقد ان عائلتك تحتاج حماية، في الحقيقة بعض العائلات هم من يتكلموا معي بشأن حمايتهم منكم هاها.”

” لا احد يعلم ماذا قد يحدث غداً، إن كنت ترى ان طلبي تافه فهذا افضل لك، صحيح؟ عدني انك ستفعلها..”

لم يرد الحكيم مباشرةً، و ظل صامتاً لبضع دقائق. ” انت تعلم سياسة العائلة الملكية، لا يمكننا الذهاب، و القتال معكم لو هاجم احد ما اراضيكم، لكن… يمكنني ان اعدك بأن لا احد سيلمس مدينة يورا في غيابك، أهذا جيد بما يكفي؟”

تحول وجه روبين الجاد لإبتسامة، ” جيد.. جيد جداً!”

أومئ الحكيم، و إلتف ليغادر، لكنه توقف فجأة كأنه تذكر شيئا. ” بالمناسبة، سلف مملكة غاريها الذين يعتبروا اقرب حلفاؤنا لاحظ عُمر جسدك، و طلب طريقة ليرجع جسده شاب مثلك، او حتى يؤخر موته لفترة معقولة، قال انه يعرض عليك نصف ثروته لو أفدته في هذا، و صدقني عندما أقول ان ثروته طائلة! .. ما رأيك؟”

عقد روبين حاجبيه، ثم تنهد. ” صاحب السمو، لو اخبرتك بشكل مباشر اني ارفض مساعدته، هل سيؤثر هذا على علاقتنا؟”

هز ألبيرت رأسه. ” كلا، لا شأن لنا بهذا، لكن السلف نوح لن يحب هذا الرد ابداً، معاملاتنا مع مملكة غاريا اكيد سوف تتأثر، خاصة المعاملات التي تشمل عائلة بورتون..”

“طالما لن يؤثر على العلاقة بيننا، و حضرتكم فلا مشكلة.. لكن حتى لا اضعك في موقف سيئ دعني اعطيك رد رسمي، ما حدث لي كان شيئ استثنائي لا يمكنني تكراره بإرادتي حتى إن أردت، رجاءً أرسل أسفي، و قلة حيلتي للسلف الموقر نوح.”

“اوه؟ سلف عائلتنا الملكية مات قبل مئة عام، و الأن انا اكبر شخص في العائلة الملكية، و عمري يقترب شيئاً فشيئاً من نهايته ايضاً، لو طلبت انا منك فعل شيئ مشابه يوماً ما سترفض ايضاً؟” ضيق ألبيرت عينيه..

“لا تقل هذا يا صاحب السمو، ما يزال أمامك عُمر مديد، من يعرف ماذا سيحدث خلاله؟” لمَح روبين وصمت، لم يعده بالمساعدة، و لم يرفض رفض قاطع ايضاً..

سيكون غباء لو كسب عداء ألبيرت الأن على شيئ سيواجهه بعد مئات السنين!

“همم، حسناً يمكنني العيش مع هذه الإجابة، و الان إذهب، و نَل من العذراء ذات الـ 160 عام خاصتك! هاهاها.” قال الحكيم، و اختفى.

———————————————-

بعد اسبوعان – المستودع الكبير بجانب قصر روبين.

” حبر لوتس الجليد الفضي مع عصارة دودة الغابات العملاقة، و الفرشاة العريضة!” قال روبين المُدلدل بحبل من احدى النقاط في البوابة.

“حاضر!” ردت ميلا، و أسرعت بالطلبات طيراناً إلى جانب روبين.

هكذا كان شهر العسل الخاص بهم من ثاني ليلة بعد الزفاف…

بعد الليلة الطويلة من المصارعة على السرير التي إنتهت برفع روبين رأس أسلافه مجدداً، جاء مباشرةً ليُكمل العمل على البوابة، لكن هذه المرة لحقت به زوجته الجديدة لتكون ايضاً مساعدته الجديدة..

و من افضل من ان تكون مُساعدة لروبين غير رئيسة اكاديمية النقوش؟

عمل روبين اصبح اكثر كفاءة، و سرعة بوجودها، خلال الـ 3 اسابيع أتم عمل يكافئ شهران تقريباً عندما كان بمفرده!

لم يكن يعلم ما إن كان هذا بسبب المُساعدة الجيدة، و السريعة، أم بسبب معنوياته المُرتفعة مًؤخراً… لكن الإجابة لم تفيد كثيراً، في الحالتين ميلا حسنت إنتاجيته، و هو كان مسرور بهذا.

على هذا إستمرت أيامهما.. طوال النهار في العمل على نقوش البوابة، و طوال الليل في العمل على تحديد من هو الطرف المسيطر في العلاقة.

بالطبع ميلا كانت تخرج منتصرة كل مرة.

بعد 6 اسابيع اخرى…

“حسناً.. حسناً.. ميلا، احضري لي جرة الحبر رقم 34، و الفرشاة رقم 7..” تكلم روبين مُتعرقاً، و هو ينظر نحو نقش يكاد يلامس الأرض مُتحمساً.

“امسك..” جلبت ميلا الاغراض بسرعة، و مررتهم له بتوتر.

امسك روبين بالفرشاة فغمزها في الجرة، ثم بـ *وووش* رسم مستقيم بالعرض على اخر نقش.

*ببببزززززززززز*

كل النقوش على البوابة المعدنية إضاءت للحظة، و كأنها بُعثت للحياة قبل ان ترجع للخفوت مجدداً.

“ها.. هاهاهاها!! لقد فعلناها!!!” ضحك روبين بشكل هستيري عندما أدرك ما حدث للتو..

بوابة الفضاء.. قد إكتملت!

كل ما يلزمها الأن هو تزويدها باحجار الطاقة، و إدخال الإحداثات في اللوحة، و ستكون جاهزة لنقله حيث يشاء!!

“إذاً.. سترحل..؟” سألت ميلا بصوت متردد، لم يكن بادٍ عليها اي حماسة، او سعادة تذكر..

“ها.. همم..” قُطعت ضحكة روبين في منتصفها عندما سمع السؤال، الإبتسامة تلاشت شيئاً فشيئاً، حتى عادت له فجأة بعد عدة لحظات. ” لن ارحل الان بالطبع! قيصر ما يزال يحتاج جلسة إضافة بعد اسبوعين، هل نسيتي؟”

” و بعد الاسبوعين..” سألت ميلا مجدداً.

” سنرى وقتها!” رد روبين منزعجاً، ثم ضحك ضحكة قذرة، و تقدم فأخذ ميلا في حضنه ” ألا تعتقدين ان هذا الإنجاز يستحق إحتفال خاص؟”

“اوووه، أنت متأكد؟ اخر مرة قلت انك ستعاقبني بالنوم وحدك لمدة يومين؟” إبتسامة مليئة بالمعاني ظهرت على وجه ميلا.

“هذا لأنك إستفززتني! على الاقل تصنعي قليلاً، انا اقوم بما في وسعي هنا!!” صاح روبين متضايقاً.

“هيهي كلا، زد مستوى طاقتك بسرعة، و ستستمع للأصوات التي تريدها بقوتك الخاصة، ألن يكون هذا افضل وقتها؟”

“تسك~ أمامي على السرير!!” لم يجد روبين شئ ليقوله اكثر، فلطمها على مؤخرتها، و بدآ يسيران نحو ركن خاص في المستودع..

————————-

الاسبوعين التاليين بدون عمل مُلح ،و بدون شيئ ليفعله، عاد روبين للتدرب على زيادة مستوى طاقته مجدداً.

مع انه يعرف ان زيادة مستواه لا يزيد قوته الفعلية كثيراً، إلا ان كل قدر صغير من القوة قد ينفعه حيث يذهب..

و بالفعل بعد خمس عشرة يومياً من العزلة تمكن من الإختراق للمستوى 16 من الفروسية بدون مشاكل، و حتى قام ببضع تحضيرات للمستوى التالي..

اليوم هو موعد أخر جلسة تعديل أساس لقيصر… اليوم هو موعد اخر شيئ يربطه بهذا العالم…

 

 

 

0 0 votes
Article Rating

من Zeus

Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Most Voted
Newest Oldest
Inline Feedbacks
View all comments
-+=