“بيلي! ماذا يحدث في المدينة؟ ما هذا الدمار..؟” فتح روبين الباب لمكتب البطريرك مباشرةً، و دخل سائلاً.
لكنه سرعان ما تفاجئ من وجود عدد كبير من الفرسان، و حتى وجود قديسين آخرين غير بيلي، كلهم يقفون حول طاولة كبيرة، و يتشاورون حول شيئ في منتصفها.
“هاهاها روبين، اخيراً خرجت من عزلتك؟” بيلي إلتف نحو الباب فاتحاً ذراعيه. ” تعال، تعال، ستعرف أسباب الدمار بعد إلقاء نظرة هنا.”
تقدم روبين واضعاً يديه خلف ظهره، و وقف بجوار بيلي، ناظراً لمُخطط على الطاولة.. مخطط مدينة ضخم!
“هذا…؟”
المدينة كعادة معظم المدن في هذا العصر مُقسمة لثلاثة أقسام، و كل قسم حوله سور.
الحي الخارجي حيث يعيش فيه العائلات التي اقسمت بالولاء لعائلة بورتون، و الغرباء الذين يبحثون عن عمل، و عائلات المرتزقة ، إلخ… المختلف في هذا المخطط ان المنطقة الخارجية كانت ضخمة جداً لدرجة انه تم إضافة اراضي زراعة للمحاصيل الاساسية داخل الاسوار، و يظهر في المخطط بضع أماكن لمزارع وحوش منخفضة المستوى، و مصانع نواقل طلاسم صوت، و مصانع لفائف ورقية، و غيرها من الصناعات المختلفة!
الحي الداخلي أصغر بكثير، لكنه أرقى بشكل واضح فهو مخصص ليساع كل أبناء عائلة بورتون، مع وجود اعداد كبيرة من المطاعم، و المسارح، و قاعات المزادات، و الفنادق، و مبانً ضخمة مكتوب عليها نقاط بيع ثابتة للطلاسم، ثكنات عسكرية، و تدريبية للفرسان، و حتى مع كل ذلك تُركت مساحات كثيرة فارغة للأجيال المستقبلية.
أما المنطقة المركزية، قلب المدينة، فتم زيادة حجمها بضع مرات، و تم التخطيط لبناء المزيد من مناطق التدريب عالية المستوى، و الإنعزالية، و العديد من القصور، و البيوت!
تفاجئ روبين بعدما سرحت عينيه للأعلى فوجد كلمة يورا في المخطط. ” هذا ليس مخطط مدينة يورا!!”
“هاها ليس بعد، لكن قريباً جداً يا صديقي!” بيلي ربت على كتف روبين.
“يا إلهي!” اخيراً فهم روبين، و نظر لبيلي. “هذا المخطط على اقل تقدير يساوي 10 اضعاف حجم المدينة الحالية، لا يمكنني حتى تخيل مقدار القوة البشرية، و التمويل الذي يحتاجه، هل معنا النقود الكافية لمشروع بهذا الحجم؟ هل إنتهت الحرب الداخلية بالكامل في دوقية هاريس و تينلي؟ …أهذا وقته؟!”
“لا داعي لتقلق حيال هذا.” إبتسم بيلي، ثم اكمل. “الاوضاع مستقرة في كامل اراضينا، أراضينا التي اخذناها من دوليفار لم تعد بحاجة لتدخلنا بعدما بدأ نبلائنا بإكتساب المزيد من الفرسان، نحتاج فقط قديس، او اثنان هناك لإدارتهم، و لن تسمع من عندهم مشاكل مجدداً…
الأراضي التي اخذناها من دوقية آيفرين هادئة تماماً، وجدنا لنا بضع عائلات محلية هناك، و جعلناهم تابعين لنا ايضاً، و قريباً سنرى منهم فرسان يحكمون السيطرة عليها.. و بالنسبة لأراضي الماركوس روفوس، و الماركوس تاوي فلا خلاف عليها، انها تحت السيطرة المُطلقة لجوليوس روفوس الذي اصبح تابع مخلص لنا.
بالنسبة لأراضينا الجديدة في دوقية هاريس فحملتنا العسكرية أخافت الجميع، و نجاحنا في اراضي تينلي رغب البقية في حُكمنا، التعامل معهم بعد مغادرتك كان اسهل مما توقعنا.. حصلت بضع تمردات، لكننا اخمدناهم بسهولة، و يتم حالياً تدعيم بضع حصون جديدة هناك لصد اي هجوم خارجي، كما اننا تمكنا من إقناع بضع عائلات من دوقية هاريس بالقسم على الألواح بالولاء لنا بالفعل.
اما لمشروع إعادة بناء المدينة… لو نتكلم عن القوة البشرية فهنالك الآلاف الذين ينتظرون فرصة عمل، كما ان لدينا الكثير من العاملين المهرة بعد المشاريع العملاقة، كما ان الماركوس روفوس، و الدوقين ألتون، و برادلي للمساعدة أرسلوا كل العِماله المتاحة لديهم ايضاً عندما سمعوا بالمشروع…
بالنسبة للنقود فهذا اسهل، لدينا احتياطي من بعض ملايين عملة سيكفي لتمويل اكثر من 80% من المشروع، فهى كلها اسوار، و هياكل من الطوب للسكن، او المشاريع التجارية المختلفة، لا يوجد مشروع معين سيُكلف موارد غالية الثمن.. و لو احتجنا المزيد من المال فلدينا اسياد الطلاسم يمكنهم توفير احتياجاتنا!”
انتظر روبين بصمت حتى أنهى بيلي كلامه. ” تسك~ ما زلت اظن ان هذا سابق لأوانه.. كان يمكننا وضع هذا المجهود، و المال في شيئ اخر مفيد.”
“هاها إبن الاخ روبين، نحن -بشكل غير رسمي- اكبر دوقية في مملكة الشمس السوداء، كيف يمكننا البقاء في مدينتنا الضيقة المهترئة التي عفى عليها الزمن؟” تدخل احد القديسين العجائز. ” المدينة القديمة لا تليق بمكانتنا، لا يمكنها استيعاب المزيد من الجنود، و مناطق التدريب، و الزائرين، لا يمكننا الدفاع عنها لضعف اسوارها.. انها ببساطة لم تكن تصلح اكثر من ذلك.”
مع ان روبين كان يعرف كل ذلك، و في الواقع هو داخلياً يؤيد هذه الحركة، و ربما كان ليقترحها هو سابقاً، لكن فكرة طيران ملايين العملات الذهبية في وقت كهذا أوجعت قلبه..
“هيه~ كما تشاؤون إذاً.. متى سينتهي المشروع؟” سأل روبين بعد إعطاء تنهيدة طويلة.
“كل شيئ سينتهي خلال 9 أشهر بأقصى تقدير.” أعلن بيلي. ” يوم افتتاح المدينة سيكون ايضاً يوم إحتفالية إعلان دوقية عائلة بورتون!”
“اوه؟ ألم يمضي جلالة الملك على أمر تعيننا كعائلة دوق بعد؟” عقد روبين حاجبه، كان يعتقد ان الموضوع انتهى بالفعل.
إبتسم بيلي، و اخرج لفافة من عبائته. ” انظر بنفسك.”