أطال روبين النظر نحو ظهر ميلا الساحر، ثم أعطى تنهيدة طويلة، و لم يقل شيئاً..
لم يكن لديه دفاع عن نفسه.. هى ببساطة لم تخطر على باله، و هو يحاول إيجاد أفكار لتقوية عائلة بورتون، و اولاده بالتبني.
“انت دائماً صريح لدرجة الوقاحة احياناً، و تقول الحقيقة بغض النظر عن الناتج.. إذاً دعني اسألك شيئاً.” اكملت ميلا. ” الأن بعدما قطعت هذا الشوط، و قويت العائلة، و قضيت على كل أعدائك المحتملين.. أكنت تنوي تحديد موعد الزفاف في أي وقت قريب؟”
مجدداً.. روبين ظل بلا رد.
هو سيذهب لعالم آخر بعد الحرب فكيف يحدد موعد الزفاف!
و ايضاً.. هو يعرف انه حتى لو لم تكن لديه هذه المهمة فما كان ليحدده ايضاً، و كان ليعطي أعذار أخرى مثل انه مشغول بأبحاث، او شيئ اخر كهذا، في الحقيقة أُتيحت له فرصة إتمام الزواج أكثر من مرة خلال السنوات القليلة الماضية، لكنه كان يجد اعذاراً للتأجيل.
“هذا ما ظننته..” تمتمت ميلا بعد صمت روبين الطويل… ” بدأت اشعر انك تراني كباحثة عن الذهب، و اني مُلتصقة بك لأحصل على شيئ جيد لنفسي، او لعائلتي، روبين.. انت لم تنسى من انا، صحيح؟”
“..ميلا برادلي ، الوريثة الأولى لعائلة الدوق برادلي، الجميلة رقم واحد في المملكة و العبقرية رقم واحد ايضاً من حيث فنون القتال، و اصغر قديسة في المستوى 25 على مدار آخر عشرة آلاف سنة في الممالك الثمانية… لا يا ميلا، لم انس.” تنهد روبين، و تكلم اخيراً.
” هاه.. حتى انا لم اكن اعلم تلك المعلومة.” تفاجئت ميلا من رد روبين. ” ما خطبك إذاً؟ واضح انك بحثت جيداً، و تعرف انك لن تجد افضل مني، لماذا ما زلت تتصرف بحذر معي؟”
“.. انا لست من النوع الرومانسي، لا تنتظري الكثير مني.”
“و انا لا انتظر منك رومانسية… اعرف اننا لم نرتبط عن حب، لكن علاقتنا يجب ان يظل عنوانها الإحترام! كما تراني الانسب لك، انا ايضاً اراك الوحيد الذي يستحق ان يراني عارية انا اساهم بموهبتي في تكبير، و إدارة الأكاديمية من اجلك حتى اني اصبحت افضل سيدة نقوش من بعدك، واساهم بقوتي بكوني اُقاتل من اجلك في حروبك حتى هذه اللحظة… ما هو المقابل من كل هذا؟ تعطي أشياء كهذه للعجائز الذين لم تراهم إلا مرة، او مرتين في حياتك بدلاً مني انا التي اقسمت على حفظ اسرارك؟ حتى تقنية تدريب الطاقة التي إبتكرتها، و انت ما تزال طفلاً بالكاد اعطيتني اياها عندما قررت تسليمها للآلاف من قواتك الخاصة! أهذا هو الإحترام الذي تظهره لي؟ ” تكلمت ميلا منفعلة.
مجدداً.. روبين لم يعرف ماذا يقول..
في الحقيقة هو نفسه لا يعرف لماذا لا يحاول مساعدتها… ربما لأنه يكره ان يكون الجانب الضعيف في العلاقة، و يريد اللحاق بها بشكل أسرع حتى يفرض إرادته عليها، و لا يُرمى من فوق السرير كما يحدث له الان،
لكن بالتأكيد لم يخطر في باله انها تتبعه لأنها تريد إستنزافه… في الحقيقة هو من يستفيد منها منذ بدأ هذه العلاقة!
” … اياً يكن، لا تُجب..” وقفت ميلا، و بدأت ترتدي دروعها، ” إعتبر مشروع الزواج قد تم إلغاءه، سأساعدك حتى تنتهي كل حروبك الحالية، وتعود لمدينة يورا بعدها سأغادر لبيت عائلتي.”
“ميلا لا تبالغي الأن، قبل قليل كنتي نائمة بجانبي نصف عارية، لماذا تحولتي فجأة!!” وقف روبين مذعوراً بعد سماع هذا.
“هذا ليس وليد اللحظة بل قرار اخذته منذ فترة، أعِد حساباتك جيداً يا روبين، و عندما تدرك قيمتي، و تقرر معاملتي بالإحترام الذي أستحقه، فأنت تعرف اين تجدني، حتى ذلك الوقت إعتبر الموضوع مغلق، و لن يُفتح مجدداً.” تكلمت ميلا ببطئ، و هى ترتدي اخر قطعة دروع، ثم مشت بإتجاه روبين، و ربتت على خده. ” ثانياً من قال اني سأتوقف عن النوم بجوارك؟ حتى ارجع لبيت عائلتي سأنام بهذا الشكل كل ليلة، إعتبر هذا إنتقامي منك، هيهيهي~”
تبع روبين اسفل ظهره بطرف عينه وهى تتمايل خارجةً من الخيمة، ثم بعد خمس دقائق تقريباً اعطى تنهيدة طويلة. ” النساء~.”
=======
بعد إسبوع واحد من هذه المحادثة، إخترقت ميلا للمستوى 26 من القدسية.
الإختراقات في نطاق القدسية تحتاج عقوداً من الزمان، خاصةً المستويات فوق 25 !
لكن، و بفارق ثمان سنوات فقط عن إختراقها للمستوى 25، ميلا فعلتها…
تقنية تدريب الطاقة ساعدتها بالفعل، و قللت الزمن الذي تحتاجه بضع سنين، لكن هذه السرعة بتقنية قانون شظايا النار المعيوبة أدهشت حتى روبين.
لو تابعت بنفس المنوال ستتمكن بلا شك من الوصول لقمة القدسية قبل عُمر الـ 250، و سيكون امامها فرصة حقيقية في إكتشاف المستوى الثالث، من تقنيتها، و الإختراق للمستوى 31 لتصبح الحكيم رقم 9 في التاريخ الذي أخذ هذا الطريق الصعب بعد اسلاف العائلات الملكية الثمانية.
لكن ما أدهشه اكثر… انه في نفس يوم إختراقها للمستوى 26 عادت لخيمته، و نامت بجواره بنفس الشكل و كأن شيئاً لم يكن.
