بعد ثلاثة أيام – خيمة القيادة
“لماذا تم إستدعائي؟ أهناك جديد..؟” روبين دخل، و سأل مباشرةً.
أومئ القديس ديفيد، وأشار لروبين بالجلوس. ” وصلتنا أخبار ان البطريرك اشتبك مع جيش الاعداء على بُعد 100 ميل شرق مدينة لؤلؤة برادلي قبل ساعتين، نحن نتوقع مُكالمة منه في أي لحظة الأن ليخبرنا بالنتائج.”
“اوه؟ هذا جيد، كنت اتوقع انه سيحتاج ليوم اخر على الاقل.” جلس روبين مبتسماً. ” ما اخبار الذي اتفقنا عليه اخر مرة؟ موضوع الطلاسم، و الأسرى، و خلافه..”
“كل شيئ تم، تم إغلاق دار المزاد في يورا، و حالياً 480 سيد طلاسم كلهم يعملون على انتاج طلاسم النار فقط..”
“جيد.. جيد..” رد روبين، ثم سقط في صمت طويل.
*بززز*
أمكن للجميع معرفة أن رسالة وصلت للخاتم على يد القديس ديفيد، و كلهم نظروا نحوه متلهفين.
بعد بضع ثوان من إغلاقه لعينه فتحهما مبتهجاً. ” لقد إنتصرنا.”
” هذا طبيعي!” روبين قاطع صيحة الفرحة التي كان ينوي الحضور عملها، ثم اكمل. ” اسأله عن الخسائر.”
“….” سقط القديس في صمت لدقيقة اخر، ثم فتح عينه مجدداً، هذه المرة لم يكن سعيداً جداً.. ” تمت إبادة جيش العدو ما عدا بضع قديسين، و فرسان، اما من ناحيتنا.. فقد قُتل 30 الف جندي، 100 فارس من فيلقي النار، و الرياح، و تم إستخدام كل طلاسم نوع انفجار النار التي معهم، بمجموع 20 الفاً..”
“هذا…”صدم الجميع من سماع التقرير، مع ان البطريرك واجه جيشاً مقارب في الحجم لخاصته، إلا أن هذا يمكن مقارنته بخسائرهم الخاصة مع انهم واجهوا جيشاً اكبر بثلاثة اضعاف ما واجهه البطريرك!
ثم عادوا جميعاً لينظروا نحو روبين، ربما لولا توجيهاته في المعركة لما إقتصرت خسائرهم على التي وقعت..
“سحقاً…” قبض روبين كلتا يديه.
” روبين…” أخذت ميلا بضع خطوات متوترة، و وضعت يدها على كتفه. ” لا تقلق كثيراً بشأن الخسائر، والدي و الدوق ألتون بالتأكيد سيعوضون العائلة بشكل لائق…”
“يعوضانني؟ هذان الإثنان سيعوضانني؟” إنفجر روبين، “ألم تسمعي عن تلك الخسائر؟ جيشنا متفوق على خاصتهما من حيث التسليح، و عدد الطلاسم مع ذلك ذُقنا كل هذه الخسائر، إذاً ماذا يحدث هناك، و هو في وسطهم، و يظهر لهم جيشاً تلو الاخر؟ ألو كان والدك يسيطر على الوضع أكان سيسمح لجيش من 100 الف جندي بالتسلل من تحت أنفه ليهاجم عاصمة أراضيه؟ أخشى انهم هم بحاجة لمن يعوضهم!”
عم الصمت في المكان، هذا ما كان يدور في رؤوسهم فعلاً، لابد ان الحرب في اراضي المياة الراكدة تشهد مذابح… الغزو لن يكون سهلاً ابداً كما كان يعتقد الجميع.
“هيه~ ما العمل الأن؟” سأل القديس ديفيد.
اخذ روبين يفرك جبهته لبضع ثوانٍ ثم تكلم. ” دعونا نمشي خطوة خطوة.. طالما التهديد الخارجي على اراضي المملكة انتهى، و أثبتنا ان عائلة بورتون ولائها للمملكة.. دعونا ننتهي من الخلاف الداخلي.”
“أتقصد…” ضيق القديس عينيه.
“أرسل نصف الطلاسم التي نملكها مع بعض مئات من الفرسان من ضمنهم، ثيو و بيون، و قديسين اثنين إضافيين للبطريرك، و يجب ان يكون من ضمنهم بيلي ليدعم صفوفه، بعدما يستريح، و يعيد تنظيم صفوف الجيش، و يصله الدعم… يجب ان يتوجه غرباً نحو ماركوسية روفوس!
بعد يومين من الان أعلنوا ان الماركوس روفوس، و الماركوس تاوي خائنان، و رفضا المساعدة في الدفاع عن المملكة -مع بعض أسباب شخصية اخرى إن سأل أحد النبلاء- و ان عائلة بورتون اخذت على عاتقها إستئصال هذا الورم من اجل المملكة.
و انت ايضاً يا عم ديفيد توجه بإتجاه جنوب غرب لمهاجمة ماركوسية تاوي… سينزل البطريرك على ماركوسية روفوس من الأعلى من الاعلى، و انت تهاجم ماركوسية تاوي من الأسفل، كُلوا أراضيهم من الجهتين، و احشروهم في المنتصف، عندما يُحاصرون بينكم في النهاية، سينتهي كل شيئ….
بالنسبة لك خذ معك من هنا 120 الف جندي فقط، و بقية قديسي عائلتنا، دمر ماركوسية تاوي بسرعة، و بحسم، إجعل إنتصاراتنا هناك تبدو اسطورية على قدر إستطاعتك.
…. بينما اخبر البطريرك ان يتمهل في طريقه إلى قلب ماركوسية روفوس، أخبره ان يتبخطر، و يستعرض قوة الجيش فقط بينما يمسك بالمدن واحدة وراء الاخرى على مهله.. لدى شعور إيجابي حيال تلك العائلة…
بقية الـ 50 الف جندي، و ميلا فقط سيبقوا معي هنا في حالة محاولة جيش اخر من المياة الراكدة التسلل لمهاجمتنا، وفي حالة محاولة احد الماركوسين الفرار نحو الشرق ايضاً…
قُم ايضاً بإستدعاء قديسين اثنين، و 400 فارس نار و ثُلثي الجيش الذي تركناه لرعاية الاراضي الجديدة، و أمرهم بالمجيء للقائي هنا.. نحن بحاجة لهم هنا اكثر، القوات المتبقية هناك فيها 100 فارس نار، و ستكون كفيلة بأي اعمال شغب.
و اريدك ان تطمئن انت، و البطريرك من ناحية قديسيهم، فقط عليكم إبقائهم مشغولين داخل محيط المعركة، و عمل حاجز كثيف حولهم بإستخدام لهب فرسان النار حتى لا يرى احد تفاصيل ما يحدث، و قديسين العائلة الملكية سيتكفلون بالباقي… أهنالك أي اسئلة؟”
” كل شيئ واضح، سأتواصل مع براين، و ابدأ الإستعداد.” أومئ ديفيد بجدية
“جيد!” وقف روبين، و خرج من الخيمة.
ميلا ايضاً أسرعت، و تبعته. ” روبين، لقد خرج جيشا العائلة من معارك طاحنة للتو، لماذا لا تعطيهم فرصة اكبر للراحة، او تتناسى موضوع عائلتي الماركوس تماماً…”
“… قد استطيع انا الإنتظار، لكن إلى متى يستطيع والدك الصمود؟ و ايضاً.. عندما يريد الشخص التطلع للأمام، يجب ان يأمن ظهره.” رد روبين بشكل جاد، ثم اكمل طريقة، لم يضف كلمة اخرى، تاركاً ميلا تحاول فك ألغازه..