في خيمة القيادة فوق الجبل – بعد ساعتين من تكبيل اخر جندي من جيش المياة الراكدة.
” ما هى خسائرنا؟” سأل روبين مباشرةً بعد وصول اخر مسؤول، متجاهلا الابتسامات، والجو الإيجابي في المكان.
“… قُتل 25 الف جندي مشاة..” تكلم الجينرال المساعد المسؤول عن المشاة.
” قُتل ألف من الخيالة، و ألفان من حاملي الدروع الثقيلة الذين كانوا في الصف الأمامي بعد تدمير الجدار…” بعده تكلم جينرال القوات الخاصة.
نظر قيصر نحو بيون، و ثيو، و أومئ نحوهما، ثم تقدم. ” مات من كتيبة اسود بورتون حوالي 300 فارس ، فيلق النار خسر 120 فارس، 50 فارس من فيلق الرياح، و 20 فارس من فيلق الظلام..”
إنكمشت ملامح روبين بعد سماع هذه الأرقام، و جلس مكانه ببطئ، و كأن التعب تراكم عليه..
” هاي، ما خطب ردة فعلك هذه؟ هذه الأرقام لا تُعد شيئاً مقابل كسر جيش بهذا الحجم.. عندما تعرف هذه الأخبار سنُعامل كأبطال في الشمس السوداء، و ستخشانى الممالك كلها! هاهاها.” ضحك ديفيد بصوت عالٍ، و ربت على كتف روبين.
هز الجينرالات المساعدين، و القديسين الموجودين رؤوسهم مبتسمين، من أي جهة تنظر للأمر، الإنتصار كان ساحق!
حتى ميلا جائت خلف روبين، و إحتضنت رقبته. ” لا تقسو على نفسك، لقد أبليت حسناً، لولا خططك الجريئة لتضاعفت اعداد القتلي، و ربما اكثر..”
“القديسين…” تمتم روبين، و هو يشد قبضة يده.
لقد كان متفوقاً على جيش العدو في كل شيئ ما عدا عدد، و مستوى القديسين، لولا الـ 21 قديساً الذين كانوا يواجهونه لما إحتاجه لعمل كل تلك الترتيبات، و الخطط للحد من خطرهم، و الإيقاع بهم.
نظر ديفيد لبقية قديسي عائلة بورتون، و تنهد، لقد كان يعرف ما يفكر فيه روبين.. عائلتهم تفتقر بشدة للقديسين، لولا كل المزايات التي أضافها لهم روبين مؤقتاً لما كان الفوز اليوم ليكون في أذهانهم حتى.
” إنتصارنا اليوم لم يكن بسبب خططي، ولا بسبب طلاسمي، كان بسبب تضحية الفرسان، و المشاة .. أعطوا عائلة كل فارس 10 الاف عملة ذهبية، و و اعطوا عائلات كل الموتى مرتب شهري يكفيهم، مفهوم؟” تكلم روبين، و هو يفرك جبهته.
” لا تحبط نفسك يا أبي، فحتى الفرسان انت من صنعهم، و المشاة انت من رفعت طموحهم، و معنوياتهم… و ايضاً، أليس هذا الرقم كثير بعض الشيئ؟” فرح قيصر لسماع هذا القرار، لكن اجماع ما سيتم دفعه اخافه، لقد مات تقريباً 500 فارس في المجمل!
“لا تقلق، ثمن أولائك العبيد سيغطي التكاليف..” لوح روبين، ثم سأل احد الجينرالات المساعدين. ” كم طلسم من نوع انفجار النار تبقى معنا؟”
تقدم جينرال المساعد المسؤول عن النشابين، ” كان معنا في يورا مئة ألف، و جلب لنا اسياد الطلاسم من الاراضي الجديدة حوالي 30 الف، فأصبح المجموع 130 الف…. البطريرك براين أخذ معه 20 الف لحماية مدينة لؤلؤة برادلي، و اليوم استخدمنا من خاصتنا 40 الف… لذا معنا حوالي 70 الف طلسم، اكثر، او اقل بقليل~.”
” نحن استخدمنا 40 الف طلسم في معركة واحدة، و مع ذلك لم يكونوا سبب فوزنا…” تمتم روبين، الرقم كارثي!
أومئ القديس ديفيد. ” الحكيم كان معه حق في الحث على بدأ هذه الحرب، تكتيكات التعامل مع الطلاسم تبلورت لمرحلة متقدمة جداً، لولا اننا ننتج كميات كبيرة الان لكنا في خبرٍ كان.”
لقد تم الغزو على مملكة دوليفار، و سُحبت منهم نصف دوقية بأقل من 8 الاف طلسم، الأن هذا الرقم لا يكفي لصد الموجة الأولى في معركة واحدة!!
“ميلا، كلمي المسؤول عن اكاديمية اسياد الطلاسم الأن، اخبريه ان يعلن الطوارئ، و يوقف صنع كل انواع الطلاسم الاخرى، و يركز على طلاسم انفجار النار من المستوى الـ 6، و الـ 10 فقط.” حسم روبين قراره، و تكلم
تفاجئت ميلا من قراره. ” لا اعتقد ان هذا سيعجب النبلاء الذي ينتظرون المزادات، و ايضاً.. في ماذا ستحتاج كل هذه الطلاسم؟ واجبك هنا انتهى.. يستحيل ان ترسل احدى دوقيات المياة الراكدة جيشاً كهذا مجدداً.”
” نبلاء؟ .. أي نبلاء؟ فليذهبوا للجحيم إن لم يعجبهم، سأبيع ما اريد وقتما أريد، إن كان لديهم مشكلة ليتناقشوا مع جيش عائلة بورتون!” لوح روبين، وكأنه لم يسمع شيئاً.
بعدما أنهى كلامه ظهرت إبتسامة تلقائياً على وجهه اخيراً… كل ما كان يفعله من اجل العائلة من تقوية، و تدريب، و دعم، و تمويل، كل شيئ.. كان من اجل ان يقول هذه الجملة.
قتال اليوم برهن له اخيراً انه لم يعد عليه ان يخشى، او يعمل حساب لأحد على حساب إرادته، اخيراً وصل لدرجة من الحرية التي كان يبحث عنها من البداية، بعد انتشار اخبار معركة اليوم سيعلم الجميع من هم عائلة بورتون، لا احد سيحاول إعتراضهم مجدداً! … إلا..
عندما وصل روبين لهذه النقطة، و فكر في العائلة الملكية، هز رأسه، و مُسحت الإبتسامة، ثم أكمل كلامه لميلا. ” ماذا كنتي تقصدين بأن واجبنا انتهى؟ من سيدفع ثمن دماء ابناء العائلة الذين ماتوا اليوم؟”
“هذا..” نظرت ميلا بجانب عينها للقديس ديفيد، الذي بدوره رفع كتفيه..
” سنكمل كلامنا في الموضوع لاحقاً، فقط أرسلي الأوامر كما أخبرتك..” لوح روبين، ثم نظر للقديس ديفيد. ” سننتظر هنا بضع ايام.. في تلك الأثناء ارسل العبيد ليورا ليتم بيعهم هناك حتى لا ينقصوا من مؤننا هنا.”
“لا مشكلة.” أومئ ديفيد مبتسماً، لم يشعر بأي غرابة، و هو يأخذ الاوامر من روبين.
“جيد!” وقف روبين، و توجه نحو المخرج. ” عندما تصل اخبار من البطريرك أعلموني.”