بعد يومين، و نصف.. شرق دوقية ألتون.

“عودة حميدة! بصراحة توقعت ان تتأخروا أكثر، لكني احب حقيقة انك اخلفت ظني! هاها” إقترب القديس ديفيد من مجموعة كبيرة من الخيالة القادمين نحوه، و ضحك بصوتٍ عالٍ.

قفز روبين من فوق حصانه مبتسماً، و مد يده ليصافح القديس. ” بصراحة انا ايضاً توقعت التأخير لنصف يوم آخر على الاقل في البداية، لكننا وصلنا لهم في الوقت المناسب، المعركة لم تأخذ منا جهداً.”

“اووه؟ تعال لمقر القيادة و احكي لي اكثر،” ربت القديس ديفيد على كتف روبين، ثم نظر خلفه، ” كل القديسين و كبار الضباط تعالوا ايضاً، اخشى انه لا راحة لكم اليوم يا رفاق!”

——————-

بعد دخول روبين، و من معه لخيمة ضخمة على قمة جبل صغير، وقف بضع عجائز داخل الخيمة، و صفقوا لهم مبتسمين.

مع انهم لم يعرفوا تفاصيل ما حدث بعد، إلا ان وجودهم هنا الان، و مع الجيش الذي أخذوه بالكامل تقريباً ما يزال كما هو، يمكن توقع مدى الإنتصار الذي تم تحقيقه..

اومئ روبين، و البقية، و وجدوا لأنفسهم أماكن في الكراسي الفارغة… الخيمة لم يكن فيها شيئ سوى كراسي موضوعة حول خارطة كبيرة مرسومة على الأرض، و بضع أحجار، و أخشاب توضح توزيع الجيش، و الاعداء، و لمحة واحدة فهم روبين الموقف. “اللقاء سيكون اليوم!؟”

أومئ القديس ديفيد. ” لقد سرعوا تحركاتهم، ربما في غضون ساعتين، او ثلاث ستجدهم هنا.”

“…مشكلة، الخيالة، و النشابين كلهم مرهقين بسبب السفر… خلت انه ما يزال امامنا يوم حتى المعركة.” فرك روبين جبهته ببطئ، في الحقيقة هو نفسه، و الفيالق الخاصة مرهقون بشدة ايضاً، فهم عادوا أدراجهم في لحظة الانتصار، و لم ينتظروا ليسترحوا، لكنهم افضل حالاً من الذين ما يزالون في مرحلة أساس الطاقة..

“جيشهم ليس افضل حالاً.” إبتسم ديفيد.

“ماذا تقصد يا عمي؟” سأل بيلي مندهشاً.

” منذ دخولهم دوقية التون و هم يرسلون اجزاء من جيشهم لمهاجمة المدينة القريب منهم، لقد قاموا بنهب، و تدمير 7 مدن حتى الأن… لقد اضطررنا للتقدم لأكثر من مئة ميل إضافية نحوهم بعدما جائتنا تضرعات من المدن التالية في طريقهم ان نقوم بحمايتهم قبل ان يصلوا لهم.

نحن حالياً في مكان إستراتيجي مرتفع قليلاً عما حوله، و مكشوف يساعد على إستعمال الأسهم لهذا قررت انتظارهم هنا.. التقارير تقول انهم أيضا بدأوا بالتجمع مجدداً في كتلة واحدة، على الارجح عرفوا ان جيشاً كبيراً ينتظرهم هنا، و يريدون التأكد من النصر.”

وسع روبين عينه. ” يرهقون أنفسهم بالهجوم على مدن عادية؟ يا له من غرور..”

رفع ديفيد كتفيه. ” جيش الدوقية بالكامل محاصر حالياً في مملكة المياة الراكدة، من قد يوقفهم؟ لقد جاؤوا للتخريب، و النهب فحسب…”

قهقه روبين. ” دعونا نحرص على تغيير مفهومهم هذا إذاً.”

أومئ ديفيد، “أخبرني ماذا حدث في معركتكم؟”

” اوه، لا شئ مميز.. وجدناهم في خضم معركة ضد بارون فهاجمناهم من الخلف، إندفاعة فيلق النار الأولى وحدها كانت كفيلة بأكل ثُلث جيشهم، و الباقية قُتلوا بعد ذلك، او تم أسرهم، ميلا، و بيلي، و البقية قتلوا قديسي العدو ايضاً، لم يتمكن احد من الهرب.”

“اوه؟ ماذا عن الخسائر؟”

” مات منا اقل بقليل من ألف خيالة عادي، و بضع فرسان من فيلق النار، حدث هذا بعدما إنتهى الإندفاع، و بدأ القتال القريب..” هز روبين رأسه.

” هممم ما تزال خسارة جيدة نسبياً ، لكن اين الأسرى؟” سأل احد الفرسان العجائز، أسرى الحرب يكون سعرهم مرتفع في السوق خاصةً لو كان مستواهم عالٍ، و عمرهم صغير.

“تركتهم للبارون،” رفع روبين كتفيه. ” اردت الرجوع بسرعة قبل بدأ المعركة الاكبر هنا فكيف كنت أسحب خلفي بضع الاف جندي مربوطين بسلاسل؟ ثانياً مدينته دُمرت بفعل الحرائق اعتقد انه سيستفيد بثمنهم اكثر منا…”
” هاهاها فقط انت يمكنك التفريط بمئات آلاف العملات بهذه البساطة.” ضحك ديفيد بصوت عالٍ.

إبتسم روبين، ثم وقف. ” سأذهب للإستراحة في خيمتي الأن، كل شيئ تحت تصرفك يا عمي ديفيد، فقط عندما تبدأ الحرب فليخبرني أحدكم لأتي، و اشاهدها.”

————————-

* بوم بوم بوم *

فتح روبين عينه فجأة، و وقف مسرعاً بعد سماع دوي إنفجارات كثيفة.

” معاليك، لقد دخل العدو مرمانا!” صوت مضطرب جاء من خارج الخيمة.

خرج روبين. ” اجل، أمكنني توقع هذا، لماذا لم تنادوني مبكراً؟”

“لقد داهمونا! رجاءً إذهب لخيمة القيادة، و ستعرف كل شيئ.” إنحنى الفارس.

” تسك~ حسناً، حسناً، يمكنك الرجوع لفرقتك..” أشار له روبين، و تقدم نحو القيادة.

بعد دقيقتان..

” ما الذي حدث؟ كيف بدأت المعركة فجأة؟” أزاح روبين الستار، و دخل الخيمة مسرعاً.

“تعال انظر بنفسك.” لم ينظر القديس ديفيد خلفه، بل أشار أمامه.

روبين إقترب بخطوات بطيئة من خلفه، و نظر من خلال الناحية المفتوحة من الخيمة..

* با با با با *

و كأن المسطحات إكتست بالبشر القادمين بسرعة نحوه، على مرمي البصر يمكن رؤية جنود، “هذا…”

لو لم يكن روبين متيقناً انهم 300 الف جندي لقال انهم بضع ملايين!

*بوم بوم بوم بوم*

*سوووش سوووووش*

الإنفجارات دوت من تحت الأرض، لكن الركض لم يتوقف… الأسهم طارت من فوق رأس روبين لتسقط على النمل القادم، لكن زحفهم لم يتباطئ…

” هذه المسافات..؟!” تكلم روبين مصدوماً.

اومئ القديس ديفيد متجهماً. ” هنالك مسافة مترين تقريباً بين كل جندي، و اقرب جندي اخر له، كل سهم مفخخ، و كل لغم أرضي ينفجر يقتل، او يصيب شخص واحد فقط.

جاؤوا من على مرمى البصر راكضين بهذه التشكيلة الغريبة، و كما ترى حتى الان لم نستطع إصطياد إلا بضع آلاف جندي، و كلفنا ذلك حوالي عشرة آلاف طلسم…”

ضيق روبين عينيه..” انها خطة مضادة لإستخدامات الطلاسم، بهذه الوتيرة سيتم إستنزاف كل طلاسمنا بسرعة، و ستتحول المعركة لقتال عادي بعدها.. لا عجب ان الدوقين يواجهان المشاكل هناك..”

0 0 votes
Article Rating

من Zeus

Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Most Voted
Newest Oldest
Inline Feedbacks
View all comments
-+=