“… انه الدوق جالان.” رد روبين على البطريرك بصوت مثقل. ” مملكة المياة الراكدة قررت تنفيذ هجوم مضاد، و يوجد ثلاث جيوش على وشك دخول مملكتنا، إثنان منهم عبارة عن جيشان 60 ألف، و 300 الف قادمين لدوقية ألتون، و واحد قوامه 120 الف جندي ذاهب لمدينة لؤلؤة برادلي مباشرةً.”

“اه!!” سماع ان مدينتها الغير محمية ستتعرض لهجوم من جيش كهذا أفزع ميلا، ثم نظرت بسرعة بعين كلها تضرع نحو روبين. “روبين، ماذا ستفعل!؟”

“هذا…” بيلي صُدم، و نظر للبطريرك سريعاً، لكن وجد ان وجهه قد قُلب ايضاً.

“…” ظل روبين صامت لفترة، مع انه وعد الدوق بالتصرف إلا انه ما يزال في موقف حرج.

قبل بضع دقائق كان يتحرك نحو حربه الخاصة بالفعل، الان وجد نفسه امام خصم مختلف تماماً..

بعد حوالي دقيقة كاملة فتح روبين فمه، ” علينا وضع خططنا لمهاجمة تاوي، و روفوس على الرف حالياً…”

أومئ البطريرك تنهد، و اومئ. ” هذا طبيعي.. لو دخلت جيوش غريبة لتدمير الدوقيتين، و نحن ذهبنا لبدء حروب داخلية سيُقال اننا خونة متواطئين معهم..”

“ماذا نفعل إذاً بهذا الجيش؟ نرجع المدينة فحسب؟ سيكون شكلنا سيئ أمام الجميع..” قيصر سمع الكلام، و جاء على حصانه.

“نعود؟!” فزعت ميلا. ” روبين، يجب ان تساعد مدينة لؤلؤة برادلي!!”

“همم فعلاً علينا الدفاع عن لؤلؤة برادلي على الاقل، انهم حلفائنا، و يعتبروا من العائلة بعد خطبة ميلا بك، يجب ان ننطلق إلى هناك.” اومئ البطريرك

“و نترك دوقية ألتون تحترق؟ لا تنسوا اننا ما نزال جزءً منها، و مدينة يورا ستكون معرضة للخطر إن غادرنا…” هز روبين رأسه. “يجب ان ننفصل هنا… هذا هو الحل الوحيد.

عمي براين، انت خذ 90 الف جندي مشاة، 10 الاف خيالة، 500 فارس نار ، 200 فارس رياح، 3 قديسين، و ربع الطلاسم التي نملكها، وخذ اي طريق غير أراضي الماركوس تاوي للتوجه فوراً نحو دوقية برادلي لملاقاة ذلك الجيش المتوجه إلى هناك.

اما البقية سيبقوا هنا في دوقية ألتون بقيادة العم ديفيد للدفاع ضد الجيشان القادمان… بهذا الشكل سيظن الناس اننا خرجنا خصيصاً للدفاع عن المملكة، و ليس من اجل حرب داخلية على الاقل.”

“هذا…” لم يعرف أحد ماذا يقول، حسب ترتيب روبين، فهو سيستخدم جيش قوامه 200 الف تقريباً ضد جيشا مملكة المياة الراكدة البالغ مجموعهما معاً 360 الف جندي..

لكن بعد ثوانٍ أومئ الجميع، هذا فعلاً كان أسلم حل يمكنهم التفكير فيه.

ثم اكمل روبين. ” اه صحيح.. عمي براين، عمي ديفيد، اريدكما ان ترسلا رسائل صوتية لكل النبلاء في الدوقيتين، تطلبان مساعدة بالعتاد، او الرجال منهم، ما عدا الماركوس تاوي، و الماركوس روفوس.”

“همم؟ لماذا؟ عن نفسي لا احتاج مساعدة، في الحقيقة انا لا انوي اخذ كل الجيش الذي خصصته لي.” هز البطريرك رأسه، 100 الف معززين بكل هذه الإمكانيات ضد 120 جندي من الاعداء يعتبر لديه افضلية ساحقة، الجيش الذي سيبقى في دوقية ألتون سيحتاج دعم اكثر منه..

“انت لم تفهمني يا عمي.” ثم تابع روبين. “ارسل الدعوات فقط، لكن انطلق نحو المعركة بخط مستقيم، و لا تنتظر جنود من احد، هذا سيكون سبب إضافي للهجوم عليهما بعد إنتهاء هذه الجلبة.”

سكت البطريرك لوهلة، ثم نظر بإتجاه قريبه ديفيد، قبل ان ينفجر كلاهما ضحكاً. “هاهاها فعلاً.. يا ويله من يُعادي عائلة انت فيها، حسناً إذاً سنفعل ذلك.”

“حسناً، هيا إبدأوا قسم الجيش لإثنان، يجب ان نبدأ تحرك خلال ساعة بالكثير!” صاح روبين بصوت عالٍ، و بدأ القادة، و الضباط العملية فوراً حسب الترتيب المتفق عليه.

——————-

أما ميلا، فتركت كل شيئ و طارت من فوق حصانها فنزلت وراء روبين، فإحتضنته من الخلف، وأعطته قبلة على خده. “شكراً لك.”

“هاها لا داعي، كيف اترك مدينة خطيبتي الحبيبة تُدمر، و انا اتفرج؟” بدأ روبين يضحك متفاخراً، ” هيا ارجعي لحصانك، انتي ستذهبي مع البطريرك للؤلؤة برادلي.”

“لا، سأبقى معك.” ردت ميلا مباشرةً، و ضمته نحوها اكثر.

“ماذا تقصدين بلا؟ هذه مدينتك، إذهبي معهم!”

“لا يعني لا.” ردت ميلا منزعجة، ثم امسكت اذنه.

لكن روبين لم يصيح، او يتألم كما كل مرة، بل عاد لينظر وراءه للفتاة التي تحتضنه بنظره غريبة، و هو يفكر بشيئ واحد.. * أهذه الفتاة بدأت تحبني حقاً؟ …لقد إستخففت بسحري كثيراً!*

——————

*بوووو*

“تقدموووووا!”

بعد اقل من ساعة تم إعادة هيكلة الجيش، و قسمه لإثنان، مئة ألف جندي منهم اكملوا طريقهم نحو الشمال كما كانوا.

أما الباقية فوجهوا أنظارهم نحو الشرق..

بيلي جاء بجانب روبين، و الجينرال العام ديفيد بعد ترتيب جيشهم الجديد، و سأل. “ماذا الأن؟ لدى العم براين وجهة واضحة، ألا وهى الذهاب لمدينة لؤلؤة برادلي.. نحن لدينا جيشان لنوقفهم، و لا نعرف شيئ عنهم سوى انهم قادمين لدوقية ألتون..”

“فعلاً، حالياً كل ما يمكنني فعله هو المشي بوتيرة عادية نحو الحدود مع مملكة المياة الراكدة حتى نعرف وجهتنا.” قال روبين، ثم صاح. ” بيون!”

“امرني يا أبي؟” جاء بيون بسرعة كعصفة ريح، و مشي بجوار حصان روبين، ذراعه الأيسر الذي كان مقطوع من عند الكتف واضح انهم نمى بضع سنتيمترات، و اصبح في نصف الطريق بين الكتف، و الكوع!

“خذ معاك بضع فرسان من فيلق الرياح، و إعرف لنا اماكن الجيشين، و اهدافهمها القادمة.” قال روبين.

“حاضر!” إنحنى بيون، ثم إختفي كما جاء..

0 0 votes
Article Rating

من Zeus

Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Most Voted
Newest Oldest
Inline Feedbacks
View all comments
-+=