كل الأنظار إتجهت للأعلى، حتى الجينرال إدوارد تجاهل المعركة التافهة التي تجري بين المشاة أمامه، و طفى للأعلى حتى يركز بالكامل على ما يحدث في الخلف.
درجة الحرارة، و الضغط الناتج جعلت الدوق يأخذ خطوة لا إرادية للخلف، المعركة المصغرة ايضاً توقفت، و كل الأنظار توجهت للسماء البيضاء خلفهم، كلهم يفكرون في شيئ واحد.. *ماذا سيحدث لو وقع ذلك الغطاء الناري فوقنا..*
و كأن روبين كان يسمع افكارهم، بدأ حصانه يتقدم مجدداً، و رافعا سيفه صاح. ” تقدمواااا”
تقدم فيلق النار، و إبتعد فيلقا الظلام، و الرياح للجانب بسرعة بسبب الحرارة، حتى قديسي عائلة بورتون ابتعدوا عن الطريق.
“ااااااه”
“حااااار!!”
مع كل خطوة يتقدمونها اخذت الصفوف الخلفية لجيش الدوق تتراجع خطوتان.
الحرارة الشديدة للغطاء النار لم تكن شيئاً يمكن لمجموعة محاربين من المستويات الدُنيا التعامل معها.
بعدما تقلص الفارق لـ 150 متراً فقط، ألقى روبين سيفه جانباً، و رفع كلتا يديه.
“هياااااااااااا.” بدأ روبين يتحكم بكتلة اللهب العظيمة فوقه، و يُقدمها للأمام شيئاً فشيئاً حتى إبتعدت بالكامل عن فيلق النار، و بدأت تتقدم اكثر نحو جيش الدوق.
“ماذا تفعل؟ يكفي! يكفي!!” فزع الدوق من المنظر، لو نزل هذا الغطاء على جيشه المتلاحم بالتأكيد سيقتل عشرات الآلاف منهم، لكن مناشداته لم تُسمع من قبل روبين، الغطاء الناري ما يزال يتقدم بسرعة..
“ماذا تنتظرون، تعالوا!” نادى الدوق على رجاله، و قفز امام جيشه، و معه تقريباً 30 قديساً، ” دعِموا درعي!!”
نشر الدوق شخصياً درع طاقة واسع المجال، و بدأ الـ 30 قديساً بضخ كل طاقتهم به.
*فرووووووووم*
بسرعة إرتطم الغطاء الناري بمجال الطاقة، و بدآه يتصارعان.
“ارغغغغااااااااا!!!” أمام الهجوم الموحد من 2500 فارس، القديسين بدأوا بالتراجع شيئاً فشيئاً للخلف، و بتراجع الحاجز بدأ الجنود تحتهم يتفحمون..
“اااااااااااههه”
“لااااااااااااااااااااا”
المشهد المخيف، و الحرارة الهائلة أصابت الخطوط الخلفية للجيش بهلع، و بدأوا بالركض في الإتجاه المضاد بشكل عشوائي.
” اراك ترسل جيشك نحوي يا دونالد، هل قررت بدأ المعركة الحقيقية إذاً؟ حسناً كما تشاء انت من بدأت، فالتجهز طلاسم انفجار النار!!” صاح الجينرال إدوارد من وراء الدوق.
“ماذا؟! لا لا انتظر..!!” الدوق كان ما يزال يفكر في طريقة لإيقاف هذا الهجوم الذي ينوي إلتهام جيشه من الخلف، و إذا به يسمع كلمات إدوارد التي بدت كأسوأ لعنة قادمة من قعر الجحيم.
لو بدأ إدوارد الان امطار جيشه الغير محصن بأسهم طلاسم انفجار النار، كل شيئ سينتهي.. لقد كان يعتمد على حمايتهم بإستخدام دروع القديسين!!
“عااااااااااااااااا!!” ضخ الدوق كل طاقته في الحاجز، و بدأ يتقدم للأمام، و يدفع الهجوم شيئاً فشيئاً. ” لا تكبحوا شيئاً، يجب ينتهي هذا الغطاء الناري فوراً، و نعود لنساعد الجيش!!”
“حاضر!!” إرتفعت معنويات قديسي عائلة آيفرين، و ضخوا المزيد من الطاقة، بدأ الغطاء النار يتقلص حجمه بسرعة.
لكن فرحة الدوق لم تدم طويلاً، فبطرف عينه لمح 800 فارس في الخلف رفعوا أقواسهم، و يستعدون لتوجيه الأسهم نحوهم، 200 فارس آخرين اختفوا من اماكنهم، و رأى بيلي، و بقية قديسي عائلة بورتون يخرجون خناجر صغيرة بيد، و طلسم الظلام باليد الأخرى..
“اللعنة، يكفي! مفاوضات!! اريد مفاوضات!!!” اخر دفاعات الدوق النفسية قد سقطت…