“هاهاها أتعتقد انه يمكنك *شق* جيش آفرين العظيم بحفنة فرسان جدد؟! تعال أرني!” نفس القديس رد مجدداً، و قفز لمؤخرة الجيش، و بدأ يعطي اوامر ليستدير الجزء الخلفي سريعاً.
لم يوقفه الدوق، ولا بقية القديسين، لكن ملامحهم تزداد سوءً مع كل ثانية تمر، و كل فارس جديد تقع أعينهم عليه…
” لن تفسحوا الطريق إذاً؟ كما تشاء!” صاح بيلي، ثم بدأ هو ايضاً يعطي اوامر.
نزل فيلقا الظلام، و الرياح من على الأحصنة، و تراجعوا للجانب شاهرين خناجرهم، و سهامهم، اما فيلق النار فبدأت صفوفه تنضم سريعاً، و اخذوا شكل الحربة.. اصبحوا مستعدين للتقدم في أي لحظة الان.
” هدئ من روعك يا بيلي.” صيحة روبين جائت من رأس الحربة، جذب أنظار جميع الأطراف المتوترين.” مهما يكن، نحن ابناء مملكة واحدة، لا ينبغي ان يسقط الكثير من القتلى اليوم.”
“هاهاها من اين خرج هذا الطفل؟ يسقط قتلى اليوم؟ ليس من جهتنا!” ضحك قديس عائلة آيفرين بصوت عال.
روبين لم يرد عليه، بل اشار عشوائياً لفارس بجانبه ان يتقدم.
فأومئ الفارس، و قفز من على حصانه، ثم تقدم بسرعة إلى وسط الميدان، و صاح. ” من منكم يجرؤ على قتالي؟”
اخذ قديسي عائلة آيفرين ينظرون لبعضهم مستعجبين، الولد الذي خرج للتو هو مجرد فارس في المستوى الـ 12، و عمره حوالي 30 بحد اقصى، من اين له الجرأة ان يتحدى خبراء جيش كهذا؟
“همف، إن كنتم تريدون ذبيحاً في البداية فلا بأس!” نفخ القديس، ثم أشار لاحد الفرسان في المستوى الـ 12 ايضاً ان يتقدم.
تقدم الفارس بصمت، و ببضع قفزات قلص المسافة مع فارس عائلة بورتون، و بدون كلمة واحدة أشعل هالة حارقة حوله جسده، و هاجم بسيفه مباشرةً.
كان واضح ان هذا الفارس ليس شخص عشوائي بل من نخبة جيش عائلة آيفرين، نظر الدوق نحو بيلي، و قديسي بورتون الطائفين، لكنهم لم يجدوا اي قلق على وجههم فإستغرب من ثقتهم الغريبة في رجُلهم..
لكن عندما أنزل نظره للأسفل مجدداً نحو ميدان النزال.. وجد شخص واحد واقف، و شخص اخر يحترق بصمت بنار بيضاء اللون.. “ما- ماذا؟!” صاح الدوق، ثم امسك اقرب شخص إليه. ” ماذا حدث للتو؟! كيف مات؟؟”
“ذلك الفارس من عائلة بورتون اطلق كرة لهب بيضاء اللون فقتله فوراً!” رد القديس فزعاً.
*بهذه البساطة؟!* فكر القديس لنفسه *لم يجد وقتاً للتصدي، او التفادي؟ لم يكمل حتى هجومه الذي قفز من اجله؟*
لكن في هذه اللحظة خطر شيئ في باله فأصر على أسنانه، و صاح. ” إذاً انت هو شيطان اللهب الأبيض الشهير قيصر بورتون.. لا عجب انك مغتر بنفسك، أتظنون أنكم يمكنكم الإنتصار اليوم برجل واحد؟!”
* سوووووت*
وضع روبين يده في فمه، و صفر، ثم امسك بسيفه الذي اشعل فيه النار البيضاء و رفعه و صاح ” فيلق النار!”
” نحن هنا!”
*شووووووااااح*
قلده كل من وراءه، في غمضة عين رفع كل فيلق النار ما عدا قيصر اسلحتهم، و اطلقوا منها اللهب الأبيض المميز نحو السماء في منظر مهيب.