صباح اليوم التالي – داخل خيمة الدوق

“كم بقي على وصول إدوارد، و جيشه؟” سأل الدوق، و هو يفرك جبهته.

” اقل من ساعة، سيدي الدوق.” رد احد الجينرالات حوله

اومئ الدوق دونالد. ” حسناً.. دعونا نُنهي ما بدأناه، إستعدوا للحرب! سنقوم بـ …هممم..؟”

قبل ان ينهي الدوق كلامه الحماسي وجد ان خاتم من صندوق الخواتم القابع بجواره بدأ يومض، هذا الصندوق يحتوي على خواتم التواصل المزدوجة مع بقية الرؤوس الكبيرة في المملكة. ” الحكيم ألبيرت؟!” تفاجئ الدوق عندما رأى ذلك الخاتم بالذات.

ثم امسكه، و مرر طاقته فيه. “هاها صاحب السمو، كيف يمكنني مساعدتك؟”

” دونالد، أصحيح انك جمعت جيشاً، و تخطط لحرب ضد عائلة بورتون؟ ما الذي تفعله بحق الجحيم؟!” صوت الحكيم جاء غاضباً.

عقد دونالد حاجبه.” و ما المشكلة في ذلك يا صاحب السمو؟ هم من جمعوا جيشاً، و يقتربون من حدودي فكيف لا احميها؟ لقد تعجرفوا مؤخراً، و يحتاجون لتذكيرهم بقيمتهم الحقيقية.. ثانياً منذ متى تهتم بأشياء داخلية كهذه يا صاحب السمو، لا تقل انك تنوي حمايتهم..”

“ألم يقوموا بجمع ذلك الجيش بعدما أغلقت انت عليهم الحدود بشروطك المبالغة؟ انا لن اساعدهم في هذا، لكن لن احميك ايضاً.”

“تحميني؟ هاهاها شكراً على كرمك يا صاحب السمو، لكني لا احتاج حماية.” ضحك الدوق بشكل غاضب، منذ متى، و هو يحتاج لحماية؟!

” إسمع، إستخبارات العائلة الملكية تقول إن خلال السنوات القليلة الماضية ظهرت اعداد ضخمة من الفرسان، و القديسين بين أعضاء عائلة بورتون، التقارير تقول ان تقريباً معظم اعضاء عائلتهم بدأوا بالتحول!!”

“ما؟!” وقف الدوق بسرعة منصدماً، لكن سرعان ما إستعاد اتزانه. ” هيهي لابد انهم يمزحون يا صاحب السمو، هذا غير معقول.”

“همف، ألا تصدقني؟ حسناً كما تشاء إذاً، لكن التقارير لدي تقول ان واحدة من كتائب عائلة بورتون الكثيرة في طريقهم نحوك الأن، انهم ليسوا نخبة، او شيئ مميز كل ما ستراه بينهم ما هو إلا جزء من جيشهم الحقيقي، و جيشهم الكامل المقدر حجمه بـ 200 الف جندي تحرك بالفعل من مدينة يورا، و هو في طريقه إليك.” شخر الحكيم، و رد مستهزأً.
“انت تقصد.. أولائك الـ 3000؟ كلهم من عائلة بورتون؟!”
” طبعاً! أتعتقد ان جالان هو من ارسلهم؟ ألا تعرف ما يفعله جالان حالياً، و إستعداداته للحرب ضد المياه الراقدة؟ أتظن انه متفرغ لك؟ عموماً عندما تراهم امامك ستعرف انهم من عائلة بورتون فعلاً، فقط اتمنى ان لا يكون الاوان قد فات بالنسبة لك حينها.. وداعاً!”
اغلق الحكيم الخط، تاركا الدوق مفرود الوجه كأنه رأى شبحاً، قبل ان ينهار على كُرسيه مجدداً..
—————————-
بعد ساعتين

*دابوم دابوم دابوم*

أثناء تحرك أحصنة الحرب بأقصى سرعتها، و الأرض تهتز من تحتهم، أدخل روبين طاقته في الخاتم المزدوج. ” جينرال، ما الوضع عندك؟”

بعد بضع ثوانٍ جاء صوت. “…. النبيل روبين، انا على الحدود بالفعل، و قد بدأ الإشتباك قبل نصف ساعة تقريباً، لقد بدأت بمناوشات بسيطة، و خطوات دفاعية كما طلبت، لكن الغريب ان العدو ايضاً يقوم بالمثل، هم ايضاً ارسلوا كتيبة مشاه دفاعية، و وقفوا متفرجين.. الوضع في حالة ثبات كُلي حالياً.”

إبتسم روبين عند سماع ذلك ثم رد. ” جيد، خلال ربع ساعة ستجدني امامك، و إسمع، اريدك ان-….”

بعد دقيقتان اخرييان من التكلم، اغلق روبين الخط.

“روبين، اهناك جديد؟” إقترب بيلي، و سأل.

” يبدو ان الدوق قد إلتقط الطعم، يجب ان أشكر الحكيم ألبيرت لاحقاً..” رد على بيلي، ثم رفع صوته ليخاطب الجميع، ” ضعوا مسافات بين بعضكم، على الاقل مترين بين كل حصان، و حصان في كل الإتجاهات، و السادة القديسين تقدموا للأمام، و حلِقوا أمام الجيش.”

—————————

عند الحدود

جيشان ضخمان واحد مكون من 150 ألفاً، و الاخر من 250 ألفاً يقفان وجهاً لوجه على بُعد 500 متر فحسب من بعضهم، لا يوجد بينهم سوى بضع فِرق من المشاة المدرعين يتقاتلون، و كأنهم في حصة تدريبية.

مرت فترة منذ بدأت *المعركة* المصغرة، لكن لم يقع سوى بضع قتلى، و كأن كلا الطرفين اخذوا تعليمات ان يكتفوا بالدفاع..

“إدوارد برادلي، إستسلم فحسب، لا شأن لك بكل هذا.” رفع الدوق صوته من وراء جيشه.

في الناحية المقابلة رد إدوارد، ” لقد أئتمنت على هذا الجيش من صاحبه، و سأسلمه له كما هو.”

“صاحبه؟ من صاحبه؟ انا سأُكلم براين بورتون فيما بعد، أمرهم بإلقاء أسلحتهم قبل ان يفوت الأوان!” اعلن الدوق دونالد.

” يفوت الاوان؟ همف..” نفخ الجينرال إدوارد.

متعجباً، ” كل ما احتاجه هو الإذن، أو السبب الكافي لتحويل جيشك إلى قطع متناثرة حتى قبل ان يصل الدعم، لو كنت تجرؤ أُمر بهجوم شامل، و جرب حظك!”

“ايها الـ-..” رفع الدوق يده، و كاد ان يأمر بالهجوم إلا انه أمسك نفسه.

“سيدي، انظر ورائنا!” حتى جائته صيحة من القديسين حوله جعلته يلتف سريعاً.

*كلوب كلوب كلوب صهيل*

صفوف خلف صفوف من احصنة حربية جاءت نحوهم بسرعة، و على خلاف اي تشكيلة خيالة اخرى، هذه التشكيلة منفتحة جداً لدرجة انه من إرتفاع عالٍ يمكنه رؤية كل خيال من رأسه إلى قدمه على حدى..

بنظرة واحدة، وجد الدوق، و من معه ان كلما وقعت أعينهم على خيال.. يكون فارس.

حتى بترك هؤلاء جانباً، 9 قديسين، و في وسطهم بيلي ذا المستوى 23 يطيرون امام الجيش على إرتفاع ثابت، و كأنهم رأس الأفعى.

التشكيلة القادمة كانت لا شيئ بالنسبة للـ 250 الف جندي المتجهين نحوهم، لكنهم اعطوا الشعور بأن حصّاد الأرواح قد اتى..

“تـ توقفوا! من انتم؟ من سمح لك بدخول أراضينا؟ هذا تعدٍ على سيادتنا، و العقاب هو الموت!” أحد القديسين بجوار الدوق صاح بعد ان رأى هذا المنظر.

لكن فريق الخيالة القادمين لم يعيروه انتباها، و اكملوا التقدم حتى وصلوا لمسافة 300 متر من الجيش بعدها توقفوا، ثم بدأ بيلي بيتكلم. ” انا بيلي بورتون، و من حولي هم اعمامي، و أبناء عمومتي، افتحوا الطريق فوراً لقافلتنا، و حراسهم و إلا سنضطر لفتح الطريق بأنفسنا.”

0 0 votes
Article Rating

من Zeus

Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Most Voted
Newest Oldest
Inline Feedbacks
View all comments
-+=