“هممم، لكنها حركة ذكية بصراحة، بما انه يمكن لسكان الكواكب الضعيفة الذهاب للكواكب الأقوى، فيمكنه تشغيل بضع كواكب ككلاب الحرب لديه مع إعطائهم عَظمة كل فترة…” اومئ روبين.
ثم سأل. ” إذاً..؟ ما الذي تريده مني؟ انت لا تتوقع مني ان اذهب لأحارب أتباع منافسك ذاك، و اخذ منه الكوكب. صحيح؟ بغض النظر عن قوة قوات عدوك التي بالتأكيد هائلة، انت قلت للتو ان ذلك الكوكب الذي عليه الخلاف يعتبر عشر أضعاف عمر كوكبي، و سكانه ليسوا بحاجة لإمتصاص طاقة! ألن يكون علي ان اهزم الإثنان لأسيطر على الكوكب؟! انا ما زلت اعاني في الحرب ضد شخص محلي يدعى تاوي بحق الجحيم!!”
” لا اريد منك مواجهة مباشرةً معه، إسمع… كوكب نيهاري الذي عليه الخلاف قوي جداً، في العادة كان ليفعل المثل مع هذا الكوكب الجديد، و يحاول كسب ثقتهم، و ولائهم على مدى فترات طويلة حتى يوُصلوا له مواردهم بأنفسهم، لكنه يريد تلك الموارد التي يملكونها بسرعة، ولا يريدني ان ألعب نفس اللعبة عليهم إن إكتشفت الأمر، و لهذا هو يُجهز لحرب ضخمة ستقضي عليهم بالكامل إن سارت على هواه، و لهذا لا يجب ان تسير على هواه..
ذلك الكوكب بسبب حجمه، و موارده كثر فيه السكان، و هم ما يزالوا مُوزعون على هيئة قبائل حتى اليوم، الكثير من القبائل، و الكثير منهم متماثلين في القوة ولا يثقون ببعضهم! لهذا لن استفيد انا، او هو من محاولة جعل احد القبائل تعمل لدينا ببعض الإغراءات، فكل قبيلة هى مجرد نقطة من بحر، و هذه الخطة ستحتاج لبضع آلاف من السنين لتكتمل… و بصراحة انا حاولت الظهور لبعضهم في هذه الهيئة للتواصل معهم، و تحذيرهم من القادم إلا انهم وصفوني بالشيطان، و هربوا.. انهم ليسوا اذكياء جداً…
الحل الوحيد الذي وجدته هو جعل أولائك المحليين اقوى بسرعة، و توعيتهم بالحرب القادمة بمصدر موثوق حتى يستمع الجميع لذلك المصدر، و يلتفون حوله، و ان يدافعوا هم بأنفسهم عن كوكبهم، و لا يتركوه يقع في يد ذلك الشخص… و اريدك انت ان تتولى هذه المهمة.”
اخذ روبين يفرك رأسه لحوالي دقيقة. “…تريدني ان اذهب لكوكب ضخم مليئ بالمحليين الأقوياء الغير مُتحدون.. أجعلهم اقوى، أجعلهم يثقون بي، أوحد صفوفهم، أجعلهم جنوداً لصالحك… انت تطلب الكثير ايها الاخ الكبير ما انا إلا طفل بالنسبة لكل ما تقوله، و ايضاً.. انا لست تابعاً لك.”
رد المستبصر مسرعاً. ” لقد ترددت كثيراً في المجئ لأن اعرف مدى صعوبة طلبي، لكن انت الشخص الوحيد الذي اعرفه من كوكب في النطاق اليافع، كما ان لديك قانون الحقيقة، من قد يكون افضل منك لمهمة كهذه؟! تلك الموارد يجب ان لا تسقط في يد ذلك الشخص ابداً يا روبين، و إلا سأتلقى ضربة موجعة.. ثانياً انا لا اريدهم جنوداً لصالحي بالمعنى الحرفي، بل اريدهم ان يدافعوا عن وطنهم، ما المشكلة في هذا؟ …و صحيح انك لست تابعي، لكن لا تنس أنك مدين لي بحياتك..”
“… كم من الوقت امامنا حتى تبدأ تلك الحرب؟” سأل روبين بصوت مُثقل.
” حسب ما اراه من تجهيز، و تدريب، اعتقد ان جيشه سيكون جاهز خلال نصف قرن بحد اقصى.” رد الإله المستبصر.
“كم شخص يمكنني إصطحابه معي؟” سأل روبين.
هز المستصبر رأسه. ” لا احد، لا يوجد لديكم مصدر طاقة لتشغيل بوابات الفضاء، يمكنني تعليمك مصفوفة لإستغلال كمية كبيرة من أحجار الطاقة الضعيفة لديكم… لكنها قادرة على ارسال شخص واحد في المرة، لذلك إنس امر إصطحاب جيش، او حتى فريق كبير.”
” إذاً سأذهب وحدي.. لخمسون عاماً.. لتقوية، و توحيد كوكب بتلك المواصفات.. كوكب لم يتمكن سكانه أنفسهم من عمل مملكة واحدة فيه لمدة 400 الف عام.. انت تطلب الكثير.. انا اشعر بلذة إنتصار عندما أتذكر اني وحدت عائلتي الصغيرة تحت رايتي بحق الجحيم!!” تمتم روبين.
اومئ المستبصر، هو كان يعرف مدى ثقل هذا الطلب منذ البداية. ” لولا ان هذه المعركة مهمة جداً ما طلبت منك الإنخراط فيها، عند إنتهائك من المهمة سيُمحى الدين الذي تدين لي به سواء نجحت، او فشلت، هذا بشرط أن تقدم ما في وسعك.”
“…” روبين ظل صامتاً لبضع دقائق، بعدها أومئ. ” …لدي بعض الحروب بعد بضع اعوام، بعدما أنتهي منها، و اتأكد من سلامة طريق عائلتي الجديد سأتواصل معك لتنقلني إلى هناك، لكن لا اعدك بشيئ بالنسبة للنتائج.”
” هاهاها هذا ما أردت سماعه، لكن لا تتأخر كثيراً، مُهمتك ستطول هناك، و كل يوم يُحتسب، سأعود من حيث جئت الأن فكل ثانية يقضيها وعيي هنا تستنزف الكثير مني، لا تتردد في سؤالي إن وجدت طريقك مغلقاً في قانون، او تقنية، إلى اللقاء!”
تلاشى الإله المستبصر مع اخر كلمة، تاركاً روبين واقفاً وحيداً في منتصف غرفته، مثقل الذهن، و كأن السماء نفسها نزلت على كتفيه…
*الحروب الدموية* التي ينتظرها، و يجهز لها منذ سنوات، و مشاكله مع الدوق فُلان، و الماركوس عِلان، قد فقدت بريقها.
لكن بعد بضع دقائق هز رأسه بقوة، و رجع للجلوس في مكانه، و بدأ يُقلب في الكتب التي كان قد كتبها عن قانون الحياة مجدداً، فالقلق بكثرة على الغد لن يُفيد اليوم.
——————————–
بعد 5 أشهر إضافية من ذلك اللقاء، تشكَلت تقنية قانون الحياة…
أعلى تقنية لقانون سماوي ظهر في هذا العالم بعد تقنية مسار الحقيقة.
*مفتاح لقانون الموت*.. هذا لم يكن عقبة لروبين، فإكتشاف ذلك المفتاح هو ما أعطاه ما ينقصه لإكتشاف مسار الحقيقة في الماضي، المفتاح كان معه بالفعل!
كل ما كان عليه فعله هو إسترجاع بعض الذكريات، و بها تمكن روبين من جمع معلومات كافية عن قانون الموت لمساعدته في عمل تقنية قانون الحياة.. و لو انها لم تكن نزهة..
العبث مع قانون الموت شيئ كئيب، و بشع، و حركة خاطئة واحدة قد تسبب موت الشخص الذي يحاول فهمه، لكن لأن روبين كان لديه تجربة شخصية مع هذا القانون، لم يكن هنالك خطراً كبيراً عليه..
سهولة الموضوع، و مساعدة القدر جعلتاه يغض النظر عن أهمية مفتاح قانون الموت الذي كان في يده، هنالك عوالم متوسطة العمر لم يظهر فيها مفتاح لهذا القانون بعد، و لولا تجربة الموت الذي خاضها بنفسه لربما ما كان ليكتشفه ابداً…