1309 -غريم!

اذكروا الله///

“إكمال صفحة واحدة من فنٍّ قتالي من الدرجة الثانية مكافأته 300 ألف دُرّة طاقة؟!” تعجّب روبين بصوت مسموع، لكنه سرعان ما أومأ، وبدأ يتفهم…

الفن القتالي يكون عادة ضربة هجومية أو دفاعية ثابتة تتفعّل وقت الحاجة عن طريق التلاعب بالأنماط. حتى لو أن شخصًا بنى قواعده من مسار النار، يمكنه بلا شك استعمال فنٍّ قتاليٍّ يحتوي على الثلج دون أي مشكلة!

لذا، رغم أنه من الدرجة الثانية فقط، أي يُعدّ سلاحًا قويًا للأشخاص في نطاق “قديس”، لكنه يُعتبر مجرد “لعبة أطفال” لمن هم فوق ذلك المستوى. إلا أن هذا الفن القتالي ربما له أهمية مساعدة كبيرة لصاحب الطلب.

لو كان لديه عشيرة أو عائلة، وأراد توزيع التقنية على عدد كبير من الأشخاص، فإن مستوى الجميع سيرتفع، وقوة العشيرة أو العائلة بأكملها ستزداد بدرجات عدة، وعندها سيكون سعر 300 ألف دُرّة لا يساوي شيئًا!

لذا، رغم أن السعر يبدو مبالغًا فيه، إلا أنه يعتمد على صاحب الطلب.

“هوه هوه، ماذا تقصد بـ صفحة واحدة يا بُني؟ هذه ليست كلمات ناقصة، بل صفحة كاملة مكتوبة من الأمام والخلف، بل صفحة محورية أيضًا. الطلب أقرب إلى إكمال لوحة محترقة من المنتصف. ذلك الطلب مُلقى هناك منذ خمسة آلاف عام تقريبًا. من رأيي، واضع ذلك الطلب واهم.” ضحك العجوز ذو رأس الكلب من الخلف.

“أوه…” أرسل روبين نظرة إلى الخلف وأومأ مرتين، “غالبًا معك حق.” ثم تجاهله وأشار مرتين نحوها، “أريد إلقاء نظرة على ذلك الفن.”

<في الحال.> ردت الجنية باختصار، وفورًا شعر روبين بعدد هائل من الكلمات يمر أمام عينيه.

بعد دقائق قليلة فقط، أومأ عدة مرات.
“يمكنني رؤية ما تقوله، يا عم، الجزء الناقص محوري فعلًا.”

“لا تشغل بالك بي، أنا لا أحاول صدّك عن المحاولة. ربما نوع عينيك يختلف عنّا وتكون الشخص المطلوب للمهمة.” عاد صوت العجوز الضعيف، “لكن نصيحتي ألا تقبلها بسرعة. ألقِ نظرة على بقية المهام أيضًا، لعلّك تجد واحدة تلائمك أكثر.”

“شكرًا على النصيحة.” أومأ روبين، ثم بدأ يتمشّى حول الغرفة.

بعد ثلاثة أيام — الطابق الأعلى لفندق النعامة الزرقاء
وزززز—

من نافذة الطابق المكسور، دخلت ذبابة كبيرة، بطول إصبع إنسان تقريبًا، لونها بني داكن، ولديها عدة قرون صغيرة تتحرك في الأرجاء كمجسّات، ولها خرطوم طويل مكان أنفها.

فور دخولها، بدأت الذبابة تطير في الطابق الفارغ بحرية، شربت من الشراب، وابتلعت حبّة عنب بيضاء كاملة، ثم لمحت شيئًا.
وززز؟ كان بنطالًا ممزقًا مُلقى فوق شماعة ملابس عالية، فاتجهت نحوه علّها تجد شيئًا مفيدًا.

وزززز… حطّت الذبابة فوق البنطال، وبدأت تستخدم خرطومها لتحسّسه، ثم أخذت تمشي عليه ذهابًا وإيابًا باحثة عن حجر طاقة أو أي شيء يساعد على تطورها.
ووززز؟! لكنها تفاجأت بأن خرطومها لمس جلد كائن حي!

“…….”

فزعت الذبابة وكادت أن تطير، لكن عدم وجود ردّة فعل جعلها تكتسب الجرأة وتكمل طريقها للأسفل، فوجدت نفسها تقف على وجه إنسان، بشريّ يفتح فمه وعينيه على اتساعهما بتعبير صدمة.
بدأت تتفحص هذا “البشري الغريب” الذي يستخدم كحامل ملابس، فمدّت خرطومها داخل فمه، ثم ذهبت لتختبر عينيه أيضًا وتتذوّق السائل الشفاف الذي يغطيها، ثم—

طاخ!
في تلك اللحظة نزلت ضربة كالصاعقة على الذبابة وسحقتها فوق عين التمثال البشري.
“إيو، بيتسو، لماذا تترك الذباب يتحرك عليك بهذا الشكل؟ هل لديك ميول شاذة أو شيء كهذا؟”

“…………….”

جاء صوت روبين من جانبه، ثم بدأ يمسح يده على ملابس بيتسو،
“تلك الأشياء تنقل الأمراض، أتعلم؟ …يوجد في عينك بقايا الذبابة، إن لم تكن تعلم. نظّفها عندما يتاح لك وقت.”
بعدها ربط روبين على رقبته بضع مرات.

“…………………….”

ثم خلع حزامه وحذاءه. الحذاء وضعه فوق رأس بيتسو، والحزام لفّه حول يديه.
“أمامي عمل كثير اليوم، لا أريد صوتًا عاليًا، حسنًا؟”

“……………………………….”

“حــــــــــسنًا، أين نبدأ.”
فورًا جلس روبين على السرير، وأخرج لوحة كبيرة غطّت نصف السرير أمامه، وبدأ يرسم.
“فلننتهِ من ذلك الفن القتالي أولًا.”

هوووم
من العدم، بدأ يتشكّل جسد رجل يرتدي عباءة تغطيه بالكامل، وعلى وجهه قناع خشبي يخفي ملامحه، ورأسه مليء بشعر كالأوتاد المسننة.

أخذ ذلك الشخص نظرة مطوّلة حوله، ثم فتح فاهه:
“هل غادر الغرّ صاحب وجه المعدن؟”

“هوه هوه، خلتُك ستختفي لعدّة أسابيع هذه المرة.” ضحك العجوز ذو رأس الكلب،
“أجل، لقد غادر. تحدثتُ معه قليلًا، ليس سيئًا.”

“لست مهتمًا.” قال صاحب الرأس الشائك وهو يتوجه إلى مقعده المعتاد.
“وأنت أيضًا، أبقِ فمك مغلقًا واحترم الاتفاق. الجميع هنا يجب أن يظلوا صامتين… لا نريد مآسي أخرى.”

“هوه هوه،” ضحك العجوز بضعف،
“لكن أظن أنك ستكون مهتمًّا بهذا الوهج المعدني.”

“لا أظن ذلك.” فتح ذا الشعر الشائك كتيّبه وبدأ يتجاهل العجوز بالفعل.

“أوه، لكني أظن ذلك بشدة… ذلك الفتى قال إنه وصل إلى الدرجة الثانية من قانون الحقيقة، لكن حسب كلامه واهتماماته بطلبات معينة، أعتقد أنه وصل للدرجة الثالثة.”
أخرج العجوز ذو رأس الكلب وجهه القبيح إلى النور، مبتسمًا ابتسامة قبيحة:
“أعتقد أنك تعرف ما يعنيه ذلك، صحيح؟ الدرجة الثالثة خلال 300 عام فقط. أخشى أنه أقرب للدرجة الخامسة منك. أخشى… أن لديك منافسًا قويًا على مقعد مختار الحقيقة العظيم لهذه الحقبة.”

كراااك
القلم في يد صاحب الرأس الشائك انكسر وتحول إلى طاقة روح صافية.

بعد دقيقة كاملة، تشكّل قلم جديد في يده وعاد للكتابة.
“تحقيق الدرجة الخامسة لا يكون بالموهبة وحدها، بل بالعزيمة! كم موهوبٍ ظهر على مر العصور؟ عدد من وصلوا للدرجة الخامسة وأصبحوا أسياد الحقيقة العظماء، أولئك الذين شكّلوا الواقع الذي نراه في الكون، الذين حققوا المجد ونقشوا أسماءهم في كبد التاريخ… يمكن عدّهم على أصابع يد واحدة!”

ثم رفع عينيه الحادتين إلى الأعلى، وعاد ليضغط على قلمه:
“لا يهم إن كان صاحب الوجه المعدني موهوبًا أكثر مني، سنرى من منا سيصل إلى الدرجة الخامسة في النهاية!”

================
لدعم هذا العمل مادياً:

باي بال: paypal.me/eslam997

دفع فيزا مباشر موقع كوفي :

اي محفظة كاش مصر: 01020451397

بايير: P1017229514

بينانس أي دي : 39853995

سعر الفصل 5$
سعر الفصل بعد يوم 20 من كل شهر 10$
~~~~

لدعم هذا العمل معنوياً لا تنس التعليق و الدعاء

~~~~~~~

الموقع القديم لمشاهدة الفصول القديمة:

novelxs.com/novel/lord-of-the-truth
~~~~~~

سيرفر ديسكورد لرؤية صور الشخصيات و متابعة مواعيد نزول الفصل:

https://discord.gg/AxDFN6uVTE
======
فصول الشهر 60/17