*فرقة لمرافقة قافلة الأسلحة*
أي فرقة مرافقة تلك التي يلزمها جيش مُتكامل من 150 الف جندي مُسلحين بأسلحة مصنفة و طلاسم من 50 سيد نقوش!
لكن كلهم فهموه بسرعة.. هذه لم تكن قوة مرافقة فعلياً، بل جرافة.. جرافة مستعدة لتزيل أي عائق أمامها، روبين قطعاً لم ينوي خيراً بهذا..
“هذا…” تمتم البطريرك و اخذ ينظر لبيلي و ميلا بطرف عينه، هذا لم يكن إعلان حرب مباشر على الدوقية لكنه بلا شك قريب جداً من ان يكون كذلك!
“لا داعي للتفكير كثيراً.. بجانب العوامل التي ذكرناها سابقاً، دونالد آيفرين يعتقد ان العائلة الملكية لن تسمح بحرب داخلية كبيرة و لهذا يحاول إختبار حظه، مع بعض إستعراض القوة اثق انه سيدرك مركزه… حسناً دعونا نفض هذا الحوار.
انا حللت موضوع الاسلحة سابقاً بالمصانع، حللت موضوع تزويد الجيش بالطلاسم عن طريق فتح الكاديمية و تدريب اسياد النقوش، حللت حجم الجيش بتزويد العائلة المال الكفي للتوسع، و حللت موضوع إفتقارنا لكتائب النخبة و إنتاج المزيد من الفرسان للعائلة اليوم.. أهناك شئ ما يزال يُعجز جيشنا و يجعله اقل من جيش دوق؟”
“…” عم الصمت على المكان لفترة، أي واحدة من هذه الأشياء التي ذكرها روبين يمكنها جعل الجيش يحسب له ألف حساب في أي ميدان، و الأن روبين يسأل على المزيد..
قيصر كان اول من تكلم، ” هنالك شيئان ينقصان الجيش تحديداً.. الأول هى أحصنة الحرب، احصنة الحرب القوية تحدث فارق كبير مع الخيالة، لو كان كل شئ متماثل في الجيشين فعدد أحصنة الحرب هو ما يرجح الكفة.
و الثانية هى القديسين… نحن نفتقر بشدة للقديسين في العائلة، سمعت من العمل بيلي انك تنوي إبادة عائلتي ماركوس؟ حسناً، هذا لن يحدث بدون قديسين اقوياء في جانبنا.. اقوياء جداً!”
اومئ البطريرك و ميلا، هذا كان افضل رد و افضل تحليل يمكنهما قوله، قيصر اخذ خبرة كبيرة اثناء تواجده مع الجيش الفترة الماضي…
اومئ روبين فخوراً، ” لديك نظرة جيدة، من الجيد ان لدينا مفتاح المشكلتين هنا.. أليس كذلك يا صاحب السمو ألفريد؟ … صاحب السمو؟”
الجميع إلتفوا نحو ألفريد الذي كان يجلس في كرسي بعيد عن الأنظار نسبياً، فوجدوه مُغلق العينين و كأنه في ملكوت اخر
في الحقيقة هو دخل في هذه الحالة منذ مرر حسه الروحي في لفيفة تقنية إنماء الطاقة لكن لم لاحظه احد بسبب حساسية الموضوع الذي يناقشونه
“ألفريد!!” صاح روبين مجدداً
” ماذا؟! من من ..؟!” رد ألفريد فزعاً
“انت خرجت من الإغماء المؤقت إذاً منذ فترة، لماذا ما زلت في حالة التأمل؟ سيكون امامك وقت كافي لاحقاً للتدريب.. الأن انا اريدك في شئ.”
” بالطبع لا مشكلة معاليك، كيف يمكنني مساعدتك؟” إستعاد ألفريد هدوءه و سأله
حك روبين رأسه بعد سماعه كلمة *معاليك* مجدداً، انها غريبة جداً عندما تصدر من أمير، ” إسمع، نحن نريد احصنة حرب.. الكثير منها.. اريدك ان تتوسط لنا في الموضوع لدى عائلتك و معارفك المقربين، يمكننا شرائهم طالما الأسعار مناسبة لا مشكلة..”
فكر ألفريد لوهلة ثم رد، “هذا… احصنة الحرب وحوش صعبة الإيجاد في الطبيعة و إناثها تلد ببطئ شديد، كل العائلات التي تملك سلالة أحصنة حرب تحاول الحفاظ على نقائها و عددها، انهم يريدون زيادة اعدادهم لا نقصانها! لهذا شراء احصنة الحرب اصعب من شراء الأسلحة المصنفة.. لن تبيعها عائلة إلا لو كانت بحاجة شئ اخر، و منذ متى العائلات النبيلة تحتاج لعملات ذهبية لهذه الدرجة؟”
” اوه، لهذه الدرجة؟ …طيب سنشتري الأحصنة بالطلاسم، أهذا جيد؟” حك روبين رأسه ثم أجاب
اومئ ألفريد مبتسماً، ” افضل بكثير، يمكنني إيجاد مشترين لك، و العائلة الملكية ايضاً يمكنها المساهمة بعدد مُعتبر من الأحصنة.”
“ممتاز!” صاح البطريرك، معظم احصنة الحرب لديهم قُتلت خلال الحروب الاخيرة، و معظم ما لديهم حالياً تم أسره من حروب دوليفار، و مع ذلك لا يوجد لديهم سوى حوالي 500 حصان حرب.
“شئ اخر يا ألفريد..” أضاف روبين، ” عندما ترجع لعائلتك تكلمهم على الأحصنة، اخبرهم ان روبين يريد شراء رؤوس قديسي عائلة تاوي و عائلة روفوس.. عندما تعرف أخبرني عن الثمن.”
“هذا..؟!” صدم ألفريد من كلام روبين، ” انت.. اقصد معاليك.. تريد منا قتل قديسي مملكتنا؟ هذا.. عمي ألبيرت لن يوافق، و بالتأكيد ابي لن يوافق ايضاً!!”
إبتسامة قاسية ظهرت على وجه روبين،” لكل شئ ثمن، أوصل لهم الرسالة كما هى و أطلب منه ان يُكلمني عن طريق خاتم الصوت بعدما ينتهي”
مع ان البطريرك كان يشك ان هذا ما سيلجأ له منذ سمع عن مهاجمة تلك العائلتين، إلا انه مع ذلك شعر برجفة في عموده الفقري عندما سمع روبين يقولها..
“بيلي..” إلتف روبين له
“ما-، إحم.. ماذا تريد..؟”
“بعد عبورك للحدود مع الجينرال إدوارد و اسياد الطلاسم و الإطمئنان ان كل شئ في مكان، اريدك ان تجمع كل الفرسان في المستوى 19 و 20 من الأراضي الجديدة، و القديسين الثلاثة خاصتنا ايضاً، و تجلبهم معك و تأتي إلى يورا… خلال الأربع سنوات القادمة ستبقى الأراضي الجديدة تحت إدارة عائلة برادلي بالكامل.”
“ماذا؟! لماذا؟ التمرد قُضي عليه بشكل كبير لكن ما تزال هنالك بؤر نتعامل معها بإستمرار، لن يكون حكيماً جلب مراكز القوى من هناك..” إعترض بيلي
” فقط افعلها، اريدكم جميعاً في شئ مهم هنا، و الأراضي الجديد لا خوف عليها طالما الجينرال إدوارد هناك و مع جيشنا الجديد.. فقط تأكد من تعريف نبلائنا هناك على الجينرال إدوارد و أوصهم بإطاعته قبل ان تعودوا.”
“هذا…” لم يكن يدري بيلي ما يقوله، تسليم اراضي بهذا الحجيم لعائلة برادلي بالكامل لا يبدو شئ عقلاني..
ميلا ردت سعيدة، ” شكراً على ثقتك يا روبين، عمي إدوارد لن يخذلك!”
“اعرف، ” إبتسم روبين ثم وقف، ” فليقم كلاٍ بعمله بدأً من اليوم، و انا سأرجع لمهمتي..”
الموضوع التاليالموضوع السابق