الأيام التالية مرت بهدوء نسبي على الجميع..

في ذلك الإجتماع إستوعب روبين عدة اشياء بطريقة غير مباشرة، اشياء خطيرة جعلته يعيد التفكير في نظامه الذي كان يتتبعه..

لهذا قام روبين بتقسيم يومه لعدة اجزاء ليُعالج منها ما يستطيع..

اول شئ كان إنتاجية أسياد النقوش التابعين له، إن لم يفعلوا شيئاً غير رسم طلاسم إنفجار النار فهم بلا شك قادرين على صنع الـ 60 الف طلسم ناري بنهاية الخمس سنوات، لكن هذا لم يكن كل ما عليهم صنعه..

حيث وعد روبين بـتسليم آلاف من طلاسم الظلام و الحيوية و الصوت ايضاً، و كلاهما يلزمهما وقت اكبر بكثير لصنعهما مقارنةً بطلاسم انفجار النار

هذا بغض النظر عن إحتياج بيت المزاد لمئات من طلاسم الصوت ذات الإستخدام الواحد شهرياً لأنه احد مصادر دخل العائلة الرئيسية و حتى يستطيع تلبية جزء من الطلب الواسع عليها، فبعد خطة بيلي للترويج لحُلي الصوت أصبح إمتلاك واحداً على الاقل من الأساسيات لدى كل فرد في المملكة!

كما ان عائلة بورتون نفسها تحتاج لكمية طلاسم خاصة بهم من كل الأنواع من اجل الحرب الكبيرة القادمة!

بسبب الضغط الكبير على أسياد النقوش، قرر روبين النزول بنفسه يومياً لإعطاء محاضرات لمدة ساعتين عن افضل الطرق لرسم النقوش و توفير الطاقة و غيرها من الأمور المهمة، كما انه خصص ساعتين اخريين يومياً لرسم الطلاسم معهم لسد العجز الحالي

و بعد إنتهاء اول أربع ساعات في الفترة الصباحية التي يقضيهم في الأكاديمية، يتوجه للمكتبة الكبرى في المنطقة الإدارية…

هذه كان علاجه الخاص لثاني مشكلة واجهته اثناء الإجتماع، المعلومات العامة..

فهو إكتشف انه لم يعد بإمكانه عيش حياته مُنكباً على دراسة القوانين السماوية وحدها، هو لم يعد يعيش في كهف…

فكلما إزداد شهرة و قوة إزداد نفوذه و إزداد تطلعات و توقعات من حوله له، لا يمكنه ان يبقى حكراً على دراسة القوانين للأبد و يترك كل القرارات الاخرى بيد البطريرك ولا الجينرال إدوارد و هو يجلس يبتسم و يهز رأسه…

هذه ليست اول مرة يتوجه للمكتبات، بل جاء عدة مرات او طلب من زارا ان تستعير له كتباً لها علاقة بالأعشاب ذات العناصر حتى يتمكن من صنع الأحبار للنقوش المتنوعة

لكن هذه المرة سيكون هدفه اكثر إتساعاً.. فنون الحرب و الإستراتيجيات و فنون الإدارة العامة و حتى انواع المعادن و الأحجار و توزيع الممالك و الدوقيات جغرافياً و تاريخ كلاً منهم

هدفه كان المكتبة كلها تقريباً!

لكن قوة روحه التي إزدادات بعد إستعمال تقنية تقوية الروح اصبح القراءة و الإستيعاب اسرع لديه بمراحل عن الإنسان العادي، كل صفحة يقلبها في كتاب لا يفتحها سوى ثانيتين او ثلاث بالكثير قبل ان يقلب لغيرها… و هذا يستمر لأربعة ساعات اخرى يومياً.

بعد كل زيارة يذهب لمطعم العم تيم بمفرده او مع احد معارفه، احياناً حتى مع احد اسياد النقوش الجدد، و بعدها يذهب لتفقد مشروع إطعام المساكين و المُعدمين من بعيد بعد ان اصبح هائل التمويل و له فروعاً جمى حول المدينة، فينظر للفقراء هنالك مبتسماً، ثم يرجع لمنزله ليحين وقته المفضل من اليوم.. البحث.

فهو كان بحاجة لحلاً سريعاً لأكبر مشكلة إكتشفها اثناء إجتماعه مع الدوقين، عندما سأله جالان * حتى إن أخذت أراضي، كيف ستقتل؟*

روبين رد بعفوية وقتها لكن السؤال علق في رأسه…

بالطلاسم و الأسلحة المصنفة يمكن لروبين تجهيز جيش للإستيلاء على أي ارض يريدها، لكن ماذا عن مالكيها؟ ماذا إن كان عليه مواجهة قديسين عالي المستوى او حتى الحكماء؟

اقوى شخص في العائلة حالياً هو براين، قديس في المستوى 26 و عمره إقترب للألف عام، لا يوجد امل كثير انه سيحظى بإختراق اخر مستقبلاً.. اما ثاني اقوى شخص بعده في العائلة هو القديس ديفيد ذا المستوى الـ 24 !
لا يوجد في العائلة سوى خمس قديسين و حوالي سبعون فارس قادرون على القتال، ربما رُبعهم فقط تخطى المستوى الـ 14 … هذا سئ.

أساسات العائلة المالية شهدت قفزة لم تشهدها أي عائلة اخرى في التاريخ، و كسبوا أراضٍ و سُلطة لم يكن لأكثرهم وقاحة ان يجرؤ ان يحلم بها… لكن أساسات القوة الفردية ما تزال مُزرية إلى اقصى درجة.. و الأن حان وقت إيجاد حل لهذا.

خلوة روبين لمدة اسبوع بعد الإجتماع كان خصيصاً لإيجاد حل لهذه المشكلة و بسرعة، بالطبع هو يدرك انه يستحيل عليه عمل قديسين اقوياء بما يكفي لقتل عائلة روفوس خلال خمس سنوات.. لكن عليها وضع أساسات مستقبلية لتقوية هذه العائلة، عليه صنع فرسان أقوياء!

و بعد اسبوع كامل افضل فكرة لديه كانت تدريب الجيل الجديد على القوانين الرئيسية التي إبتكرها…

لكن مشكلتان وقفتا أمامه، اولاً انه عليهم القسم بأنهم سيحافظون على التقنيات ولا يسربوها، لكن كم مرة عليه صنع ألواح قسم ليكفي كل هؤلاء؟ بعد تفكير عميق وصل اخيراً لفكرة الهرم الذي طلبه من البطريرك
الفكرة الرئيسية لهذه المشكلة تكونت في رأسه لكن لم ينتهي منها بالكامل بعد

المشكلة ثانياً، كيف ينقل التقنيات لهذه الأعداد الغفيرة؟ من بين 56 سيد طلاسم إستطاع واحد منهم تسريب تقنيات الروح! إذاً ماذا سيحدث إن سلم كُتب تقنيات القوانين الرئيسية للمئات من الشباب؟ على الاقل سيفقدها بعضهم و تذهب لأيادي أعدائه، هذه لم تكن تقنيات روح بلا فائدة تقريباً في المعارك بل تقنيات قوانين رئيسية قد تقلب العالم رأساً على عقب!

… و هذه المشكلة لم يجد له حلاً حتى اللحظة.

على هذا الجدول اليومي مر اول شهرين من بعد الإجتماع.

من Zeus

-+=