تحول وجه القديس إدوارد لملامح غريبة، فهو كان يقول حقائق و ليس رأيه الخاص، ” إحم، انا فقط اقول ما اعرفه ايها النبيل روبين، أفران صهر المعادن لا يمكنها صهر شئ بالكامل غير الحديد و المعادن القريبة منه، لكن المعادن القوية بالكاد تصبح لينة بعض الشئ، و درجة الليونة هذه تقل كلما زاد مستوى المعدن… هنالك معادن تحتاج شخص بمستوى حكيم لتطويعها، و معادن اخرى معروفة لا يمكن لحتى الحكماء عمل اي شئ حيالها!”
عقد روبين حاجبه و رجع للتفكير، ثم بدأ يومئ بإستمرار و يكلم نفسه، ” فهمت.. جيد.. إن حدث هذا… تمام…”
تاركاً كل من حوله يتبادلون النظرات لا يعرفون ما يفعلونه..
بعد حوالي دقيقة نظر روبين بإتجاه البطريرك، ” اثق انه متبقي معنا الكثير من الأموال؟”
“اجل بالطبع، صرفنا الكثير عن الجيش الجديد لكننا لم ننفق كل ما جلبته لنا من الحكيم ألبيرت بعد!” اومئ البطريرك
“جيد، اريدك ان تستخدم تلك الأموال في إقامة مصانع متخصصة في صنع كل انواع العتاد، أسلحة، دروع تغطي الجسد بالكامل، دروع تُمسك باليد، إلخ… و هذه المصانع يجب ان تُبنى داخل أراضينا الجديد!”
“هاه؟! ما فائدة إقامة مصانع ضخمة لصنع اسلحة عادية و نحن عندنا بعضها؟ نحن لا ينقصنا هذا النوع من الأسلحة” بيلي إستغرب من كلام روبين
“النبيل روبين، نحن نتناقش في ما إن كنا سننسحب او نكمل الحرب، كيف نقيم مصانع ثابتة لا تتحرك في منطقة مشتعلة كهذه؟ انها ستكون اهداف مثالية للمتمردين.” إدوارد ايضاً إعترض
“فقط إسمعوا الكلام، أقيموا مصانع ضخمة و جهزوها بأفران إسالة على أعلى مستوى، أما عن إمكانيتها في إسالة المعادن.. إعتمدوا علي انا!”
القديسين الأربعة فتحوا أعينهم على اخرهم، هذا كلام خطير..!!
ميلا سألت بسرعة، ” أتقول انك يمكنك دعم تلك المصانع لإسالة معادن قوية؟ أتقول انك… تريد صنع أسلحة مُصنفة بشكل كَمي؟!”
اومئ روبين، ” غالباً ستكون مصنفة كمنخفضة المستوى في البداية، على الاقل حتى أجني بعض الفهم للمجال، و حتى يعتاد العمال على ما يفعلونه.”
من بين كل الحضور، فقط زارا هى من كانت ما تزال هادئة، لأنها لم تفهم مقياس ما قيل للتو
أما القديسين كلهم فكادوا يقعوا من على كراسيهم!
هذه ثورة جديدة! ثورة جديدة تسير بالتوازي مع أهمية طلاسم النار في المعارك!!
حتى جيوش الدوق يكون اقل من ربعها مُجهز بأسلحة مصنفة منخفضة المستوى، هذه الاسلحة متراكمة على مدى آلاف السنين، هذا هو احد العوامل الذي يشكل حاجز لا يمكن إجتيازه بين العائلات النبيلة القديمة و الجديدة حتى لو العائلتين لديهما نفس تقنيات التدريب!
لو كان لعائلة بورتون مصدر دائم من ذلك العتاد…
“روبين.. انت..!! هيه~ إنس الأمر، لن أطلب منك شرح كيف ستفعلها… لكن على الاقل اخبرنا لماذا تريد إقامة هذه المصانع في الاراضي الجديدة؟ إنس الأمر مدينة يورا نفسها، انا اُفضل بناء المصانع هنا داخل المنطقة الإدارية!” البطريرك كتم حماسته و سأل
” بل إبنها هناك، و ضع إعلانات عن تجنيد أبناء الارض الجديدة للعمل في المصانع بأجر مرتفع جداً لا يمكنهم غض البصر عنه و أعطهم رعاية كاملة لهم و لعائلاتهم… إجعل بيئة العمل في المصانع كـ كجنة لهم.”
“هذا.. سيُكلف الكثير..! بناء المصانع بالمقياس و الجودة المطلوبة وحدها سيأكل مئات آلاف العملات الذهبية! و سنحتاج لآلاف العملات الذهبية شهرياً لنُغطي مصاريف العُمال ليكون بالمستوى الذي تطلبه” بيلي هز رأسه
“يمكننا تعويض المصاريف عن طريق بيع جزء بسيط من الأسلحة المُصنعة شهرياً لعائلة برادلي و العائلة الملكية ، و عندما يكتفي جيشنا الحالي من الاسلحة يمكننا بيع حصة اكبر للعائلتين الشريكتين او حتى لبقية العائلات الكبرى و الصغرى في مملكة الشمس السوداء، طالما الأسلحة المصنفة ستكون متوفرة بكثرة و بسعر مناسب، أتحسب انه سيكون لدينا مشاكل في الدَخل؟ إنس امر هذه النقطة، مصاريف العُمال لن تكون نقطة تستحق الذِكر وقتها!
إسمعوا… شعبنا الجديد يظنون اننا هناك للنهب و القتل، و للأسف الاحداث الحالية تؤكد ظنونهم، هذه المصانع ستكون نقطة جذب للطبقة العاملة لديهم لينضموا لنا و يجنوا اموال كثيرة و يخبروا اقربائهم و اصحابهم اننا فعلاً جئنا لنرفع من شأنهم و ليس من اجل قتلهم و سرقتهم كما يعتقدون، بعدها سيطمح الجميع للإنضمام لنا و حماية هذه المصانع التي تدر عليهم ذهباً، بدلاً من محاولة تدميرها!”
إدوارد و ميلا ما يزالان متحمسان لإعلان روبين انه مستعد لبيع اسلحته المصنفة لعائلة برادلي، بينما بيلي و البطريرك دخلوا في تفكير عميق في الإقتراح..
بعد مرور بضع ثوانٍ بيلي بدأ يومئ، “هذا فعلاً سيجذب الطبقة الفقيرة لصالحنا، الإستقرار و الرخاء دائماً ما يكون افضل من الحرب.. لكن ماذا عن الطبقة المتوسطة و الغنية؟ لو كان هنالك حلقة وصل بين المتمردين و مخابرات دوليفار، فهم بالتأكيد من تلك الطبقة.. هم بالتأكيد لن يسكتوا و سيحاولون إثارة الفتن، أنقتل هؤلاء؟”
“لا! هلا توقفت عن التفكير في القتل للحظة؟!” صاح روبين، “… اخبرني المزيد عنهم، أهم نبلاء؟ بينهم فرسان و خلافُه؟”
” كلا، العائلات النبيلة غادرت عقب توقيع إتفاقية عدم الإعتداء خشية ان نفتك بهم، من تبقوا هم العائلات الكبيرة نسبياً و الغنية لكن بلا تقنية قوانين.. و بالتالي لا يوجد بينهم فارس واحد، و مع ذلك هم اكبر خطر هناك.. فهم لهم علاقات وثيقة بالنبلاء و يكنون الولاء المُطلق لدوليفار، كما ان أعدادهم و سُلطتهم التي يملكونها على بقية سُكان مدنهم تجعلهم رأس الافعى في هذه الحرب ضد التمرد!”
صمت روبين ثم عاود كلامه بعد بضع ثوانٍ “… اعتقد ان لدي حل لهم ايضاً.”
” ما هو ؟!”
” أعلنوا ان العائلة التي فيها اكثر من 500 فرد و التي تقسم على ولائها لعائلة بورتون علناً… ستتسلم تقنية قانون ثانوية نارية و يصبحون النبلاء الجدد في أراضيهم!”
بيلي تفاجئ و صرخ، “إنس الأمر!! الطريقة التي إستخدمها أسلافنا للإختراق لنطاق الفروسية كانت معيوبة و تم إلقائها جانباً، كل القوانين الجيدة التي نملكها اليوم إشتريناها من العائلة الملكية بعدما ساعدهم اسلافنا في الإنتصار بحروب توحيد المملكة قبل آلاف السنين، و أقسمنا ان لا نسربها لأحد اخر و إلا سنعتبر خونة!”
” هل المشكلة الوحيدة هى القانون نفسه؟ بقية الفكرة تعتبر جيدة؟” سأل روبين بهدوء
بيلي تفاجئ من السؤال و نظر للبطريرك، الذي تكلم بدوره ” اجل الفكرة ممتازة بالفعل، مساحة كهذه تحتاج لعائلات نبيلة محلية فيها لمساعدتنا في إدارتها، كما اننا لن نكفي شرهم فحسب بل سيكون لدينا المزيد من الرجال للإستدعاء للحروب إن كسبنا ولائهم و جعلناهم اقوى! لكن هذه مجرد احلام.. لا يمكننا إستخدام ممتلكات العائلة الملكية بهذا الشكل.”
الموضوع التاليالموضوع السابق