مر شهران بسرعة…

خلالهما روبين لم يخرج من غرفته، حتى المرحاض كان داخل غرفته، الشئ الوحيد الذي كان يفتح الباب لأجله كان لإستلام الطعام من يد ميلا

أجل! بعد ان قررت ميلا البقاء في عائلة بورتون، قررت العيش في مبنى الضيوف مع روبين و زارا، كما انها طلبت من زارا ان تتفرغ لصنع الطلاسم و هى تولت إعداد و توصيل الطعام يومياً و توصيله لروبين

فكرتها مبدئياً كانت محاولة التقرب من *خطيبها* و تحويل علاقتهم الباردة سابقاً لتكون اكثر دفئاً و قرباً

ففي هذا المجتمع، الخطوبة تعتبر رابط بنفس قوة الزواج، او يمكن وصفها انها هى نفسها زواج بدون ممارسة الجنس.

ليس و كأنه يمكن لأحدهما إلغاء الخطوبة في أي وقت و إنهاء الامر، إن حدث هذا و فُضت الخطبة… ستعتبر ميلا مطلقة!

لذلك بدأت فوراً بمحاولات للتقرب من روبين الذي أصبح قدرها الأن، لكن محاولاتها قوبلت بلا مبالاة…

عندما جائت اول مرة لتوصل الطعام، تفاجئ عند رؤيتها لكن بعد تبادل بضع جُمل مهذبة كالتي تدور بين الغرباء، اخذ الطعام و رجع لما كان يعمله…

و هذا أصبح اسوأ فأسوأ بالنسبة لها بمرور الوقت… فبعد بضع مرات حتى الجمل المُهذبة إختفت، روبين البارد كان يفتح الباب يأخذ الطعم و يغلق مجدداً بسرعة، احياناً بإبتسامة متحمسة و احياناً بوجه عابس.. واضح ان هذه المشاعر بسبب شئ يدور في رأسه و ليس بسبب رؤية ميلا!

لكنها لم تستسلم… إستمرت بتوصيل الطعام و إستمر بتجاهل وجودها، تكررت العملية لأكثر من شهر و نصف… حتى في مرة كانت ذاهبة بالطعام فسمعت روبين يضحك بجنون من وراء الباب، ترددت قليلاً و فكرت ان ترجع و تتركه يكمل ما يفعله، لكنها في النهاية قررت ان عليها مشاركته هذه اللحظة كخطيبته، بطرقت الباب

*طرق طرق*

الضحكة الهيستيرية إنقطعت و سُمعت صوت اقدام روبين قادمة نحو…

لكن عندما فتح روبين الباب هذه المرة لم يأخذ الطعام كالعادة، بل تقدم فجأة ثم مد يده فأمسك شعرها و جذبها نحوه، و قبلها بقوة على شفتيها.

ثــــم اخذ الطعام و أغلق الباب تاركاً ميلا في الخارج واقفة في ذهول…

وقفت ميلا مكانها لبضع ثوانٍ تحاول إستيعاب ما حدث للتو… لكن في النهاية إبتسمت إبتسامة راضية ثم إلتفت و غادرت.

هى تدرك ان روبين على الارجح مسرور بسبب انه حقق تقدم في أبحاثه و ان الموضوع ليس له علاقة بها، لكنها مسرورة لأنه روبين إستخدمها ليعبر عن هذا الشعور..

على الاقل محاولاتها اليومية نجحت اخيراً برفع الحاجز بينها و بينه

————————-

… لكن هذه القبلة لم تكن الشئ الوحيد المهم الذي حدث خلال الشهرين، فخارج الأبواب المُغلقة الأوضاع تزداد تعقيداً

إنطلق مزاد يورا الكبير و تمت دعوة كل كبراء المملكة لحضوره و كان تحت إشراف مباشر من البطريرك و بيلي بورتون

لأول مرة في تاريخهم.. مدينة يورا كانت هى مكان تجمع مملكة الشمس السوداء.

في بداية المزاد تم الإعلان رسمياً و لأول مرة عن الطلاسم، فتم الإعلان عن طلاسم النار، طلاسم الظلام، و طلاسم الحيوية…

تفاصيل و إستخدامات هذه الطلاسم أذهلت عقول الجميع، خاصةً طلاسم الظلام و الحيوية الذان لم يكونا بنفس شهرة طلاسم النار

حتى طلسم النار الذي يُباع في المزاد في المستوى العاشر و ليس السادس كما سمعوا، بهذا المستوى يمكن للطلسم ان يكون وسيلة دفاع ممتازة مع أي نبيل صغير السن او لا يمكنه التدرب!

تبارى الجميع لشراء عشرات الطلاسم في ذلك اليوم، مما حقق ربحاً يُقدر ب 230 الف عملة الذهبية.. هذا يمثل عامان تقريباً من إجمالي أرباح عائلة بورتون بالكاملن تم جنيهم في يومٍ واحد!!

بعد بيع اخر قطعة من طلسم الحيوية تم الإعلان ان قاعة مزاد يورا الجديدة ستكون مخصصة لإستضافة مزاد شهرياً لبيع الطلاسم، مما لاقى ترحيباً واسعاً من الحضور

كما انه اُعلن عن ان عائلة بورتون تُجند الفرسان كبار السن الذي لم يعودوا قادرين على دخول ساحات القتال و سيتم الدفع لهم بشكل لائق، و انه أي شخص لديه قوة روح اعلى من المتوسط يمكنه العمل لصالح عائلة بورتون براتب جيد ايضاً

الإعلان كان غريب بالنسبة للجميع، هذه اول مرة يسمعون بمتطلبات تجنيد غريبة كهذه، لكنه ايضاً قوبل بالترحاب، فالكثير من الموجودين هنا لديهم اشخاص بهذه المواصفات… طالما لا يمكنهم الإستفادة بهم، فإرسالهم لعائله بورتون حيث يتقادون اجر جيد يعتبر افضل خيار، على الاقل سيكون لديهم مصدر معلومات داخلي يجلب لهم أخبار الطلاسم!

بعد هذا اليوم، بدأ بضع اشخاص ممن لديهم هذه المواصفات بالتدفق نحو مدينة يورا بصمت…
————————————

أما في الجبهة الاكثر سخونة…

المنطقة التي إستحوذت عليها عائلة بورتون مؤخراً تضم عشرات ملايين المواطنين… و بطريقةٍ ما عليهم إخضاعهم جميعاً للحكم الجديد بجيش قوامه 25 الف جندي.

لا احد في أي مكان قد يرضى يتغيير جنسيته بين ليلة و ضحاها، و بهذه البساطة التمرد المسلح إشتعل و يزداد يوماً بعد يوم

حرب إخضاع التمرد إشتدت لدرجة ان اثنان من قديسي عائلة برادلي إنضموا للجيش في الارضي الجديدة مصطحبين معهم عشرات الفرسان، فأصبح هنالك خمس قديسين بالمجمل بإحتساب القديسين الثلاثة من عائلة بورتون

كل قديس إصطحب 5 الاف جندي و بضع فرسان مكونين خمسة جيوش مستقلة، ثم تحركوا بشكل منفرد لإخضاع المدن واحدة تلو الاخرى بالقوة.

الفارق العددي بين الإثنين فظيع… لكن بسبب عدم وجود جيش نظامي للمتمردين و عدم وجود شخصيات قوية مثل الفرسان و القديسين، جعل الكفة متوازنة بعض الشئ

المشكلة هى انه بعد قتل المتمردين في المدن، تزداد نسبة غضب أهل تلك المدينة و رفضهم لـ *المحتل الغاشم* القادم من مملكة الشمس السوداء

اعداد جنود جيش بورتون تنخفض بوتيرة سريعة بسبب كثرة المواجهات…

الوضع يزداد سوءً بمرور كل لحظة.

من Zeus

-+=