“…؟!” روبين إلتفت ببطئ نحو كرستان، عيناه تحملان عدد لا يحصى من الاسئلة
“بعدما قمت بسجنه هنا اول مرة بدأت بإستجوابه، ليس لأني كنت مهتم، بل لأني وجدتها طريقة جيدة لإذلالة و زريعة مناسبة لضربة.” رفع ريتشارد كتفيه قليلاً، “و كما حال كل المخلوقات عندما تُسلع بالنار، إنهار سريعاً و اخبرني بكل شئ.”
“…اخبرني بكيفية التواصل مع اتباعه، على أي اساس يختارهم، انظمة الثواب و العقاب و المتاهة التي صنعها ليبقى في الخفاء، شرح كل شئ بالتفصيل الممل. في ذلك لم أُعر الموضوع اهمية، كما اخبرتك، كنت افعلها من اجل تفريغ غضبي فقط، لكني الامور تغيرت عندما سمعت عن قيصر يريد استخدام خطة امبراطورية الغد تلك لترغيب اهل يورا في اتتباعك.”
عندها اشار بضع مرات، “تلك الخطة لم تكن لتنفع مع اهل يورا، ما فعلته بهم قبل بدأ الامبراطورية، ثم ما فعله اعدائك بهم بعد بدئها، كان ثقيل جداً ليُمحى بمدن جميلة الشكل و عروض عسكرية. لذا قررت التدخل، تطبيق ما سمعته من هذا المجرم.” ثم رفع كتفيه، “و قد افلح.”
“كنت استعمل يوري لإيجاد مرشحين جيدين لأبدأ العجلة و اخبرهم بما عليهم فعله، ثم اجلس في الخلف اراقب و اتدخل فقط وقت الحاجة لأرهب هذا او اهدد ذاك… عندما وجدت ان الموضوع افلح لكن الترهيب ساد الكوكب، جئت و سألت المجرم على حل، بعد تعذيبه قليلاً، فأخبرني بأنه علي صنع قوانين مرئية لتقويد الشعب بدلاً من جعل كل شئ متعلق بالترهيب الصامت لأنه هذا سيُفقدهم الشعور بالأمان.”
“و بالفعل تبعت نصيحته، سننت عدد من القوانين بمساعدته و جعلت تطبيقها شرعياً بمساعدة سيوف الضوء، فزالت الرهبة و الخوف الدائم من قلوب الناس، و ما بقي كان خوف صحي من السُلطة… الخوف الذي رأيته حضرتك في ذلك المقهى.” اشار ريتشارد نحو والده، “بعد نجاح التجربة في يورا جاء اخوتي و ايميلي و غيرهم يترجوني لأكرر العملية في بقية الكواكب، كنت متردد لأن كل كوكب له شعب مختلف، تركيبة بيئية مختلفة و يحتاج قوانين خاصة به، هذا يعني اني سأتعامل مع هذا الحثالة لفترة اطول، لكن النهاية إستسلمت من اجل ابقاء الامبراطورية في آمان.”
ثم اشار له، “خلال المئة عام الماضية انشغل المجرم في سن القوانين المختلفة و ايجاد حلول للسيطرة على كل كوكب على حدى، لقد اثبت ان له فائدة.”
“هو سايرك فحسب و فعل ما تريد؟” عقد روبين حاجبيه، نظرة الكراهية التي تلقاها للتو ما تزال محفورة في ذاكرته
“إدخال عامود حديدي ساخن في الحلق يُساعد.” ريتشارد لوح بلطف، “كما اني اجلب له وجبة جيدة عندما تنجح واحدة من افكاره.”
“….” روبين حافظ على صمته، بين إدخال عامود حديدي ساخن و بين وجبة جيدة، غالباً كرستان يستجيب للأولى…
ثم ثبت عينه عليه، عينه التي بدأت تشع بالذهبي.
روبين اخذ يفحصه من الاعلى للأسفل، “…هنالك هالة غريبة حوله، هالة خاصة به، انها تذكرني بالهالة حول رايدين، و حول هيلين…” ثم عقد حاجبيه و خفت لون عيناه، “غريب، هو في نطاق الحكمة، تدريبه لا يبدو مميز بأي طريقة، لو كان لديه ألفة لقانون معين لتم التعرف عليه بما انه كان يتدرب في اكاديميات عائلة بورتون في الماضي.”
“عن ماذا تتحدث يا أبي؟ انه حثالة عندما يأتي الامر للتدريب، لا يشغل باله سوى الشر و المؤامرات.” ريتشارد هز رأسه
“…لا اعلم ان كان يظن انه شرير، ففي منظوره انا و انت شياطين.” روبين عقد حاجبيه قليلاً، ثم استدار و فتح فتحة في الفضاء *تررر* و اشار لإبنه، “تعال نكمل كلامنا في الخارج.”
————–
فوق سور المدينة–
*تررر* روبين هبط، فوراً ابتسم للحراس و لوح بهدوء، “يمكنك اخذ استراحة الأن.”
“من انـ-” الحراس رفعوا رماحهم، لكن الكلمة علقت في افواههم بعد خروج ريتشارد من الشق، فوراً ركعوا على ركبة واحدة، “نعتذر عن سوء التفاهم، عالي المقام.” ثم تراجعوا قفزاً من السور
“هيهي يبدو انك انت الامبراطور الان” روبين قهقه و هو يرى الحراس يقفوا على مسافة آمنه
“أليس هذا ما اردته دائماً؟ تصنع امبراطورية لتدير نفسها بينما انت تتراجع لتركز على ابحاثك.” ريتشارد ابتسم، “لقد سمعت حلمك هذا مرارك من الاخوة.”
“لن اجادلك في هذا.” روبين ابتسم و هو يراقب العاصمة الامبراطورية التي اصبحت خمس اضعاف حجمها مقارنةً بيوم التتويج، قبل ان يعود لينظر في عينا ابنه، “كرستان بورتون، على الارجح او احد ابناء القدر.”
“ابن قدر؟ ما هذا؟” ريتشارد سأل بفضول
روبين تنهد، “…لا اعلم ايضاً، لكن حسب ما اُخبرت به فهو شخص اما لديه كارما جيدة هائلة، ذكي جداً او لديه ألفة شديدة اتجاه قانون معين، و ربما مواصفات اخرى… المهم هو شخص وُلد مقدر له ان يبزغ في مجالٍ ما. هالة كرستان تقول انه منهم، ربما الصنف ذا الذكاء الهائل.”
“لم يكن ذكياً جداً عندما قبضنا عليه.” ريتشارد ضحك بغيظ
“بدون روح الكوكب ما كنا سنمسك به ابداً، لقد قلب الكوكب كله فوق رؤوسنا و حرك ما يقارب الـ 60 مليون متمرد تحت لواهء حتى انه اقنعهم بالتواطئ مع انصاف الثعابين، أي ذكاء، كاريزما و حُجة تحتاج لتنفيذ شئ كهذا؟” روبين هز رأسه، “قد يكون شخص أعمت الكراهية قلبه، لكنه ذكي جداً، خطير جداً، و مفيدة جداً!”
“ماذا تريد ان تقول يا ابي؟ هل اقتله قبل ان يهرب او شئ كهذا؟” عقد ريتشارد حاجبيه، “على الاقل اعطني مئة عام اخرى!”
“بل اريدك ان تستفيد منه بشكل ملائم.” روبين اشار له ان يهدئ، “نحن لا نملك شخص واحد موهوب في الادارة و الحكم، ايميلي ممتازة في الحسابات لكن ليس فنون الحكم، العجوز غو مسحول في الدبلوماسية الخارجية و التفاوضات و احيانا يساعد زارا، و بقية الحكام القدام يفضلون عيشة الحرب على الجلوس وراء مكاتب و الادارة… هذه الثغرة في الامبراطورية كانت اكبر مخاوفي، لكن اتضح ان لدينا ابن قدر موهوب بهذا الخصوص، شخص يمكنه السيطرة على امبراطورية كوكبية متعددة بينما يتم تعذيبه، كيف يطاوعك قلبك ان تستمر في ادخال عواميد حديد ساخنة في حلقه!!”
================
لدعم هذا العمل مادياً:
باي بال: paypal.me/eslam997
دفع فيزا مباشر موقع كوفي : https://ko-fi.com/teamoney
اي محفظة كاش مصر: 01020451397
بايير: P1017229514
بينانس أي دي : 39853995
سعر الفصل 5$
سعر الفصل بعد يوم 20 من كل شهر 10$
~~~~
لدعم هذا العمل معنوياً لا تنس التعليق و الدعاء
~~~~~~~
الموقع القديم لمشاهدة الفصول القديمة:
novelxs.com/novel/lord-of-the-truth
~~~~~~
سيرفر ديسكورد لرؤية صور الشخصيات و متابعة مواعيد نزول الفصل:
https://discord.gg/AxDFN6uVTE
======
فصول الشهر 65/39