*بززتـ*
خرج روبين من ممر فضائي واضعاً يداه وراء ظهره، و فوراً اطلق صفيراً خافتاً، “لم اكن اعلم انه يمكن لأرواح الكواكب فعل شئ كهذا.”
“انها مجرد خدعة بسيطة، يمكن ليوري فتح بوابات لأي مكان على الكوكب او في باطنه، لكن طبعاً لا تفعلها الا بأمر مباشر مني.” ريتشارد فسر بينما يتكلم بثبات
“…و اين نحن بالضبط؟” روبين عقد حاجباه و هو يتقدم
لقد وجد نفسه بداخل ممر ضيق من الصخر و الحمم، الحرارة مرتفعة جداً لدرجة ان حتى هو شعر بها قليلاً، ذلك الممر كان يقود للأسفل بشكل منحدر واضح ولا يوجد مصدر للضوء يصلهم من اي نقطة، لقد اعتمد على حسه الروحي ليشعر بما حوله و يتقدم.
“في باطن الكوكب بالطبع.” ريتشارد رد بجدية. ثم لوح بيده في نهاية الممر فبدأت صخرة كبيرة بالتحرك كاشفةً عن مصدر للضوء، “لقد وصلنا.”
“هذا..؟” روبين تقدم، ما تزال يده وراء ظهره، لكن بدى و كأن عيناه ستسقط من مكانها… المكان الذي كشف عنه ذلك الحجر كان قطعة من جهنم.
لقد وجد نفسه بداخل كهف عظيم، يقف بالقرب من جرف يُطل على بحيرة من الحمم تمتد بإمتداد البصر، الحرارة و الانفجارات التي تغلي بداخلها كانت كفيلة بإضاءة الكهف الهائل قليلاً. أشواك من الحجر شديد الصلابة كانت تنزل من السقف و تخرج من بين بحيرة الحمم، و لم يكن هنالك مخلوق بالجوار، لا يمكن لشئ ان يعيش في مثل هذه الظروف!
“ريتشارد، ما هذا المكان؟ لماذا جـ–” قبل ان ينهي روبين سؤاله، رصد شئ يطوف فوق بحر الحمم، “همم؟”
بعيداً في وسط البحيرة كان هنالك ظل، ظل بشري يطوف فوقها فاتحاً ذراعيه و ساقيه على اخرها، لا… لقد كان مربوط بسلاسل!
*سوووش* فوراً روبين انطلق نحو ذلك الظل، و بالفعل رآى ما كان يتخيله، لقد كان بشري مربوط بخمس سلاسل، بذراعيه و ساقيه و رقبتيه، كل سلسلة طوله عشرات الامتار، كل واحدة مربوطة في شوكة حجرية مختلفة سواءً في السقف او تلك البازغة من بحر الحمم، و كل واحدة من تلك السلاسل كانت تستعر و تصدر اصوات فرقعة من شدة الحرارة، رقبة ذلك الشخص، رسغاه و اسفل ساقاه كانتا مسودة تحترق، رائحة الدماء المحروقة كانت هى عنوان الموقف!
“ماذا يحدث هنا؟ منذ متى و هذا الشخص مُسلسل هنا؟!” روبين اشار نحو و صاح بقوة
“منذ متى؟ …لا اذكر بالتحديد، لكن فوق الـ 100 عام هذا مؤكد.” ريتشارد امال رأسه قليلاً و هو يشاهد ذلك الشخص، لم يبدو انه متأثر و لو قليلاً
“مئة عام؟ مئة عام في هذا الجحيم؟! ما الذي فعله لك ليستحق عقاب كهذا؟!” روبين صاح عليه، و امسك بياقة قميصه، “ريتشارد، أي نوع من الإجرام كنت تقترف من ورائي؟!”
“اهدئ، هو يستحق ذلك بالتأكيد.” ريتشارد رفع يده ليهدئ اباه، ثم اشار نحو السجين برأسه، “لما لا تتفحص وجهه جيداً؟ انت رأيته من قبل.”
“…انا رأيته؟” روبين تراجع خطوة، ثم بدأ يدقق في وجه ذلك السجين بإستغراب و عدم تصديق.
ذلك الشخص كان كثيف الشعر لدرجة انه غطى معظم وجهه، لكن شعره لم يكن طويل، فأطرافه كلها محروقة، واضح انه يتعرض للإشتعال بين كل حين و اخر… الملامح الباقية الظاهرة من تحت وجهه كانت تعود لشخص في الخمسينات من عمره، لكنه لم يبدو مألوف لهذه الدرجة
“استيقظ ايها المذنب!” في هذه اللحظة ريتشارد رفع يده و لطم السجين بقوة *بااا* صوت الصفعة دوى في الكهف بالكامل
“بففتــ ريتشارد، انت—!!” روبين كان ينوي الصراخ على ابنه قاسي القلب، لكن السجين فتح عينه في تلك اللحظة، و لسان روبين عُقد فوراً، “تلك العين..”
تلك العين المتوهجة بالكراهية و الذكاء المتقد، هو يعرفها!
*كلانج* *كلانج* السلاسل نُفضت، عينا السجين شاعت بالمزيج من الكراهية و الخوف و عدم التصديق عندما رأى الشخص الماثل امامه، “روبين.. بورتون!!”
“انه انت!!” روبين فتح عيناه على اخرها، “كرستان بورتون!!!”
بنظرة واحدة لعينه، روبين عرفه، كرستان، ابن جوليا، ابنة بيتر بورتون… هذا هو ابن اخته، الشخص الذي بدأ حركة الشعب!
“ماذا يحدث هنا؟” روبين إلتفت بسرعة نحو ابنه، “لماذا ذلك الشخص ما يزال حي؟!”
كرستان بسرعة صرخ، “روبين بورتون، السماء ستقتص منك! بحق كل اجرامك و كل الدماء على يدك السماء سوف–”
“عُد للنوم!” ريتشارد تقدم و سدد له لكمة على فكِه فكسره له فوراً، فغاب عن الوعي، “…انه وغد صلب، سأعترف له بهذا على الاقل.”
“ريتشارد، فسر ما يحدث.” روبين عقد حاجبيه، “اثناء حرب استعادة يورا أمرت بوضع السهم الاحمر على جميع المتمردين، كان يجب على كرستان الموت كغيره، بسرعة و بصمت. لماذا اجده هنا؟ حتى الناجين من قبيلة عزيل لم تفعل بهم هذا و مازلت تتركهم مع العفاريت في الكوكب اس 3!!”
“…اسف لم استطع منع نفسي.” ريتشارد نظر بعيداً، “اثناء الغزو و قبل عودة قيصر للدعم اضطررت لقتل الملايين من سكان الكوكب من داعمي حركة الشعب حتى انهم أسموني بالمخزوق، هذا لم يسعدني، فهؤلاء البؤساء ضُحك عليهم بسبب هذا الثعبان الكبير، و اولائك البؤساء انفسهم قتلوا عشرات الملايين من المواطنين العاديين. رأيت عشرات المدن تحترق، رايت الدماء تسيل بسبب الحركة التي أسسها، ثم خُتمت بالكارثة التي حلت على مدينة و راح ضحيتها معظم من تبق من عائلة بورتون.”
ثم عقد حاجبيه بقوة و نظر نحو كرستان ببطئ، “كراهيتي نحوه لم تكن لتمحى بمجرد موته… لذا اثناء انشغالك و البقية في المعارك، قم بإختطافه و جلبه إلى هنا ليتجرع شيئاً من اخطائه.” ثم ضغط يده بقوة، “لا تأخنك به رأفه يا ابي، المئة عام الذي قضاهم هنا لن يعوضوا عشرات الملايين من الأرواح التي زُهقت بسببه. لو حسبنا اليوم الواحد تكفيراً عن قتيل واحد، فما يزال امامه الكثير، الكثيير من السنين ليقضيها هنا.”
“…لماذا جلبتني إلى هنا؟” روبين نظر بعيداً
“كنت تتسائل عن اسلوب حُكمي، صحيح؟ عن القوانين القاسية و اساليب القمع و طُرقي في الترهيب و الاخضاع…” ريتشارد اشار نحو السجين، “هذا هو المصدر.”
================
لدعم هذا العمل مادياً:
باي بال: paypal.me/eslam997
دفع فيزا مباشر موقع كوفي : https://ko-fi.com/teamoney
اي محفظة كاش مصر: 01020451397
بايير: P1017229514
بينانس أي دي : 39853995
سعر الفصل 5$
سعر الفصل بعد يوم 20 من كل شهر 10$
~~~~
لدعم هذا العمل معنوياً لا تنس التعليق و الدعاء
~~~~~~~
الموقع القديم لمشاهدة الفصول القديمة:
novelxs.com/novel/lord-of-the-truth
~~~~~~
سيرفر ديسكورد لرؤية صور الشخصيات و متابعة مواعيد نزول الفصل:
https://discord.gg/AxDFN6uVTE
======
فصول الشهر 65/38